في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

يقول ريبو أن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة بسيكولوجية بالعرض

. بكالوريا 2023 الجزائر يقول ريبو أن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة بسيكولوجية بالعرض

أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby.net التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول..... 

يقول ريبو أن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة بسيكولوجية بالعرض 

 مقترح بك 2022 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي......  يقول ريبو أن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة بسيكولوجية بالعرض

. الإجابة هي 

السؤال:يقول ريبو "إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة سيكولوجية بالعرض" حلل وناقش

تعد الذاكرة قدرة نفسية تمكن الإنسان من استحضار الماضي وتذكر صوره الذهنية والحسية كما حدثت في زمنها ومكانها وإذا كان هذا التحديد لمفهوم الذاكرة موضع اتفاق بين الفلاسفة وعلماء النفس فان تفسير طبعتها كان محل نقاش وجدل حيث رأى البعض من أصحاب التفسير المادي أنها ظاهرة أو حادثة بيولوجية مرتبكة بالبدن في حين رأى البعض نقيض ذلك بجعلها ظاهرة نفسية خالصة لا علاقة لها بالجسد وأمام هذين الرأيين المتناقضين يطرح السؤال التالي :هل الذاكرة حادثة بيولوجية خالصة أم أنها بالعكس ظاهرة نفسية روحية؟

يرى أصحاب النظرية المادية أمثال ريبو وديكارت وتين أن الذاكرة عملية عضوية مادية مرتبطة بالوظائف الفزيولوجية التي يبديها الجهاز العصبي .

حيث يفسر هذا الطرح الذاكرة من منطلق أنها ظاهرة مادية يمكن تحديد آلياتها ومكان نشاطها فعملية تثبيت وحفظ الذكريات واسترجاعها مرتبط بأجهزة عضوية بيولوجية موجودة على مستوى الدماغ وهي المسئولة عن مختلف عمليات الذاكرة حيث يقول ريبو "إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة سيكولوجية بالعرض" وبما أن الماهية هي المعبر عن حقيقة الشيء فإن الذاكرة في حقيقتها بيولوجية بينما الطبيعة النفسية خاصية ثانوية عرضية فقط وهو ما يؤيده التفسير العلمي للتذكر الذي يرجعه أصحاب هذا الاتجاه إلى مجموعة الارتباطات الديناميكية بين الخلايا العصبية الدماغية حيث تقوم هذه الخلايا بتسجيل الانطباعات الحسية ثم تحتفظ بآثارها على شكل أثار رمادية تتركها الحوادث الخارجية على خلايا القشرة الدماغية ومن هنا فإن إدراك الحوادث يحدث في خلايا الدماغ أثار مادية يمكن إثارتها مرة أخرى عندما يحدث إدراك مماثل ويفسر تين هذه العملية حين يقول<المخ وعاء يستقبل ويخزن مختلف أنواع الذكريات> وهنا تبدو الذكريات كما لو كانت موضوعة في منطقة معينة من الدماغ حددها ابن سينا في التجويف الأخير حيث قال "الذاكرة قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ" فنجده يقسم تجاويف الدماغ إلى ثلاث مناطق مقدم وأوسط ومؤخر الأول مسئول عن حفظ صور الأشياء الحسية والأخير يحتفظ بمعاني تلك الصور أي بالذكريات وهذا ما يؤيده أيضا ديكارت الذي نجده يلخص حجج هذا الموقف حيث جعل من الذاكرة وظيفة مرتبطة بالدماغ والدماغ مرتبط بالجسد والجسد ذو طبيعة مادية ومنه تكون الذاكرة من حيث ارتباطها به هي الأخرى ذو طبيعة مادية بيولوجيو مشابهة لطبيعة الجسم والدليل القاطع على هذا الحكم يكمن في أن أي تلف يصيب خلايا الجهاز العصبي التي تحتفظ بالذكريات ينتج عنه ضرورة فقدان التذكر كما يتجلى في أمراض الذاكرة مثل الحبسة الحركية المصاحبة للإصابات التي تمس منطقة البروكا المسئولة على حظ الذكريات كما أن حدوث نزيف في الفص ألجداري الأيمن للدماغ يحدث فقدانا للمعرفة الحسية اللمسية في الجهة اليسرى فيصبح المصاب عاجز عن التعرف على الأشياء حتى ولو كان يحس بجميع جزئياتها وهو ما تثبته تجربة الطبيب دولي على بنت قي الثالثة والعشرين من عمرها أصابتها رصاصة في المنطقة الجدارية اليمنى فهي لا تستطيع التعرف إلى الأشياء التي توضع في يدها اليسرى بعد تعصيب عينها فعندما وضع لها دولي مشطا في يدها اليسرى وصفت جميع أجزائه وعجزت عن التعرف عليه وبمجرد أن وضعه في يدها اليمنى تعرفت عليه بسرعة مثل جميع الناس وهكذا يبدو ارتباط الذكريات بسلامة الجهاز العصبي وهو ما يجعل منها ظاهرة بيولوجية محضة حيث يقول ريبو "والخلاصة أن الذاكرة هي وظيفة عامة للجهاز العصبي " وبتالي ولما كان أي تلف في الجهاز العصبي يحدث عنه تلف لما يحتفظ به من ذكريات وكان الجهاز العصبي ذو طبيعة بيولوجية مادية لارتباطه بالجسد وجب أن تكون الذاكرة ذو طبيعة مادية بيولوجية موافقة لمصدرها.

لكن لو كانت الذاكرة مرتبطة فقط بسلامة الأجهزة الفيزيولوجية فكيف نفسر فقدان الكثير من الأفراد للذاكرة بالرغم من سلامة جهازهم العصبي وخلاياهم الدماغية كما يحدث في الاضطرابات والصدمات النفسية التي تؤدي إلى زوال الذاكرة وبتالي فلا يمكن ربط الذاكرة بالجوانب البيولوجية والمادية وحدها ولو سلمنا مع ريبو أن فقدان الذاكرة راجع إلى إصابة الدماغ فالمفروض أن الذكريات المفقودة لا تعود نهائيا لكن بعض الحالات تؤكد استرجاع بعض الأفراد للذاكرة بعدما فقدوها وهذا فيه إبطال لموقف ريبو

وبمقابل الطرح السالف ترى النظرية النفسية بزعامة برغسون أن الذاكرة ترجع إلى خصائص شعورية نفسية فهي عملية نفسية واعية قوامها الشعور وهو ما يجعلها جوهر روحي محض.

حيث يرى برغسون أن الاحتفاظ بالماضي يتم وفق صورتين مختلفتين جوهريا صورة آلية مخزونة في الجسم وقد يكون في صورة ذكريات نفسية مستقلة عن الدماغ ويسمى طريقة الاحتفاظ الأولى بذاكرة العادة وهي ذاكرة بيولوجية حركية تقوم على أساس البدن وتأخذ شكل عادات آلية وأما الصنف الثاني فيسميه برغسون بذاكرة الذاكرة أو الذاكرة النفسية الشعورية وهي ذاكرة نفسية ذات طبعة روحية مستقلة تماما عن الجسم ويحكم برغسون أن الذاكرة الحقيقية هي الذاكرة النفسية وليست ذاكرة العادة ومنه ولما كانت ذاكرة الذاكرة مرتبطة بالشعور والنفس فلابد أن تكون ذو طبيعة نفسية وروحية خالصة لا علاقة لها بالجسد المادي حيث يقول "إن الشعور إنما يعني أولا وبالذات الذاكرة"وهذا ما أغفل عنه أصحاب التفسير المادي للذاكرة لأنهم أخلطوا بين النوعين السابقين واكتفوا بالذاكرة الحركية مهملين الذاكرة النفسية الأهم منها ويثبت برغسون هذا التميز من خلال مقارنته بين خصائص كل نوع فالإصابات الدماغية في الجهاز العصبي لها تأثير على الآليات الدماغية التي تحفظ ذاكرة العادة بينما ليس لها أي أثر على الذكريات النفسية كما أن الاكتساب في النوع الأول يكون بالتدريج والتكرار أما الاكتساب في الثانية فيكون دفعة واحدة وبدون تكرار مثل إدراكنا لحادث مرور مروع ماضي فلا يستدعي تكراره كي يكتسب كذلك قدرة الاسترجاع ذاكرة العادة مرهونة بمدى تكرارها لهذا يعمد التلميذ أثناء تحضيره لشهادة الباكالوريا إلى تكرار المراجعة حتى يتمكن من استرجاعها يوم الامتحان بينما استرجاع الذكريات على مستوى الذاكرة النفسية مشروط بمدى تأثيرها على نفس الإنسان ودرجة الألم أو اللذة التي تخلفها الحادثة ومن هنا يبدو الفرق بين هذين النوعين واضحا وهو ما أغفله التفسير المادي الذي ينطبق على النوع الأول فقط بينما حقيقة الذاكرة وجوهرها هو النوع الثاني أي الذاكرة النفسية التي ترتبط بالنفس والشعور وهو ما جعل برغسون لا يميز بين الذاكرة والشعور حيث يقول "إن الشعور هو ذاكرة أعني أنه حفظ للماضي في الحاضر وتجمع للماضي في الحاضر"

إن برغسون ورغم أنه ساهم في توضيح موضوع الذاكرة ووظائفها المتعددة إلا أنه أخطأ عندما فصل بين ما نفسي وما هو عضوي وبالغ كثيرا في تفضيل الجانب النفسي وجعله المعبر الوحيد عن طبيعة الذاكرة فبما أنه أقر بوجود نوعين كان عليه الإقرار كذلك بوجود طبيعتين ولما أن الإنسان كل موحد فلابد أن يكون تكامل وظيفي بين جميع جوانبه ومنه فلا مبرر لجعل الذاكرة النفسية تعبير وحيد عن طبيعة الذاكرة وبتالي فلا مبرر للقول أن الذاكرة ذات طبيعة نفسية شعورية خالصة.

إن كلى الموقفين السالفين سواء أصحاب التفسير المادي أو النفسي قد اهتموا بجانب واحد من طبيعة الذاكرة مما يجعل موقفهما ذاتي وهو ما يدفعنا إلى التجاوز ونجد التفسير الاجتماعي يقدم طرح جديد تجاوزي حيث يرى هالفاكس أن الذكرى هي حادثة تتكون ثم تخزن وتستحضر في إطار الجماعة فقط فلولا المجتمع لما تم تشكل أي نوع من الكريات لأنها في النهاية ليست إلا حوادث اجتماعية وهو ما يجعل من الذاكرة ذات طبيعة اجتماعية سوسيولوجية حيث يقول هالفاكس" إن الجماعات التي أنا جزء منها تقدم لي في كل آن الوسائل الكفيلة بإعادة تركيب هذه الذكريات".

ومن كل ما سبق من تحليل نستنتج أن الذاكرة وظيفة نفسية إنسانية تجمع بين الطبيعة الروحية المرتبطة بالنفس والمادية المتعلقة بالجسد لكن وجود الذكريات كمخزون أساسي للذاكرة متوقف على وجود حياة اجتماعية لأن الإنسان يصنع ذكرياته في إطار جماعة من الأفراد وليس في إطار فردي خاص

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
يــقـول (ريبو) :" الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية ،وسيكولوجية بالعرض ".

                                                       فند هذه الأطروحة

حياة الإنسان هي: ذلك الكل المتكامل من الماضي والحاضر والمستقبل؛ حيث يدرك حاضر ويبني مستقبله بالرجوع إلى خبرات ماضية ، تكون قد رسخت في ذهنه كمعطيات تشكل مايصطلح عليه في قاموس علم النفس اسم :"الذاكرة"،التي تخزن الذكريات وتسترجعها على مستوى الدماغ وخلاياه فهي بذلك بيولوجية من ناحية الطبيعة ، وهذا طرح يبدو سليما ، فكيف السبيل إلى إبطاله؟ ، وإن شئت فقل : هل فعلا الذاكرة ذات طبيعة بيولوجية ؟.

       إذا كانت الذاكرة تخزن في الدماغ،وهوالمسؤول على استرجاعها، فهي ذات طبيعة بيولوجية بل وهي بيولوجية بالماهية ؛ فهي تحفظ في الدماغ كما تحفظ الموسيقى في الاسطوانة ،فداخل دماغ الإنسان هناك أجهزة عضوية تخزن الحوادث التي تم يتم إدراكها، ذلك ماتبناه أنصار(النظرية البيولوجية) ؛ حيث أكد الفيلسوف الفرنسي (رنيه ديكارت) : أن الذكريات تكمن في ثنايا الجسم ، ومن ثم فهي بحاجة إلى وسائل التخزين والحفظ والاسترجاع التي لخصها الفيلسوف الإسلامي (ابن سينا) في قوله:"قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ"، لهذا تؤكد النظرية على أن أي تلف يصيب الدماغ ، يؤدي إلى فقدان كلي أو جزئي للذكريات.

ولعل أبرز رواد النظرية على الإطلاق هو (ريبو) ، الذي أكد على أن الذاكرة :عملية تعود إلى عمل الجهاز العصبي ؛ إن حدوثها يرجع إلى مجموعة الارتباطات الدينامكية بين الخلايا العصبية ، التي تسجل الانطباعات ، وتحتفظ بآثارها في الدماغ على شكل آثار تركتها الحوادث على خلايا القشرة الدماغية يقول (ريبو):" الذاكرة وظيفة عامة للجهاز العصبي، تنشأ عن اتصاف العناصر الحية بخاصية الاحتفاظ بالتبادلات التي تطرأ عليها، وبقدرتها على ربط التبادلات بعضها ببعض". ومن المنطلقات السابقة يؤكد منطق الأطروحة على أن الذاكرة في حقيقتها الأساسية هي بيولوجية.  

 

      ولكن لو كانت الذاكرة ذات طبيعة بيولوجية ،لاستطعنا تفسير سبب فقدان بعض الذكريات بمجرد حدوث اضطرابات نفسية ، رغم سلامة الدماغ، فقد نفقد بعض الذكريات مع أن دماغنا سليم، وذلك بسبب حدوث اضطرابات نفسية.

     إن ماذهب إليه أنصار ( النظرية البيولوجية) مبالغ فيه ،إن لم نقل فيه تطرف، ويمكن الرد عليه بعدة حجج ، ابتدءا من ما ذهبت إليه ( النظرية الشعورية) ، بزعامة عالم النفس الفرنسي(هنري برغسون)؛ فالذاكرة عنده : عملية نفسية قوامها الشعور ، إنها جوهر روحي محض ، وديمومة شعورية وهي نوعان: منها الحركية : وهي ذاكرة آلية مرتبطة بالجسم ، لأنها تشمل أنشطة حركية تكتسب بالتكرار ، وهي لا تعبر عن حقيقة التذكر ، ومنها الشعورية : التي هي صلب وجوهر ولب التذكر ، تقوم بتصور الماضي ، وتحفظه وتسترجعه دفعة واحدة ، لا تحتاج إلى التكرار ، فهي شعور قبل كل شيء ، يقول (برغسون):"إن الشعور يعني الذاكرة قبل كل شيء".

وننتهي بما جاء به (موريس هالفاكس) في نظريته الاجتماعية للتذكر، فهو القائل : "عندما أتذكر فإن الغير هو الذي يدفعني إلى ذلك" ، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن المجتمع، وبما انه كذلك فإنه لا يستطيع لأن يتذكر إلا في إطار الجماعة، يقول (هالفاكس):"... فنحن لا نستطيع أن نتذكر، إلا شريطة أن نعثر في أطر الذاكرة الجماعية على الحوادث الماضية التي تهمنا" ، فالجماعة التي ننتمي إليها هي التي تحفظ الخبرات الماضية ، وتقدم لنا الوسائل التي تساعدنا على استرجاعها ، ومن هنا فوجودنا نستمده من المجتمع وقس على ذلك ذكرياتنا.

        إن الأطروحة القائلة :" الذاكرة بيولوجية بالماهية" قد بالغ أصحابه ، وهي أطروحة قابلة للتفنيد ؛ ذلك أن الذاكرة ليست مجرد تسجيل آلي، بل هي وظيفة حيوية شعورية ، لايمكن أن يقوم بها الفرد لوحده معزولا، بل لابد له من الجماعة التي ينتمي إليها.
بواسطة
يقول «ريبو»الذاكرة وظيفة بيولوجية بالماهية نفسية بالعرض''دافع عن صحة هذه الأطروحة
الطريقة: استقصاء بالوضع
طرح المشكلة :
تتأثر أفعالنا تجاه المشكلات التي تعترضنا بمكتسباتتجاربنا السابقة وليس انقطاع الإدراك في الحاضر معناه زوال الصورة الذهنية المدركة،بل إن الإنسان يتميز بقدرته على اختزان تلك الصورة مما يجعله يعيش الحاضر والماضي معاوهذا ما يسمى بالذاكرة وهي القدرة على استعادة الماضي مع معرفتنا أنه ماض ، وإذا كان الاعتقاد لدى بعض المفكرين أن الذاكرة وظيفة نفسية .فان البعض الأخر يرى بأنها عضوية مرتبطة بالدماغ ،فإذا قيل (ا'' الذاكرة وظيفة بيولوجية بالماهية نفسية بالعرض) فكيف يمكننا أن ندافع عن صحة هذه الأطروحة ؟
عرض الأطروحة
منطقها :يرى أنصار هذه الأطروحة من أمثال الفرنسي« ريبو» أن الذاكرة وظيفة بيولوجية. المسلمات :
يحاول الماديون تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا وربطها بخلايا الدماغ، وما يؤكد ذلك ملاحظات « ريبو»على حالات معينة مقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة الفتاة التي أصيبتبرصاصة في المنطقة الجدارية اليمنى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة التعرف عل المشط الذي كانتتضعه في يدها اليسرى ،بعد تعصيب عينيها ،رغم إحساسها به .*1 فتأكد له أنإتلاف بعضالخلايا في الجملة العصبية نتيجة حادث ما يؤدي مباشرة إلى فقدان جزئي أو كلي للذاكرةوجعلته يستنتج أن الذاكرة هي وظيفة عامة للجهاز العصبي. قوامها الاحتفاظ والإعادة ،وهي مرتبطة بالشروط الأساسية للحياة ،وليست الذاكرة النفسانية إلا أعلى صور الذاكرة وأكثرها تركيبا ،ومن يقف عندها – كما يفعل أغلبية علماء النفس – حكم على نفسه مسبقا بالاهتمام بالمجردات . ومنه فان الذاكرة هي وظيفة بيولوجية بالماهية نفسية بالعرض. وقد ميز« ريبو» بين نوعين من الذاكرة .ذاكرة طويلة المدى وذاكرة قصيرة المدى والعلاقة بينهما هي علاقة تكامل وتبادل ،أي يمكن أن تُنقل الذكريات من الذاكرة الطويلة إلى القصيرة والعكس ولقدتأثرت النظرية المادية بالمقولة الديكارتية القائلة (بأن الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم) وأن الذكريات تترك أثرا في المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطوانات التسجيل ،وكأن المخ وعاء يستقبل ويختزن مختلف الذكريات ,وهي تثبت بطريقة آلية.أي شبيهة بالعادة ، ولقد استطاع« ريبو» أن يحدد مناطق معينة لكل نوع من الذكريات بل ويعد أكثر من ستمائة مليون ( 600) خلية متخصصة لتسجيل كل الانطباعات التي تأتينا منالخارج مستفيدا مما أثبتته بعض تجارب 'بروكا'من أن نزيفا دمويا في قاعدة التلفيف منناحية الجهة الشمالية يولد مرض الحبسة وأن فساد التلفيف الثاني من يسار الناحيةالجدارية يولد العمى اللفظي وغيرها ويقول «ريبو» (إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة بسيكولوجيةبالعرض(ومن خلال كتابه أمراض الذاكرة رأى( إن الذاكرة بطبيعتها عمل بيولوجي)
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية :
يرى علماء الوراثة من أمثال« مندل » و«مورغان» إن الذاكرة من الملكات الوراثية التي تُنقل من الآباء إلى الأبناء ، شأنها شأن الذكاء و تؤكد الدراسات العلمية الحديثة إن تناول بعض الفواكه أو الفيتامينات أو الأقراص يساهم في تقوية الذاكرة ، كما إن ممارسة الأنشطة الرياضية يساعد الذاكرة في النشاط .والواقع يثبت لنا أيضا ، أن قوة الذاكرة الإنسانية تتبع المراحل العمرية له .إذ أن الشاب له القدرة على التذكر أكثر من الصبي ،وكلما تقدم الإنسان في السن( بعد مرحلة الشباب ) كلما ضعفت ذاكرته ،وقديما قال ابن سينا عن الذاكرة :بأنها قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ .ويقول الفيلسوف الفرنسي «تين »(المخ وعاء لحفظ الذكريات )
الرد على خصوم الأطروحة
منطقها:يرى أنصار هذه الأطروحة بزعامة الفرنسي «هنري برغسون» أن الذاكرة وظيفة نفسية بالماهية بيولوجية بالعرض .
المسلمات :
انطلق «برغسون »من نقد النظرية المادية ورأى أن الذاكرة نوعان ـ ذاكرة حركية تتمثل في صور عادات آلية مرتبطة بالجسم وهيتشكل مختلف الأعمال الحركية التي تكتسب بالتكرار . ـ وذاكرة نفسية محضة مستقلة عنالدماغ ولا تتأثر باضطراباته وهي الذاكرة الحقة التي غاب على المادين إدراك طبيعتهالأنها غير مرتبطة بالجسم وهي ليست موجودة فيه .... إنها ديمومة نفسية أي روح ،يقول ((لو صح أن تكون الذكرى شيئا ما محتفظة في الدماغ ،لما أمكنني أن احتفظ لشيء من الأشياء بذكرى واحدة بل بألوف الذكريات .)) ويعرفلالاند الذاكرة بأنها وظيفة نفسية تتمثل في بناء حالة شعورية ماضية ويرى برغسون بان عملية التذكر تتحكم فيها مجموعة من العوامل النفسية كالرغبات والميول والدوافع فمقدرة الشاعر على حفظ الشعر اكبر من قدرة الرياضي.ومقدرة الرياضي في حفظ الأرقام والمسائل الرياضية اكبر من مقدرة الفيلسوف ...وهكذا,والفرد في حالة القلق والتعب يكون اقل قدرة على الحفظ ,وهذا بالإضافة إلى السمات الشخصية التي تؤثر إيجابا أو سلبا على القدرة على التعلم والتذكر كعامل السن ومستوى الذكاء والخبرات السابقة...... ومنه وحسب برغسون أن وظيفة الدماغلا تتجاوز المحافظة على الآليات الحركية أما الذكريات فتبقى أحوال نفسية محضة. ولهذا يقول برغسون (الذكريات تختزن في أعماق النفس)وتفسر هذه النظرية النسيان بانعدام الرغبة والاهتمام ،إذ أن الشخص عادة ينسى الأشياء التي لا يرغب فيها .
النقد
إن برغسون لا يقدم لنا أي حل للمشكل عندمااستبدل الآثار الفيزيولوجية المخزنة في الدماغ بآثار نفسية أو صور عقلية مخزنة فياللاشعور وهو لم يفسر لنا كيف تعود الذكريات إلى سطح اللاشعور عن طريق إثارتهاكمعطيات ماضية ، كما ان الفصل المطلق بين هو جسمي وما هو نفسي أمر غير ممكن واقعيا
حل المشكلة:
من خلال التحليل السابق نستنتج أن الذاكرة وظيفة مرتبطة بالدماغ ،والأطروحة القائلة (الذاكرة وظيفة بيولوجية بالماهية نفسية بالعرض') أطروحة صحيحة وصادقة يمكن الدفاع عنها وتبنّيها.
تحيااااااااااتي

اسئلة متعلقة

...