في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة (2.4مليون نقاط)

نموذج تطبيقي في ضوء سؤال حلل النص وناقشه :ما هو المعيار أو الأساس الذي يضمن وحدة واستمرارية الشخص

نموذج تطبيقي إنشاء للنص الفلسفي في ضوء سؤال "حلل النص وناقشه ـــــــــــــــــــ

.

شرح ملخصات مادة فلسفة ومنهجيتها بكالوريا 2024 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم شرح وتحليل نصوص وملخصات دروس مادة الفلسفة 2024 وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية كما يسعدنا في صفحة النورس العربي أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........نموذج تطبيقي في ضوء سؤال حلل النص وناقشه :ما هو المعيار أو الأساس الذي يضمن وحدة واستمرارية الشخص 

الإجابة هي

نموذج تطبيقي في ضوء سؤال حلل النص وناقشه :ما هو المعيار أو الأساس الذي يضمن وحدة واستمرارية الشخص

" يجب علينا أن نحدد ما هي العلاقات التي تربط بين أحداث معينة، على نحو يجعل منها الحياة الذهنية لشخص ما، من الواضح أن الذاكرة من أهمها جميعا، فالأشياء التي أتذكرها هي تلك التي حدثت لي أنا، وإذا كان بإمكاني أن أتذكر مناسبة ما وأتذكر ضمن هذه المناسبة شيئا آخر، فإن هذا الشيء الآخر قد حدث لي أنا أيضا، غير أنه يمكن الاعتراض على هذا بالقول بأن شخصين قد يتذكران نفس الحدث، لكن مثل هذا الاعتراض ينطوي على خطأ، لا يوجد شخصان أبدا يَرَيَان نفس الشيء بسبب اختلاف موقعيهما، كما لا يمكن أن يكون لهما نفس إحساسات السمع والشم واللمس أو الذوق، إن تجربتي يمكن أن تتشابه بشكل كبير مع تجربة آخر لكنها تختلف عنها دوما بهذا القدر أو ذاك، فتجربة كل شخص هي تجربة خاصة به لوحده.

حلل (ي) النص وناقشه( يه)

1-مطلب الفهم:     

                        يتناول مضمون هذا النص موضوع هوية الإنسان كشخص، أي ما يجعله هوهو، مطابقا لذاته مخالفا لغيره من الموجودات، موضوع من هذا النوع ليس بالغريب عن الفلسفة واهتماماتها، لكنه اهتمام لم يرق إلى المستوى المطلوب، إلا في الفلسفة الحديثة مع ديكارت، ليمتد الى الفلسفة المعاصرة مع هيدغر وسارتر، وذلك لما تميزت به هذه الفلسفات من إعلاء لمكانة الإنسان/ الفرد، من خلال تأكيدها على مركزية الأنا أو الذات، وفعاليتها المتمثلة في القدرة على التفكير، والممارسة الأخلاقية بشكل حر، والشعور بالمسؤولية، بخلاف الفلسفات القديمة، اليونانية على الخصوص، التي ظلت فكرة الشخص لديها محدودة، بالنظر إلى كونها لم تشمل كل الناس، فالعبد والمرأة والأجنبي، لم يعترف لهم في تلك المجتمعات بصفة الشخص، لكن بالرغم من إيلاء الفلسفات الحديثة والمعاصرة الشخص الأهمية التي يستحقه، فقد ظل تحديدهم لأساس هويته غير متجانس، فكل فيلسوف منح الشخص الأساس الذي رآه مناسبا لمرجعيته الفكرية، معنى هذا أن الأجوبة المقدمة من طرف الفلاسفة عن سؤال الهوية، لم تكن بالأجوبة المنسجمة فيما بينها، بل الاختلاف هو ما طبع هذه الأجوبة، مما جعل من موضوع هوية الشخص موضوعا إشكاليا، يحمل مفارقات، يمكن تَبَيُّنُها في التساؤل التالي:

إذا كان الشخص La Personne ، في دلالته الفلسفية الكلاسيكية، هو الذات الواعية، القادرة على التمييز بين الخير والشر، والصدق والكذب، وتحمل مسؤولية أفعالها، فكيف تحدد هوية هذه الذات، أي ما هي السمات أو الخصائص التي تميز الذات عن غيرها، وتجعلها هي نفسها مطابقة لذاتها؟ هل تتحدد هذه الهوية بالرجوع إلى المظهر الخارجي للشخص، المتمثل في الجسد وتركيبته البيولوجية، أو في الغير القريب ( الشبيه) والبعيد ( المختلف )، أم إلى ما يشكل باطن الذات من ذاكرة ووعي وإرادة، أم أن الفهم الحقيقي لهوية الشخص، لا يمكن أن يتأتى لنا، إلا بالنظر إلى الشخص كوحدة تساهم في تشكليها عدة أبعاد متضافرة ومتكاملة فيما بينها؟ بعبارة أخرى ما هو المعيار أو الأساس الذي يضمن وحدة واستمرارية الشخص؟ وهل هو واحد أم متعدد، ثابت أم متغير؟

2-مطلب التحليل:                       

يكشف مضمون هذا النص، عن تصور معين للهوية الشخصية، وهو التصور الذي يراهن على الذاكرة - كخزان للمعارف والمهارات- باعتبارها محددا أساسيا لهذه الهوية، فهي التي تمنح الفرد الشعور بثبات أناه واستمرارها في الزمان، وذلك من خلال الربط الذي تقوم به بين حاضر المرء وماضيه القريب أو البعيد، يتبين هذا الأمر بوضوح من خلال القول التالي: " من الواضح أن الذاكرة من أهمها جميعا "، وقد استدل النص على أطروحته هذه بمجموعة من الحجج، استهلها أَوَّلاً، بما يتوجب علينا القيام به، وهو تحديد العلاقات التي تربط بين أحداث معينة، والتي تسمح بالحديث عن حياة ذهنية للشخص، أي عن هويته الحقيقية، وقد حددها صاحب النص في الذاكرة، وهو أمر-في نظر النص- لا يمكن أن نجادل فيه، لأنه واضح، والوضوح هنا وحسب النص، يعني توفر الدليل الواقعي والمقنع على أهمية الذاكرة في حياة الإنسان، يتمثل هذا الدليل، في كون كل شخص يتميز بجملة من الأحداث الماضية ترسم حياته النفسية الخاصة، العقلية منها والوجدانية، وبإمكانه تذكرها والحفاظ على ترابطها، قد أتذكر يقول صاحب النص، مناسبة ما، وأتذكر ضمن هذه المناسبة شيئا آخر، لكن هذا الشيء الذي تذكره صاحب النص، لا يبدو غريبا عن ما عايشه في حياته، بل هو جزء من هويته كشخص، ويرجع الفضل في ذلك في نظر النص إلى الذاكرة، هذه المَلَكَة التي تسمح بالحفاظ على الترابط بين الأحداث الماضية الخاصة بالشخص، بما يسمح له بالحفاظ على وعيه بذاته، واستمرارية هذا الوعي، لكن صاحب النص يستدرك ليرفع إلتباسا حول الكيفية التي يتذكر بها الناس حدثا معينا، فإذا كان شخصان يتذكران نفس الحدث، فإن هذا لا يعني أن لهما نفس ردود الفعل تجاه ذلك الحدث، مادام لكل شخص موقعه الخاص، وإحساساته الخاصة، من سمع وشم ولمس وذوق، كل هذه العناصر تجعل الحدث الذي ينطبع في الذاكرة، يتسم بنكهة خاصة، تنسجم مع خصوصية كل فرد على حدة، فتجارب الأشخاص ليست واحدة، لكن تظل الذاكرة - بالرغم من هذا الاختلاف- هي الناظم الأساسي لتلك التجارب، التي تحفظ للشخص هويته ووحدته، رغم ما تلحقه من تغيرات جسمية ونفسية، فالذاكرة إذن، هي المعيار الذي يراهن عليه صاحب النص لتحديد الهوية الحقيقية للشخص، لكن هل يمكن الاطمئنان لهذا التصور كحل لإشكالية هوية الشخص ؟ أفعلا أن للذاكرة هذه القدرة على تحديد هويتنا كأشخاص، أم أن الأمر يستدعي منا البحث عن مكونات أخرى لها دورها الوازن هي أيضا في هذا التحديد ؟

3 -مطلب المناقشة:

                               إن ما قدمه صاحب النص من تصور حول هوية الشخص، المؤسس على الذاكرة، كان له صدى إيجابي لدى مجموعة من المفكرين، راهنوا هم أيضا على الذاكرة، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الفيلسوف الإنجليزي John Locke (1632-1704)،Henri Bergson وهنري برغسون (1859-1941)، فقد ذهب جون لوك في كتابه: " محاولة في الفهم البشري Essai sur l’entendement humain " ، إلى التأكيد على أهمية الشعور والذاكرة في تحديد هوية الشخص، فالشخص في نظره هو كائن واع، يتأمل ذاته ويدرك أنها مطابقة لنفسها في كل لحظة تمارس فيها التفكير والتعقل، وهذا الإدراك العقلي، لا يمكن أن يتم- في نظر جون لوك- إلا عن طريق الشعور، شعور الذات بأفعالها الخاصة وبشكل مستمر دون حدوث أي تغير في جوهرها، إن اقتران الشعور بالفكر على نحو دائم هو ما يكسب الشخص هويته، ويجعله يبقى دائما هو هو، باعتباره كائنا عاقلا يتذكر أفعاله وأفكاره التي صدرت عنه في الماضي، وهو نفسه الذي يدركها في الحاضر، فهوية الشخص المستقرة عبر الزمن ترتبط –في نظر جون لوك- بالذاكرة والقدرة على التذكر، وفي نفس الاتجاه، اتجاه تأكيد أهمية الذاكرة في تحديد هوية الشخص، ذهب الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون Henri Bergson (1859-1941)، في مؤلف له بعنوان: Spirituelle L’Energie الطاقة الروحية "، إلى القول بأهمية الذاكرة في تحديد هوية الشخص، فإذا كان للوعي أهمية في هذا المجال، فإنه بدون ذاكرة يبقى عَدَماً، وفي هذا يقول: " إن كل وعي هو ذاكرة، أي احتفاظ بالماضي وتراكم في الحاضر، وهو أيضا استباق للمستقبل، ( ...) فالوعي الذي لا يحفظ شيئا من ماضيه، وينسى ذاته باستمرار يتلف...". فالوعي إذن في نظر برغسون هو ذاكرة، يوجد بوجودها ويتلف بتلفها، وبهذا القول يكون صاحب النص وكل من ذهب منحاه، قد تجاوز ذلك التصور العقلاني لهوية الشخص، الذي مثله على الخصوص الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت René Descartes( 1650-1596)،

يتبع التحليل والمناقشة على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية تابع قراءة 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة

حلل وناقش النص يتبع 

فقد ذهب ديكارت في أكثر من مؤلف له- وخاصة في كتاب " التأملات " -إلى تأكيد قدرتنا على معرفة هوية وجوهر الشخص، وذلك عن طريق التفكير أو العقل ذي الطبيعة الروحية، والذي هو جوهر النفس، في مقابل الامتداد الذي هو جوهر المادة، فجميع الأفعال التي يقوم بها الإنسان هي أفعال تفكير، وبصدد كل منها يستطيع الإنسان أن يقرر أنه موجود، موجود كشخص، وليس كموضوع خارجي أو كائن حيواني، وقد عبر ديكارت عن هذا التصور في مؤلفه " تأملات ميتافيزيقية " حيث قال: " أنا موجود مادمت أفكر، فقد يحصل أني متى انقطعت عن التفكير تماما انقطعت عن الوجود بتاتا، لا أسلم بشيء ما لم يكن بالضرورة صحيحا، وإذن فأنا على التدقيق إلا شيء يفكر، أي ذهن أو روح أو فكر أو عقل، وهي ألفاظ كنت أجهل معناها من قبل..."، فالكوجيطو Cogito Ergo Sum Je pense, donc je suis ، أنا أفكر إذن أن موجود، في نظر ديكارت هو خير المسالك التي يستطيع الإنسان أن يختارها لكي يعرف أن ماهيته هي العقل، وهو جوهر متميز عن البدن، لكن بالرغم من أهمية هذا التصور الذي يراهن على الذاكرة كمحدد أساسي للهوية الشخصية، فقد تعرض لانتقاد الفيلسوف الألماني َArthur Schopenhauer أرثور شوبنهاور) 1788-1860( ، الذي ذهب في مؤلفه: " العالم بوصفه إرادة وتمثلا "، إلى التأكيد على أن هوية الشخص لا تتحدد بالوعي والذاكرة، لأن هذين العنصرين يتجددان ويتغيران بفعل الزمن، وإنما بالإرادة، إرادة الحياة، التي تشكل نواة وجودنا كأشخاص، وهي لا تتأثر بالزمن، وفي هذا يقول: " يستطيع تقدم السن أو المرض، أو إصابة في المخ أو حمق أن يحرمنا كلية من الذاكرة، ومع ذلك فإن هوية الشخص لا يفقدها هذا الاختفاء المستمر للتذكر، إنها تتوقف على الإرادة التي تظل في هوية مع نفسها، وعلى الطبع الثابت الذي تمثله..."، في نفس الاتجاه، اتجاه نقد فلاسفة الوعي والذاكرة، والتنصيص على إرادة القوة، الممثلة في الجسد وغرائزه، ذهب الفيلسوف الألماني نيتشه Friedrich Nietzsche (1844-1900 ( في مؤلف له بعنوان: " هكذا تكلم زاردشت " إلى القول: " إن الإنسان المُتَفقه الذي يعرف، يقول: أنا الجسد كله ولا شيء غيره، أما الفكر أو الروح فليس سوى اسم لشيء ما في الجسد "، لقد اعتبر نيتشه الجسد أعظم من الوعي، وليس الوعي إلا وسيلة له، فالإنسان في نظره لا يحيا إلا منذ اللحظة التي خلقت فيها هذه المنظومة الدقيقة من الروابط، والتبادلات الحركية، فالحياة وفق نيتشه، لا تكون ممكنة إلا بأجسادنا، وحقيقة الذات تكمن في حقيقة الجسد، فالإنسان الذي طالما عُرف بالحيوان الرامز أو المتعقل الواعي الناطق، نسي أنه يشترك وبقية الكائنات في الحياة، فالجسد هو قيام وجودنا، وهو الضامن لاستمرارية بقائنا، وليس للوعي فضل في ذلك البتة، فالكائنات وفق نيتشه، " تحيى وتنمو وتتغذى وتتكاثر وتستمر في البقاء بمعزل عن الوعي" ، هكذا يقترح نيتشه اتخاذ الجسد نقطة انطلاق لفهم حقيقة هوية الشخص.

ينضاف لهذا النقد الذي تقدم به كل من الفيلسوفين الألمانيين شوبنهاور ونيتشه لعنصري الوعي والذاكرة، نقد آخر فتح الشخص على بعد آخر خارج الذات، وهو بعد الآخر أو الغير، تقدم به الفيلسوف والأديب الفرنسي سارترJean Paul Sartre ( -1905 -1980)، لقد كان الكوجيطو Cogito الديكارتي" أنا أفكر إذن أنا موجود "، هو المنطلق الأول لتصور سارتر للإنسان أو الشخص، فهو ينظر بدوره إلى العقل أو الوعي كمحدد أساسي للوجود الإنساني، لكن هذا الوعي ليس- كما قال بذلك ديكارت- وعيا ذاتيا فرديا معزولا، ينطلق من الذات ليعود إليها، باعتبارها ذاتا عارفة ومالكة لكل الحقائق المطلقة، اعتمادا على العقل كنور فطري في الإنسان، بل وعيا له ارتباط وثيق بالآخرAutrui، وفي هذا يقول سارتر في مؤلف له بعنوان: " الوجود والعدم L'Etre et Le Neant ": " الإنسان الذي يكتشف ذاته بالكوجيطو) أنا أفكر( يكتشف أيضا ذوات الآخرين، ويكتشف أن ذوات الآخرين ضرورية لوجود ذاته، فهو ليس شيئا إن لم يعترف به الآخرون، والآخرون يقولون عنه إنه خفيف الظل أو ثقيله، أو إنه إنسان صالح أو إنسان طالح، وقولهم هذا فيه اعتراف منهم بوجوده، وأنا لو شئت أن أعرف شيئا عن نفسي، فلن أستطيع ذلك إلا عن طريق الآخر، لأن الآخر ليس فقط شرطا لوجودي، بل هو كذلك شرط المعرفة التي أكونها عن ذاتي، وهكذا يكون اكتشافي لصميم ذاتي هو اكتشاف لآخر..." ، إن للغير أو الآخر من الناس إذن – حسب سارتر- دورا مهما في تشكيل هوية الأشخاص. 

4-مطلب التركيب :

                            

يتبين من تحليل ومناقشة موقف صاحب النص من إشكالية هوية الشخص، والمواقف المؤيدة والمعارضة له، أن هناك تبايناً في فهم حقيقة هذه الهوية، فهناك من جهة من راهن على المكونات الداخلية للشخص(الوعي، الذاكرة، الإرادة)، وهناك من جهة أخرى من راهن على المكونات الخارجية(الجسد، الغير)، لكن الفهم الحقيقي لهذه الهوية، لا يمكن أن يتأتى لنا إلا بالنظر إلى الشخص كوحدة متضافرة ومتكاملة الأبعاد، رغم تنوع واختلاف عناصرها، وهذه العناصر ليست ثابتة أو معطاة بشكل جاهز في الذات، وإنما هي مَبْنِية بفعل تفاعل هذه الذات مع محيطها الخارجي ( الطبيعي منه والاجتماعي)، ومتجددة باستمرار بفعل تجدد وعيها بنفسها وبمحيطها الخارجي، ذلك أن الجسد إن كان هو الشرط الأول لوجودنا كأشخاص، فهو أول ما ينبغي احترامه، أي العناية به صحيا وأخلاقيا، لكن الوقوف عند حدود هذا المكون، يجعل الشخص مجرد عيّنَة بيولوجية تتحرك بمنطق الغريزة كباقي الكائنات الأخرى، لذا لا بد من عناصر أخرى تمييزه كشخص، إنها الوعي والذاكرة والإرادة، ففي غيابها تغيب الهوية، لكن هذه العناصر بدورها لا يمكن أن تكتمل في غياب الغير، القريب منه أو البعيد، فهو الذي يمنح الذات هويتها كشخص، عبر ما يسمى بالتنشئة الاجتماعية، فالأطفال الذين عاشوا خارج الدائرة الاجتماعية، كالطفل المغربي المتوحش أحمد ياسين، لم يكن لهم من هوية إنسانية إلا الجسم، لذا لا بد من هذه العناصر للحديث عن فهم حقيقي لهوية الشخص، فهي تستحق الاحترام، لكن اكتمال الحديث عن هوية الشخص لا يمكن أن يتم، إلا بالانفتاح على المحيط البيئي، النباتي منه والحيواني، واحترامه، أي الابتعاد عن ممارسة الهدم والاستغلال غير المعقلن له، لأن كل إساءة لهذا المحيط، هو إساءة لهويتنا كأشخاص وهدم لها. 

فهوية وقيمة الشخص إذن، لا يمكن أن تستقيم إلا باستحضار كل هذه المكونات السالفة الذكر، ليس في انعزال بعضها عن بعض، وإنما في تكاملها وتضافرها، مع الانفتاح طبعا على المحيط البيئي، الذي أصبح من اللازم على الإنسان المعاصر إقامة عقد طبيعي معه، أي احترامه، لما أصبح يشكله من أهمية قصوى في حياته.

اسئلة متعلقة

...