في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

الإمام الحسن من المهد الى اللحد

مدة امامة الإمام الحسن

كم كان عمر الإمام الحسن عند استشهاده

أين ولد الإمام الحسن

كنية الإمام الحسن

وفاة الإمام الحسن المجتبى مكتوبة

أين دفن الإمام الحسن

سلسلة كتب من المهد إلى اللحد

نسل الإمام الحسن

الإمام الحسن المجتبى من المهد إلى اللحد pdf

كتاب حياة الإمام الحسن PDF

لماذا سمي الإمام الحسن بالمجتبى

دروس من حياة الإمام الحسن المجتبى

كتاب الإمام الحسن المجتبى من المهد إلى اللحد

متى استشهد الإمام الحسن

الإمام الحسن من المهد الى اللحد

( الإمام الحسن (ع) ... بصمات في كربلاء )

قد يظن البعض خطأً أن الإمام الحسن المجتبى (ع) لم يتحمل ما تحمله الحسين (ع)، فخيار الصلح خيار دعة وراحة، فالإمام الحسن (ع) لم يتحمل من الظلامات والرزايا والمصائب ما تحملة الحسين (ع) في كربلاء.

وهو ظنٌ خاطئ ونظرة سطحية وقراءة هشّة لطبيعة الخيارين والعلاجين اللذين أقدم عليهما الإمامين الحسنين عليهما السلام.

فالصلح لم يكن مدعاة راحة ووسيلة دعة، بل كان غُصصاً تجرعها الإمام الحسن (ع)، وكان في كل يوم يذوق المرارة وتتجدد الظلامة، في كل يومٍ كان الحسن الزكي (ع) يُذبح، وفي كل يوم يطعن، وفي كل يوم توجه لهم السهام، كما ذبح وطعن وأصيب الحسين عليه السلام، بل لو أخذناها من زاوية أخرى ستكون السهام المسددة للحسن (ع) أقسى وأبلغ في الألم، لأن الحسين (ع) سددت له السهام من قبل أعدائه، والحسن (ع) توالت عليه السهام من العدو والصديق، بل ومن أصحابه المقربين، سهام تنال شخصيته، وتسلب منه إقدامه وشجاعته وتنعته بالجبن والخور، وتصادره كعزة ومعز للمؤمنين، وسهام الأقربين أشد إيلاماً:

وظلمُ ذوي القربى أشدّ غضاضةً

على المرء من وقع الحسامِ المهندِ

هذه من ظلامات إمامنا الحسن (ع)، ويضاعف الظلامة الجراحات النفسية الكبيرة التي تعرض لها، فهذه السهام المسددة لإمامنا الحسن (ع) كانت من القسوة ما يجعلنا نقر أنها لا تقل قسوة عن سهام الحسين (ع)..

جراحات السنان لها التئامُ

ولا يلتامُ ما جرحٓ اللسانُ

علينا أن نفهم أن الإمام الحسن (ع) ضحى وقاسى وظُلم، كما الإمام الحسين (ع).

وعلينا أن نعرف أن خياري الصلح والثورة لا يعودان لإمكانية وطبيعة كل إمامٍ، بل يعودان لطبيعة وظروف المجتمع في كل زمن، ففي زمن الحسن (ع) كان اعوجاج الفهم وضحالة التفكير وغياب الوعي، مرضاً يعاني منه المجتمع، فكانوا ينظرون للصراع صراع مصالح وسلطة لا صراع مبادئ، وسطحية تفكير المجتمع وغياب الوعي أفرز ظروفاً قادت الى الصلح، ليكون الصلح علاجاً لمرض غياب الوعي فتكشفت الأمور جلية واضحة في فترة الصلح وتكشف زيف بني أمية وتساقطت الأقنعة.

وفي زمن الحسين (ع) امتلكت الأمة ذلك الوعي المفقود في زمن الحسن (ع)، فالصورة الآن واضحة جلية لأطراف الصراع، التشخيص في أنقى صوره، ووضوح الرؤية في أعلى مستوياته، فالكل يعلم من هو الحسين ومن هو يزيد.

هذا التشخيص الصحيح والوعي بواقع الصراع وأطرافه وحيثياته الذي نمى وترعرع في ظل صلح الإمام الحسن (ع)، ولكن في ظل حكم البطش والارهاب من جهة والانفتاح على حياة الدعة والراحة من جهة أخرى بدأ المجتمع يعيش الخور والجبن وفقدان العزيمة على التضحية من أجل القيم والمبادئ، مرضاً جديداً، فجاء العلاج على يد الحسين (ع) بالثورة والدم الطاهر المسفوك ظلماً علاجاً لوضع المجتمع.

فما رأى السبط للدين الحنيف شفاً

إلا إذا دمه في كربلا سُفكا

وما رأينا عليلاً لا علاج له

إلا بنفس مداويه إذا هلكا

ليكون بذلك الصلح الحسني العلاج الانجع في زمانه وظرفه، والثورة والدم الحسيني العلاج الأنجح في زمانه وظرفه.

على أن صلح الإمام الحسن (ع) خلق الأرضية وأعّد الأجواء للثورة الحسينية، فهو شريك الحسين (ع) في نهضته.

سلام الله تعالى على إمامي الهدى وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين صلوات الله عليهما.

ام كوثر

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

...