في تصنيف بحوثات ومذكرات تعليمية وتخصصات جامعية وثانوية جاهزة بواسطة (2.4مليون نقاط)

 بحث عن البيوانيقا المقياس الفلسفة والبيوانيقا المستوى السنة الثالثة فلسفة (5)مفهوم البيواتيقا

المقياس الفلسفة والبيوانيقا

مقدمة عن البيوانيقا

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ المقياس الفلسفة والبيوانيقا المستوى السنة الثالثة فلسفة (5)مفهوم البيواتيقا

الإجابة هي كالتالي 

المقياس الفلسفة والبيوانيقا

المحاضرة الأولى: مفهوم البيواتيقا.

مقدمة

لاشك أن التطورات التي عرفتها مجالات الطب والبيولوجيا، قد حملت معها الكثير من الأزمات والمشاكل الأخلاقية التي لم يعهدها أي مجتمع إنساني من قبل. فموازاة مع التطور العلمي الذي عرفته هذه المجالات وكان هناك تعثر قيمي كبي أبان عن قتل الإنسان في التوفيق بين والمعرفة العلمية والقيم الأخلاقية، ودليل ذلك هو تلك التجاوزات التي حدثت في حق الإنسان وكرامته بسبب الاستعمال اللاعقلاني للمعرفة العلمية والتقنية في مجالات الطب والبيولوجيا وعلى هذا الأساس كان ميلاد ما. يعرف بالبيواتيقا أو أخلاقيات الطب والبيولوجيا ، كمبحث أخلاقي جديد يؤكد في متونه على إعادة النظر في العلاقة المتوترة بين المعارف العلمية والقيم الإنسانية خصوصا الأخلاقية منها، كما يؤكد على ضرورة تسبيح عمل الأطباء والعلماء مما يضمن

للإنسان كرامته وإنسانيته.

1- في معنى البيواتيقا .

بداية يمكن القول بأن المصطلح الجديد (بيواتيقا) باللغة العربية، هو ترجمة حرفية للمصطلح الإنجليزي (Bioethics). ومن حيث الاشتقاق اللغوي يتكون هذا المصطلح من الكلمة اليونانية bios وتعني الحياة، وكلمة ethos وتعني الأخلاق . هكذا تحدنا إزاء مصطلح جديد يهتم في متونه بالأخلاقيات الحياتية، ويعيد النظر في كل ما تحقق من إنجازات في مجالات علوم الصحة والحياة، ضمن رؤية جديدة تؤسس لما يجب أن يكون عليه الأطباء والعلماء في ممارساتهم وأبحاثهم التي أضحت تثير الشك والقلق، بفعل المشاكل والأزمات الأخلاقية التي باتت تطرح في هذا المجال. من هنا ذلك "الانتقال الذي يقودنا من الدلالة اللغوية إلى الدلالة المفهومية، حيث الدراسة الفلسفية للمسائل الأخلاقية المنبثقة عن التطبيقات العلمية التي تجري على الحياة بوجه عام. ولذلك يكون مفهوم البيوتيفا كما يرى Laurent Mayet هو الوعي بالممارسات المقلقة للعلوم البيو- طبيبة على الجسد البشري ومن وجهة النظر هذه يمكن التعامل مع البيواتيقا باعتبارها مبحثا جديدا يهتم في دراسته بالمشاكل الأخلاقية والقانونية التي تعرفها المجالات البيوطبية". 2

و يمكن الإحالة إلى العالم الأمريكي المختص في أمراض السرطان فان انسلاير بوثر Van Rensselear Poter (2001-1911)، الذي تحت مصطلح بيواتيفا " ضمن كتاب له صدر سنة 1971 بعنوان Bioethics Bridge To The Future ". ومن خلال هذا الكتاب يمكن الوقوف على الغاية الأساسية للمؤلّف، بنيانه لحقيقة الأزمة التي تسبب. 4 فيها الانفصال التام بين المعارف العلمية والقيم الإنسانية، حيث الاستقلال التام لكل ما هو علمي عما هو أخلاقي، ضمن

_____________________________________________

.Colas Diflo, Sebastien Bauer et autres, Dictionnaire des concepts philosophiques, sous la

direction de: Michel Blay, CNRS Edition, Paris, 2013, p.87. نورة بوحناش الأخلاق والرهانات الإنسانية، أفريقيا الشرق، المغرب، ط1، 2003، ص 246. -Eliette Abecassis, Fabienne Abbou et autres, Encyclopédie de la philosophie, sous la direction de: Jean Montenot, Librairie générale française, 2002, p180.

-Didier Sicard, L'éthique médicale et la bioéthique, p.u.f, Paris, 2009, p.11.

..........................1 ...................

ممارسات وتطبيقات لا إنسانية يغذيها الطموح اللامشروع للإنسان العلمي في مجالات العلم المتعددة، وخاصة مجالات الطب والبيولوجيا. وعلى هذا الأساس كان تأكيد بوثر في كتابه هذا على وجوب إقامة تحالف بين الثقافة العلمية والتكنولوجية والثقافة الأخلاقية وكي يتحقق ذلك وبالتالي نجاة الإنسانية من الكوارث المحتملة، طالب بوثر بإعداد حقل دراسي واسع ووسط ملائم التطبيق هذا الفكر الأخلاقي الجديد بحيث يغطي مجالات وأنشطة متعددة على رأسها تنظيم النسل وتحقيق السلم ومحاربة الفقر والحفاظ على البيئة وحماية الحياة الحيوانية والدفاع عن سعادة الأفراد. وبالتالي ضمان بقاء الإنسانية على قيد الحياة

واستمرار الكوكب الأرضي في الوجود.

ما يمكن ملاحظته من خلال هذا الطرح الذي قدمه ،بوتر هو الرؤية الشمولية التي أرادها لهذا المشروع، بحيث لم يقتصر على المجال الطبي فقط أو البيولوجي، بل تجاوز ذلك ووسع من دائرة مهامه التي أصبحت تمس حتى المجال البيئي الذي لم يعد في مأمن بفعل الانتهاكات التي طالت البيئة التي يعيش الإنسان في كنفها، وبصورة عامة أراده مشروعا يضمن سلامة الحياة الإنسانية ويحمي مكان إقامتنا (الأرض)، من كل التجاوزات التي أضحت تمارس على الإنسان والطبيعة على حد سواء، وكل ذلك يتم باسم العلم، خصوصا وأن العلوم المعاصرة قد دخلت في عهد أصبحت فيه قادرة على الإخلال بنظام الحياة والبيئة، وتدمير العوامل التي تضمن إمكانية تحسين ظروف الحياة على هذه الأرض. وبات من غير المعقول تماما غض الطرف عن هذا الواقع الجديد ومسايرة العلماء في اعتقادهم بأن أبحاثهم وتجاربهم وعلومهم محايدة وذات طابع علمي ،صرف، وليس لها أي تأثير على الحياة وعلى كوكبنا الأرضي وعلى البشر الذين يعيشون فيه "2.

ويمكن القول بأن البيواتيقا كمبحث جديد من مباحث الفلسفة الأخلاقية المعاصرة، يهتم بالأسئلة المحرجة والمشاكل الأخلاقية، التي أبانت بحق عن حجم الضرر الذي لحق الإنسان بفعل التجاوزات التي حدثت في حقه، والتي طالت بالخصوص كرامته وقدسية حياته. وفي هذا كلام عن الوضعية المقلقة والحرجة، التي وجد الإنسان نفسه فيها، بفعل الممارسات والتطبيقات العلمية اللاعقلانية في مجالات علوم الصحة والحياة والحجم المشاكل والأسئلة التي باتت تُطرح في هذا المجال، "فإن الكثير من الأطباء ينتظرون من هذه الأخلاقيات أن تنير تفكيرهم وعملهم حول الحدود التي ينبغي لهم أن يضعوها لسلطتهم... فقد أصبحوا يصطدمون بحالات ضمير غير مسبوقة: كيف يمكن الفصل مثلا بين مصلحة المريض والإصرار العلاجي، بين هذه المصلحة ذاتها وقتل رحيم يجازف منطقه بالدفع إلى الانتحار المازر أو إلى الجريمة المقنعة البسيطة؟".

يتبع في الأسفل 

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
2- مواضيع البيواتيقا.

يمكن القول أنه بالرغم من اختلاف وجهات النظر حول المفهوم الذي يتم اعتماده لتحديد مجالات ومواضيع البيوتيقا، إلا أننا نستطيع أن نأخذ بالغاية المتوحاة من هذا المبحث الأخلاقي الجديد، باعتبارها نقطة التقاء بين كل أعلام هذا الفكر، والمتمثلة في الحفاظ على الحياة بصورة عامة وعلى الحياة الإنسانية بصورة خاصة، وعلى هذا الأساس نجد تلك الترابية التي يولي

_______________________________________

عمر بوفتاس، البيوإتيقاء الأخلاقيات الجديدة في مواجهة البيوتكنولوجيا، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 2011، ص 15 عبد الرزاق الدواي، حوار الفلسفة والعلم والأخلاق في مطالع الألفية الثالثة شركة النشر والتوزيع المدارس، الدار البيضاء المغرب، ط1، 2004، ص ص 50/49. دومنيك لوكور، فيم تفيد الفلسفة إذن؟ من علوم الطبيعة إلى العلوم السياسية تر: محمد هشام أفريقيا الشرق، المغرب، 2011

........................ص.154...............

من خلالها المفكرين الأولوية لبعض المواضيع على أخرى هكذا تحدنا إزاء مواضيع أساسية تتصل في طرحها بمجالات علوم الصحة والحياة، ولا تهتم في مضمونها إلا بما يتعلق بقضايا الطب والبيولوجيا. وفي هذا المقام يمكن الإحالة إلى (غي ديران) حيث يقول: "إن بعض الموضوعات متفق عليها. فجميع المؤلفين والمتدخلين يرون أنها تتعلق بالبيوإتيقا، إذ تتكون من نواة مركزية: الأوتانازيا، تكثيف العلاج الإنعاش الحقيقة للمرضى الإجهاض، تشخيص ما قبل الولادة والاستشارة الوراثية. كما يمكن الكلام كذلك عن تعقيم المعاقين وتحسين النسل والتجريب على الكائن البشري. هذا بالإضافة إلى موضوعات أخرى تتعلق بالإخصاب والتلقيح الاصطناعيين، وبنوك الحيوانات المنوية وأطفال الأنابيب والمعالجة الوراثية. تجدنا والحالة هذه إزاء مواضيع لا تخرج في مضامينها عن مجالات الطب والبيولوجيا، فالعناوين التي يعتمدها (ديران) باعتبارها قضايا تشكل محط اتفاق بين المشتغلين في هذا المجال، تتعلق بحياة الإنسان والتحديات التي يواجهها بفعل التطورات التي تشهدها علوم الصحة والحياة على وجه خاص وباعتبار مركزينها الأساسية، فإن هذه المواضيع تحيلنا إلى مضمون البيواتيقا، الذي لا يمكن استيعابه إلا داخل الحقول الطبية التي لها تأثير مباشر على صحة الشخص بعيدا عن التجاوزات التي تحدث في حق المحيط الطبيعي الذي يعيش في كنفه، وهذا الطرح يتماشى مع مفهوم الأخلاقيات الطبية والبيولوجية بوصفها تفكيرا ذا طابع أخلاقي حول المسائل التي طرحها تقدم العلوم البيوطبية، وهي مسائل جديدة مثل زرع الأعضاء البحث الجيني، أو تصور جديد لقضايا قديمة مثل الموت الرحيم والإجهاض. ومن هذا المنطلق يمكن القول مع الان راي an ey أن موضوع البيواتيقا يتحدّد خلال إجبار البيولوجيا والطب على اعتبار القيمة الأخلاقية خاصة في تطبيقاتهما على الكائن الحي، ومن جهة أخرى يُطلب من الأخلاق الإجابة على المسائل العلمية والتقنية في مجال الحي وهو هنا الوجود الجسدي للإنسان"3. ومع ذلك نجد بعض المفكرين المهتمين بقضايا هذا المبحث الأخلاقي الجديد، يضيفون مواضيع أخرى ويوسعون من مجال البيواتيقا، حيث يُدرجون مواضيع تتجاوز في طرحها مجالات علوم الصحة والحياة كموضوع التلوث والبحث في الأسلحة البيولوجية والكيماوية التي أثرت بشكل سلبي على الحياة بصورة عامة، سواء تعلق الأمر بحياة الإنسان، أو بحياة البيئة التي يعيش فيها، خصوصا عندما تغدو الطبيعة صاحبة حق، وتفرض على الإنسان أن يعطيها بمثل ما هي تعطيه، اعتمادا على حق التكافل الذي يتحدد بالعلاقة المتبادلة بينها وبينه . فكلمة حياة ليست حكرا على الكائن الإنساني فقط، بل تتعداه إلى الحياة 2. من 4. النباتية والحيوانية، التي تعتبر شرطا لوجوده ومن هذا المنطلق تتسع موضوعات البيوإتيقا لتشمل مجالات الحياة بصورة عامة، بما في ذلك الحياة البيئية كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وتوضيحا لكل هذا، يقول (غي (ديران ما مفاده أن هناك آخرون لا يجدون حرجا في إضافة موضوعات أكثر اختلافا يفرض التفكير الإتيقي نفسه في شأنها منع الحمل، النمو الديمغرافي والتحكم فيه، بحث الأسلحة البيولوجية والكيمياوية وتطورها، وكذا التعذيب وعقوبة الموت (الإعدام) والتلوث. ثم يقول معلقا على هذه

___________________________________________

في ديران، البيواتيقا الطبيعة المبادئ الرهانات تر محمد جديدي، جداول للنشر والترجمة والتوزيع، بيروت، لبنان، ط1،

58.04.2015 نورة بوحناش مرجع سابق، ص.247 ذانه م 253

.............................

المواضيع: يبدو لي شخصيا أننا نتجاوز حقل البواتيقا. لكن من الذي يقرر ؟ فقد يمكننا هذا من الاستنتاج أن هذه الموضوعات الأخيرة هي أطراف (حواشي) الموضوعات مركزية". 3- البيوانيفا وتعدد التخصصات.

وهنا يمكن القول بالمسؤولية الملقاة على الأطباء والعلماء، وعلى كل الأطياف الفكرية، بما في ذلك الفلاسفة وعلماء الاجتماع، وعلماء النفس، وحتى رجال القانون ورجال الدين. بل أكثر من ذلك فقد أضحت هذه المسؤولية ملقاة على كل الشرائح الاجتماعية، باعتبار أن الأمر أصبح يتعلق بقدسية الحياة الإنسانية التي باتت مهددة بفعل التجاوزات التي حدثت في مجالات علوم الصحة والحياة. وفي هذا يقول (جان) برنار Jean Bernard): "إن أخلاقيات الطب والبيولوجيا ليست حكرا فقط على البيولوجيين والأطباء ولا على رجال الدين والفلاسفة وعلماء الاجتماع، ورجال القانون ممن اكتسبوا خيرة في هذا المجال. بل هي مهمة جميع المواطنين، باعتبار أن كل واحد منهم يمكن أن يواجه في كل لحظة مشكلة تتعلق بالحياة والموت 2 هكذا يُصبح مفهوم الحياة جامعا لكل أطياف الفكر، ولجميع الاختصاصات التي تجعل في أولوياتها المحافظة على الحياة الإنسانية، وعدم المساس بقدستها وكرامتها مهما كانت الظروف. ما يمكن تأكيده في هذا المقام أنّ القرار في مجال الطب لم يعد يقتصر على رأي الطبيب فقط باعتباره العنصر الأساسي في العملية العلاجية. خصوصا إذا تكلمنا عن مبدأ الاستقلال الذاتي الذي يكفل للشخص المريض حقه في تقرير مصيره، والتعامل معه كطرف أساسي في العملية العلاجية. وتجسيدا لهذا المبدأ الذي يرفض السلطة الأبوية للطبيب، فإنه يتوجب على الطاقم الطبي أن يضع الشخص المريض أمام الصورة الحقيقية لوضعه الصحي، وإطلاعه على دقائق وتفاصيل العملية العلاجية أو البحثية بإيجابياتها وسلبياتها، كي يتسنى له الاختيار في ضوء معرفة كاملة ومستنيرة، وهذا ما بات يعرف في مجال الأخلاقيات الحياتية بالموافقة الواعية والمستنيرة Consentement éclairée. وفي هذه النقطة لا بد من الإشارة إلى انتقال مبدأ الاستقلالية من مجاله الأخلاقي إلى مجاله القانوني، "فبالإضافة إلى أنّ هذا المبدأ يحيل إلى رفض النزعة الأبوية للطبيب... فإنه يُوظف كمرجع للقضاة في الكثير من المحاكمات التي تمت هل كان المريض أو المريضة على علم؟). إنّه مبدأ يعبر في معناه القانوني عن الخصوصية التي تميز القانون المعاصر .. وعلى هذا الأساس نجد الحضور الواضح والجلي للقانون، كتخصص له تأثيره في المجالات البيوطبية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالنتائج السلبية التي تنجر عن الممارسات الطبية التي تمت بدون وعي أو معرفة من الشخص المريض لتفاصيل هذه الممارسات. فلا غرابة إذن عندما نسمع اليوم بالمصطلح الجديد "البيو-قانون Bio-droit الذي تعتبر مبادئ حقوق الإنسان والأخلاق التطبيقية وآداب المهنة الطبية. وفي هذا كلام عن تطور البيوتيقا بالعودة إلى مبادئ حقوق الإنسان المتمثلة في المنطلقات الأساسية (التغذية الأمن، التكاثر وتوفير البيئة الملائمة). وهكذا يحصل الربط قاعدته هي.

بين الأخلاق والقانون بالموازاة مع سيادة مبدأ الاستقلال الذاتي للفرد وترجمته تشريعا قانونيا".

....؟............2......

نما يهم هذا ويمكننا الكلام أيضا عن تدخل أشخاص غرباء عن الميدان العلبي ولهم اهتمامات واختصاصات أخرى، في تقرير الكثير صحة المريض كرجال الدين مثلاء وعلماء النفس، وحتى علماء الاجتماع، خصوصا عندما تطرح إشكالية الحق في الموت الرحيم مثلا، أو عندما تكون الموارد الطبية غير متوفرة بالقدر الذي تمكن لكل المرضى الاستفادة منها. وكمثال على ذلك يمكن الرجوع إلى حقبة الستينيات حيث طرحت أول مشكلة من هذا النوع، وذلك باكتشاف تقنية تصفية الدم، فالمركز الأول لهذه التقنية في مدينة (سياتل)، لم يكن قادرا على تلبية حاجيات المرضى بسب نقص التجهيزات، وهو الأمر الذي فرض تأسيس لجنة مكلفة بانتقاء المرضى المؤهلين لتلقي العلاج. وكانت تلك اللجنة مكونة من تسعة أعضاء ضمنهم طبيبان، وهي المرة الأولى التي يسند فيها الأطباء سلطتهم في اتخاذ القرار لأشخاص أجانب فيما يتعلق بانتقاء من يتلقى العلاج، فقد أدرك الوسط الطبي أن الأجانب يمكن أن يسند إليهم اتخاذ القرار في مثل هذه الحالات مثلهم مثل الأطباء " " .
0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
4- البيواتيقا وحقوق الإنسان.

فإذا كانت البيواتيقا تتحدد برسم الحدود اللازمة للأطباء والعلماء، وفق ما يحفظ كرامة الإنسان ويصونها، فإن ذلك لم يكن إلا من خلال التأكيد على الحقوق الإنسانية، وتجسيدها واقعا ملموسا من خلال البنود والمواثيق التي تؤكد على ضرورة احترام الحياة الإنسانية أولا، باعتبار الحق في الحياة الذي يأتي على رأس كل هذه الحقوق، وكذا الحق في الحرية والكرامة الإنسانية، فإذا بدأنا هنا بالحق الرئيسي، أمكننا الإحالة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (10) ديسمبر 1948)، الذي يؤكد في بنده الثالث أن لكل فرد الحق في الحياة. وقد جاء البند السادس من الميثاق الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية ما يفسر ويؤكد

هذا المبدأ بالتصريح الآتي: إن الحق في الحياة ملازم للشخص الإنساني، وهذا الحق يجب أن يكون محميا بالقانون. يبقى السؤال المطروح هنا هو : كيف تتعامل مع مفهوم الحق في الحياة في ظل التطورات العلمية التي شهدتها مجالات الطب والبيولوجيا؟ يمكن القول أن الإنجازات العلمية المتطورة في المجالات البيوطبية قد قدمت للإنسان المعاصر إمكانيات كبيرة لتحقيق أحلامه وضمان سعاته. لكنّها في المقابل قد حملت في جنباتها ما يبعث على القلق والخوف من النتائج الوخيمة التي قد تنجر

الاستعمال اللاعقلاني لهذه الإنجازات. فمع التطورات المتسارعة التي عرفتها مجالات الطب والبيولوجيا، قد أصبح من الصعب رسم الحدود الفاصلة بين الحياة والموت مما تتكون حياة كائن حي ؟ متى تظهر حياة كائن حي؟ ما معنى الوجود على قيد الحياة؟ كل هذه الأسئلة تقود إلى التساؤل عن قيمة الكائن الحي وهي أسئلة تستدعي التفكير في التمييز بين الحي واللاحي، وفي إمكانية استعمال أجساد أو أعضاء أو أنسجة لغير الأحياء لأهداف علمية بحثية أو لعلاجات طبية. الأمر هنا يتعلق بإمكانية تشييء كائن حي قبل ولادته وبعد موته الدماغي، أو بعد توقف قلبه عن النبض" 3. لا شك أن هذه الأسئلة تجعلنا على وعي تام بحجم الأضرار والمآزق القيمية التي أضحى يعيشها الإنسان المعاصر بفعل الكثافة التي تشهدها المنجزات الطبية والبيولوجية، كما تجعلنا كذلك نقف عند حواف المعرفة التي تقربنا من الحدود التي يجب الوقوف عندها من أجل المحافظة عن

_____________________________________________

عمر ،بوفتاس، مرجع سابق، ص.55 2- Rafan Benachour, Manipulation génétique et droit a la vie, in : Droit de l'homme et manipulation génétiques, publications de l'académie du royaume du Maroc, collection (session), Théme de la 2eme session, 1997,p.81. رويشي إيدا، أخلاقيات علوم الحياة ومستقبل الكائن الحي ضمن المؤلف الجماعي القيم إلى أين؟ إدارة جيروم بندي تر.

زهيدة درويش جبور وجان ،جبور المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون بيت الحكمة، تونس، 2، 2005، ص 356

...............5........؟

على الحياة الإنسانية، ضمن تحديات جديدة للعلوم الطبية والحياتية الطرح معضلة اخلاقية وحقوقية

حياة الإنسان منذ بداها (لحظة الإخصاب) إلى مرحلتها النهائية (الموت) ضمن هذا السياق يطرح السؤال عن البداية، أي المراحل الأول للإنسان وهو جنين "هل يجر الجنين البشري الخصر العم، هكذا يقول بعض مثلى الديانات، كالديانة الكاثوليكية: على الأقل يمكن اعتباره (شخص) عم، هكذا تقول التحية الاستشارية الوطنية للأخلاق، إن الجنين (شخص) بالقوة Line personne potentielle) ، مكنا يقول التحنون المفتوتون بدراساتهم حول الخلايا الجنينية خلايا) الأمل الجنين لا يمكن أن يكون شخصا ولا حتى الشخصا بالقول إنه قبل كل شيء (كومة من الخلايا) التي يعتبر قدرها ملكا للباحثين، مثل ما هو ملك للأم المستقبلية، فإذا سلمنا هذا الرأي الأخير الذي يقول به بعض العلماء، فهذا معناه أن مصير الجنين يبقى رهنا بالبحوث العلمية، التي تحد في المرحلة الجنيم لها، لممارسة العمليات التجريبية من أجل الوصول إلى حقائق علمية أو من أجل مقاصد علاجية، لكن قد تكون هذه التجارب موجهة لأهداف تجارية، ترتبط في أساسها بتسويق الأجنة وبيعها، مثلها مثل كل الأشياء التي فالمن، وهنا يمكننا الحديث عن التصنيع الأجنة والاتجار بها، حيث يمكن أن يتم إنتاج الأجنة البشرية لأغراض البحث العلمي، أو الأجل تسويقها في سوق أطفال الأنابيب، وأن يتم في نفس الإطار تأسيس بنوك للأجنة لأجل تسويقها في سوق الأجنة والخلايا الجنيبية المتمايرة أو غير المتمايرة، وعلى هذا الأساس يجب التأكيد على الغاية العلاجية هذه التجارب من أجل ضمان مصلحة الجنين والتعامل مع كفاية في حد ذاته وليس كوسيلة تحيله إلى مجرد شيء قابل للبيع أو الشراء من هنا تجد في إحدى التعاليم الأساسية للكنيسة الكاثوليكية الصادرة سنة 1987 بعنوان (همة الحياة)، تأكيدا على أن الجنين البشري ينبغي اعتباره شخصا إنسانيا منذ اللحظة الأولى الحملة... وتعتبر أشكال التدخل الوحيدة التي يُسمح بما في إطار الجنين، هي تلك التي تكون ذات أهداف علاجية واضحة. وفي نفس السياق الذي يؤكد على حرمة الحياة الإنسانية، بما في ذلك حياة الجنين، وعدم التعرض له خارج إطار العلاج، نجد "اتفاقية أوفييدو Oviedo الحماية حقوق الإنسان وكرامته التي أقرها المجلس الأوروبي في 4 أبريل 1997 تؤكد في بندها الثامن عشر على منع إنشاء أجنّة بشرية يكون الغرض منها البحث العلمي "

اسئلة متعلقة

...