في تصنيف حلول مناهج الفقه والعلوم الدينية بواسطة (2.4مليون نقاط)
عُدل بواسطة

شرح درس القضاء والقدر علوم الاسلامية يتناولها طلبة البكالوريا آداب في المبحث الأول 

شرح درس القضاء والقدر علوم الاسلامية يتناولها طلبة البكالوريا آداب في المبحث الأول

القضاء والقدر

  ومن أهم المفاهيم في درس القضاء والقدر وهي مانقدم لكم أعزائي الطلاب في موقعنا النورس العربي وهي العناصر التالية :

1 ـ التعريف بالقضاء والقدر

2 ـ طبيعة المسألة في الفكر الإسلامي

3 ـ وجوب الإيمان بالقضاء والقدر

4 ـ اختلاف الفرق الإسلاميّة في القضاء والقدر

5 ـ مقوّمات الإيمان الواعي بالقضاء والقدر كما عند أهل السنّة والجماعة 

اولاً ما تعريف بالقضاء والقدر :

شرح اختلاف الفرق بين القضاء والقدر شرح درس القضاء والقدر علوم الاسلامية يتناولها طلبة البكالوريا آداب في المبحث الأول

أ ـ القضاء : الحكم + الفصل .

ـإرادة الله أن تكون الأشياء كما هي عليه في الواقع + هوالحكم الكلي الإلاهي في أعيان الموجدات على ما هي عليه من الأحوال الجارية من الأزل إلى الأبد .

ب ـ القدر :تعلّق الإرادة الذاتية بالأشياء في أوقاتها الخاصة فتعليق كل حال من أحوال الأعيان بزمان معيّن وسبب معيّن عبارة عن القدر.

ـخروج الممكنات من العدم إلى الوجود واحدا بعد واحد مطابقا للقضاء.

ــ القضاء والقدر هو : علم الله بالأشياء قبل كونها وكتابته لها في اللوح المحفوظ ، ومشيئته سبحانه لوقوعها ، وخلقه عزوجل لها على ماسبق به علمه ، وكتابته ومشيئته.

ـ القدر هو النظام المحكم الذي لا يخل والسّنن والقوانين الثابتة ..التي يجري عليها هذا الوجود بجزئياته وكلياته ( سننه وضروراته وحتميّاته وأسبابه ..) وهو من وضع الله تعالى وحده خالق هذا الكون ومقدّره . قال تعالى إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر ) القمر 49

2 ـ طبيعة المسألة في الفكر الإسلامي :

ـ القضاء والقدر هو ركن وأصل من أصول الدين .

ـ الإختلاف حوله يعتبر تراثا دينيّا له علاقة بسياقات وملابسات تاريخيّة عديدة .

ـ هي مسألة خلافيّة ، اختلفت حولها الفرق الكلاميّة .

ـ يرجع الطابع الإشكالي للمسألة إلى طبيعة النصّ الديني والإختلاف في تأويله وتوظيفه ..

3 ـ وجوب الإيمان بالقضاء والقدر :

ـ دلّ الكتاب العزيز والسنّة الصحيحة وإجماع سلف الأمة على وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره، وأنه من أصول الإيمان الستة التي لا يتم إسلام العبد ولا إيمانه إلا بها، كما دل على ذلك آيات من القرآن الكريم، وأحاديث صحيحة مستفيضة بل متواترة عن الرسول الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، ومن ذلك قوله عز وجل: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )، وقوله تعالى:( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )، وقال تعالى: ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )،

وقوله تعالى : ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ربّ العالمين ) التكوير

ـ كما ثبت في الصحيحين وغيرها من حديث أبي هريرة ، وفي مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث جبريل الطويل وفي آخره [قال جبريل : ما الإيمان؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره] وفي رواية : (حلوه ومرّه من الله تعالى)

4 ـ اختلاف الفرق الإسلاميّة في القضاء والقدر :

ـ اختلف المسلمون وانقسموا إلى عدّة فرق كلّ له رأيه وموقفه من هذه المسألة :

أ ـ القدريّة : ظهرت بذورها في آخر أيّام الصّحابة الكرام على يد : معبد الجهني وغيلان الدمشقي ، وملخّص مذهبهم الضال :

ـ أن الله لا يعلم الشيء إلا بعد أن يقع.

ـ وأنه لم يقدّر شيئاً.

ـ وأنه لم يرد شيئاً ولم يشأه

ـ الإنسان خالق لأفعاله كلّها .

ـ الإنسان حرّ مطلقا .

وقد سمّاهم خصومهم بالقدريّة لأنّهم نفوا القدر وأنكروه ، واتهموا الله تعالى بالنقص عندما نفوا عنه العلم ، بل سوّوه بالمخلوق ..ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم .

ب ـ المعتزلة :وهم أتباع واصل بن عطاء ، يعتبر فكرهم امتدادا لفكر القدريّة القائل بأنّ الإنسان خالق لأفعاله + الإنسان حرّ مطلقا . وخالفوا القدريّة الغلاة بقولهم :

ـ إن الله يعلم الأشياء بعد وقوعها

ـ إن الله لم يقدر على عباده شيئاً.

ـ إن الله لم يرد إلا ما أمر به وأحبّه.

فبالقول الأول فارقوا القدرية الغلاة وبالقولين الأخيرين فارقوا أهل السنة ، فليسوا بقدرية غلاة وليسوا بأهل هداة ، وهذه الاعتقادات الثلاثة تدخل تحت أصل من أصولهم الخمسة يسمونه ( العدل. )

ـ أصولهم الخمسة هي :

ــ العدل : بنوا عليه أنّ عدل الله تعالى يقتضي كون الإنسان حرّ خالق لأفعاله .

ــ التوحيد : نفوا الصفات عن الله تعالى بدعوى عدم تعدّد القدماء ومنع التشبيه والتمثيل لله تعالى ، فوقعوا في التعطيل وضلوا وأضلوا ..

ــ المنزلة بين المنزلتين : يعني أنّ مرتكب الكبائر في منزلة بين منزلتي الكفر والإيمان وأنّه خالد في النّار ( وهم يقصدون الدولة الأمويّة ) وخالفوا بذلك أهل السنّة والخوارج .

ــ الوعد والوعيد : أنّ الله تعالى وعد المحسنين بالثواب ، والمسيئين بالعقاب ، وذلك مرتبط بأعمال الإنسان في الدنيا ، فيجب على الله – حسب قولهم – أن يعاقب العاصي ، وهم ينكرون مسألة الشفاعة ..

ــ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : ويقصدون به وجوب الخروج بالسيف على أئمة الجور، وذلك عند تحقيق القدرة والتمكين ...

ـ المعتزلة تسيء الأدب مع الله تعالى عندما تفرض عليه قياساتها المنطقيّة ، وتعطل صفاته ومنها العلم ، وتنقص من مشيئته تعالى إذ قالت أنّه سبحانه وتعالى ليس خالقا لأفعالنا ..

ج ــ الجبريّة : ويسمون بالجهميّة نسبة للجهم بن صفوان ، خلاصة قولهم :

ـ أنّ الإنسان مسيّر مطلقا ، وهو مجبور على أفعاله ، وأنّ الله تعالى قسرنا وأكرهنا على ذلك .

ـ الله تعالى هو الخالق الوحيد لأفعالنا كلّها .

ـ الأفعال تنسب إلى الإنسان مجازا وإلى الله تعالى حقيقة ، كقولنا زالت الشمس ، والله تعالى أزالها ـ و مات زيد والله أماته .. ويصفون الإنسان بالنظر إلى أعماله بأنّه كالريشة في مهبّ الرياح أو كالميّت بين يدي غاسله ..

ـ هذا الفكر السلبي فيه إشاعة للجمود والكسل والخمول .. وهو من أسباب تخلف الأمّة وانحطاطها .

د ــ الأشاعرة :ينسب هذا المذهب إلى مؤسّسه أبو الحسن الأشعري ت سنة 314 هـ

نشأ الأشعري في بيئة معتزليّة وتتلمذ على يد الجبائي ( زوج أمّه ) حتى صار من ألمع المدافعين عن أصولها الخمسة .

ـ لمّا بلغ الأربعين من العمر انتابه الشكّ في سلامة الموقف الفكري للمعتزلة ومدى مصداقيّته ..

يتلخّص مذهبه فيما يلي :

ـ الله تعالى هو خالق لجميع أفعالنا .

ـ رفض مقولتي الجبريّة والقدريّة في مقابل نوع من الحرية والإستطاعة

ـ القول بالكسب : يطلق على أفعالنا الإراديّة الإختياريّة ، هي من خلق الله تعالى إبداعا وإحداثا ، والإنسان مكتسب لها ، دون أن يكون لإرادته وقدرته أي تأثير في ايجاد أفعاله ، سوى كونه محلا لأفعال الله تعالى .. والإنسان مسؤول ومحاسب عليها .

ـ اعتماد نصوص من القرآن تؤيّد نظريّة الكسب ، كقوله تعالى : ( كل نفس بما كسبت رهينة ) المدثر .

ـ ينتسب الموقف الأشعري إلى أهل السنّة والجماعة ، ولكن المتأخرين من علماء المذهب خالفوا الإمام الأشعري في العديد من المسائل ( كتقديم العقل على النقل عند التعارض ، أو حصرهم الإيمان في التصديق بالقلب ..مع العلم أنّ الإيمان هو : تصديق بالقلب + قول باللسان + عمل بالجوارح والأركان )

5 ـ مقوّمات الإيمان الواعي بالقضاء والقدر كما عليه أهل السنّة والجماعة :

ـ المعلوم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم فهّم أصحابه المعنى الصحيح لعقيدة القضاء والقدر ..فكانوا مثالا رائعا للفاعليّة وعلوّ الهمّة والتضحية والصبر والعمل والسعي .. بل لم يكن من طبعهم الإستسلام للهزيمة والفشل والبطالة .. ولم يعلقوا أخطاءهم على القضاء والقدر .. فصنعوا معجزة تاريخيّة في فترة وجيزة . قال عمر بن الخطاب لأبي عبيدة عامر بن الجرّاح : نعم أفرّ من قدر الله إلى قدر الله..

ـ وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حازما مع الذين يخوضون في القدر ويثيرون الشبهات ويحتجّون على الله تعالى ويعدّون هذه العقيدة دافعا للتواكل وترك العمل .. فيغضب وينهاهم بشدّة عن العودة إلى ذلك .

ـ من مقوّمات الإيمان الواعي بالقضاء والقدر :

إكمال شرح درس القضاء والقدر علوم الاسلامية يتناولها طلبة البكالوريا آداب في المبحث الأول 

على مربع الاجابة اسفل الصفحة 

شكراً لزيارتكم موقعنا النورس العربي. وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
ـ من مقوّمات الإيمان الواعي بالقضاء والقدر

ـ الإيمان بالقدر خيره وشرّه .

ـ رفض القول بالجبر المطلق أو الإختيار المطلق .

ـ الله تعالى هو الخالق لأفعالنا كلها ( الإراديّة والإضطراريّة ) ولا ينبغي أن نفهم من ذلك القهر والقسر والجبر .. ولكن خذ هذا المثال : أنت الآن تنظر ، تسمع ، تتكلّم .. هل انت من خلق فعل النظر أو النطق أو الإستماع .. ؟؟؟

فإنّ الله تعالى ركّب فيها هذه الإستعدادات المتقابلة ( كالإستعداد للصدق أو الكذب / للخير أو الشر .. ) وخلق لنا إرادة وعقلا به نزن تلك الأمور ونختار .. وأرشدنا إلى ما يريد ويحب بالشرائع والكتب فقال : إنا هديناه السبيل إمّا شاكرا وإمّا كفورا ) سورة الإنسان .

فنحن نتحمّل مسؤولية اختياراتنا وأعمالنا . قال الله تعالى : ( ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها ) الشمس

ـ الإيمان بأنّ كلّ شيء يتمّ بمشيئة الله تعالى وقدرته ، قال الله تعالى : وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ربّ العالمين ) سورة التكوير .

ـ رفض فكرة الصّراع والنزاع بين الإرادة الإلاهيّة والإرادة الإنسانيّة كما تصوّره الفلسفة اليونانيّة الوثنيّة .

ـ لا يجوز أن نعلق أخطاءنا وعيوبنا على القضاء والقدر .

ـ الإيمان الواعي بالقضاء والقدر يعتبر دافعا إلى الفاعليّة والإيجابيّة على المستوى الفردي والجماعي . وليس دافعا إلى الكسل والسلبيّة والخمول والبطالة ..

ـ فالأيمان بالقدر هو من ربوبية الله عز وجل ومن تمام التوحيد ، قال الأمام احمد رحمه الله تعالى : القدر قدرة الله . لأنه من قدرته ومن عمومها بلا شك وهو أيضا سرٌ الله تعالى المكتوم الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. مكتوب في اللوح المحفوظ في الكتاب المكنون الذي لا يطٌلع عليه أحد ونحن لا نعلم بما قدّره الله لنا أو علينا أو بما قدَّره الله تعالى في مخلوقاته إلا بعد وقوعه أو الخبر الصادق عنه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن عبدحتى يؤمن بالقدرخيره وشره ؛حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه )

الراوي:جابر بن عبداللهالمحدث:عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]- المصدر:عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] - لصفحة أو الرقم:2144خلاصة حكم المحدث:صحيح

ـ أن تؤمن بأنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك .

ـ أن تؤمن أنّه لو اجتمعت الإنس والجنّ على أن ينفعوك بشيء ، لن ينفعوك إلا بشيء قد قدّره الله تعالى لك ، وأنّهم لو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لن يضرّوك إلا بشيء قد قدّره الله تعالى عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصّحف . قال الله تعالى : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكّل المؤمنون ) التوبة

ـ يساهم في شحن الهمّة والعزيمة .. لقوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، أحرص على ماينفعك ، واستعن بالله ولاتعجز ، وإن أصابك شئ فلا تقل : لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وماشاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) أخرجه مسلم .

ـ يحقق في النفس الرضى بما قسم الله تعالى والطمأنينة لما قضى وقدّر والصّبر على الإبتلاءات .. =/= الخوف والجزع من المستقبل والآتي ..

فالمؤمن يعلم إن ابتلاء الله له إنما هو دليل على حبّه له ، وامتحانه لإيمانه وصبره ، فمن رضي بهذا الإمتحان وصبر فله الرضا من الله ، ومن سخط من هذا الإبتلاء وجزع واستسلم للقلق واليأس فله السخط من الله ، ومصداق ذلك من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن عظم الجزاء من عظم البلاء ،وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فلهالسّخط) أخرجه الترمذي

ـ يحرّر الإنسان من الخرافة والشعوذة .. والأباطيل ومن العبوديّة لغير الله تعالى .

ـ قال شيخ المالكيّة ابن أبي زيد القيرواني – رحمه الله - :

( والإيمان بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره ، وكل ذلك قد قدره الله ربنا ، ومقادير الأمور بيده ، ومصدرها عن قضائه ، علم كل شيء قبل كونه ، فجرى على قدره ، لا يكون من عباده قول ولا عمل إلا وقد قضاه وسبق علمه به { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } [ الملك : 14 ] ، يضل من يشاءفيخذله بعدله ، ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله ، فكل ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه ، وقدره من شقي أو سعيد ، تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد ، أو يكون لأحد عنه غنى ، خالقاً لكل شيء ، ألا هو رب العباد ، ورب أعمالهم ، والمقدر لحركاتهم وآجالهم . )

اسئلة متعلقة

...