في تصنيف قصص وروايات تاريخية بواسطة (2.4مليون نقاط)

من هو الشيخ محمد سعيد رمضان نبذة عن حياة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي ، 1929م ـ 2013م .

من هو الشيخ محمد سعيد رمضان نبذة عن حياة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي ، 1929م ـ 2013م .

أهلاً بكم زوارنا في موقع النورس العربي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم إجابة سؤالكم القائل.من هو الشيخ محمد سعيد رمضان

الإجابة هي

الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي ، 1929م ـ 2013م .

وُلد العالم الكردي المتخصص في العلوم الإسلامية الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) في العام 1347 هـجري / 1929 ميلادي ، في قرية (جيلكا) التابعة لمدينة بوتان (جزيرة ابن عمر ) بمحافظة شرناخ الكردستانية ،

في العام 1933م ، و لما بلغ من العمر أربعة سنوات فقط ، هاجر (محمد سعيد رمضان البوطي) مع والده (ملا رمضان البوطي) إلى العاصمة السورية دمشق بسبب اضطهاد سلطات الاحتلال التركي الكمالي التي كانت تحكم شمال كردستان بافكارها العنصرية المتغطرسة ،

تأثر (محمد سعيد رمضان البوطي) منذ صغره بوالده الشيخ (ملا رمضان البوطي) الذي كان بدوره عالم دين و أحد شيوخ الصوفية في كردستان و سوريا ، فقد كان والده معلّمه الأوحد ، إذ علَّمه أولًا مبادئ العقيدة ، ثم موجزًا من سيرة النبي محمد (ص ع) ، ثم أخذ يعلمه مبادئ علوم الآلة من نحو و صرف ، و سلَّكه في طريق حفظ ألفية ابن مالك في النحو ، فحفظها في أقل من عام ، و لم يكن قد ناهز البلوغ بعد ، 

و لما بلغ السادسة من عمره عهد والده الشيخ (ملا رمضان البوطي) بولده إلى امرأة كانت تعلم الأطفال قراءة القرآن ، فكانت تُعلِّمه القرآن و تلقنه إياه حتى ختم القرآن عندها خلال ستة أشهر ، التحق بعدها بمدرسة ابتدائية في منطقة ساروجة ، أحد أحياء دمشق القديمة ، و لم تكن تلك المدرسة تعنى إلا بتعليم الدين و مبادئ اللغة العربية و الرياضيات ،

بعد انقضاء المرحلة الابتدائية التحق (محمد سعيد رمضان البوطي) بجامع (منجك) عند الشيخ (حسن حبنكة الميداني) ، و في تلك الفترة ارتقى المنبر للخطابة و لم يكن قد تجاوز بعد 17 من عمره ، و ذلك في أحد مساجد الميدان القريبة من جامع منجك ، 

في العام 1953م أتمّ دراسته في معهد التوجيه الإسلامي عند الشيخ حسن حبنكة الميداني ،

و في نفس العام ذهب إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية في جامع الأزهر ،

في العام 1955م حصل على الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة في جامع الأزهر ،

و في العام 1956م حصل على دبلوم التربية من كلية اللغة العربية في جامع الأزهر ،

عاد بعدها إلی مدينة دمشق ،

شغل الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) عدّة مناصب أكاديمية في حياته ،

في العام 1960م عُيّن مُعيدًا في كلية الشريعة بجامعة دمشق ،

ثمّ أُوفد إلى كلية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية ،

في العام 1965م و بعد حصوله علی شهادة الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر ، عُين مدرسًا في كلية الشريعة في جامعة دمشق ، 

ثم أصبح أستاذًا مساعدًا ، فأستاذًا فيها ، 

و في العام 1975م عُيّن وكيلًا لكلية الشريعة فيها ،

ثم في العام 1977م عُيّن عميدًا لها ، 

ثم رئيسًا لقسم «العقائد و الأديان» ،

خلال هذه الفترة و حتى العام 1981م كان (محمد سعيد رمضان البوطي) بعيدًا عن المحافل العامة ، و كان مكتفيًا بالمجال الأكاديمي بالإضافة إلى درسين أسبوعيين في مسجد السنجقدار ، لينتقل بعدها إلى مسجد (تنكز) ثم إلى مسجد الإيمان في دمشق ،

و كان له دروس أخرى في مسجد والده الشيخ (ملا رمضان البوطي) و في المسجد الأموي ، بدمشق ،

اشترك الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) في مؤتمرات و ندوات عالمية كثيرة ، و حاضر في معظم الدول الإسلامية و الغربية ، 

من أبرزها محاضرته في مجلس البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ عن حقوق الأقليات في الإسلام سنة 1991م ،

كما شارك كمستشار في بعض لقاءات المجمع الفقهي الإسلامي ،

كان عضوًا في هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية ، 

و عضوًا في جمعية نور الإسلام في فرنسا ،

و كان عضوًا في مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في عمّان ،

و في المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد ،

و عضوًا في المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة طابة بأبوظبي ،

تولى إمامة الجامع الأموي بدمشق و الإشراف على النشاط العلمي فيه ، 

كما كان رئيس اتحاد علماء بلاد الشام ،

يعتبر الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) من المرجعيات الدينية الهامة على مستوى العالم الإسلامي ، 

حظي باحترام كبير من قبل العديد من كبار العلماء في العالم الإسلامي ، 

اختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثامنة عام 2004م ليكون (شخصية العالم الإسلامي) ، باعتباره (شخصيةً جمعت تحقيقَ العلماء و شهرةَ الأعلام ، و صاحبَ فكرٍ موسوعيّ) ، 

و اختاره المركز الإسلامي الملكي للدراسات الإستراتيجية في الأردن في المركز 27 ضمن قائمة أكثر 500 شخصية إسلامية تأثيرًا في العالم لعام 2012م ،

و يُعتبر ممن يمثلون التوجه المحافظ على مذاهب أهل السنة الأربعة و عقيدة أهل السنة وفق منهج الأشاعرة ،

كان الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) له رأي في موضوع ختان الإناث حيث أنه في شباط من عام 2011م ، تحصل طرفة بغجاتي مع روديجر نيبرج على فتوى من الشيخ الدكتور (محمد سعيد رمضان البوطي) تحرم ختان الإناث 

كان الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) مقرباً مع النظام السياسي الحاكم في سوريا منذ عهد الرئيس (حافظ الأسد) ، خاصة في بداية التسعينيات من القرن العشرين الميلادي ، حيث ظهر حينها ضمن وسائل الإعلام السورية الرسمية ، و كان على علاقة شخصية بالرئيس (حافظ الأسد) عندما طلب الرئيس اللقاء بالبوطي إثر قراءته لبعض كتبه ، و أصبح يستدعيه بين الحين و الآخر في جلسات طويلة ، و كان من أبرز نتائج تلك اللقاءات استجابة الرئيس لطلبه إذ أطلق سراح عدد كبير من المعتقلين ، و فتح المجال لعودة الذين خرجوا بسبب أحداث المواجهة مع جماعة الإخوان المسلمين ، بالإضافة إلى معالجة كثير من القضايا الأخرى المتعلقة بالمعاهد الشرعية و الإعلام و الكتب الإسلامية ،

كما سبّبَ وقوفه مع النظام السوري في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين كثير من الانتقاد آنذاك ، 

إذ ظل منذ أحداث مدينة حماة في العام 1982م ، ينافح عن شرعية حكم عائلة الأسد ، و عدم جواز الخروج عليها لأن الحاكم فيها لم يصل إلى الكفر البواح (أن يعلن جهارًا الكفر ، و خروجه عن الإسلام) ، 

و قد سبّبَ ظهور كتابه «الجهاد في الإسلام» عام 1993م في إعادة الجدل القائم بينه و بين بعض التيارات السياسية ذات التوجهات الإسلامية ، و ذلك بسبب نبذه للعنف في التغيير ، و تحريمه للخروج على الحاكم إلا إن ثبت كفره ،

و في عهد الرئيس (بشار الأسد) ، بقيت العلاقة قويّة بين الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) و النظام الحاكم في سوريا ، مما عكس تأثيرًا للبوطي في بعض النواحي الحياتية للمجتمع السوري ، مثل تراجع النظام الحاكم عن قرار منع توظيف المنقبات في سلك التربية و التعليم ، و إلغاء الامتياز الوحيد لكازينو سوري افتُتح على طريق المطار ،

كما أقرّ تأسيس محطة تلفزيون (نور الشام) الفضائية لترويج الفكر الديني الوسطي ، كان يشرف عليها الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) ،

و يرى مراقبون أن تقارب الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) مع السلطة السياسية في سوريا كان له تأثير في المحافظة على سياسة سوريا المتعلقة بدعم حركات المقاومة في فلسطين ،

كان الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) يبتعد عن السياسة بشكل عام و يحث الدعاة على ترك الخوض فيها ،

و كان من موقعي بيان يؤيد قرار جامعة الأزهر تجميد الحوار مع الفاتيكان بعد تعليقات للبابا التي أساءت للمسلمين ،

في فترة أحداث سوريا (2011م - 2013م) أصبحت مكانة (محمد سعيد رمضان البوطي) في العالم الإسلامي مثارًا للجدل و الخلاف بسبب موقفه الرافض للثورة السورية ، و دعمه لنظام الرئيس بشار الأسد ،

فقد رفض البوطي الحراك الشعبي و انتقد المحتجين و دعاهم إلى (عدم الانقياد وراء الدعوات مجهولة المصدر التي تحاول استغلال المساجد لإثارة الفتن و الفوضى في سوريا) ، واصفًا التظاهرات أنها (باتت تؤدي إلى أخطر أنواع المحرمات) ،

و انتقد أيضًا الشيخ (يوسف القرضاوي) الذي كان يدعو الناس للتظاهر ، و قال إنه (اختار الطريقة الغوغائية التي لا تصلح الفساد و إنما تفتح أبواب الفتنة) ،

كما دافع الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) في عدد من تصريحاته عن النظام السوري الذي يواجه بحسبه (مؤامرة خارجية تقودها إسرائيل) ، و أشاد بالدور الذي يقوم به الجيش النظامي السوري ، مع تأكيده في فتاويه على (حرمة قتل المتظاهرين حتى لو كان جبرًا) ، 

تسببت هذه التصريحات التي وُصفت بأنها (معادية) للثورة السورية ، بانتقادات حادة و أعداء كثر للبوطي ، حتى صنفه البعض ضمن فئة (علماء السلطان) ، 

و ذلك سبّب أن قام المتظاهرون بإحراق كتبه في (جمعة أحفاد خالد) ،

بينما كان البعض الآخر يلتمس للبوطي أعذارًا بدعوى أنه كان واقعًا تحت التهديد من قبل النظام السوري ،

و قد انتهت موقفه من احداث سوريا (2011م ـ 2013م) بتعرّضه للاغتيال في يوم 21 مارس/آذار 2013م ، 

و الذي اتفقت المعارضة و النظام السوري على إدانته ، 

اغتيل الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) ، في يوم الخميس 21 مارس/آذار من العام 2013 مـيلادي ،

الموافق 9 جمادى الأولى من العام 1434 هـجري ،

و ذلك أثناء إعطائه درسًا دينيًا في مسجد الإيمان بحي المزرعة في دمشق ، 

و بحسب الرواية الرسمية للحكومة السورية ، فإن تفجيرًا انتحاريًا قد أودى بحياة الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) و 42 شخصًا من بينهم حفيده ، بالإضافة إلى إصابة 84 آخرين بجروح ،

بينما نشر مجلس قيادة الثورة في دمشق مقطع فيديو لاحقًا في تاريخ 9 أبريل/نيسان 2013م ، على الإنترنت قال إنه يظهر لحظة مقتل البوطي ، حيث يظهر الفيديو الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) و هو يعدل عمامته بعد انفجار صغير وقع قرب منبره ، ثم يسارع شخص إليه ، حاجبًا الصورة عن الكاميرا التي كانت تصور الحلقة ، و ينصرف بسرعة مخلفًا الشيخ البوطي و الدماء تسيل من رأسه ،

و هو ما يرى ناشطون أنه يرجح فرضية اغتيال الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) بالرصاص و ليس بالانفجار ،

و نفى الدكتور (توفيق رمضان البوطي) نجل الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) في مقابلة تلفزيونية في اليوم نفسه حدوث أي إطلاق نار في المسجد بناء على تجميع روايات الناجين من التفجير ، و أكد أن أباه قضى بالتفجير الذي نفذه انتحاري ،

و قد تبادل كلٌّ من النظام السوري و المعارضة الاتهامات على الرغم من إدانة كلا الطرفين للحادث ،

و قال الشيخ (محمد أبو الهدى اليعقوبي) المعارض للنظام السوري أن الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) كان على وشك الانشقاق ، و أنه كان ينوي إعلان موقفه و الهجوم على النظام ، و أن عملية الاغتيال نفذها النظام السوري بعد أنباء تسربت عن نية عائلته السفر خارج سوريا ،

بينما اتّهمت بعض المواقع الإخبارية الشيخ (يوسف القرضاوي) بالتحريض على قتل الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) عندما دعا في فيديو نُشر له إلى (قتل جميع من يعملون مع السلطة السورية من عسكريين و مدنيين و علماء دين) ،

فيما نفى الشيخ (يوسف القرضاوي) ما نُشر من (مزاعم تتهمه بالتحريض علی قتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي) ،

و أثار اغتياله موجة تنديد كبيرة على مستوى العالم ، 

و قد اتهمت المعارضة النظامَ بتدبير الاغتيال بعد ورود أنباء عن عزم (محمد سعيد رمضان البوطي) على الانشقاق و تغيير موقفه من الثورة السورية ، و الهجوم على النظام ،

بينما اتّهم النظام السوري المعارضةَ باغتياله واصفًا إياهم «بأصحاب الفكر الظلامي التكفيري» .

مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أدان التفجير الذي أودى بحياة الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) و وصفه (بالهجوم الإرهابي) ،

كما أدان الرئيس السوري بشار الأسد في برقية تعزية ، مقتل الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) واصفًا إياه بأنه قامة كبيرة من قامات سوريا ، واتهم من أسماهم بالقوى الظلامية بأنهم من يقفون وراء مقتله ،

شُيّع جثمان الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) يوم السبت 23 مارس/آذار 2013م ، من منزله في دمشق ،

و صُلّي عليه في المسجد الأموي ، 

ثم دُفن بجانب قبر السلطان الكردي الأيوبي (السلطان صلاح الدين الأيوبي) المحاذي لقلعة دمشق قُرب المسجد الأموي ،

و قد حضر الجنازة ممثلون من إيران و لبنان و الأردن ،

كما أعلن يومَ السبت الموافق 23 مارس/آذار لسنة 2013م ، يومَ حداد عام في سوريا على الشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) و من سقط معه .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
من هو الشيخ محمد سعيد رمضان نبذة عن حياة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي ، 1929م ـ 2013م .

اسئلة متعلقة

...