في تصنيف قصص وروايات تاريخية بواسطة (2.4مليون نقاط)

بحث  تاريخ الإحتلال الفرنسي للجزائر مراحل احتلال فرنسا للجزائر، أسباب احتلال فرنسا للجزائر ماذا فعل الاستعمار الفرنسي في الجزائر

الحملة الفرنسية على الجزائر 1830

خاتمة عن الاحتلال الفرنسي للجزائر

احتلال فرنسا للجزائر PDF

مراحل احتلال فرنسا للجزائر

جرائم الاحتلال الفرنسي في الجزائر PDF

أسباب احتلال فرنسا للجزائر pdf

أسباب الحملة الفرنسية على الجزائر PDF

جرائم الاحتلال الفرنسي للجزائر

نرحب بكم زوارنا الاعزاء على موقع النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل المعلومات والحلول الثقافية عن اسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول..........................بحث تاريخ الإحتلال الفرنسي للجزائر مراحل احتلال فرنسا للجزائر، أسباب احتلال فرنسا للجزائر ماذا فعل الاستعمار الفرنسي

.وتكون اجابتة الصحية هي الأتي 

تاريخ الإحتلال الفرنسي للجزائر  

              #Le_occupation_noire_en_Algérie_

                         مقدمة 

في يوم 16 يونيو 1830، بدأ الاحتلال الفرنسي الأسود للجزائر، كان هدفه المعلن تأديب الجزائر و حاكمها و تأمين تجارة أوربا ضد أعمال القرصنة ؛ و محاربة الدولة العثمانية و طردها من أرض الجزائر القريبة لفرنسا ؛ وتحرير الشعب الجزائري من المحتلين العثمانيين ؛ ونشر المدنية و الحضارة الأوربية في ربوع هذه البلاد ...

وكان الهدف غير المعلن هو إغتصاب الأرض و الثروات ؛ و إبادة السكان الأصليين ؛ و توطين الأوربيين مكانهم؛ وطمس الهوية الدينية و الثقافية ؛ و تدجين من مشى في ركابهم من أهل البلاد ليصبح بلا هوية ولا رغبة في أي مقاومة ، ولا مطالبة بأي حقوق ؛ بتغيير لغته ومحاولة تنصيره ؛ أو علمنته وإلهاؤه بالموبقات و ضيق العيش ، وليصبح الفرد منهم بالنهاية مجرد أداة أو آلة منتجة رخيصة تحقق لهم أرباحا وفيرة بأقل ثمن و بلا حقوق ؛ ...

و كان التنافس مع الإنجليز و الروس ؛ و السباق المتسارع المحموم بين هذه الدول لإحتلال أكبر قدر ممكن من أراضي وبحار العالم ؛ و الإسراع بالإستيلاء على أملاك الإمبراطورية العثمانية التي بات سقوطها وشيكا ؛ وخسارة نابليون و فشله في حملته على مصر و الشام ؛ ثم هزيمة فرنسا القاتلة في حروبها ضد التحالف الأوربي ؛ وما تبع ذلك من خراب في إقتصادها و تزعزع شديد في مكانتها ؛ كان كل ذلك من أقوى الأسباب لاتجاهها نحو شمال أفريقيا ؛ لتجد متنفسا جديدا يعينها على الإستمرار و يوفر لها مصادر جيدة للنهب و السرقات لتدعم اقتصادها . 

وكان الهدف الأخفى هو الهدف الديني الصليبي ؛ الذي ينطوي على رغبة قديمة ملحة ومستديمة في الإنتقام من دين هذه البلاد الذي كان سببا في طرد الأوربيين من مستعمراتهم القديمة بأفريقية ؛ وحرمانهم من نهب خيراتها و استرقاق شعوبها ؛ بل ومنافستهم في البحر ؛ و غزوهم وتهديدهم في عقر دارهم قلب أوربا ؛ وكانت فرنسا تريد التأكيد أنها ماتزال راعية الكاثوليكية الأولى و حامية الصليب ؛ وتعول على جعل الجزائر مركزا و بوابة تنشر منه الكاثوليكية في أرجاء هذه القارة الغنية و المظلمة . 

..........

{ وقد تقدم وزير الحربية الفرنسي كليرمونت طونير للسير في حملة لغزو الجزائر بعد حادثة المروحة وتلي طلبه هذا على أسماع مجلس الوزراء بمحضر الملك شارل العاشر بتاريخ 14 أكتوبر1827، الذي جاء فيه : 

" إن العناية الإلهية سمحت بأن تستثار جلالتكم في شخص قنصلكم ( يقصد القنصل دوفال) من طرف أعتى أعداء المسيحية ( أي الداي حسين )، لذلك سيدي فإن العناية تدعو لأغراض خاصة ابن سان لويس (شارل العاشر ) للانتقام في نفس الوقت للدين وللإنسانية، ومن سباب الداي ....

 وسوف نكون سعداء بمرور الزمن عندما نحضر الجزائريين بتصييرهم مسيحيين ! ...

 وإن كان هذا الاعتبار غير كاف ليقدم سببا للقيام بحرب (ضد الجزائر ) فإنه سيكون على الأقل عندما تنطلق الحرب سببا للسير بثقة أكبر إلى نصر، يظهر أن العناية الإلهية قد حضرته لنا ...

 إنني أتوسل إلى جلالتكم بأسم أغلى مصالح الوطن (...) أن

تعزموا على الانتقام للمسيحية، وفي نفس الوقت للسباب

الذي تعرضتم له ". 

وقريبا من هذا ذهب رئيس الوزراء الفرنسي الذي اعتبر أن : 

 " سقوط الجزائر في أيدي الجيش الفرنسي سيجلب

أجل الخدمات وأكبر الفوائد للمسيحية جمعاء ".

ولم يكن بقية أعضاء المجلس أقل حماسا وصليبية من

وزير الحربية ورئيس الوزراء، بل : " أجمعت الحكومة على

الدخول في حرب ضد الجزائر حتى تبين أن جلالة الملك

شارل العاشر الكاثوليكي هو أجل المدافعين عن الكنيسة ؛ وحتى نمنع البابا من طلب الحماية من المرتدين الإنجليز ". }

(*1)

...........

الجزائر قبل الاستعمار 

كانت الجزائر قبل الاستعمار سيدة البحر الأبيض المتوسط فقد كان لها أسطول ضخم يخاف منه أعدائها، وقد تحطم هذا الأسطول في حروب الساحل البربري وبقيته الضئيلة في معركة نڤارين قرب اليونان عام 1827.

واستعملت فرنسا حادثة المروحة (30 أبريل 1827) لكي تكون سببا لاحتلالها للجزائر الا أن فرنسا كانت تنوي احتلال الجزائر منذ عهد نابليون بونابرت، أتت فرنسا للجزائر منطلقة من ميناء طولون وبلغ عدد الجنود الذين ضمتهم الحملة (37،600 جندي) و قاد الحملة لوي أوگست ڤيكتور ده گين دى بورمون، ووصلت الحملة إلى سيدي فرج في (14 يونيو 1830م) ،..

 ومن دوافع القيام بالحملة أنه عندما أصبح "بولنياك" رئيس وزراء فرنسا في 18 جوان 1829 قررت فرنسا توجيه حملة عسكـرية ضد الجزائر، فراحت تفتعل الأسباب لتبرير حملتها، واتخذت من حادثة المروحة التي اعتبرتها إهانة لشرفها سببا مباشر في ذلك ..

كما تـذرعت بأسباب أخرى منها عدم معاقبة الـداي حسين لأهـالي عنابة، والذين قاموا بمهاجمة السفينة الفرنسية "لابـروفانس" يوم 03 أوت 1829 بالإضافة إلى إلغاء الحكومة الجزائرية للامتيازات الفرنسية في سواحل بلادها وإصدارها للقرار عام 1826 والذي منحت بموجبه الحرية لجميع الدول الأوربية لصيد المرجان،

 كما ادعت فرنسا أنها تريد وضع حد لأعمال القرصنة البحرية التي كان يقوم بها الجزائريون ضد السفن الأجنبية في البحر المتوسط.

وإن كل هذه الأسباب التي ادعتها فرنسا للقيام بحملتها ضد الجزائر، لم تلمس جوهر الحقيقة، فلو أخذنا حادثة المروحة كسبب مباشر في توجيه الحملة فإنه قد مرت أكثر من ثلاث سنوات بينها وبين 05 جويلية الذي هو تاريخ الاحتلال، كما ذكر المستشار النمساوي "مترنيخ" أن تحرك فرنسا بمثل هذا الجيش الجرار وأن تصرف هذا المبلغ (150 مليون فرنك) من أجل ضربة مروحة.

كان "شارل العاشر" كان يرغب في خلق تعاون وثيق مع روسيا في حوض البحر المتوسط حتى يتغلب على الهيمنة البريطانية والتمركز في ميناء الجزائر، كما أن شارل العاشر يرغب في امتصاص غضب الشعب خاصة بعد خلق حرية الصحافة وشغل الشعب بحرب خارجية، وكسب رضاه بنوع من النصر الزائف، وقد اعترف الملك شارل العاشر بهذا صراحة حين قال "إنه لشيء جميل أن نتقدم إلى البرلمان ومفاتيح الجزائر بيدنا" 

كما أن فرنسا أرادت تحطيم القيود التي فرضها مؤتمر ڤيينا 1815م والذي قرر أن لا تقوم فرنسا بإجراء تغييرات إقليمية دون موافقة الدول الكبرى.

ومن الدوافع العسكرية انهزام الجيش الفرنسي في أوروبا وفشله في احتلال مصر والانسحاب منها تحت ضربات القوات الإنجليزية في 1801، دفع بنابليون بونابرت إلى أن يبعث بأحد ضباطه إلى الجزائر في الفترة الممتدة من 24-27 جويلية 1808 ليضع له خطة عسكرية تسمح له بإقامة محميات فرنسية في شمال أفريقيا تمتد من المغرب الأقصى إلى مصر،

 

4 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
مراحل احتلال فرنسا للجزائر

وفي 1809 قام هذا الضابط "بوتان" بتسليم مخطط لاحتلال الجزائر عن طريق البر، إلا أن "نابليون" أضطر إلى تأخير هذه الحملة خاصة بعد هزيمة "وترلو" 1815،

ولما شعر ملك فرنسا أنه من الأفضل الاعتماد على سياسة التوسع في أفريقيا من أجل إشغال الجيش بمسائل حيوية تتمثل في احتلال الجزائر وتحقيق انتصار باهر وبالتالي التخلص من إمكانية قيام الجيش بانقلاب ضده.

وكان من الدوافع الاقتصادية من احتلال الجزائر اعتقاد فرنسا أنها ستحصل على غنيمة تقدر بـ 150 مليون فرنك توجد في خزينة الدولة ؛ إضافة إلى اسقاط ديونها التى تدين بها للجزائر ؛ إضافة لحصولها على مناجم مجانية للذهب و الحديد و كافة المعادن ؛ ورقعة زراعية شاسعة خصبة توفر لها الرخاء و الأمن الغذائي .

وقد ارتكبت فرنسا في حق شعب الجزائر أبشع جرائم عرفت في التاريخ ؛ من قتل،و اغتصاب، و نهب و سرقة، وتدمير ممتلكات وطمس للهوية ؛ إبان الاستعمار في مختلف محافظات الجزائر من 1830 إلى غاية 1962.

{ وتقول الإحصائية الرسمية أن عدد ضحايا الإحتلال الفرنسي بلغ مليون ونصف المليون شهيد في سبع سنوات فقط ، خلال حرب التحرير (1954 - 1962).

وأفادت «الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان»، المستقلة عن الحكومة، بمناسبة مرور 54 سنة على استقلال البلاد 5 يوليو (تموز) 1962، أن الجزائريين الذين قتلهم الاستعمار الفرنسي من بداية الاحتلال عام 1830 إلى 1962، يفوق 9 ملايين شهيد.

 استنادًا إلى الأرشيف الفرنسي الخاص بفترة الاحتلال، وإلى كتابات مؤرخين فرنسيين، من بينهم المؤرخ اليساري جاك جوركي الذي يخبرنا بأن فرنسا قتلت 10 ملايين خلال الحقبة الاستعمارية. كما ذكر الباحث في التاريخ، الجزائري محمد الحسن زغيدي أن عدد الشهداء يفوق 9 ملايين».} (*2)

                    

إن معظم المؤرخين لا يؤمنون بالإهانة المزعومة المتمثلة في ضرية المروحة التي أصابت قنصل فرنسا "بيار ديفال" من طرف الداي حسين "يوم ۲۹ أفريل ۱۸۲۷" الذي كان يوم عيد المسلمين.

هناك روايات متعارضة صدرت من القنصل ومن الداي:

 فالداي يتحدث عن ضربة خفيفة ناجمة عن محادثات تميزت بالشدة في موضوع العلاقات الجزائرية الفرنسية، في تلك

المحادثات أشار الداي إلى أنه لم يتلق جوابا من الحكومة الفرنسية في موضوع الدين الذي كان على عاتقها بعد أن زودتها شركة بكري بوشناق بالحبوب علما بأن الخزينة الجزائرية لها حقوق مترتبة على تلك الصفقة، وقد تم بشأن هذه القضية اتفاق صادق عليه الداي حسين يوم ۲۳ ديسمبر ۱۸۱۹م وغرفة النواب الفرنسية يوم ۲۹ جويلية ۱۸۲۰م.

وفي تقرير موجه إلى السلطان سليم الثالث، أكد الداي أن القنصل أجاب بكلام شاتم للدين الإسلامي ولشخصية السلطان،...

 إن اجابة القنصل كانت تحمل ما معناه: إن الملك الفرنسي والدولة الفرنسية لا يرضيان بالإجابة على رسائلك.

لقد حول القنصل "بيار ديفال" القضية إلى قضية تمس بشرف فرنسا في حين أنه هو الذي أهان بجوابه الإسلام والدولة الجزائرية. (*3)

كان الداي حسين قد سمح ليهوديين من أصل إيطالي هما بكري وبوشناق، وتحت حماية قنصلية فرنسا بتصدير القمح الجزائري إلى فرنسا في سنوات الثورة الفرنسية، وكان هذان المرابیان يشتريان القمح بثمن منخفض ويبيعانه لفرنسا بثمن غال.

 كان بوشناق يقيم في مدينة الجزائر، وكان بكري يعيش في فرنسا وكان ثمن هذا القمح يعتبر قرضا دوليا بسبب دخول

الحكومة الفرنسية والداي حسين حاكم الجزائر، كطرفين في صفقاته، وكانت التجارة الخارجية يسيطر عليها المرابون اليهود وفرنسا والتجارة الداخلية حين ذاك تحت سيطرة المرابيبن اليهوديين.

ولم يخف بعض السياسة الفرنسيين النزهاء امتعاضهم من موقف حكومتهم من هذا الدين، فقد قام وزير خارجية فرنسا تاليران بتقديم رأيه في مجلس الوزراء عندما عبر عن اقتناعه

بحق الجزائر في هذا الدين، وبضرورة أن تعبر فرنسا عن عرفانها لهذا البلد على موقفه من مد الشعب الفرنسي بالقمح مع تأجيل الدفع في الأوقات الحرجة التي كانت تمر بها

خزينة الدولة الفرنسية"،

لكن أحدا لم يسمع إلى نصيحته ؛ وتراكم الدين فوصل إلى ثمانية ملايين فرنك، ولم تسمح حكومة القنصلية إلا بدفع نصف هذا المبلغ ، ولم تنفذ الخزينة الفرنسية أمر الدفع ؛ واستمر الوضع على ما هو عليه طوال عهد الإمبراطورية، لأن نابليون يرفض تسديد أي دين ما لم يجبر بالقوة على ذلك !!

 وفي سنة ۱۸۱۹م طالب المرابیان اليهوديان فرنسا بدفع المبلغ الذي ارتفع إلى ۲٤ مليون فرنك كثمن للقمح الجزائري، وشكلت الحكومة الفرنسية لجنة لبحث المسألة وخفضت المبلغ من ۲٤ مليون إلى سبعة ملايين فرنك، ...

ووافق اليهوديان على هذا التخفيض كتسوية نهائية للمسألة وصدر اعتراف رسمي من الحكومة الفرنسية في قرارها الصادر يوم ۲۸ اکتوبر ۱۸۱۹م، ووافق البرلمان على هذا القرار يوم ٢٤ يوليو ۱۸۲۰م، ...

ووافق الداي على هذه التسوية وطالب بدفع المبلغ المعترف به في أقرب وقت لحاجة خزينة الدولة الجزائرية للمال.

ومن الغريب أن الحكومة الفرنسية قررت اقتطاع جزء من هذا المبلغ كربح لليهوديين المرابيين اللذين يتمتعان بالجنسية الجزائرية واللذين قررا عدم العودة للجزائر !!

 وكإمعان في نسج خيوط المؤامرة ؛ قررت المحكمة الفرنسية حق المرابين في جزء من الدين الذي هو دين للدولة الجزائرية على الدولة الفرنسية، ويبدو الهدف من ذلك استثارة غضب حكومة الجزائر .

واعترض الداي حسين على أن تفصل محكمة فرنسية في خلاف بينه وبين يهوديين من رعاياه طالبا من الحكومة الفرنسية إعادتهما له كمجرمين ..

ولم ترد الحكومة الفرنسية عليه، فاضطر إلى الكتابة إلى ملك فرنسا طالبا منه دفع المبلغ سبعة ملايين فرنك لخزينة الدولة الجزائرية، وسحب القنصل الفرنسي من الجزائر ؛ الذي يعمل على عرقلة حل هذه المسألة بين الدولتين، وتسليم اليهوديين.

وكتعبير عن قلة اللياقة الدبلوماسية قررت فرنسا تثبيت القنصل وتكليفه بتبليغ الداي أن الملك قرر عدم النظر في مطالبه. !!!

ثم قررت الحكومة الفرنسية عدم الاعتراف بتسديد الدين للدولة الجزائرية وإنما تسديده للمرابين اليهوديين !!!!!

وتجنب القنصل زيارة الداي منتظرا وصول الأسطول الفرنسي للجزائر من طولون

 وفي يوم 30 أفريل ۱۸۲۷م حضر القنصل لحفل استقبال بقصر الداي، وعندما سأله الداي عن الرد الذي تلقاه من حكومته على رسالته التي بعث بها للملك أجابه باستفزاز: "إن حكومتي لن ترد عليك .." !!!

فاعتبر الداي هذا الجواب إهانة له وطلب من القنصل مغادرة القاعة ملوحا بمروحة كانت في يده ؛ واعتبرت الحكومة الفرنسية أن الداي أهانها عندما ضرب قنصلها بالمروحة واعتبرت ضرلة المروحة سببا كافيا لغزو الجزائر . (*5)

قطعت العلاقات بين البلدين وراحت فرنسا تعد العدة لغزو الجزائر بعد أن انكشفت شواطئها على إثر تدمير اسطولها في معركة نافارین (في حرب الدولة العثمانية باليونان) ..
0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
الفرنسيون في الجزائر

وقد انقسم المسؤولون الفرنسيون إلى رأيين :

▪︎فريق يخشى من المقاومة الجزائرية فيقترح الاكتفاء بفرض حصار بحري على السواحل الجزائرية کرد على إهانة الداي وإجباره على الخضوع للمطالب الفرنسية، ...

▪︎أما الفريق الثاني فيري ضرورة القيام بعملية إنزال واحتلال مدينة الجزائر وهو التيار اليميني الذي يرى في احتلال الجزائر عملية تنسي الشعب هزيمة ۱۸۱٥م (واترلوو)

وكانت أسرة بوربون متحمسة لهذا الحل رغبة منها في تثبیت

عودتها لعرش فرنسا الذي تحقق بفرضه من القوى الخارجية.

فرض الأسطول الفرنسي حصارا على السواحل الجزائرية ثلاث سنوات من ١٦/ ٦/ ۱۸۲۷م وحتى ١٣/ ٦/ ۱۸۳۰م . وهو تاريخ الغزو، وكلف الحصار فرنسا مبلغ سبعة ملايين فرنك سنويا .

وتدخل محمد علي والي مصر وعرض مشروعه لاحتلال المغرب العربي : ليبيا وتونس والجزائر، وضمهما لمصر، وإسقاط الداي حسين عدو فرنسا ؛ مقابل دعم فرنسا له، على أن يضمن لها الحصول على امتيازات اقتصادية وعسكرية بالجزائر ،...

 وقد عبر عن استعداده للتوجه إلى المغرب العربي على رأس جيش قوامه ٦٢ ألف جندي.

لكن بريطانيا عارضت تدخل محمد علي وتوسعه غربا بالرغم من محاولة هذا إقناعها بأن هدفه منع فرنسا من احتلال بلد مسلم ..هههه

 وفي يوم ۱/۲۳/ ۱۸۳۰م هددت بريطانيا فرنسا رسميا بأنها قررت استعمال القوة ضد مشروع محمد علي، وفشل المشروع ليس بسبب التهديد البريطاني فقط ؛ وإنما بسبب معارضة وزيري الحربية والبحرية الفرنسيين ورفضهما إقحام محمد علي في قضية الجزائر، ...

وإرضاء لوزيريه قدم رئيس الوزراء بولينياك تعديلا لعرض محمد علي ؛ يتمثل في دعم محمد علي للسيطرة على طرابلس وتونس مقابل مساعدته لفرنسا على احتلال الجزائر.

 ورفض محمد علي المشروع المعدل لأنه لا يريد أن يسجل عليه أنه عمل على مساعدة دولة مسيحية على استعمار بلد مسلم .

وفي الأخير رفض مجلس الوزراء الفرنسي مشروع محمد علي في جلسة ۱۸۲۹/۱۰/۱۲م. (*6)

---------

كانت فرنسا مدفوعة في غزوها للجزائر بأسباب عدة ولكنها ادعت أمام الرأي العام الأوروبي أن هدفها هو القيام بحملة تأديبية ضد الجزائر، ...

وفي الحقيقة إن فرنسا كانت تخطط لاحتلال الجزائر والاستيلاء عليها منذ ۱۷۹۲م، أي سنة إبعاد إسبانيا وتصفية قاعدتها العسكرية في المرسى الكبير بوهران، فقد كانت هناك رغبة قوية للتجار الفرنسيين والقيادة السياسية بتلك البلاد أن تحل فرنسا محل إسبانيا في شمال أفريقيا وتسيطر على هذه المنطقة الغنية بالثروات الطبيعية وبصفتها موقعا استراتيجيا هاما . (*7)

فمن الناحية العسكرية، فإن الجيش الفرنسي كان يسعى باستمرار لتقوية اسطوله وإنهاء السيطرة الإنجليزية على

حوض البحر الأبيض المتوسط، كما أن هناك أسباب أخرى عديدة سياسية، ودينية واقتصادية وغيرها ويمكن تلخيص أهم الأسباب في الآتي :

▪︎أسباب سياسية :

وتتمثل في اعتبار حكومة الجزائر تابعة للإمبراطورية العثمانية التي بدأت تنهار ؛ والدول الأوروبية تتهيأ للاستيلاء على الأراضي التابعة لها وخاصة أن الفرنسيين كانوا يعتقدون

أنهم سيحصلون على غنيمة تقدر ب 150 مليون فرنك توجد بخزينة الداي.

 كما أن شارل العاشر ملك فرنسا كان يرغب في خلق تعاون وثيق مع روسيا في حوض البحر الأبيض المتوسط حتى يتغلب على الهيمنة البريطانية في البحر المتوسط والتمركز في ميناء الجزائر الذي كان يعتبر في نظر الملك الفرنسي تابعا للأمبراطورية العثمانية المنهارة،..

 ثم إن المعارضة سيطرت على مجلس النواب في انتخابات نوفيبر ۱۸۲۷م خلقت مصاعب داخلية للملك الفرنسي الذي كان يعتقد أن الحل الوحيد لإسكات المعارضة هو احراز انتصار باهر على داي الجزائر، وإذا لم يتمكن من ذلك فإن المعارضة ستحرز انتصارا آخر في الانتخابات البرلمانية. (*8)
0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
ومن أسباب احتلال فرنسا للجزائر

▪︎أسباب العسكرية :

إن انهزام الجيش الفرنسي في أوروبا وفشله في احتلال مصر والانسحاب منها تحت ضربات القوات الإنجليزية في سنة ۱۸۰۱م قد دفع نابليون بونابرت أن يبعث بأحد ضباطه إلى الجزائر في الفترة الممتدة من ٢٤ ماي إلى ١٦ جويلية ۱۸۰۸م لكي يضع له خطة عسكرية تسمح له بإقامة محميات فرنسية في شمال أفريقيا تمتد من المغرب الاقصی إلى مصر "مثلما عملت روما في الماضي"

 وفي عام 1809م قام هذا الضابط العسكري "بوتان" بتسليم المخطط العسكري لاحتلال الجزائر إلى نابليون واقترح فيه على الامبراطور نابليون أن يحتل مدينة الجزائر عن طريق البر، ثم التوسع لاحتلال بقية أراضي الجزائر ..لأن بقية المقاطعات الجزائرية سوف تتعاون فيما بينها وتطيح بالسلطات الفرنسية في العاصمة الجزائر إذا ما اكتفت فرنسا باحتلال العاصمة فقط.

وعند إنهزام نابليون في معركة واترلو سنة 1815م وتحالف الدول الكبرى ضد الجيش الفرنسي في اوروبا شعر ملك فرنسا أنه من الأفضل أن يعتمد على سياسة التوسع في أفريقيا ويعمل على انشغال الجيش بمسائل حيوية تتمثل من إمكانية قيام الجيش بإنقلاب ضده في فرنسا، ...

وبالفعل فإن الجيش الفرنسي قد انشغل باحتلال الجزائر

واقام سلطة عسكرية متينة بهذا البلد إلى غاية نوفبر 1954م يوم قامت الثورة الجزائرية الأخيرة ووضعت نهاية لخرافة الجزائر الفرنسية . (*9)

▪︎ أسباب إقتصادية :

كانت فرنسا تطمع في خيرات الجزائر وثرواتها الطبيعية الوافرة وتتطلع لتصريف منتجاتها في أسواقها، كما كانت ترغب في التخلص من ديون الجزائر عليها وتتمثل في قيمة كميات القمح الوفيرة التي استوردتها فرنسا منها، وسبق تأجيل السداد بمساعدة بعض التجار اليهود في الجزائر ..

وقد كشف القنصل التجاري الفرنسي عن هذه الدوافع الاقتصادية في رسالته التي بعث بها إلى حكومته في باريس قبيل غزو الجزائر حيث قال :

"إن الفوائد المادية التي تعود على فرنسا من غزو الجزائر بغض النظر عن ملايين الفرنكات الذهبية التي تزخر بها الخزانة الجزائرية، أجدى وأنفع لفرنسا من كل عمليات الغزو الاقتصادي التي قامت به حتى الآن... فهناك سهول طيبة ذات خصب عجيب، ومناجم غنية بالحديد والرصاص وجبال من العناصر المعدنية كلها تنتظر الأيدي التي تستغلها." (*10)

إن الجانب الاقتصادي قد لعب دورا قويا في إقدام فرنسا على احتلال الجزائر، ويظهر هذا بوضوح في الدراسة التي نشرها السيد تاليرات في شهر جويلية من عام ۱۷۹۷م والتي كان عنوانها : "محاولة حول الامتيازات التي يمكن الحصول عليها من جراء إنشاء مستعمرات جديدة في الظروف الحالية"،

وقد طلبت حكومة فرنسا في عهد نابليون بونابرت من قنصلها في الجزائر أن يجيبها بدقة عن بعض الأسئلة المتعلقة بمشروع احتلال الجزائر .

وقد تعاون الرأسماليون الفرنسيون مع رجال الجيش الفرنسي في دفع الحكومة والدولة لاحتلال الجزائر والاستيلاء على الأرض الخصبة بها وزراعة العنب ؛ والبحث عن الذهب

في المناجم الجزائرية، ...

واستجابة لهذا المخطط قام الجنرال "كلوزيل" في بداية الاحتلال بإصدار قانون يقضي بتسليم الأراضي الجزائرية الخصبة للمهاجرين الأوربيين ..

 وبرزت قوة التجار والنواب الفرنسيين في تكوين كتلة قوية بالبرلمان للدفاع عن مكتسبات الأوربيين في الجزائر وطرد كل من يحاول مراقبتهم أو الحد من سيطرتهم ..

وقد أحرزوا نجاحا هائلا إلى درجة أنهم استطاعوا شراء أغلب الأراضي المنتجة في سنوات قليلة، وفي أغلب الحالات كان التجار المتلهفون على امتلاك خيرات الجزائر يشترون أراضي وهم لم يروها بتاتا، لأنها تباع لهم من طرف شخص ثالث يكون في العادة يهودي . أو خائن متعاون معهم من

أجل المال .

وكان الأشخاص الذين كانوا يقومون بالوساطة في بيع

الأراضي للفرنسيين معظمهم يهود ؛ وهم وحدهم الذين رحبوا بقدوم الجيش الفرنسي إلى الجزائر و برجال التجارة، وليس هناك جدل بأن مجموعة صغيرة من اليهود الذين كانوا يقومون بالوساطة في كل عملية تجارية قد كانت الفئة المستفيدة من غزو الجزائر، لأن الاحتلال الفرنسي قد حقق للجالية اليهودية بالجزائر أمنيتها الكبرى في الثراء السريع بدون حسيب ولا رقيب. (*11)

▪︎ الأسباب الدينية :

 رغبت فرنسا في نشر المسيحية في أفريقيا إنطلاقا من الجزائر ؛ وفي هذا الشأن قال وزیر الحربية الفرنسية في تقريره الذي قدمه لملك فرنسا "شارل العاشر" :" لقد أرادت العناية الإلهية أن تستأثر جلالتكم في شخص قنصلكم بواسطة ألد أعداء المسيحية،"

"ولعله لم يكن من باب المصادفة أن يدعى ابن لويس التقي لكي ينتقم للدين وللإنسانية ولإهانته الشخصية منه في نفس الوقت ولعل الزمن يسعدنا بأن ننتهز الفرصة لكي ننشر المدينة بين السكان الأصليين وننصرهم" (*12)

لقد كان للجانب الديني أثر كبير في احتلال الجزائر عام ۱۸۳۰م فمن الأسباب التي دعت فرنسا إلى الغزو هو دعواها إنقاذ المسيحية والمسيحيين من أيدي "القراصنةالجزائريين" والقضاء على عش القرصنة :الجزائر . حسب تعبيرها أيضا،

ففرنسا كانت تعتبر نفسها حامية الكنيسة الكاثوليكية وترى في احتلال الجزائر عملا هاما و خدمة كبيرةأسدتهما إلى العالم المسيحي وشعوب البحر الأبيض المتوسط ، فالعامل الديني في الاحتلال نلمسه من الدور الذي لعبه رجال الدين في الحملة بحيث أن قرار شارل العاشر الكنائس كان مدفوعا من الأسقف الكبير وزير الشؤون الدينية فريسوس الذي كانت من ورائه كنيسة روما، ...

ولا يمكن أن ننسى أن وزير الحربية في تقرير قدمه للملك شارل العاشر يوم ١٤ أكتوبر ۱۸۲۷م عن آماله في تنصير الجزائر قال : "يمكن لنا في المستقبل أن نكون سعداء ونحن نمدن الأهالي ونجعلهم مسيحيين."

وكليمون تونيريرى : " أنه ليس من الغريب أن تكون

العناية الإلهية مع الملك لأن عمله هذا في سبيل الدين "

وأكد الملك شارل ذلك حينما خاطب كل أساقفة المملكة قائلا لهم : "إن مرادنا أن تقيموا صلوات في جميع وتطلبوا من الله أن يحمي الراية ويعطينا النصر" (*13)

وما يمكن قوله أن الجانب الحكومي سر لما سوف يحققه جيش الملك من انتصار، لأنه انتصار في سبيل البعث الديني المسيحي بأفريقيا الرومانية إلى المسيحية على انقاض القائد الروماني سبيون، وخاصة المدن التي ازدهرت في العهد الروماني اللاتيني. (*14)

وأمام هذه النشوة علقت الصحافة اليسارية على هذا الطابع الديني للاحتلال وذكرت :  

"إن عمل القنصل دوفال كان بوحي من الفاتيكان وكذلك الحال لعمل بكري وبوشناق اليهوديين فروما استبشرت خيرة بغزو الجزائر واعتبرته عملا مقدسة لفائدة المسيحية". (*15)

وقد جاء في المعاهدة التي كتبت في ٥ جويلية ۱۸۳۰م التي حررها قائد الحملة دوبورمون ووقعها الداي حسين: "إن السلطات الفرنسية ستحترم الأملاك والنساء والديانة"

 لكننا نجد الجنرال دو برمون يخطو خطوة إلى الوراء يدفعه في ذلك التعصب الديني، فبعد سقوط مدينة الجزائر بأيدي الفرنسيين سارع دوبورمون إلى اقامة صلاة بالقصبة شارك فيهاالجيش ورجال الدين وخطب فيهم قائلا :

" لقد أعدتم معنا فتح باب المسيحية الأفريقية ونتمني في القريب أن نعيد الحضارة التي انطفأت فيها منذ زمن طويل "  

(*16)

نكمل الأسباب و نوضخ الخلفيات التاريخية لهذا الإحتلال المقيت في فقرة لاحقة إن شاء الله فانتظرونا .

--------------------------------------------------------------------

(*1) د. شاويش حباسي"من مظاهر االروح الصليبية

للاستعمار الفرنسي بالجزائر .ص ١١

(*2) جريدة الشرق الأوسط الاثنين - 29 شهر رمضان 1437 هـ - 04 يوليو 2016 مـ رقم العدد [ 13733] .

(*3) الثورة الجزائرية د. بو غلام بن حمودة، ص١٥

(*4) الجزائر في التاريخ ، عثمان سعدي، ص٤٤٣

(*5) الجزائر في التاريخ عثمان سعدي، ص ٤٤٤

(*6) المصدر نفسه، ص ٤٤٦.

(*7)المصدر نفسه، ص ۳۷۷.

(*8)التاريخ السياسي للجزائر د. عمار ہو حوش، ص ۸۳، ۸٥.

(*9) التاريخ السياسي للجزائر، ص ٨٤

(*10)تاريخ العرب الحديث د. حلمي محروس، ص: ۲۲۱

(*11)التاريخ السياسي للجزائر، ص ٨٥

(*12) " الحركة التبشيرية الفرنسية في الجزائر، خديجة بقطاش، ص ١٥.

(*13)الحركة التبشيرية الفرنسية، ص: ١٦.

(*14)"المصدر نفسه، ص: ١٦.

(*15) الحركة التبشيرية في الجزائر، ص: ۱۹

(*16) المصدر نفسه، ص: ۱۷

كفاح الشعب الجزائري ضد الإحتلال الفرنسي د. على محمد الصلابي ص٢٦٧ - ٢٧٦
0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
الاحتلال الفرنسي للجزائر في عهد السلطان محمود الثاني

*****************************************

استعملت فرنسا حادثة المروحة (30 أبريل 1827) لكي تكون سببا لاحتلالها للجزائر الا أن فرنسا كانت تنوي احتلال الجزائر منذ عهد نابليون بونابرت، أتت فرنسا للجزائر منطلقة من ميناء طولون وبلغ عدد الجنود الذين ضمتهم الحملة (37,600 جندي). قاد الحملة لوي أوگست ڤيكتور ده گين ده بورمون. وقد بدأ الحصار الفرنسي على الجزائر في العام 1828 ميلادية، واستمر الحصار لمدّة نصف سنة، ومن ثمّ استطاعت دخول الجزائر، ووصلت إلى سيدي فرج في (14 يونيو 1830م الموافق لـ 23 ذي الحجة 1245 هـ).

وفي الخامس من يوليو من العام 1830 ميلاديّة، قام الداي حسين بتسليم مدينة الجزائر إلى الفرنسيين الذين توسعوا بغزو كافّة المدن الساحليّة الجزائريّة.

أحداث يوم الغزو الفرنسي للجزائر.

----------------------------

كانت للقيادة الجزائرية فقد اعتمدت في البداية خطة استهدفت منع نزول العدو بسيدي فرج، وبعد أن فشلت في ذلك بقيت تنتظر عدة أيام لاستكمال تجمع القوات عند هضبة اسطوالي، فخطة ابراهيم آغا يوم 18 جوان ترتكز على الهجوم على جناحي العدو والذي تمثل جبهته شكل هلال وسطه شبه الجزيرة بغرض تغليفه وقطع اتصاله بالبحر، ومركز الهجوم الرئيسي تقوم به ميمنة الجيش الجزائري بقيادة ابراهيم آغا نفسه، وفي صبيحة 19 جوان انطلقت القوات الجزائرية من موقعها عند معسكر اسطوالي مستغلة في تلك كثافة ضباب الصباح، مما منع مدفعية الأسطول من التدخل، سارت الخطة في مرحلتها الأولى سيرا حسننا، لكن عند حدود العاشرة بدأ الموقف يتغير، حيث أدركت القيادة الفرنسية الخطة وقامت بمناورة على الجناحين، فحاصرة الجيش الجزائري الذي تحول إلى غوغاء وحشود مذعورة ناجية بنفسها.

وهو ما عبر عنه حمدان بن عثمان خوجة قائلا: « ولما تحرك انهزام الآغا وجيشه ولم يعرف أحد إلى أي مكان تم الانسحاب »، وبالرغم من الصدق ونية الجهاد التي أبداها الجزائريون في الدفاع عن بلادهم فإن الجيش الفرنسي تمكن من الانتصار عليهم وكسب الرهان، وبذلك تراجع الجزائريون إلى قلعة السلطان الواقعة في مرتفعات مدينة الجزائر، الأمر الذي ساعد الفرنسيين على نصب وتسليط مدافعهم صوب قلعة الإمبراطور وبدؤا بقصفها ومات خلق كثير من الفريقين وخرج آخرون أحياء من القلعة من بينهم الخزناجي، وقبل مغادرته للقلعة وعد بمائة سلطاني ذهبا لمن يشعل النار في خزانة البارود وكان أن وجد من نفذ هذه العملية فانفجرت خزانة البارود، وقد كان يعتقد أن تفجير القلعة سيجعل الحجارة تسقط كلها فوق الجيش الفرنسي فتقضي عليه أو على جزء منه على الأقل، لكن الحجارة سقطة على المدينة وألحقت أذًا كبيرا بها دون أن يصيب الجيش الفرنسي أذًا، كما أن ذلك الانفجار الكبير أثار الخوف والرعب بين السكان مما أدى إلى انهيار معنوياتهم .

وبعد أن تحطمت القلعة دخل إليها الفرنسيون، ونصبوا مدافعهم من ناحية البحر، وفي هذه الأثناء جمع حسن باشا سائر الأمناء وأعيان البلاد ورجال القانون وعرض عليهم الوضع الخطير الذي كانت عليه المدينة وطلب آرائهم إلى وسيلة تحقق السلامة، وقد كان كلام الداي غامضا فإن رد أعيان المدينة كان غامضا وذلك لخوفهم من أن يكون الداي يحس تأثير المنشورات التي وزعها "بورمون" في الجزائر والتي دعا فيها الشعب للاستسلام بدعوة أنه جاء محررا لهم.

إن إشارة الداي بقبول الاستسلام للفرنسيين وتسليم المدينة حسب نصوص معاهدة يمضيها معهم تدل دلالة واضحة على اقتناعه أنه غير قادر على مقاومة الفرنسيين وأن مسألة سقوط حكومته مسألة وقت فقط، وعندئذ أرسل الداي حسين يوم 04 جويلية 1830م وفدا للتفاوض مع "بورمون" وتوصل الطرفان في النهاية إلى إبرام معاهدة يوم 05 جويلية 1830م نصت على فتح أبواب مدينة الجزائر أمام الجيش الفرنسي، وعلى إثر ذلك سلم الداي مفاتيح مدينة الجزائر إلى القائد الفرنسي "بورمون"، وتجمعن قوات الإنكشارية في الثكنات وسلمت الثكنات للجيش الفرنسي .

وقد التزم الداي بتنفيذ جميع بنود المعاهدة التي أبرمها مع الفرنسيين، بينما السلطة الفرنسية لم تلتزم بتنفيذها، حيث أنه بمجرد دخول الجيش الفرنسي للجزائر قام بأعمال وحشية، ونهبوا كل السلع التي وجدوها بالميناء والتي تقد بمبالغ هائلة.

اسئلة متعلقة

...