في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

نظريات النمو الانفعالي عند الطفل أقوال الفلاسفة عن النمو الانفعالي عند الطفل

نظريات النمو الانفعالي عند الطفل

النمو الانفعالي عند الطفل

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ نظريات النمو الانفعالي عند الطفل

. نظريات النمو الانفعالي عند الطفل. النمو الانفعالي عند الأطفال ويكيبيديا 

الإجابة هي كالتالي

النمو الانفعالي عند الطفل :

النظريات المفسرة للنمو الانفعالي :

لقد اتفقت مدارس علم النفس على التأكيد على اهمية الخمس سنوات الاولى في حياة الطفل والتي تتكون فيها السمات الأساسية للشخصية من بين هذه النظريات :

1 - النظرية التحليلية عند فرويد :

يعتقد " S.Freud" في تصوراته النظرية لمراحل النمو عند الكائن البشري أن الطفل يمر بمراحل نمو مختلفة ،تتميز كل واحدة عن الأخرى ، وتتمثل هذه المراحل في المرحلةالفميةوالمرحلة الشرجية،والمرحلة القضيبية.

وقد ركزت هذه المراحل على الاستثمار اللبيدي عند الطفل الذي يركز في البداية على الوظيفة الغدائية ( المرحلة الفمية ) ثم على الاطراح(المرحلة الشرجية ) أين يكون الطفل لا يعرف الموضوع الذي يمكن ان يشبع نزواته ،في حين ان الجهاز النفسي مازال لم يتكون ، فليس هناك " أنا" ولا " أنا أعلى " ماعدا " الهو " الذي يمثل الطاقة النزوية التي سوف تستثمر في الموضوع الذي سوف يقابله " الأم " والتي تمثل للطفل الموضوع الليبيدي ومع بداية المرحلة الشرجية التي تتحول فيها مشاعر الطفل باللذة من الاهتمام بالاحساسات المستمدة من الفم إلى تلك المرتكزة حول وظائف الاطراح ، حيث أن الطفل في هذه المرحلة يحصل على الرضى والراحة في عملية الاطراح ،كما يعطي للبراز قيمة كبيرة لديه ويعتبر كجزء منه ، ويبدأ الطفل خلال هذه المرحلة بتمييز الموانع التي يصدرها الآباء،والتي تكون لديه مشاعر عدوانية يفرغها على مواضيع خارجية ،هاته الموانع التي تعتبر أصل " الأنا الأعلى " تليها المرحلة القضيبية بين 3-6 سنوات أين يرتكز الطفل على الرغبة في حب كلا الوالدين وفي نفس الوقت التميز بين كل منهما اي الرغبة في ان يكون مثل أبيه من جهة ومثل أمه من جهة أخرى وفي هذه المرحلة يتقدم ليبيدو الطفل الى مستوى تناسلي جنسي أين تنبثق رغبات للاشباع الليبيدي وتنتهي هذه المرحلة عند " عقدة أوديب" .

كما أشار فرويد الى أن الانسان يحمل نزوتين غريزيتين تدخلان في التكوين النفسي وهما نزوة الحياة "Eros" ونزوة الموت "Thanathos" :

- نزوة الحياة : وتتمثل في نزوات حفظ الذات تهدف دائما الى اقامة وحدات، وروابط جديدة وهي تستمد طاقتها الأساسية من " الأنا" و " الهو" قبل تمايزهما وقد أطلق S.Freud على هذه الطاقة اصطلاح الليبيدو ،الذي يعمل على معادلة الحوافز التدميرية وإلغائها .

- نزوة الموت : وهي النزوات التدميرية على عكس نزوة الحياة تهدف الى تدمير ارتباط الوحدات وهي في النهاية تهدف إلى العودة للصغر وهذه النزوة تظل ساكنة مادامت تعمل في الداخل ولكنها لا تلبث أن تتحول إلى الخارج ويبدو هذا التحول ضروريا لحفظ الذات فعندما يفشل الفرد في تحويل نزوة الموت الى الخارج يشكل نزوة تدميرية عدائية موجهة نحو الذات .

2- النظرية التحليلية عند M.Klein :

ترتكز ميلاني كلاين على الصراعات التي تسبق الأزمة الأوديبية والتي تحدث في العلاقة مع الأم كما تعطي أهمية كبيرة للقلق المبكر عند الطفل في المراحل الأولى ، اذ ترى أنه منذ الميلاد والحياة الأولى يواجه الرضيع القلق سواء كان منبع داخلي أو خارجي ،بفعل داخلي عميق والذي يعد السبب الأول للقلق ويمكننا ان نجده في الخبرات الأولى التي تشكل المحرك الرئيسي لكل الوضعيات المقلقة والمدمرة والتي من الضروري أن تكون مرتبطة بالعلاقات الاولى للرضيغ مع العالم الخارجي .

تحدد ميلاني كلاين مرحلتين من السنة الأولى من العمر تتميز كل منهما بنمط خاص من العلاقة مع الموضوع وتغطي المرحلة الأولى المسمات الموقف السادي - الفمي الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأولى من الحياة .

أما المرحلة الثانية فتمتد من حوالي الشهر الرابع حتى نهاية السنة الأولى وتتميز بتنظيم ادراكات الطفل نحو الأفضل ( الموقف المحبط) الذي تبلغ ذروته الشهر السادس تقريبا من بعد ذلك سوف توجه النزوات الليبيدية والعدوانية إلى الموضوع الكلي فيكون الموضوع نفسه الأم محبوبا ومكروها في نفس الوقت .

3- النمو الانفعالي حسب R.Spitz:

يرى R.Spitz أن الطفل عند الميلاد غير قادر على التمييز بين النفس والجسد ولا بين الأنا والهو ،" فخلال الأيام الأولى من الحياة لوحظ مظهر واحد يمكن أن نعتبره من الإنفعال أنها حالة إثارة ذات نوعية سلبية ظاهريا فهذا يحصل عندما يخضع الرضيع لإثارة قوية نوعا ما لكي يتجاوز عتبته الادراكية المرتفعة ....ولكي ينبسط ، يستخدم عبارة القلق الدالة أيضا على الإثارة السلبية عند الرضيع ". فالقلق هو المؤثر الوحيد الذي يمكن ملاحظته أما نقيضه فليس اللذة وإنما الطمأنينة أو السكون ففي حوالي الشهر الثاني يدرك الرضيع بصريا اقتراب الكائن البشري ولكن ردة فعله لا تأتي إلا في حالة الحاجة الفيزيولوجية أي عندما يكون الطفل جائعا وبعبارة أخرى فإنه يجيب في هذه الفترة على مثير خارجي بارتباطه فقط بإدراك باطني،لدافع غير مشبع"

ولقد ميز R.Spitz خلال السنة الاولى نقطتان عقديتان تكملان وقائع النمو يدعوها S.Spitz العوامل المنظمة :

ان علامة المنظم الأول التي يمكن ملاحظتها في في ظهور الابتسامة التي تدل على قدرة الطفل على ادراك المثيرات الخارجية وتوطيد مبدأ الواقع الذي يمكن الطفل من تأجيل الارضاء المباشر وانتقال من السلبية الى الفعالية وبداية العلاقات الاجتماعية .

المنظم الثاني يتمثل في قلق الشهر الثامن : أين تصبح الأم موضوعا يحتفظ بنوعيته الليبيدية خارج الوضعية الخاصة بالتغدية أي توطيد الموضوع الليبيدي وبداية تشكيل " الانا" الذي يصبح متميز عن " الهو " وتمييز العالم الخارجي نفس الوقت وتمايز الميول العدوانية شيئا فشيئا عند الليبيدو.

المنظم الثالث في حوالي الشهر الخامس عشر : يتمثل في الاشارة الدالة على الرفض " لا" فانطلاقا من هذه الفترة يتعرف الطفل على نفسه وذاته ،هذه العوامل المنظمة التي وصفها R.Spitz تشكل محاولة إنشاء نموذج وصفي للنمو النفسي من الوجهة الموضعية والتكوينية .

النمو الانفعالي حسب بولبي J.Bowlby: 

يقول J.Bowlby أننا نستطيع فهم السلوك البشري اذا أخذنا في الاعتبار بيئته التي تكيف و تأقلم معها أي البيئة الأساسية التي نشأ فيها وقد أشار الى أن الطفل يحتاج الى آليات وميكانيزمات تبقيه مرتبط بشكل قوي مع والديه مع الاقتران بما سماه J.Bowlby سلوكات الارتباط كالاشارات والايماءات التي تبقى تحافظ على استمرار الاقتراب المكاني للشخص القائم بالرعاية ( الام البديلة) .

كما يرى أن أن العلاقة مع الأم هي المنظم النفسي الذي يوجه نمو الطفل في المراحل الحرجة على غرار منظمات النمو العضوي فالأم هي " أنا" الطفل و" أناه الأعلى" ( مرجعيته الخلفية والمعيارية ) خلال اكتسابه لقدرة التنظيم الذاتي وتتلخص نظرية النمو عند J.Boulbyفي أنه " كي ينمو الطفل على صعيد صحته النفسية يجب أن يعيش علاقة دافئة حميمة مع الأم أو بديلتها وأن يجد في كل منهما متعته ورضاه" .

يرتكز J.Bowlby على نقطتين أساسيتين في النمو تتمثل الاولى في :

1- إشباع الحاجات : الذي قال بها التحليل النفسي وتقرر أن هناك مكونات غريزية تنشط آليات التعلق الذي يصبح بارزا من سن 12 شهرا ،التشبت ،الاشباع ، والامتصاص وكذلك آليات الاشارة وابرزها : الابتسامة والبكاء وهما يرمزان الى بداية عملية التفاعل العلائقي مع الام أو بديلتها وكلها آليات تنمو خلال السنة الاولى بمعزل عن إشباع الحاجات الاولية وتتكامل فيما بينها كي تتركز على شخصية محددة خلال النصف الثاني من السنة الأولى.

2 - النقطة الثانية ترتكز على قلق الانفصال : حيث يرى: .J.Bowlby

ان رد فعل الطفل اتجاه الانفصال يمر بأربع مراحل بناء على دراسة علمية حول الموضوع وهي : مرحلة الذهول تليها مرحلة التفطر العاطفي والاحتجاج ويأتي الأسى والتفكك في المرحلة الثالثة ثم تحدث عملية إعادة تنظيم حياتي دفاعي في المرحلة الرابعة

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
نظريات التعلق في علم النفس و التربية:

أثار مفهوم التعلق اهتمام العديد من الباحثين والمهتمين بنمو الطفل وتنشئته الاجتماعية أمثال (فرويد ,وبولبي ,واينزروث ,وهارلو , ولورنز) وغيرهم، ويعد التعلق في مرحلة الطفولة موضوعاً شديد الأهمية لأنه يمثل نقطة انطلاق لحياة الطفل الاجتماعية وارتباطاته العاطفية مع الآخرين ويساعد الطفل على تكوين توقعات أولية عن سلوك الراشدين وتعاملهم معه خلال حياته المستقبلية .

افتراضات العالم بولبي حول التعلق بين الطفل وأمه :

مفهوم التعلق عند بولبي : يرى بولبي (bowlby) أن التعلق يمثل علاقة اجتماعية عاطفية دائمة مع شخص راشد , وان الطفل الذي يتمكن من تشكيل هذه العلاقة يحظى باحتمالات عيش كبيرة .ورغم أن الأم هي المرشحة الأولى لتكون موضوع التعلق ,فقد لا تكون كذلك بالضرورة.

فموضوع التعلق قد يكون أي شخص يتعامل مع الطفل بشكل متكرر ويتصف بأنه شخص سريع الاستجابة لحاجات الطفل ويغدق عليه الرعاية والحنان .

النظرية التطورية :

إن صاحب هذه النظرية هو الطبيب النفسي البريطاني جون بولبي (( john bowlby الذي كلفته منظمة الصحة العالمية عام 1950 بدراسة الصحة النفسية للأطفال الذين حرموا من أمهاتهم ووضعوا في مراكز خاصة للرعاية وقد ظهرت الحاجة إلى ذلك بسبب فقدان الكثير من الأطفال لأسرهم إثناء الحرب العالمية الثانية .

درس بولبي من عدة مصادر معلومات عن الأطفال الذين فقدوا والديهم أو فصلوا عنهم لفترات طويلة . ومن هذه المصادر سجلات ملاحظة في المستشفيات ودور الحضانة والميتم، كما اطلع على تقارير لمقابلات علاجية لمراهقين أو راشدين يعانون من متاعب نفسية أو انحرافات سلوكية، توصل بولبي إلى وجود نمط من السلوكيات المتشابهة لدى الأفراد الذين تمت ملاحظتهم أو دراستهم، إذ ظهر الأطفال لدى انفصالهم بداية هياجاً وخوفا شديداً , ومرت بهم نوبات بكاء شديدة , ثم حاولوا الهرب من المكان الذي وجدوا فيه وبعد ذلك تعرضوا لمرحلة من اليأس والاكتئاب، وإذا استمرت حالة الانفصال ولم يتم تكوين علاقات اجتماعية مستقرة يصبح الأطفال غير مبالين بالآخرين . وقد سمى بولبي هذه الحالة من عدم الاكتراث ب (اللا تعلق).

حاول بولبي تفسير ظاهرة الانزعاج الناتجة عن الانفصال عن الوالدين , متبنيا من أجل ذلك وجهة نظر تطورية، واعتمد في ذلك على دراسة العلاقة بين صغار القردة وأمهاتها، إذ ان هذه الصغار تمر بفترة طفولة طويلة تكون خلالها ضعيفة وغير قادرة على العناية بنفسها أو الدفاع عنها أمام الأخطار المحدقة بها فلا بد أن تبقى قريبة من أمهاتها لتحافظ على بقائها, وتشبع حاجتها إلى الأمن، وفي مقابل حاجة القردة إلى القرب من أمهاتها تظهر رغبة ملحة لديها لممارسة أنشطة تبعدها عنها مثل الاكتشاف واللعب، ومن أجل التوفيق بين حاجة الصغار للأمن وحاجتها للاستكشاف واللعب , اقترح بولبي وجود "ميكانيزم" يقوم بوظيفة تحقيق التوازن بين هذه الحاجات المتعارضة وسماه ( التعلق ) .

أشار بولبي إلى ان التعلق نظام تحكم متقدم يتطور خلال السنة الأولى من العمر وينتج نوعا من التوازن الدينامي بين الأم وطفلها، فعندما تصبح المسافة بينهما طويلة يقوم أحدهما بسلوك ليقصرها لذا فإن التعلق يزود الطفل بالشعور بالأمن وتكون الأم هي المصدر الذي يزود بهذا الأمن وعندما يقوم الطفل بمحاولات التعلم والاستكشاف يعود إلى هذا المصدر ليتقرب منه ويطمئن إلى وجوده، قبل إن يستأنف لعبه واستكشافه مرة أخرى ولعل قوة الطفل تكمن في ضعفه وحاجته إلى الرعاية، وان مساق التطور الإنساني يؤدي إلى ظهور سلوكيات لدى الأطفال مثل سلوك المناغاة والمص والبكاء والابتسام تجلب لهم العناية من الكبار .

ويؤكد بولبي أن التعلق يتطور خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل متأثرا بالتطورات الإدراكية والمعرفية التي تطرأ على الطفل، إذ تبدأ العملية بتطور قدرة الطفل على التمييز بين الأشخاص المختلفين والاستجابة إلى أعضاء عالمه الاجتماعي وخلال هذه الأشهر تبدأ العلاقة الحميمة بين الأم والطفل بالتشكل إذ تستغل الأم حالات النشاط واليقظة عند الطفل، فتبتسم له وتتحدث إليه وتلاعبه , ويبدأ هو بالاستجابة لها من خلال إطالة النظر إلى وجهها وإبداء علامات الفرح والارتياح .

وإذا لم تقم الأم بذلك حتى عمر ثلاثة أو أربعة أشهر فسيبدأ الطفل بالشعور بالانزعاج ويظهر عليه ذلك من خلال النظر بعيداً عن الأم وأحيانا البكاء، وتشكل هذه التفاعلات أساسا لاتصالات أكثر تعقيداً، وتطور لدى الطفل الثقة بأن أمه ستستجيب له على نحو متوقع وأكيد .

وفي عمر سبعة أو ثمانية أشهر يكون الطفل قد حدد موضوع التعلق وتكون عادة الأم ،وصار ينظر إليها على أنها شخص مميز وعزيز يبتسم لها ويتقرب منها أكثر من غيرها، وتصبح مصدراً اجتماعياً وانفعالياً مستقراً، وصار الطفل قادرا على استكشاف عناصر بيئته الجديدة وأثناء ذلك يعاود النظر إلى أمه ليطمئن إلى أنها موجودة، ويشير هذا السلوك إلى انه أصبح لدى الطفل "تمثيلات عقلية" للام , وصار يفهم أنها ستكون موجودة عندما يحتاج إليها وهذا مؤشر على انه نما عقلياً .

تتطور عادة روابط التعلق بين الطفل والأم أولا , ثم يحدث التعلق بين الطفل والأب ولكن بطريقة مختلفة فدور الأب في معظم الثقافات شريك لعب ولا يقدم العناية والتغذية , وغالبا ما يكون لعب الآباء مع الأبناء جسديا ,بينما تقضي الأمهات وقتا أكثر في القراءة للأطفال والتحدث معهم وعرض الألعاب عليهم . لذا فان تعلق الأطفال بالآباء يختلف عن تعلقهم بالأمهات .ففي حين يفضل الطفل اللعب مع والده , فهو يلجأ إلى والدته عندما يشعر بالانزعاج والخوف .

وخلاصة مفهوم التعلق عند بولبي : أن التعلق عبارة عن نظام تحكم متقدم يتطور خلال السنة الأولى من عمر الطفل .

افتراضات اينزورث (Ainsworth)حول أشكال التعلق :

تعد م ماري آينزورت (mary ainworth )من أبرز من أسهم في البحث في مجال التفاعل بين الطفل وأمه، إذ أجرت العديد من الأبحاث في الأعوام (1962 ,1978 ,1982 , 1993 ) في إفريقيا والولايات المتحدة لاحظت فيها العلاقة بين أزواج من الأطفال وأمهاتهم( طفل + أم)

أظهرت نتائج الدراسات أن هنالك أنماطا متسقة ومتمايزة نوعيا للطريقة التي يتفاعل فيها الأطفال مع أمهاتهم خلال السنة الثانية والثالثة من العمر، وبينت دراساتها أن معظم الأزواج المكونة من الأمهات والأبناء الذين لاحظت سلوكهم استطاعوا أن يتوصلوا إلى علاقة مريحة وآمنة مع نهاية السنة الثالثة , ولكن بعض هذه العلاقات اتصفت بالتوتر الدائم وشابها كثير من الصعوبات في تنظيم أنشطة مشتركة .

ابتكرت آينزورت طريقة لدراسة علاقات التعلق مستخدمة إجراءات وصارت تعرف بالموقف الغريب (strange situation) وهدفت هذه المنهجية لملاحظة الاختلافات في استجابات الأطفال نحو شخص غريب عندما يكونون مع أمهاتهم , وعندما يتركون وحدهم, وعند عودة أمهاتهم لهم وقد بررت ذلك في إن الاختلاف في أنماط ردود الفعل يعكس أنواعا مختلفة من علاقات التعلق .

يتكون الموقف الغريب من ثلاثة مواقف فرعية يستمر كل منها لمدة ثلاث دقائق . ويمكن عرض إجراءات الموقف الغريب في خطوة متسلسلة على النحو التالي :

1.يقوم المجرب بتعريف الأم وطفلها على الغرفة التي ستتم فيها التجربة ثم يغادر .

2.يسمح للطفل باستكشاف غرفة اللعب لمدة ثلاث دقائق في حين تراقب الأم الطفل دون أن تشارك .

3.دخل شخص غريب إلى الغرفة ويبقى صامتا لمدة دقيقة , ثم يتحدث الى الطفل لدقيقة , ثم يقترب من الطفل وتغادر الأم بشكل خفي .

4.لا يلعب الغريب مع الطفل ولكن يحاول أن يجعله مرتاحا عند الضرورة

5. تعود الأم بعد ثلاث دقائق , وتطرح التحية , وتداعب الطفل .

.وعندما يعود الطفل إلى اللعب تغادر الأم ثانية وتقول هذه المرة عند مغادرتها _ (bye-bye) .

6.يحاول الغريب أن يهدئ الطفل ويلعب معه.

7.ثلاث دقائق , تعود الأم ويغادر الغريب .

وتتم خلال ذلك ملاحظة الطفل وتسجيل "استجابات" أي تسجل ردود فعل الطفل للانفصال عن الام وعودتها اليه وقد أظهرت دراسات "آينزورت" وجود أربعة أنماط رئيسة للتعلق هي كما يلي :

1.التعلق الآمن : قد يبكي الطفل وقد لا يبكي عندما تغادر الأم . ولكن عندما تعود ,فإن الطفل يريد أن يبقى معها ، وإذا كان يبكي فإنه يتوقف . ولسان حاله يقول لقد افتقدتك كثيرا , ولكن بما أنك عدت فأنا الآن بخير.

2.التعلق ألتجنبي : لا ينزعج الطفل عندما تغادر الأم , وقد يتجاهلها عندما تعود ويشيح بوجهه عنها . ولسان حاله يقول لقد تركتني مرة أخرى ,علي دائما ان اعتني بنفسي .

3.التعلق المقاوم : ينزعج الطفل عندما تغادر الأم ويبقى منزعجا وغاضبا وعندما تعود , ويكون من الصعب تهدئته .ولسان حال هذا الطفل يقول لماذا فعلت ذلك ؟ انني بحاجة ماسة إليك ومع ذلك فعلتها مرة أخرى دون تحذير . إنني اغضب كثيرا عندما تفعلين ذلك .

4.التعلق غير المنظم : يكون الطفل مرتبكا عندما تغادر الأم وعندما تعود يبدو أنه لم يفهم ماذا حدث . تظهر على وجه الطفل نظرة استغراب ولسان حاله يقول : ماذا يجري ؟ أريدك معي ولكنك غادرت ثم عدت مرة ثانية , لا أدري هل ابكي ام اضحك .

ومن جدير الذكر أن أنواع التعلق الثلاثة الأخيرة هي تعلق غير آمن، كما أن التعلق الآمن وأنواع التعلق غير الآمن موجودة في جميع الثقافات في العالم , ومن حسن الحظ أن التعلق الآمن هو الأكثر شيوعا لدى أطفال الأمم المختلفة لأنه يشكل القاعدة الأساسية للتطور الاجتماعي . وان الطفل الذي يتعلق بأمه تعلقا آمنا , يتعلق بأبيه تعلقا آمنا كذلك كما أن الأخوة لديهم عادة نفس نمط التعلق مع الوالدين.

وأشار الباحثون إلى تطور التعلق الآمن قد يتوقف على العوامل التالية :

1. شخصية الوالدين .

2.مستوى الضغوط التي يتعرضان لها , والدعم الاجتماعي الذي يتلقيانه .

3.مزاج الطفل أو طريقة إدراك الأم أو من يقدم الرعاية للطفل لمزاج الطفل .

تأثير خبرة تعلق الطفل الصغير بكل من أمه وأبيه في شخصيته عند الرشد:

يعد التعلق أول علاقة اجتماعية تتشكل عند الطفل. لذا فهي بمثابة حجر الأساس لجميع العلاقات الاجتماعية اللاحقة مع الآخرين , فالطفل الذي يمر بخبرات ثقة و حميمة في مرحلة الطفولة المبكرة ويطور تعلقا آمنا سيتفاعل مع إقرانه في مرحلة ما قبل المدرسة والمدرسة الابتدائية بثقة ونجاح . أما الطفل الذي تكون علاقات التعلق لديه ليست ناجحة ولا مرضية ويطور تعلقا غير آمن ,فسيكون عرضة للمشكلات في تفاعله في مرحلة ما قبل المدرسة .

وقد تم دعم هذه التوقعات من خلال نتائج العديد من الدراسات .إذ أظهرت نتائجها ان الأطفال الذين طوروا تعلقا آمنا مقارنة بالأطفال الذين طوروا تعلقا غير آمن يتصفون بأنهم يمتلكون صداقات أكثر , ومهارات اجتماعية أفضل , ولديهم أصدقاء مقربون أكثر ومشاكل سلوكية أقل , ويبدو أن التعلق الآمن يزيد الثقة بالآخرين ويحسن مهارات التفاعل الاجتماعي لدى الفرد , ويجعل الطفل أكثر استقلالية من ذوي التعلق غير الآمن .

أما الأطفال الذين يطورون تعلقا غير آمن فعلى الأرجح أنهم سيعانون من مشكلات سلوكية مثل العدوانية الزائدة والتمرد وعدم مسايرة الكبار ونقص الكفاءة الاجتماعية . ويمكن أن تمتد هذه المشكلات إلى مراحل النمو اللاحقة

إن هذه النتائج متسقة مع نظرية "اريكسون" التي تؤكد على تطوير الثقة في مرحلة الطفولة المبكرة أثناء تفاعل الطفل مع والديه مهمة ضرورية ومتطلب للنمو السليم في المراحل اللاحقة . فمن الواضح أن التعلق الآمن هو الأساس العاطفي الذي يتيح للطفل فرص التوافق مع المطالب والتحديات المستقبلية , وانه يمكن ان يكون له تضمينات هامة في مستقبل الطفل ألنمائي .

إن الطفل الذي ترعرع في وسط مقبول وفي كنف والدين محبين ووجد دوما من يأخذ بيديه ويضمن له الأمن والطمأنينة خاصة في الظروف الصعبة ستعزز الثقة بنفسه عندما يكبر والقناعة بأنه سيجد دوما من يساعده في الحالات الصعبة. فالثقة القوية تنسحب على العالم الخارجي وتنعكس على طبيعة علاقة هذا البالغ بالعالم من حوله.

اسئلة متعلقة

...