في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة (2.4مليون نقاط)

المشكلة الخامسة: العادة والإرادة.

نص السؤال: إذا كانت الإرادة قصدية مرتبطة بالوعي والعادة رتيبة مرتبطة بالآلية، فكيف يمكنك تحديد العلاقة بينهما؟

أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات السنة الثانية والثالثة في البكالوريا جميع الشعب شعبة آداب و فلسفة ولغات أجنبية وعلوم تجريبية ورياضيات وتسيير واقتصاد وعلوم إنسانية في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمنهجية الإجابة الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم تحليل نص فلسفي وأهم المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام نموذج تحليلها بطريقة الاستقصاء بالوضع والجلدل والمقارنة لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مختصرة ومفيدة كما نطرح لكم في مقالنا هذا  إجابة السؤال ألذي يقول.... إذا كانت الإرادة قصدية مرتبطة بالوعي والعادة رتيبة مرتبطة بالآلية، فكيف يمكنك تحديد العلاقة بينهما. مقترح باك bac 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم  إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي.......مقالة فلسفية حول العادة والإرادة  إذا كانت الإرادة قصدية مرتبطة بالوعي والعادة رتيبة مرتبطة بالآلية، فكيف يمكنك تحديد العلاقة بينهما

 الإجابة  هي 

 إذا كانت الإرادة قصدية مرتبطة بالوعي والعادة رتيبة مرتبطة بالآلية، فكيف يمكنك تحديد العلاقة بينهما

مقدمة 

     إن الإنسان يلجأ إلى جملة من السلوكات حتى يتكيف مع البيئة التي يعيش فيها، ويبدو أن كل تغير في البيئة يدفع الإنسان إلى تغيير سلوكه، أي إلى بذل نشاط يختلف حسب الموقف الذي يكون فيه حيث يلجأ إلى السلوك التعودي أحيانا ويلجأ إلى السلوك الإرادي أحيانا أخرى. ويبدو أن النظرة الأولية لكل من العادة والإرادة توحي بوجود فوارق جلية بينهما، فإذا كانت الإرادة مؤسسة على الوعي، فإن العادة قائمة على الآلية وتتصف بها. فهل هذا الاختلاف ينفي وجود علاقة بين الإرادة والعادة؟ وإذا كانت هذه العلاقة ممكنة فما طبيعتها؟ وكيف يمكن أن نحددها؟

محاولة حل المشكلة 

للإجابة عن التساؤلات السابقة نجد بأننا إذا نظرنا إلى كل من العادة والإرادة من زاوية نظرية وبشكل أخص من ناحية التعريف والخصائص سنجد بينهما فروقات واختلافات أهمها: أن الإرادة خاصية إنسانية (الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتصف سلوكه بالإرادة والوعي أو ما يعرف بالإرادة الواعية) بينما العادة عامة مشتركة بين الإنسان والحيوان. كذلك نجد أن الإرادة هي فعل واعي تأملي، لذلك نجد السلوك الإرادي مرتبط بالعقل والدافعية للقيام به، فالشخص الذي يريد شيئا يدرك ما يفعل ويتصور النتائج المترتبة عن فعله، ومعنى ذلك أنه يشعر بفعله ويعيه، ويدرك تماما الغاية منه لأنه فعل معقول. فالإنسان عندما يختار اختيارا واعيا بين عدة أفعال ممكنة بحيث يكون مدركا للنتائج المترتبة عن اختياره نقول أن اختياره يتصف بالإرادة، أما العادة فهي سلوك آلي وقدرة مكتسبة على أداء عمل بطريقة رتيبة، فهي تقلل من الجهد النفسي والعمل الذهني مع السرعة والدقة في أداء السلوك والاقتصاد في الجهد. فالإنسان الذي تعود على قيادة سيارته يقوم بذلك بصورة آلية تكاد تخلو من حضور العقل.

وإذا كانت الإرادة إبداعية يتصف فيها الفعل بالجدة حيث لا يندفع الشخص آليا إلى الفعل، فهو يحول الغريزة أو العادة إلى فعل واع فيه قصد، وينظم الحركات والأفعال والتصورات تنظيما يتوافق والظروف الطارئة. فإن العادة تكرارية، فالسلوك التعودي لا يحصل دفعة واحدة، بل يخضع لعامل التكرار والممارسة. فالكاتب على لوحة المفاتيح لا يستطيع التحكم في الاستعمال البسيط والسريع إذا لم يقم بالممارسة (التكرار) مرات ومرات. وهو ما جعل "أرسطو" يعتبر العادة "بنت التكرار". والتكرار ليس المقصود به إعادة الفعل على نفس النمط، وإنما ممارسة الفعل مع تجاوز الأخطاء.

لكن ورغم هذه الاختلافات بين العادة والإرادة، والتي توحي ظاهريا بالفصل التام بينهما. إلا أنها لا تمنع من وجود نقاط تشابه واتفاق بينهما أهمها: أن الإرادة والعادة سلوكان مكتسبان: يمتلكهما الإنسان عن طريق التربية والتعليم والمران. فإذا كانت الإرادة طاقة نفسية وعقلية تمنح الإنسان المريد القوة على حسم الصراع بين مجموعتين متعارضتين من الميول، فإن هذه الطاقة تتكون لدى الإنسان بفضل ما يتلقاه من تربية وجدانية ونفسية منذ نعومة أظافره. فالتربية الوجدانية قد تنمي في الفرد القوة والعزيمة على أداء الأعمال وقد تقتل فيه تلك الطاقة النفسية الإبداعية التي تمنح الإنسان المزيد من القوة على حسم الصراع في مواقف تكون فيها الإمكانات متعددة ومتعارضة. كذلك تعد العادة سلوكا مكتسبا بواسطة التكرار وممارسة الفعل والتمكن منه. فالكاتب الماهر على لوحة المفاتيح كما ورد في المثال السابق لا يستطيع حفظ موقع الحروف ولا استعمالها في الكتابة إذا لم يقم بإعادتها وتكرارها. فالعادة على خلاف الغريزة مرتبطة بما يحصل في للنفس من تغير يتم عن طريق التعلم، فهي تطلق على اكتساب المهارات الحركية والعقلية والقدرة على استخدامها بطريقة شعورية.

ومن جهة أخرى نجدهما يقتضيان جهدا وفعالية: فإذا كان الإنسان يكتسب الإرادة والعادة معا، فإن ذلك يقتضي منه جهدا ووعيا وعملا متواصلا. إن المتعلم إذا لم يكن له إدراك لما يتعلم، فلن يتعلم أبدا، فالعادة والإرادة يشتركان في حضور العقل وكذا الانتباه والاهتمام والعاطفة والميل والإيمان بالنفس. كما أن كلا من العادة والإرادة في خدمة التكيف: فال شك بأن العادة سلوك مكتسب لتحقيق قدر من التكيف مع المواقف والأوضاع التي يجد الإنسان نفسه فيها، فهي تحقق التوافق بين الشخص ومطالب حياته المادية والمعنوية. والأمر يقال بالنسبة للإرادة حيث تمكن الإرادة صاحبها من مقاومة العزوف والنفور من أداء الأعمال في وقتها، فكثيرا ما يفتح التلميذ كراسه أو كتابه لمراجعة دروسه، لكن سرعان ما ينفر من ذلك، وهنا يأتي دور الإرادة في مجاهدة أهواء التلميذ وانفعالاته وكبحها. وبذلك يكون في مقدور الإرادة والعادة تحقيق تكيف الإنسان مع مختلف المواقف.

إن أوجه الاتفاق والتشابه الموجودة بين كل من الإرادة والعادة تقودنا حتما إلى بيان التداخل بينهما، ومن ثم تحديد وضبط العلاقة. فالأكيد والذي لا شك فيه أن العادة ملازمة للإرادة، والقصد من ورائها التكيف مع مقتضيات الحياة والمؤثرات الخارجية. وتعلم العادات ليس فعلا جامدا وإنما هو فعل متجدد دوما يهدف إلى مواجهة الصعوبات والتكيف مع الواقع. فالإنسان الذي يرغب في أن يتعلم سلوكا اعتياديا جديدا، عليه بتكراره، الأمر الذي يجعل الفعل مملا فتتدخل الإرادة بما تملكه من قوة واعية في دفع صاحبها إلى الاستمرار فيه حتى يثبت الفعل في السلوك العام، فيصبح عادة.

ونخلص من ذلك إلى أن الإرادة هي المنبع الأصيل لوجود الفعل الاعتيادي، وبداية أي فعل اعتيادي لا تتم إلا بإدراك وإرادة. والمعنى الذي نقصده من هذا، هو أن التعلم وطلب العلم إذا لم تكن من ورائه إرادة اختل وانهار، بل أن كل عمل ليس فيه إرادة يكون غير قابل للاكتساب ومن هنا، فعملية اكتساب العادات تحتاج إلى عملية التعلم، وهذه العملية ذاتها تحتاج إلى الإرادة والاهتمام والإدراك والوعي.

كما أن بعض العادات تعزز الفعل الإرادي، فالفعل الإرادي ليس متولدا من نزعة بسيطة أو تصور واحد، إنه تغيير الأوضاع القديمة، وتبديل الحركات الآلية السابقة. وكلما كانت الأعمال التي نريد إنجازها أكثر قيمة كانت قوة الإرادة أعظم. إذن الإرادة تكون العادات والعادة تعزز الفعل الإرادي.

خاتمة 

ختاما ومما سبق نستنتج أن الإرادة هي العامل المحفز لتعلم السلوكات الاعتيادية، كما أن الإرادة لا تنمو ولا تتطور إلا بالممارسة والتمرين. فكلما مرن الإنسان نفسه على الجهد الإرادي أكسبه ذلك الجهد عادات نافعة. ذلك أن الإرادة تغير الأوضاع القديمة وتبدل الحركات الآلية، كما أن العادات الصالحة تسهل الإرادة وتعين على الاقتصاد في الجهد.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
إذا كانت الإرادة قصدية مرتبطة بالوعي والعادة رتيبة مرتبطة بالآلية، فكيف يمكنك تحديد العلاقة بينهما

اسئلة متعلقة

...