في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة (2.4مليون نقاط)

دراسة شرح قصيدة المقنع الكندي 

شرح-ملخص قصيدة المقنع الكندي 

قصائد المقنع الكندي 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ دراسة شرح قصيدة المقنع الكندي؟ 

المقنع الكندي.. 

يُعاتِبُني في الدَّينِ قَومي وَإِنَّما

دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا

أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرُ مَرَّة

وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجهدا

فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً

وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهم بُعدا

أسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا

ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا

وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها

مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردا

مثالنا اليوم على دعوة الخير وترويج ثقافة العطاء بين بيوت الشعر، لا يحتاج إلى كثير شرح أو إيضاح.

نحن بصدد المقنع الكندي، أحد شعراء العصر الأموي، من قبيلة كندة اليمنية التي منها امرؤ القيس، وقيل إنه لُقّبَ بالمقنع لأنَّه كان أجملَ وأحسن النَّاس وجهاً وأمدَّهم قامةً وأكملهم خلقاً، وكان إذا سفر اللثام عن وجهه أصابته العين ويمرض ويلحقه عنت؛ فكان لا يمشي إلا مقنعاً.

يمتاز شعره برصانة الأسلوب وانتقاء الألفاظ والمفردات الشعرية بعناية فائقة تعرب عن تمكّنه في صناعة الشعر وسمو مكانته بين شعراء العربية، كان سمح اليد بماله حتى نفد ما خلفه أبوه من مال؛ فاستعلى عليه بنو عمه بمالهم وجاههم وردوه حين خطب ابنتهم، وعيّروه بتضييعه ماله وفقره وديونه، فرَدّ على بني قومه بهذه القصيدة حينما عاتبوه على كثرة إنفاقه والاستدانة في سبيلهم بقصيدة «دَين الكريم» توفي المقنع سنة 689م.

وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي

وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا

أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُم

دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا

فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم

وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا

وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم

وإن هم هووا غيّي هويت لهم رُشدا

وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي

زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا

وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يَسوءني

طَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدا

فَإِن قَدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني

قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَندا

وَإِن بادَهوني بِالعَداوَةِ لَم أَكُن

أُبادِههُم إِلّا بِما يَنعَت الرُشدا

وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً

وَصَلتُ لَهُم منّي المَحَبَّة وَالوُدّا

وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِم

وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا

فَذلِكَ دَأبي في الحَياةِ وَدَأبُهُم

سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا

لَهُم جُلُّ مالي إِن تَتابَعَ لي غنّى

وَإِن قَلَّ مالي لَم أُكَلِّفهُم رِفدا

وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ ما دامَ نازِلاً

وَما شيمَةٌ لي غَيرُها تُشبهُ العَبدا

عَلى أَنَّ قَومي ما تَرى عَين ناظِرٍ

كَشَيبِهِم شَيباً وَلا مُردهم مُرداً

بِفَضلٍ وَأَحلام وجودِ وَسُؤدُد

وَقَومي رَبيع في الزَمانِ إِذا شَدّا

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
دراسة قصيدة المقنع الكندي

يعاتبني في الدين قومي وإنمـا ** ديوني في أشياء تكسبهم حمداً

أسد به ما قد أخلوا وضـيعـوا ** ثغور حقوق ما أطاقوا لها سداً

وفي جفنة ما يغلق الباب دونها ** مكللة لحمـاً مـدفـقة ثـردا

وفي فرس نهد عتيق جعلـتـه ** حجاباً لبيتي ثم أخدمته عـبـداً

كأن قومه ينعون عليه سرفه في الإنفاق، وتخرقه في الإفضال، وتجاوزه ما تساعده به حاله وتتسع له ذات يده إلى الاستقراض، وبذل الوجه في الأديان، فقال: كثرت لأئتمتهم فيما يركبني من الديون، وإنما هي مصروفة في وجوه مؤنها علي، وجمالها لهم، وقضاؤها في أنفسهم يلزمني، ومحامدها موفرة عليهم. ثم أخذ يعد فقال: من تلك الوجوه أن ما ينوب من الحقوق فيخلون بها ويضيعونها عجزاً عن الوفاء بواجبها، أنا أسد ثغورها، وأقيم فروصها.

ومنها: أن لي دار ضيافة قدورها مشبعة موفورة، وجفانها معددة منصوبة، لا يمنع منها طالبها ولا يحجب عنها رائدها، فلحمانها كلأكاليل على رءوسها، وثرئدها قد نمق تدقيقها.

ومنها: أن بفنائي فرساً مربوطاً قد أعد للمهمات، على عادة لأمثالي من الأكابر والرؤساء. ولكرمه وما يتوفر عليه من إكرامي إياه قد صار كالحجاب لباب بيتي، وقد شغلت بخدمته عبداً يتفقده بمرأى مني، لا أهمله ولا أغفل عنه.

قوله: )مدفقة( أي مملوءة. والأحسن أن يروى معه: )ثرداً( بضم الثاء. ويروى )مدفقة ثردا( بفتح الثاء. والمراد مثردة ثرداً دقيقاً. والنهد: الجسم المشرف من الخيل.

وإن الـذي بـينـي وبـين بني أبــي ** وبين بني عمي لمختـلـف جـدا

فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومـهـم ** وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجـدا

وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهـم ** وإن هم هووا غي هويت لهم رشدا

وإن زجروا طيري بنحس تمر بـي ** زجرت لهم طيراً تمر بهم سعـدا

ذكر بعد ما عدد معاذيره فيما أنكروه عليه، أن إخوته وأبناء عمه يحسدونه ويأتمرون العداوة والغواية له، وهو يصابرهم ويجاملهم، ويتغابى معهم، فقال: إن ما بيني وبينهم في طرفي نقيض، وعلى لون من الخلاف عجيب؛ فإنهم إن اغتابوني وتطعموا لحمي أمسكت عنهم، وتركت أعراضهم موفورة، لم يتخونها مني إذالة ولا ثلب، وأعراقهم محفوظة لم يتحيفها تحامل ولا غض. وإن سعوا في نقض ما أبرمته من مسعاة كريمة، وهدم ما أسسته من خطة مجد علية، جازيتهم باببتناء شرف لهم مستحدث، وإعلاء شأن لهم مستأنف. وإن أهملوا غيبي فلم براعوه بحسن الدفاع عنه، وإسباغ ثوب المحاماة عليه حفظت أنا غيبهم، وأرصدت الغوائل لمن اغتالهم. وإن أحبوا لي الغواية، والتسكع في الضلالة والبطالة، اخترت لهم المراشد، وهويت في مباغهم المناجح. وإن تمنوا لي المنحسة، وزجروا من بوارح الطير وسوانحها في المشأمة، جعلت عيافتي لهم فيما يمر بي منها المسعدة والطيرة الحميدة. وقوله: )سعدا( صفة لطيراً.

ولا أحمل الحقد القـديم عـلـيهـم ** وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

لهم جل مالي إن تتابع لي غـنـى ** وإن قل مالي لم أكلفـهـم رفـدا

وإني لعبد الضـيف مـادام نـازلا ** وما شيمة لي غيرها تشبه العبـدا

أثبت لنفسه الرياسة عليهم في هذا البيت. والمعنى أنه متى استعطفوه عطف عليهم، وإن استقالوه أقالهم وأسرع الفيئة لهم، غير حامل الضغن واللجاج معهم، ولا معتقداً انتهاز الفرص فيهم، لما اكتمن من عوادي الحقد عليهم. وقوله وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا( يجري مجرى الالتفات، كأنه أقبل على مخاطب فقال: إني لا أتجمل بترك مؤاخذتهم، وأطراح الحقد في مساوقتهم، فإن الرئيس يحب ذلك عليه في شروط الرياسة. وقوله: )لهم جل مالي( يريد إن تواصل الغنى لي أشركتهم في معظمه، من غير امتنان ولا تكدير، وإن تحيف مالي حادث يلم، أو عارض يحدث، لم أنتظر من جهتهم معونة، ولا كلفتهم فيما يخف أو يثقل مؤونة .

وقوله)وإني لعبد الضيف( أراد أن يبين ما عنده للغريب الطارق، والضيف النازل، بعد أن شرح حاله مع مواليه، وخصاله في مرافقة ذويه، فقال: وابلغ في خدمة الضيوف مبالغ العبيد فيها. ثم أكد ما حكاه بقوله )وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا(، فانتصب )غير( على أنه مستثنى مقدم؛ وذاك لأنه لما حال بين الموصوف والصفة، وهما شيمة وتشبه، وتقدم على الوصف صار كأنه تقدم على الموصوف، لأن الصفة والموصوف بمزنلة شيء واحد. وقوله )تشبه العبدا( يريد: تشبه شيم العبد، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

فليتأمل الناظر في هذا الباب وفي مثل هذه الأبيات، وتصرف قائلها فيها بلا اعتساف لا تكلف، وسلاسة ألفاظها، وصحة معانيها، فهو عفو الطبع، وصفو القرض.

عرف الكندي بنسبه لعائلة عريقة فكان جده عمير سيد كندة، وورث ابنه ظفر الرئاسة عنه، وقد نشأ شاعرنا في وسط هذا وعرف بالإنفاق وحب العطاء فانفق ما تركه له والده حتى أصبح مديوناً، وجاءت إحدى قصائده "الدالية" معبرة عن حاله بعد استدانته من أبناء عمه، وتعد هذه القصيدة من أطول القصائد التي كتبها، واشهرها، وفي هذه القصيدة قام بالرد على أقاربه بعدما عاتبوه على كثرة إنفاقه والاستدانة منهم، فهو الكريم الذي لا يرد سائل،

لم يتم جمع أشعاره في ديوان وتفرق الكثير منها، ولم تكن قصائد الكندي طويلة فكان أطولها القصيدة الدالية، و من بعدها قصيدة تضم 18 بيت وباقي القصائد تتراوح بين سبعة أبيات وبيت واحد، وتدور معظم قصائده في نفس إطار القصيدة الدالية والتي سبق ذكرها، وقد أنشد الكندي بعض أشعاره بين يدي عبد الملك بن مروان، وتوفى عام 70هـ.

إِنّي أُحَرِّض أَهلَ البُخلِ iiكُلِّهُم

لَو كانَ يَنفَعُ أَهلَ البُخلِ iiتَحريضي

ما قَلَّ ماليَ إِلّا زادَني iiكَرَماً

حَتّى يَكونَ برزقِ اللَهِ iiتَعويضي

وَالمالُ يَرفَعُ مَن لَولا iiدَراهِمُهُ

أَمسى يُقَلِّب فينا طرفَ iiمَخفوضِ

لَن تُخرِج البيضُ عَفواً مِن اكُفِّهُم

إِلا عَلى وَجَعٍ مِنهُم وَتَمريضِ

كَأَنَّها مِن جُلودِ الباخِلينَ iiبِها

عِندَ النَوائِبِ تُحذى iiبِالمَقاريضِ

يعتبر المقنع الكندي شاعر مقل، ويكشف شعره عن شخصيته، فتتمتع ألفاظه بالسلاسة، بالإضافة لرصانة أسلوبه وانتقائه للألفاظ والمفردات الشعرية، وتكراره للألفاظ من أجل تأكيد وتوصيل الفكرة.

نَزَلَ المَشيبُ فَأَينَ تَذهَبُ iiبَعدَهُ

وَقَد ارعَويتَ وَحانَ مِنكَ iiرَحيلُ

كانَ الشَبابُ خَفيفَةٌ iiأَيّامُهُ

وَالشَيبُ مَحمَلُه عَلَيكَ iiثَقيلُ

لَيسَ العَطاءُ من الفُضولِ سَماحَةً

حَتّى تَجودَ وَما لَدَيكَ iiقَليلُ

اسئلة متعلقة

...