في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة (2.4مليون نقاط)

مقالة هل الإدراك يخضع لعوامل ذاتية أم موضوعية ؟

الطريقة جدلية

هل الإدراك يخضع لعوامل ذاتية أم موضوعية ؟

الطريقة جدلية:

طرح المشكلة :

الإدراك هو عملية عقلية معقدة يتم فيها ترجمة وتفسير المؤثرات الحسية،ويخضع لمجموعة من العوامل، فهل الإدراك يتوقف على الشيء المدرك أم الذات المدركة ؟ أو بعبارة أخرى هل يعود الإدراك إلى عوامل موضوعية أم ذاتية ؟

عرض الأطروحة الأولى :

منطقها:يعتقد أنصار النظرية الجشطالتية أمثال " كوهلر- فيرتيمر" ان الإدراك مرتبط بالشيء المدرك ولا علاقة له بالذات المدركة.

المسلمات:

انطلقت هذه النظرية من نقد النظرية الحسية ورفضت التمييز بين الإحساس و الإدراك وقالت أن الإدراك هو الإحساس والاحساس هو الادراك ، والإنسان يحس عندما يدرك ويدرك عندما يحس ، والفكرة الأساسية لهذه النظرية هي أن الأنساق الذهنية ليست أبدا مكونة من تأليف أو اجتماع عناصر معطاة في حالة انعزال قبل اجتماعها بل هي دائما جمل منتظمة منذ البداية في صورة أو بنية شاملة،والجزء لا يُعرف معناه إلا في إطار الكل، فالمثلث مثلا لا يتألف من ثلاثة أضلاع و ثلاثة زوايا كما هو معروف. و إنمايتألف من العلاقات التي تنظم هذه الأجزاء، لأننا لا ندرك المثلث من مجردرؤية ثلاثة خطوط منفصلة أو ثلاثة زوايا متفرقة،والغضب لا يوجد في العينين أو الشفتين بل في الوجه ككل،ومنهفالعلاقة العامة أوالصيغة الكلية هي أساس الإدراك، وقد وضع الجشطالتيون قوانين خاصة بالإدراك أهمها:

.قانون الانتظام : ويقصد بذلك أنه كلما كانت الأشياء منتظمة سهل علينا إدراكها ،فهناك فرق بين مكتبة وغرفة بها كتب.

.قانون البروز: أي أنه كلما كان الشيء المدرك بارزا سهل علينا إدراكه، فلا يمكننا إدراك قطعة قطن على الثلج لتشابه اللونين ، و الإنسان عند دخوله لمدينة يستطيع إدراك البنايات المرتفعة قبل غيرها ، والكتابة كلما كانت بخط عريض كلما سهل علينا إدراكها.

.قانون التشابه: ويعني ذلك أن الإنسان يدرك الأمور المتشابهة قبل غيرها ، فالأرقام الهاتفية كلما كانت متشابهة سهل إدراكها ،

قانون التجاور: فالأشياء المتجاورة أو المتقاربة في الزمان و المكان نميل إلى إدراكها كصيغ مستقلة على عكس الأشياء المتباعدة.

قانون الاستمرار: الأشياء المتصلة مثل النقاط التي تصل بينها خطوط نُدركهاكصيغ و هذا خلاف الأشياء المفردة التي لا تربطها علاقة بغيرها.

قانون الإغلاق: الأشياء الناقصة نميل إلى إدراكها كأشياء تامة كاملة، أينَميلُ إلى سد الثغرات أو الفجوات الموجودة بينها، فالأشياء الناقصة تثيرفينا توترا لا يزول إلا بإتمام الشكل و سد الفجوات كما يقول الجشطاليون

النقد

بالغت هذه النظرية حيث لم تميز بين الإحساس و الإدراك فالأول يشترك فيه الحيوان مع الإنسان ،و الثاني مقتصر على الإنسان فقط كما أن هذه النظرية أهملت دور الذات الإنسانية.

عرض نقيض الأطروحة

منطقهم :يرى أنصار هذه الأطروحة من أمثال الفرنسي"ميرلوبونتي"أن الإدراك يعود إلى العوامل الذاتية .

المسلمات :

انطلق أنصار النظرية الظواهرية من نقد النظرية الجشطالتية ،وأكدوا على أن الإدراك يعود إلى الذات المدركة لا إلى الشيء المدرك ،و عملية الإدراك تتجلى في التأثير المتبادل بين الذات و الموضوعأي بين الشعور و موضوع الشعور، و إذا كان الشعور يتميز بالاستمرار والتغير، فإن إدراكنا للأشياء الخارجية لابد أن يتغير بتغير شعورنا،و معنى هذا أن إدراكنالأي شيء يختلف باختلاف أحوالنا و ظروفنا و مواقفنا، فإدراكي للأسد في حفلالسيرك يختلف عن إدراكي له في حديقة الحيوانات أو في الغابة، و هذا ماأوضحه '' الألماني هوسرل '' حين قال: ( أرى بلا انقطاع هذه الطاولة، سوف أخرج وأغير مكاني و يبقى عندي بلا انقطاع شعور بالوجود الجسمي لطاولة واحدة هينفسها للطاولة، هي في ذاتها لم تتغير و أن إدراكي لها ما فتئ يتنوع، إنهمجموعة من الإدراك المتغيرة). إذن الشعور عند الظواهريين هو الذي يبني وينظم عملية الإدراك، وبالتالي فان الإدراك حسبهم، يتم وفق مبدأي الشعور والعالم الخارجي، حيث أن الشعور متغير و العالم الخارجي ثابت ،ومن أهم هذه العوامل الذاتية المساهمة في الإدراك هي : الميول و الرغبات والإرادة فالإنسان يدرك بسرعة الأمور التي تُوافقُ مُيولا ته ورَغباته، وعوامل عقلية كالذكاء و التخيل وقوة الذاكرة،فالشخص الذي يملك ذاكرة قوية يدرك قبل ضعيف الذاكرة،والأكثر ذكاء يدرك قبل الأقل ذكاء ،وفي هذا المجال يقول' وليم جيمس 'في كتابه( مختصر علم النفس):إن شعورنا بالأشياء يتبدل بين عشية وضحاها ،أو بين الصيف والشتاء ، أو بين الطفولة والشباب والشيخوخة ....وكثيرا ما نعجب لتبدل قيم الأشياء في أعيننا فيدهشنا اليوم ما اتخذناه أمس من الأحكام،ونرى الأشياء كل عام بألوان جديدة ..فيغدو الخيالي حقيقيا والمهم تافها .)

النقد

إن الاقتصار على العوامل الذاتية ليس كافيا لعملية الإدراك، لأن هذه العوامل قد لا تكفي وحدها, فالشخص لا يدرك دوما الأشياء التي يرغب فيها، كما أن هذه النظرية أهملت العوامل الموضوعية.

التركيب

بما أن الإدراك عملية إنسانية فهو يتألف من مجموعة من العوامل الذاتية و الموضوعية، فهو من جهة متعلق بالشخص المدرك، ومن جهة أخرى بالذات الإنسانية، ولا نستطيع أن نفصل بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي في الإدراك.

حل المشكلة

إن الإدراك يعود إلى التداخل والتكامل الموجود بين العوامل الذاتية و الموضوعية، وإدراك الإنسان للأشياء تابع لظروفه وأحواله النفسية والاجتماعية من جهة وللموضوع المدرك من جهة ثانية

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
هل الإدراك يخضع لعوامل ذاتية أم موضوعية ؟

مقالة فلسفية الطريقة جدلية
بواسطة (2.4مليون نقاط)
مقالة هل يتوقف الأدراك على فاعلية ذات او فاعلية الموضوع؟  
هل الأدراك يعود الى عوامل ذاتية او موضوعية؟
هل طبيعة الإدراك تحددها الشروط الذاتية ام يحددها انتظام الأشياء في العالم الخارجي؟
0 تصويتات
بواسطة
#شعبة_آداب _وفلسفة

#مقالة_فلسفية_حول

"هل الإدراك يعود لعوامل ذاتية أم موضوعية؟

#طرح_المشكلة :

من المعروف أن الإنسان كائن حيوي يمتلك مجموعة من الوظائف والقدرات التي تساعده في التكيف مع عالمه الخارجي ومن أهم هذه الوظائف النفسية نجد الإدراك الذي يعتبرعملية عقلية معقدة يتم فيها تأويل وتفسير كل ما بأحوال الإنسان وهذا الأخير يتميز بعوامل تؤثر على قدرات الإنسان فهناك ما هو ذاتي حسب ما أكده أصحاب المذهب الظواهري الذين يرون بأن الإدراك هو من إنتاج شعور بالأحوال النفسية وبالتالي فإن دراسة الأجزاء هو أساس معرفة إدراكاتنا ومضمون الأشياء

وهناك ماهو موضوعي على حسب ما تطرق إليه وأثبته أصحاب المذهب الجشتالطي الذين يرون بأن الإدراك يتوقف على عامل نظام الأشياء (الموضوع) وبالتالي فإن النمط الكلي يفسر لنا كل ما نحتاجه بالتصور العام

 و من خلال تضارب الأراء بين المذهبين حول العوامل المتحكمة في الإدراك وجب علينا طرح الإشكال الآتي ومضمونه

"هل الإدراك يخضع لعوامل ذاتية أم عوامل موضوعية ؟أو بالأحرى

"هل الإدراك تجربة ذاتية نابعة من الشعور أن محصلة من نظام الأشياء؟

#محاولة_حل_المشكلة :

#موقف_الأول

&يرى أنصار النظرية الظواهرية بأن الإدراك يعود لعوامل ذاتية ومن بين الفلاسفة هذا الاتجاه نجد كل من هوسرل وميرلوبونتي وقد إعتمدوا على جملة من الحجج والبراهين التي تثبت صحة ذلك نذكر منها مقولة ميرلوبونتي حيث يقول (الإدراك هو الإتصال الحيوي بالعالم الخارجي ) وذلك من خلال الشعور بكل ما يتعلق بالعالم الخارجي وفهم أجزاءه

ويقول في هذا الصدد أيضا هوسرل (إني أرى بلا انقطاع هذه الطاولة سوف أخرج واغير مكاني عن ادراكي لها يتنوع ) أي أن وجود الطاولة لا يتغير فهو يشعر بوجودها مع أن إدراكه يتغير بمجرد خروجه ومن الحجج كذلك نجد علماء الفيزياء يدرسون الأجزاء فمثلا الماء يتكون من جزيئين أوكسجين وجزيء من الهيدروجين وبالتالي فإنه لا بد من أن ندرس الأجزاء بدلا من الحكم على الكل فالمضمون الأشياء ومكوناتها يجعلنا ندرك ونشعر بكل ما هو تخفيه طبيعة الأشياء فمثلا لا يظهر في المكعب إلا ثلاثة أوجه وتسعة أضلاع ولكننا فالحقيقة نشعر بوجود أضلاع أخرى فندرك أن له ستة أوجه واثنا عشر ضلع

وكل هذه الحجج والبراهين التي إعتمد أصحاب هذا المذهب وتثبت بأن الإدراك يعود لعوامل ذاتية

#نقد : صحيح ماتوصل إليه أصحاب الموقف الأول في قولهم بأن الإدراك يعود لعوامل ذاتية إلا أنهم قد بالغوا في قولهم حيث ركزوا على الجانب الذاتي وأهملوا دور نظام الأشياء في التأثير على الإنسان فهو يمر بثلاث أشياء

١-الصورة

٢-العلاقة القائمة بين أجزاء الشيء المدرك

٣-ربط الأجزاء بالموضوع

وبالتالي فإن وجود نظام الأشياء له دور كبير في عملية الإدراك

#الموقف_الثاني : يرى أصحاب المذهب الجشتالطي بأن الإدراك مرتبط بالشيء ولا علاقة له بالذات ومن فلاسفة هذا الاتجاه نجد كوهلر .كوفكا .فيرتيمر .جان بياجي

وقد بررو موقفهم بعدة حجج وبراهين نذكر منها

يقول كوهلر (ذكر المقولة ) ثم نقوم بشرحها

ومن مؤييدين لهذا الموقف نجد كوفكا حيث يقول (ذكر المقولة )ثم شرحها

وكل هذه الحجج والبراهين التي انطلق منها أنصار هذا المذهب تثبت بأن الإدراك نابع من تأثير الشكل العام للأشياء

#نقد2 : (عكس النقد الأول )

#التركيب : وبناءا على ما سبق فقد اتضح لنا بأن الإدراك يرتبط بوجود عوامل ذاتية مقترنة بعوامل موضوعية وبالتالي فإن-العلاقة بين كل منهما هي علاقة تكامل فلإدراك لا يمكن تفسيره بعملية الذات المدركة فقط وإنما بالموضوع المدرك فهم وجهان لعملة واحدة وكل منهما يخدم الآخر عن التأثير والتأثر

#ابراز_الرأي_الشخصي:حسب رأيك

#حل_المشكلة :(إستخراج استنتاج من التركيب )

أو تلخيصه

اسئلة متعلقة

...