إبن البنا المراكشي أعظم عقلية رياضياتية في العصور الوسطى أشهر علماء الرياضيات
نرحب بكم زوارنا الاعزاء على موقع النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل المعلومات والحلول الثقافية عن اسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول...........................إبن البنا المراكشي أعظم عقلية رياضياتية في العصور الوسطى أشهر علماء الرياضيات
وتكون اجابتة الصحية هي الأتي
إبن البنا المراكشي أعظم عقلية رياضياتية في العصور الوسطى.
لما انبلج فجر القرن الثالث عشر، كانت أوروبا غارقة في حروب و صراعات طاحنة وشوهتها عيون التعصب الديني و كانوا عبيدا لأفكار رجال الدين المنحرفين وذيولهم وإنتشار الأفكار اللاهوتية ولم يكن التفكير العلمي والمنطق السليم له أثر في كل عموم أوروبا، بل إنحدر مستوى التفكير فيها لدرجة انهم كانوا يحاكمون جثث الموتى في المحاكم، بل أكثر من ذلك كانت الحيوانات تحاكم هي أيضا، فتجد مثلا عصافير تحاكم بتهمة الثرثرة داخل الكنيسة، خنزير حكم عليه بالإعدام شنقاً بتهمة القتل العمد، وأخيراً عصابة من الفئران يسقط عنها الحكم وتحظى بالبراءة، هذه الخرافات هي ممارسات حقيقية تدل على عظم الجهل و التخلف الذي كان يسود أوروبا في القرون الوسطى وبينما كان المواطن الأوروبي يستحم مرة واحدة في العام، كانت في الجهة المقابلة ثورة علمية كبيرة أقامت الدنيا و أقعدتها كانت تدور رحاها في الأندلس الإسلامية وفي شمال إفريقيا أنذاك، فلم يكن عيباً يوما أن نفاخر بما حققناه في هذا الميدان الرحب، فلقد خط المسلمون الأوائل بأقلامهم حضارة نيرة بفضل ماخلفوه من كنوز معرفية وثقافية إنتقلت روافدها للغرب والشرق وأضاءت الطريق، وشقت طريقها للتقدم والرقي للعالم أجمع، فكانت ضياء يستضاء به، وقبسا يقتبس منه.
قد أخذت الرياضيات نصيباً وافراً من هذه الثورة العلمية الكبيرة بالأخص عند مجيء واحد من جهابذة علماء الرياضيات أنذاك ألا وهو ابن البنا المراكشي الذي جعل من الرياضيات حديث العام والخاص بفضل إنجازاته وكتبه التي خطها بيده التي تعد اليوم واحدة من أكثر الإنجازات مدعاة للدهشة في عالم الرياضيات. ياترى من يكون ابن البنا المراكشي؟ وماهي إنجازاته؟. الإجابة هي: هو "أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي" وكنى بإبن البنا لأن أباه كان بناءاً كما اشتهر بلقب المراكشي لأنه ولد في مراكش سنة 1256م، تعلم الرياضيات في مدينة فاس على يد معلمه ابن حجلة.
لقد كان ابن البنا المراكشي عالماً منتجا ومثمرا فقد اخرج اكثر من سبعين كتابا نفيسا ورسالة قيمة في نظرية الأعداد والحساب والهندسة والجبر والفلك، فلم تنج من الضياع سوى بضعة نسخ هنا وهناك، وقد تمت ترجمة أغلب أعماله إلى اللغات الأجنبية. اشتهر ابن البنا بكتابه الذي يحمل العنوان "كتاب تلخيص أعمال الحساب" الذي يعد دليلا واضحا على الأصالة والجودة العالية جدا، بل بقي هذا الكتاب معمولا به في المغرب حتى نهاية القرن السادس عشر للميلاد، وكما فاز بإهتمام علماء القرن التاسع عشر والقرن العشرين. حتى قال عنه المستشرقان "سمث" و "سارطون" بأنه واحد من أحسن الكتب في الحساب وقد احتوى على بحوث مختلفة لم تصل إليها يد عالم أو صاحب قريحة فقد أزال الغبار والضبابية عن أصعب النظريات و القواعد المستعصية، فقد احتوى على بحوث مستفيضة في الكسور وقواعد لجمع مربعات الأعداد ومكعباتها، وقاعدة الخطأين لحل المعادلات ذات الدرجة الأولى، والأعمال الحسابية وأدخل بعض التعديل على الطريقة المعروفة ب "طريق الخطأ الواحد" وإيجاد القيم التقريبية للجذور الصماء والجذور التكعيبية لمقادير جبرية أخرى، وقد احتوى هذا الكتاب على أفكار جديدة بإيضاحات لم يسبقه إليها أحد لدرجة أصبح في ذلك الزمن كتابا مستغلقا وصعبا للغاية لقوة حججه وبراهينه حتى قال عنه ابن خلدون بأنه كتاب مستغلق أي صعب الفهم فقد أثار هذا الكتاب الجدل في زمانه ولكن سارع ابن البنا الزمن وقدم كتاب آخر يشرح هذا الكتاب الأخير بعنوان رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب وهو الذي يظهر في الصورة أدناه، لذلك أصبح موضوع عناية لكثير من علماء عصره من العرب وقد تم شرحه من طرف العديد منهم ومن بينهم:
- شرح لابن القنفد القسنطيني بعنوان حط النقاب عن وجوه أعمال الحساب.
- شرح لابن هيدور التادلي بعنوان التمحيص في شرح التلخيص.
- شرح سعيد العقباني التلمساني .
- شرح ابن زكرياء الغرناطي.
- شرح عبد العزيز بن داود الهواري أو المصراتي.
- شرح ابن المجدى
- شرح ابن زكرياء محمد الأشبيلي وهو موجود في مكتبة أكسفورد.
- و للقلصادي شرحان أحدهما كبير والآخر صغير.
- شرح ابن خلدون الذي كان عنوانه "كتاب رفع الحجاب".
ومما يؤسف له، ألا يعطى إنتاجه حقه من البحث والتنقيب ولولا بعض كتبه التي أظهرها المستشرقون اللذين يعنون بالتراث العربي، لما استطعنا أن نعرف شيئا عن مآثره في العلوم فمثلا قد أورد الأستاذ "رونو" المدرس بمعهد الدراسات المغربية العليا بكلية الآداب مقالاً بمجلة المعهد ذكر فيه مؤلفات ابن البنا المراكشي. أما في سنة 1864 قام الأستاذ ماري Marre بنقل كتاب "تلخيص أعمال الحساب" إلى اللغة الفرنسية ونشرت ترجمته في مجلة إيطالية بروما، وقد أعاد ترجمته إلى الفرنسية الدكتور محمد سويسي، ثم نشر النص والترجمة مع تقديم وتحقيق سنة 1969. ولا ننسى أيضا أن الدكتور فوبكي نقل جزء من هذا الكتاب إلى الفرنسية بشرح القلصادي ونشره بالمجلة الآسيوية عام 1863 وأخيرا نقله المستشرق أريستدمار إلى الفرنسية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
ومن المؤسف حقا أن علماء الغرب عندما ترجموا هذا الكتاب "تلخيص أعمال الحساب" لابن البنا انتحلوا كثيرا من الأفكار والنظريات الرياضية لأنفسهم، وبقي هذا الإعتقاد سائدا حتى القرن التاسع عشر عندما كشفهم "أريستدمار" وأيضا عالم الرياضيات الفرنسي الشهير "شال" اللذين أشارا إلى هذا، حيث قام شال بكتابة رسالة قدمها إلى المجمع العلمي في أوائل النصف من القرن التاسع عشر وأظهر هاته السرقات العلمية في حق عالمنا ابن البنا المراكشي.
لا تزال بقايا تلك الكتب شاهدة على تلك الهمة الشماء والعلم الغزير المنقح، ثم يأتيك في هذا الزمن لكع بن لكع يقول بدعاً بأن العرب لم يقدموا شيئا في العلم والغريب في الأمر تجدهم في هذا الفضاء الأزرق يتقاذفون بالكلام القبيح وعندما تقول لهم العرب يقولون لك لا تقل العرب بل قل المسلمين لأن العرب لم يقدم شيئا وإذا قلت المسلمين قالوا لا تقل هكذا قل العرب وطائفة أخرى تعزف على نغمة ليست بغريبة وهي انهم يقولون لا عرب ولا مسلمين بل قل أمازيغ ويريدون بجرة قلم أن يمحوا تاريخا زاخرا بصفحات مشرقة من تاريخ العرب والمسلمين، يالكم من حمقى أليسوا كلهم خدموا الإسلام والمسلمين والعلم والبشرية جمعاء... فلا تخجل أيها العربي أو أيها المسلم بأنه لولانا مادخل العالم الغربي الذي كان بربرياً في غمار المدنية.
... وفي الأخير يقولون ان التاريخ يكتبه الأقوى وجزء كبير من تاريخ المسلمين يراد له الإقبار أو التشويه ومن ذلك طمر جهود الحضارة الإسلامية وسط دهاليز النسيان، بالله عليكم، ألم يكن للمسلمين إسهام في صناعة ذلك المجد وتلك الحضارة؟ ألم تسطع شمس العرب على الغرب؟ هذا السؤال قد أجاب عليه غير المسلمين فمثلا قال عالم الرياضيات الشهير برتراند راسل مايلي:" في عهد العصور الوسطى المظلمة، كان المسلمون هم الذين يقومون بمهمة التقاليد الحضارية، أما المسيحيون من أمثال روجر بيكون فقد اكتسبوا منهم طرائق المعرفة العلمية التي ستحوزها العصور اللاحقة".
