في تصنيف قصص وروايات تاريخية بواسطة (2.4مليون نقاط)

من هو الأمير شكيب أرسلان السيرة الذاتية ويكيبيديا موفق الاستعمار الفرنسي من شكيب أرسلان والإمام البشير الإبراهيمي 

شكيب أرسلان سيرة ذاتية pdf أقوال شكيب أرسلان شكيب أرسلان pdf أمير البيان شكيب أرسلان pdf شكيب أرسلان لماذا تأخر المسلمون PDF قصائد شكيب أرسلان موقف السلطات الاستعمارية الفرنسية من الأمير شكيب أرسلان والإمام البشير الإبراهيمي:

شكيب أرسلان سيرة ذاتية 

أقوال شكيب أرسلان

شكيب أرسلان والإمام البشير الإبراهيمي 

أمير البيان شكيب أرسلان 

شكيب أرسلان لماذا تأخر المسلمون 

من هو  الإمام البشير الإبراهيمي

قصائد شكيب أرسلان

موقف السلطات الاستعمارية الفرنسية من الأمير شكيب أرسلان والإمام البشير الإبراهيمي:

نسعد بزيارتكم متابعينا في موقعنا النورس العربي نرحب بكل زوارنا الأعزاء الباحثين عن المعلومات الثقافية  والأحداث التاريخية للدول العربية الإسلامية ويسعدنا أن نقد لكم معلومات وحلول تبحثون عنها في مجال التاريخ الإسلامي ونسعد أن نقدم لكم الكثيرمن المعلومات العامة في شتى المجالات ولكم الأن المعلومات والحلول الذي تبحثون عنها كالتالي.... من هو الأمير شكيب أرسلان السيرة الذاتية ويكيبيديا موفق الاستعمار الفرنسي من شكيب أرسلان والإمام البشير الإبراهيمي

الإجابة هي كالتالي 

.

التعريف بالأمير شكيب أرسلان :

شكيب أرسلان سيرة ذاتية 

- التعريف بأرسلان:هو الأمير شكيب ابن الأمير حمود ابن الأمير حسن ابن الأمير يونس ابن الأمير فخر الدين ابن الأمير حيدر ابن الأمير سلمان(،من مواليد الخامس و العشرين ديسمبر سنة 1869م بقرية الشويفات، التي تقع إلى الجنوب الغربي من العاصمة اللبنانية بيروت.ينحدر في نسبه من "آل أرسلان" و هم فرع من الطائفة الدرزية،إحدى الطوائف المشكلة للنسيج الاجتماعي اللبناني إلى جانب السنة و الشيعة و الموارنة و الروم و الأرمن  و غيرهم.

نشأة الأمير شكيب أرسلان 

نشأ في كنف عائلة ارستقراطية،يعتز أبناءها بانتمائهم العرقي،و بإمارتهم للأدب والعلم و السياسة منذ قرون،حيث سمح له هذا الجو بالتعلم على يد كبار الأساتذة و العلماء في لبنان و خارجه ابرزهم الشيخ "محمد عبده"(1843م-1905م)  .سافر إلى مصر والأستانة و هو لا يزال شابا يافعا،من أجل الاستزادة في التحصيل العلمي،والاحتكاك بكبار رجال العصر من أمثال السيد "جمال الدين الأفغاني"، الأمر الذي ساعده كثيرا في تنمية مداركه العقلية والفكرية السياسية بصفة عامة، و في الوقوف على دسائس الاستعمار وخططه للاستيلاء على بلاد العرب والمسلمين بصفة خاصة 

 شارك سنة 1911م إلى جانب المقاومة الليبية، لصد العدوان الإيطالي على ليبيا.وانظم بعدها للقتال في صفوف القوات العثمانية، في الحرب البلقانية1912م-1914م . و بعد نهاية الحرب العالمية الأولى،استقر في سويسرا التي جعلها مركزا لنشاطاته السياسية و الفكرية في أوروبا و أمريكا، لصالح القضايا العربية و الاسلامية ،الأمر الذي جعل الدول الاستعمارية الكبرى و على رأسها فرنسا، تطارده حيثما حل و ارتحل . حقق حلمه بالوفاة على أرض لبنان سنة 1946م،بعد جلاء الجيش الفرنسي عنها في السنة ذاتها 

أما بالنسبة لآثاره، فقد خلف عددا كبيرا من المؤلفات، في مجالات الشعر و الأدب و اللغة و الفكر،و التراث و الترجمة و التاريخ،و الاجتماع و السياسة و السيرة،عرف كثير منها طريقه إلى النشر،و بقي جانب آخر مخطوطا أو مفقودا،و من أشهر تلك المؤلفات كتاب:"لماذا تأخر المسلمون و تقدم غيرهم ؟ "، الذي حلل فيه اوضاع المسلمين المتردية، و ضمنه تصوراته لمعالجتها .

ثانياً //موقف السلطات الاستعمارية الفرنسية من شكيب أرسلان : 

لقد تميزت العلاقة بين الأمير شكيب والدولة الفرنسية بالخلاف والتوتر ، بسبب مواقفه المعادية للاستعمار الأوروبي من ناحية ، وللسياسة الفرنسية في البلاد العربية والإسلامية من ناحية ثانية . فقد شارك الأمير في الحرب إلى جانب الليبيين ، ضد ايطاليا في حملتها العسكرية على ليبيا سنة 1911م ، وفي حروب البلقان سنة 1912م دفاعا عن الدولة العثمانية .

وفضلا عن ذلك ، فإنه لما اندلعت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م ، سارع في إبداء موقفه منها ، بإعلان تأييده للدولة العثمانية ، ضد دول الحلفاء التي كانت فرنسا واحدة منها . وقد بنى موقفه ذاك على كونه كان يعتقد بأن الخلافة العثمانية ؛ رغم ما وصلت إليه من انحلال وضعف ، مازالت تمثل عامل وحدة للعرب والمسلمين ، فحذر في هذا الصدد " الشريف حسين " أمير مكة،الذي تزعم الثورة العربية المناهضة للأتراك ، من الثقة في الإنجليز حلفاء الفرنسيين الذين عقدوا معه حلفا يتم بموجبه التعاون العسكري بينهما ، لطرد الأتراك نهائيا من المشرق العربي قائلا له:(( قل بحرمة جدك ابن الشريف كم عقدا عقده الإنجليز ولم ينقضوه ؟ وكم عهدا أبرموه ولم يجعلوه أنكاثا ؟ أخالك تجهل التاريخ وتكابر في المتواتر من شأنهم الإخلال بالعهود والمواثيق إلى الحد الذي تنكر فيه هذه الحقيقة التي تتجلى في جميع معاملاتهم سواء مع المسلمين أو مع سائر الأمم )) .

وقد جاهر الأمير بموقفه عاليا، رفقة مجموعة من الكتاب العرب، الذين اتخذوا من جريدة " الشرق " بدمشق منبرا لدعوتهم (17). وأثناء حملة الأتراك على قناة السويس عام 1916م لأجل استرجاعها من الإنجليز ، وجه الكثير من دعوات الجهاد إلى جانب الأتراك (18). زيادة على ذلك قام بجولات في العديد من القرى اللبنانية، دعا من خلالها إلى التطوع ونصرة الدولة العثمانية، كما شارك بنفسه في الهجوم على القناة تلبية لنداء " جمال باشا " والي الشام آنذاك 

ولما استقر به المقام بألمانيا ، سارعت فرنسا إلى اتهامه بتأييد " جمال باشا " والعثمانيين انطلاقا من "برلين"، كما سعت إلى تشويه صورته لدى اللبنانيين بكافة الطرق والوسائل ومنها : قيامها بحجز باخرتين محملتين بالمؤونة ، أرسلهما المهاجرون اللبنانيون لأهاليهم في لبنان ، وأذاعت بأن السلطات التركية هي التي حجزت الباخرتين بإيعاز من الأمير ، رغم أنه بذل مساع كبيرة لضمان وصولها إلى بيروت.

وقد اعتبر هذه التهمة الملفقة:(( منتهى التزوير والباطل والقحة )) فحسبه أن فرنسا وبريطانيا هما اللتان منعتا الباخرتين من الوصول إلى هدفهما المحدد، عن طريق القائد الفرنسي في البحر المتوسط، الذي تلقى التعليمات من حكومته. ورغم أن التهمة كانت باطلة من أساسها ، إلا أن فرنسا تمكنت من خلالها أن تستعدي شريحة واسعة من اللبنانيين ، وتؤلبهم ضده 

ازدادت العلاقة بين الأمير وفرنسا توترا ، بعد أن جاهر برفضه واحتجاجه على محاولتها إبعاد بربر المغرب الأقصى عن الدين الإسلامي ، لإصدارها ما يسمى بالظهير البربري ودعوته العرب والمسلمين وغيرهم ، للوقوف في وجه تلك الخطوة التي اعتبرها : ((من أفظع ما اعتدي على الإسلام والمسلمين)) ، إذ لم تجابه بشدة وحزم ، ستكون تكرارا لما حدث في الأندلس .

لم تتوقف الاتهامات الفرنسية للأمير عند هذا الحد ، بل أخذت منحى تصعيديا ، إذ وصفه أحد الجنرالات الفرنسيين في الرباط ، بالرجل المأجور لقوى خفية ، ورد عليه الأمير بقوله :(( فليخسأ كما يخسأ الكلب ، أنا لا يشتريني أحد ، ولا أعمل برأي أحد إلا ما يعني لي وأراه من مصلحة ملتي وقومي ))

ولقطع الاتصالات بينه وبين الوطنيين المغاربة ، مارست الحكومة الفرنسية ضغوطات كبيرة على نظيرتها الإسبانية، حتى تشدد الرقابة على بريده ، ولما أحس بذلك أخذ يكتب رسائله بأسماء وعناوين مستعارة، فيشير إلى فرنسا على سبيل المثال ب : ((الأم الحنون )) ، والمقيم العام الفرنسي ب : ((القديس)) ... وهكذا. كما منعت كل كتاباته ومقالاته ، وصادرت كل الكتب التي يرد فيها اسمه مهما كانت موضوعاتها، فقد حدث أن قامت بنفي أحد تجار الكتب لأنه وجد بحوزته كتاب له . ناهيك عن الحملات الصحفية، التي كانت تعمل على تشويه صورته واختلاق الأكاذيب والافتراءات عنه؛ كالتساؤل حول حقيقة مصدر الأموال التي كان ينفقها هو وزملائه، أو الزعم بأنه على علاقة بمركز الدعاية الألمانية في الشرق ، واشتغاله كمساعد في تحرير جريدة " الشرق الجديد" (NEW ORIENT)، وتنسيقه مع اللجان الثورية العاملة في " برلين " و" ميونيخ " التي كانت تحت إدارة السلطات الشيوعية في موسكو حسب زعمها

وقد دفعت هذه المضايقات والمطاردات بالأمير ، إلى أن يزور المغرب الأقصى متنكرا ، حتى لا تعلم السلطات الفرنسية بوجوده ، لكنه لم يكن يدري أنه بمجرد نزوله بمدينة " طنجة " ثم " تطوان " المحتلتان من قبل اسبانيا ، أنه كان تحت مراقبة مخابراتها هنالك ، حيث تمكنت من اكتشاف أمر الزيارة بالرغم من سريتها . وراحت تتابع كل تنقلاته ولقاءاته ، وتعد التقارير بشأنها ، بالتنسيق مع نظيرتها في منطقة الحماية الفرنسية ؛ فعلى سبيل المثال أشارت إحدى تلك التقارير ، أن زيارة الأمير تمر في هدوء ودون تصريح علني . لكن القنصلية الفرنسية العامة في " تطوان " ، ظلت قلقة من زيارته للمدينة ، فعكف أعوانها على تتبع تحركاته بأنفسهم .

ولما رأت السلطات الاسبانية، تزايد الوافدين عليه، والمكرمين له في حفلات رسمية، سلمت له أمرا بالطرد، رغم رفضه له واحتجاجه عليه. ولما وجد إصرارا على ذلك، أبلغ محافظ الشرطة بأنه سيعود إلى اسبانيا بمحض إرادته، وقد فعل ذلك 

هذا بالنسبة لعلاقة الأمير شكيب أرسلان بالمغرب الأقصى ، أما بالنسبة للجزائر فقد كانت له اتصالات ومراسلات مع بعض الشخصيات الإصلاحية : كالشيخ " الطيب العقبي "(1889م-1959م) ، و " أحمد توفيق المدني " ، " الشيخ عبد الحميد بن باديس " ( 1889م – 1940 ) ، " السعيد الزاهري " ، " مبارك الميلي "(1897م-1945م) . كما كانت مجلة " الشهاب " تنشر له من حين لآخر، بعض مقالاته التي تدور حول قضايا العرب والإسلام. أما مع " مصالي الحاج "(1898م-1974م) ، فقد تعود اتصالاته به حسب أحد التقارير الفرنسية إلى سنة 1934م لتتوثق العلاقات بينهما أكثر أثناء لجوء " مصالي " إلى " جنيف " ، إثر الحكم عليه بالإبعاد في ماي 1935م .

وقد كان للأمير دور كبير، في التأثير على التوجه الفكري والسياسي للعلماء من ناحية، وعلى إحداث نوع من التقارب والتضامن بين العلماء وحزب الشعب الجزائري من ناحية ثانية. حيث أثمرت مساعي الأمير إلى عقد اجتماع في باريس يوم 21 فيفري 1937م ، تحت رئاسته وبحضور : " مصالي الحاج " ، " الفضيل الورثيلاني "(1900م-1959م)، " السعيد الصالحي " ، " الحبيب بورقيبة "(1903م-2000م)، وفيه تمت المصالحة بين الفريقين.

ولأن إدارة الاحتلال الفرنسي في الجزائر، كانت على علم بتلك الاتصالات والمراسلات ، وبمنشورات الأمير التي كانت تتسرب إلى الجزائر ، عبر عدة طرق وقنوات ، كجريدة " الأمة العربية "(LA NATIONARABE) ، فقد فرضت عليها مراقبة شديدة ، انطلاقا من قناعتها المتمثلة في أن الوعي الوطني الذي أخذ ينمو في الجزائر ، إنما يرجع إلى مؤثرات خارجية ، وبخاصة نشاط شكيب أرسلان ودعايته باتجاه أقطار المغرب العربي . وهي أسباب كافية لتجعل منه شخصية خطيرة ، وغير مرغوب فيها لدى الحكومات الفرنسية المتعاقبة.

ويظهر ذلك بوضوح،في تقرير وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية الصادر بتاريخ 12 مارس،عثرنا عليه بالأرشيف الوطني التونسي،الذي أشار إلى أن الأمير شكيب أرسلان:قد استقبل في مقر إقامته بباريس(HOTEL ROYAL) ،مصالي الحاج رئيس حزب نجم شمال إفريقيا،و السيد " نويرة " الأمين العام للحزب الليبيرالي التونسي شعبة باريس،والسيد " خولطي" ممثل لجنة العمل المغربية.بالإضافة إلى مجموعة من الطلبة السوريين الذين جاؤوا لتحيته.فكان الأمير يعرب لهم و لغيرهم من الزوار،عن أمله في أن ينعقد المؤتمر العربي في القريب العاجل بمكة المكرمة،و يطلب منهم باعتباره رئيسا للبعثة الفلسطينية السورية،بذل المزيد من الجهود و المساعي لدى البلدان الإسلامية في شمال افريقيا و الشرق الأدنى،لتأسيس جامعة شاملة تجمع الشعوب العربية 

الأمر الذي يدفعنا إلى الاستنتاج بأن السلطات الفرنسية ، كانت تعد الأمير من ألد أعدائها ، بسبب معاداته لسياستها الاستعمارية بشكل عام وفي المغرب العربي بشكل خاص ، نظرا للجهود الكبيرة التي بذلها لتوعية الجاليات الشرقية في أوروبا ، والأوساط الفكرية والثقافية والسياسية المدافعة عن حقوق الإنسان في القارة الأوروبية ، مستغلا في ذلك صداقاته والإحترام والدعم اللذان كانا يلقاهما من الجميع .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
من هو الإمام البشير الإبراهيمي السيرة الذاتية ويكيبيديا موقف سلطات الاستعمار الفرنسي في الجزائر من الإمام البشير الإبراهيمي

- التعريف بالإبراهيمي: هو محمد البشير الإبراهيمي، بن محمد السعدي، بن عمر بن محمد بن السعدي، بن عبد الله بن عمر الإبراهيمي، و لد يوم 13 جوان 1889م بقبيلة " أولاد براهم " بقرية " رأس الوادي بدائرة سطيف، و هي قبيلة عربية النسب تنتمي في أصولها إلى الأدارسة

ترعرع في وسط عائلة جزائرية ذائعة الصيت، توارث أفرادها العلم أبا عن جد منذ أكثر من خمسة قرون يقصدها طلاب العلم و المعرفة من مختلف أنحاء البلاد، فتتكفل بمستلزمات إيوائهم و تعليمهم، إلى أن يحصلوا على مبتغاهم العلمي و المعرفي. هاجر سنة 1911م إلى المشرق العربي، للاستزادة في طلب العلم و المعرفة،و مكث هنالك إلى غاية سنة 1920م

 بعد عودته إلى الجزائر، بذل جهودا كبيرة في التربية و التعليم، و قد كانت فلسفته في تكوين النشئ، ترتكز على تربيته على الأفكار الصحيحة و الأخلاق الحسنة، و عدم التوسع له كثيرا في العلم كان من الأعضاء المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في الخامس من ماي من 1931م، في نادي "الترقيبمدينة الجزائر،بغرض محاربة الآفات الاجتماعية شارك في المؤتمر الإسلامي الأول سنة 1936ماختير رئيسا لجمعية العلماء، خلفا للشيخ "عبد الحميد ابن باديس" المتوفى يوم 16 افريل 1940م.

 أقام في المشرق العربي و بعض الدول الإسلامية، خلال الفترة الممتدة ما بين 1952م و 1962م، طلبا للمساعدة من الأشقاء العرب و المسلمين، لدعم النهضة العلمية و الثقافية الناشئة في الجزائر، و لحشد الدعم المادي و المعنوي للثورة التحريرية، مباشرة بعد اندلاعها في أول نوفمبر 1954م

 توفي يوم التاسع عشر ماي 1965م، عن عمر يناهز السادسة و السبعين عاما. ترك الكثير من المقالات و الخطب، و الأحاديث و الدروس و المحاضرات، التي جمعت تحت عنوان: " آثار الشيخ البشير الإبراهيمي"، و هي ذات قيمة أدبية و لغوية و فكرية و سياسية كبيرة

3- موقف السلطات الاستعمارية الفرنسية من البشير الإبراهيمي :

كانت إدارة الاحتلال الفرنسي في الجزائر، تراقب تحركات الشيخ الإبراهيمي منذ أن عاد من المشرق العربي سنة 1920م ، مثلما كان عليه الأمر بالنسبة للشيخ "عبد الحميد بن باديس"، حيث كانت تنظر إلى كل ما كانا يقومان به من أعمال تربوية وإصلاحية بعين الريبة والشك . وقد ازدادت مخاوف الإدارة من الإبراهيمي ، بسبب ما أظهره بعد المؤتمر الإسلامي الأول المنعقد سنة 1936م بالجزائر العاصمة ، من تصعيد واضح في موقفه منها وبشكل علني ؛ فبمناسبة مرور مائة عام على احتلال مدينة قسنطينة ( 1837م – 1937م )، بادر إلى تحرير نداء دعا من خلاله الشعب الجزائري ، إلى إفساد الاحتفالات الفرنسية المخلدة لها، كما فعل مع زميله " عبد الحميد ابن باديس " أثناء الاحتفالات المئوية لاحتلال الجزائر( 1830م – 1930م ) (27) .

وبسبب بعض التقارير الإستخبارية ؛ التي اعتبرته بأنه ذو توجه وهابي (الحركة الوهابية)، ويكن عداءا شديدا لشيوخ الطرق الصوفية، الذين وجدوا أنفسهم في موقف دفاع عن النفس، يتدخل في كل شيء حتى في طريقة دفن الموتى ، كما أنه لم يتردد في الإفصاح عن كرهه الشديد للدولة الفرنسية ولسياستها الاستعمارية .

وأضاف أحد تلك التقارير: أنه تمكن من تحقيق نجاحات كبيرة في الأوساط الشعبية ، لما يتمتع به من ذكاء وجرأة كبيرين ، فتحول بسرعة إلى ضمير حي للمجتمــع التلمســاني( تلمسان )(*) ، الذي كان قبل سنوات قليلة تحت توجيه الزعامات الطرقية(شيوخ الطرق الصوفية المتعاونين مع سلطات الاحتلال ). وخلص التقرير إلى أن القضية الفرنسية قد ضاعت في المنطقة بسبب الإبراهيمي. وأوصى تقرير آخر، بوضع حد لنشاط الشيخ ،حيث جاء فيه: (( إن هذا المشاغب المداهن، والطموح البارد والمناور ، لا يجب أن يترك له الخيار ، فهو إما مع فرنسا أو ضد فرنسا )) .

ولهذه الأسباب،استصدرت السلطات الفرنسية قرارا إداريا مؤرخا في 31 ديسمبر 1938م، يقضي بغلق " مدرسة دار الحديث "(**)،التي أسسها الإبراهيمي بتبرعات أهل" تلمسان " دون سبب يذكر (28) . لتقوم الأكاديمية الفرنسية في شهر سبتمبر من سنة 1939م ، في تلمسان باحتلالها وإلحاقها بمدرسة " دوفو " ( DEFAU) الفرنسية في شهر سبتمبر من سنة 1939م ، بحجة ظروف الحرب (29) .

وبالموازاة مع هذه الإجراءات ؛ حاولت سلطات الاحتلال عن طريق أحد عملائها وهو القاضي " بن حورة " (*) ، استدراج الشيخ للعمل ضد دول المحور (ألمانيا ، إيطاليا ) من خلال الأحاديث الإذاعية وكتابة المقالات الصحفية ، مقابل أن تسند إليه منصب " شيخ الإسلام " ، الذي كانت تفكر في إنشائه في الجزائر(30)،إضافة إلى مكافآت مادية تمنحها له،لكنه رد بالرفض القاطع اقتداء بموقف رفيقه " ابن باديس "مما دفع بالسلطات العليا في باريس؛ ممثلة في رئيس الوزراء" دولادييه" (DELADIER) ، إلى إصدار قرار الإبعاد والنفي في حقه إلى منطقة " أفلو " الصحراوية بالجنوب " الوهراني " (31) ، بحجة واهية وهي أنه يشكل خطرا كبيرا على الأمن العام للبلاد (32) . فقام عامل (والي) تلمسان باعتقاله يوم 12 أفريل من سنة 1940م ، مباشرة بعد وصول الأمر من الوالي العام للجزائر(33) .

وهكذا فضل الشيخ الإبراهيمي حياة المنفى والإبعاد ، على أن يكون أداة دعائية ضد دول المحور ، مخاطرا بحياته تماشيا مع شعاره الشهير: (( إن من يبيع قلمه ولسانه يكون قد ارتكب جريمة أقبح من بيع الجندي لسلاحه )) (34) . وقد مضى في موقفه هذا ، رغم مساعي الإدارة المحلية في " تلمسان " لإقناعه بالتراجع عنه ، ولما لم تفلح في ذلك قالت له : اذهب لتوديع أهلك واحضر حقيبتك ، أما هو فرد بأنه ودّع أهله وحقيبته جاهزة (35) . وهو رد يعكس استعداده للتضحية ، من أجل المبادئ التي رسمها لحياته ، رغم إدراكه لما ينتظره في بيئة صحراوية مقفرة تكاد تخلو من السكان ، وهو الذي تعود على النشاط والحركة الدؤوبين .

ولما أصبح رئيس جمعية العلماء شاغرا بوفاة " ابن باديس " ، حاولت الإدارة الاستعمارية الممثلة في شخص الوالي العام ، التأثير على أعضاء المجلس الإداري للجمعية (36) ، للحيلولة دون اختيار الإبراهيمي رئيسا لها ، مقابل وعود بتقديم الدعم والمساعدة لهم ، لكن المجلس لم يأبه بتلك الضغوط والإغراءات ، فاختار الإبراهيمي بالإجماع رئيسا وبكل حرية ، وتم إبلاغه بالقرار في منفاه ، مفوتا بذلك على فرنسا فرصة احتواء الجمعية وتدجين أعضائها .

         وأمام الإقبال الشعبي المتزايد على الإبراهيمي في منفاه " بأفلو " ؛ عمد حاكم " أفلو " إلى إتخاذ مجموعة من الإجراءات : كمنع الناس من الإتصال به ، ونشر الأكاذيب عنه عن طريق الجواسيس والعملاء ، والدعوة إلى مقاطعته والتحرش به ، فضلا عن مراقبة بريده ، واستنطاق و طرد من استمروا في زيارته والاتصال به ، غير مكترثين بالأمر(37) .

كل ذلك لم ينل من عزيمته وتصميمه ، على مواصلة نشاطه الإصلاحي بالمنطقة ، حيث استطاع في ظرف قصير أن يجمع شريحة هامة من أهلها ، على تبني المشروع الإصلاحي وتقديم الدعم له ، زيادة على مهامه كرئيس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، التي ظل على إتصال دائم بمكتبها ، يزوده بالتعليمات والتوجيهات الإدارية والتربوية اللازمة (38) ، إلى غاية إطلاق سراحه يوم 28 ديسمبر 1942م ، مع بقائه تحت الرقابة القضائية إلى أن تضع الحرب العالمية أوزارها(39) . فاختار مدينة الجزائر، مركزا لإدارة شؤون جمعية العلماء (40) ولتنقلاته إلى مختلف جهات الوطن، لبث روح الإصلاح وغرس بذور النهضة فيها(41).

كما واصل نشاطه في الميدان السياسي بعزيمة كبيرة ، على خلاف ما كانت تريده السلطات الاستعمارية ، حيث كانت له إتصالات مكثفة مع مختلف قادة الحركة الوطنية ،على رأسهم "فرحات عباس "(*) الذي كانت علاقته به قوية، والتي توجت فيما بعد بتأسيس حزب " حركة أحباب البيان والحرية " بمدينة سطيف ، في الرابع عشر من مارس من سنة 1944م. كما قدم بتاريخ الثالث من شهر جانفي 1944م، تقريرا مفصلا إلى لجنة الإصلاحات التي تشكلت عقب زيارة " شارل دوغول " (1890م – 1970م ) (CHARLES DE GAULLE ) إلى مدينة " قسنطينة " بالشرق الجزائري في ديسمبر 1943م ، ضمنه وجهات نظره في المجالات التي ينبغي مباشرة إصلاحات فورية فيها وهي : القضاء الإسلامي ، المساجد والأوقاف ، التعليم العربي الحر(42).

ومع التطورات التي عرفتها نهاية الحرب العالمية الثانية، كثف من اتصالاته ولقاءاته، حيث شارك في اجتماع انعقد بمخزن السيد " محمد علي عباس التركي " أحد كبار أثرياء الجزائر بحضور "فرحات عباس" والشيخ " محمد خير الدين " (1902م – 1993م ) و" توفيق المدني"، بغرض تدارس الأوضاع المستجدة بعد انهزام الألمان وحلفائهم في الحرب (43). وعقب المجازر الوحشية،التي اقترفتها القوات الفرنسية يوم الثامن ماي 1945م، بدعم من المعمرين المتعصبين في " سطيف " و" قالمة " و"خراطة " بشكل خاص، والتي خلفت استشهاد أكثر من خمسة وأربعين ألف جزائري، بالإضافة إلى الجرحى. هاجم الإبراهيمي بشدة تلك الأعمال الوحشية، التي ارتكبت في حق جزائريين عزل وأبرياء، لا ذنب لهم سوى أنهم خرجوا إلى الشوارع، مبتهجين بانتصار الحلفاء، ومطالبين فرنسا الوفاء بالعهود التي قطعتها على نفسها خلال الحرب، مقابل التضحيات الجسام التي قدموها لها في حربها ضد النازية والفاشية (44).

جرائم اعتبر أنها من الفظاعة ، بحيث أن فرعون لو شهدها لتبرأ منها ولافتخر بعدم ارتكابه لها ، ولذلك فهي وصمة عار أبدي سيظل حسبه يلطخ جبين فرنسا ، مهما تقادم الزمن عليها:( أما والله لو أن تاريخ فرنسا كتب بأقلام من نور بمداد من عصارة الشمس في لوح منحوت من صفحة القمر، ثم قرضه عشاقها المتيمون باللؤلؤ المنثور بدل القرض المشعور، والشعر المنثور، ثم كتب في آخره هذا الفصل المخزي بعنوان " مذابح سطيف وقالمة وخراطة " لطمس هذا الفصل ذلك التاريخ كله ) (45). إنه وصف يعكس حجم الصدمة العنيفة التي أحدثتها تلك المجازر في نفسية الإبراهيمي، فجاء رده أعنف على دولة، لطالما تغنت بأنها جاءت للجزائر لتنشر المدنية والرقي في البلاد ؟

وردا على هذا الموقف الجريء، قامت الشرطة الفرنسية بمداهمة بيته واعتقاله يوم 27 ماي 1945، أي بعد أسبوعين من تاريخ المجازر بتهمة تدبيرها والقيام بـ: ( المؤامرة الكبرى) على فرنسا، وهي تهمة تعاقب عليها القوانين الفرنسية بالإعدام (46). فتم حبسه بالسجن العسكري "بباب الوادي" (*) حيث وضع في زنزانة تحت الأرض تنعدم فيها أدنى الشروط الصحية لمدة ثلاثة أشهر، فأصيب بعدة أمراض في يده وكتفه (47) وأمام تدهور حالته الصحية بشكل خطير، سارعت السلطات الاستعمارية إلى نقله خارج السجن، ولما استعاد بعضا من قواه، حولته إلى السجن العسكـري "بقسنطيـنة " حيث مكث فيه ثمانية أشهر (48). ليتم الإفراج عنه يوم السادس عشر مارس من سنة 1946م، تنفيذا لقرار التاسع مارس 1946، الصادر عن " الجبهة التأسيسية الفرنسية " المتضمن العفو الشامل عن مساجين أحداث الثامن ماي 1945 (49) .

ومباشرة بعد استرجاعه لحريته، عاد إلى نشاطه بنفس الإرادة والعزيمة، في الميادين التربوية و العلمية و الأدبية و السياسية والاجتماعية (50)، إلى غاية سنة 1952م، تاريخ مغادرته لأرض الوطن باتجاه المشرق العربي والعالم الإسلامي، للدفاع عن القضية الوطنية هنالك.

وهكذا كانت السلطات الفرنسية على أعلى مستوى ، ترى في كل من الأمير شكيب أرسلان و الشيخ البشير الإبراهيمي ، شخصيتان خطيرتان غير مرغوب فيهما لديها على الإطلاق ، بفعل ما كانا يقومان به من نشاطات تربوية وإصلاحية وسياسية داخل لبنان و الجزائر وخارجهما ، حيث لقي كل ذلك تجاوبا شعبيا ونخبويا منقطع النظير ، فسعت بشتى الوسائل والطرق ، من أجل كبح جماحهما أو استدراجهما إلى صفها ، بإغرائهما بالمناصب والأموال دون جدوى .
بواسطة (2.4مليون نقاط)
فقد فشلت فشلا ذريعا في إسكات صوت الإبراهيمي وتحجيم دوره في الحركة الإصلاحية الوطنية الجزائرية، بنفيه إلى صحراء " أفلو " القاحلة والمقفرة، وفي إبعاده عن جمعية العلماء بمحاولة فرض مرشحها المفضل، الذي راهنت من خلاله على احتواء المشروع الإصلاحي كمرحلة أولى ، تمهيدا لقبره في المرحلة الموالية. لكن ذلك لم يحدث بفضل تجند زملائه العلماء ، الذين أحبطوا تلك المحاولة الإنقلابية داخل بيت الجمعية.

لكنها لم تستسلم وراحت تتحين الفرص للإيقاع به ، وهوما حدث عقب مجازر 8 ماي 1945م ، حيث لم تتأخر في اعتقاله وسجنه لمدة إحدى عشرة شهرا ، في ظروف قاسية ومأساوية ، لكنه ورغم كل ذلك لم يتزحزح أو يخضع وبقي وفيا لنهجه ، ولقناعاته التي لم تتغير قيد أنملة . بل أنه خرج من السجن، أكثر تشددا في مواقفه السياسية وجرأة وتحديا، غير مبال بردة فعل الإدارة، التي لم تتسامح معه بطبيعة الحال.

والأمر ذاته ، حدث مع الأمير شكيب أرسلان ، الذي كانت فرنسا منزعجة منه بشدة ، جراء نشاطاته السياسية في الدول الأوروبية والآسيوية والأمريكية والإفريقية (المغرب الأقصى وتونس ) ، المناهضة للسياسة الاستعمارية بشكل عام والسياسة الفرنسية على نحو خاص. فعملت على ترصد تحركاته ومطاردته في أي مكان يحل به ، عبر شبكة جواسيسها وعملائها الذين كانوا يراقبون الإبراهيمي أيضا ، ويكتبون حوله يوميا تقارير بكل شيء يقوم به مهما كان بسيطا أو تافها. و رغم ذلك فشلت في الإيقاع به أو القبض عليه،لأنه كان حذرا جدا.

 وهنا يوجد اختلاف جلي في أسلوب الإبراهيمي وأرسلان ، فالأول بحكم طبعه الثوري كان اندفاعيا يجاهر بما يريد ، ويهاجم وينتقد بعنف الإدارة الاستعمارية وأعوانها من العيون والجواسيس وشيوخ الطرق الصوفية المنحرفين ، بل أنه في الكثير من الأحيان ، كان هو من يتحدى ويستفز خصومه من سلطات الاحتلال ومعاونيهم .

 أما أرسلان ، فقد عرف عنه أنه سياسي مداهن يهاجم وينتقد عندما تسنح الظروف ، ويهادن ويلين من مواقفه لما يتطلب الأمر ذلك ، دون أن يعني ذلك أنه كان مسالما لفرنسا أو لحلفائها الغربيين .

لقد تحول الأمير شكيب و الشيخ البشير ، إلى قضية تشغل بال الساسة والحكومات الفرنسية المتعاقبة ، التي كانت تتابع نشاطهما باهتمام و انتظام، ولما فشلت في الحد من إقدامهما وحماسهما ومثابرتهما في الدفاع عن قضاياهما الوطنية والقومية ، راحت تكل لهما الأكاذيب وتروج عنهما الإشاعات ، لكي تهتز مصداقيتهما لدى الجماهير الجزائرية واللبنانية ، العربية والإسلامية ، وحتى لدى الرأي العام الأوروبي ، الذي أظهر جزء منه تعاطفا أو على الأقل حيادا في التعامل مع القضايا المرتبطة بالاستعمار الغربي .

ومثلما رفض أرسلان و الإبراهيمي، الإستسلام لفرنسا أو الإنجرار لمحاولتها احتواءهما ،فإن هذه الأخيرة أيضا ظلت ثابتة في موقفها منهما ، حيث ظلا مطلوبين لدى أجهزتها الامنية والعسكرية ، إلى أن غادرت لبنان سنة 1946م ، وطردت من الجزائر 1962م ، وهوما سمح لهما بالعودة إلى بلديهما والإقامة فيهما لمدة قصيرة جدا، إذ توفي أرسلان أسابيع بعد عودته ، بينما امتد عمر الإبراهيمي لأكثر من سنتين في جزائر الاستقلال .

اسئلة متعلقة

...