في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة (2.4مليون نقاط)

خطبة التجارة مع الله ملتقى الخطباء خطبة مختصرة عن التجارة مع الله 

خطبة الجمعة بعنوان التجارة مع الله ملتقى الخطباء

 

مرحباً زوارنا الكرام في موقعنا النورس العربي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة الجمعة القادمة مكتوبة ومؤثرة بعنوان التجارة مع الله 

وهي كالتالي 

الخطبة الأولى (تاجر مع الله) مختصرة

الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد أيها المسلمون

يقول الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (10)، (11) الصف،

إخوة الإسلام

لقد جاءت آيات قرآنية متعددة، تؤكد أن التجارة مع الله تعالى تجارة رابحة،والتجارة مع الله: هي أن يحافظ المسلم على ما أمره الله سبحانه وتعالى به، وأن يبتعد عن كل ما نهاه الله عنه، والتجارة مع الله تكون بالإكثار من فعل الخيرات، والأعمال الصالحات، وهي تجارة لن تبور، فهي دائماً تجارة رابحة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد أخبرنا الله تعالى أن هناك ثلاث تجارات مع الله، وهي: (تلاوة كتاب الله، وإقام الصلاة، والصدقات)، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ، وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً، يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ) « فاطر: 29 ». فهؤلاء المؤمنون يرجون من وراء ذلك تجارة رابحة مع الله تعالى، لن تبور، ولن تكسد، ولن تهلك، فمن قرأ حرفاً من القرآن فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ففي سنن الترمذي: (أن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»، ومن معاني الربح العظيم في الصلاة، ما جاء في الصحيحين: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِى مِنْ دَرَنِهِ». قَالُوا لاَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا. قَالَ «فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهَا الْخَطَايَا»، وفيهما أيضا: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «.. إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ، .. ،لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلاَّ رُفِعَ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، وَالْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ ». ومن معاني الربح العظيم في الصدقات، قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (261): البقرة ،

أيها المسلمون

ومن المؤمنين السابقين الذين تاجروا مع الله تعالى ففازوا وربحوا: الصحابي صهيب الرومي رضي الله عنه، كان تاجرا غنيا فلما أسلم بمكة، وأراد الهجرة، منعه الكفار أن يهاجر بماله، فلما اعترضوه، قال لهم: ” إنكم لتعلمون أني من أشد الناس إصابةً في الرمي والسهام، فإن شئتم أن أُخلي بينكم وبين مالي، وتُخلوا بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهاجر إليه، وإما أن أنثر كِنانتي وأرميكم سهمًا من وراء سهم، ثم أبارزكم بالسيف”، فخلوا بينه وبين الهجرة، وأخذوا كل ماله، فلما أقبل على المدينة، قابله الصحابة، منهم أبو بكرٍ رضي الله عنه، وقال له: “ربح البيع صهيب، ربح البيع صهيب”، وهذا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما يتاجران مع الله، ففي سنن الترمذي: (أن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ نَتَصَدَّقَ فَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالاً فَقُلْتُ الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا قَالَ فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ». قُلْتُ مِثْلَهُ وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ». قَالَ أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ وَاللَّهِ لاَ أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا)،

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية (تاجر مع الله)

الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد أيها المسلمون

وهذا الصحابي أبو الدحداح، يتاجر مع الله بحائط نخل، ففي مسند أحمد: (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِفُلاَنٍ نَخْلَةً وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- «أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ». فَأَبَى، فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي. فَفَعَلَ فَأَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي. قَالَ فَاجْعَلْهَا لَهُ فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كَمْ مِنْ عَذْقٍ رَدَاحٍ لأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ ». قَالَهَا مِرَاراً. قَالَ فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَتْ رَبِحَ الْبَيْعُ أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا). فهؤلاء هم الذين باعوا أنفسهم، وأرخصوها لوجه الله؛ طلبًا لمرضاته، ورغبةً في ثوابه، قال تعالى عنهم : ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ [التوبة: 111]

والمتاجرون مع الله تعالى لا تشغلهم ولا تلهيهم تجارة الدنيا ولا بيعها عن تجارة الآخرة، قال الله تعالى: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (37): (38) النور، قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: (كيف تلهيهم تجارة أو بيع عن ذكر الله؟ وتجارتهم مع الله رابحة، ومحاسنهم لذوي الألباب لائحة، ثناؤهم عطر الأنام، فهم بين الناس كالأعلام، رجال استقاموا على عبادة الحي الذي لا يموت، تأسَّوا بسيد المرسلين، وعملوا أعمال الصالحين، واتبعوا سيرة المؤمنين)،

حقا: إنهم رجال ليلهم قيام، ونهارهم صيام، يطلبون رضا الله ذي الجلال والإكرام. إنهم رجال كحلوا أعينهم بالسحر، وغضوها عما لا يحل من النظر، ولزِموا مساجد الملك الرحمن، وجالت قلوبهم في علوم القرآن. إنهم رجال لم يغتروا بطول الأمل، واشتاقت نفوسهم إلى رؤية الملك الأعلى الأجل.

الدعاء

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
خطبة التجارة مع الله ملتقى الخطباء خطبة مختصرة عن التجارة مع الله

اسئلة متعلقة

...