في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة (2.4مليون نقاط)

موضوع مقال أدبي يتعلق بمسرحية  مغامرة رأس المملوك جابر 

تحليل نص موضوع مقال أدبي يتعلق بمسرحية " مغامرة رأس المملوك جابر 

باك تونس 2022 - 2023 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ موضوع مقال أدبي يتعلق بمسرحية مغامرة رأس المملوك جابر

الإجابة 

موضوع مقال أدبي يتعلق بمسرحية " مغامرة رأس المملوك جابر "

الموضوع: << تستلهم مسرحية سعد الله ونوس " مغامرة رأس المملوك جابر " التراث الحكائي العربي قصد إمتاع المتفرج و تعليمه >> . حلل هذا الرأ ي و أبد رأيك فيه.

| ) المقدمة : - التمهيد: إن استلهام التراث في الأعمال المسرحية معروف عند الإغريق منذ القدم. وقلدهم في ذلك كتاب المسرح الغربيون ثم العرب في العصر الحديث.

- طرح الموضوع : وقد نهج سعد الله ونوس هذا النهج في مسرحيته " مغامرة رأس المملوك جابر" قصد إمتاع المتفرج و تعليمه "

- الإشكالية : فما هي تجليات توظيف التراث في هذه المسرحية بهدف الإمتاع و التعليم ؟ وما هي حدود وجاهة هذا الرأي؟

||) الجوهر:

1) - التحليل :

أ – استلهام المسرحية للتراث الحكائي العربي و التاريخ :

*- مضمونا: استلهم سعد الله ونوس في مسرحيته حَدُّوثَةَ "المملوك جابر " التي عثر عليها في كتاب " سيرة الظاهر بيبرس " و يظهر ذلك في :

- إطار الأحداث : بغداد و بلاد العجم مكانا. و آخر الخلافة العباسية ( قبل هجوم المغول) زمانا.

- الشخصيات : حافظ على اسم البطل " جابر " كما ورد في الحدوثة الشعبية . وعلى اسم الوزير كما عرف في التاريخ " محمد العلقمي " .

- الأحداث : أحداث تاريخية ( الصراع بين الخليفة و الوزير ، استعانة الوزير بالمغول ، هجوم المغول على بغداد ...)

====> استلهم الكاتب التراث الحكائي لما له من دلالات سياسية تخدم وظيفة المسرح الملحمي التسييسي كما يراها ، و أدخل عليه تعديلات طوعته لمقاصد الكتابة الدرامية و خصائصها .

* شكلا :

استلهام بعض أشكال الحكي الشفوي العربي : 

الحكواتي :

الحكواتي شخصية أصيلة في تراثنا الحكائي العربي ( الفداوي ) ، و هو عبارة عن قصاص شعبي يرتاد المقاهي و مجالس السمر ليسرد قصصا شعبية فيها كثير من المغامرات المشوقة ، و يكتسي تلفظه طابعا احتفاليا( حضور كثير من المستمعين ).

وهو في مسرحية ونوس شخصية متخيلة من خلق المؤلف اسمه "العم مؤنس" ( مشتق من الأنس ) . و وظيفته في المسرحية رواية " حكاية جابر" لزبائن المقهى الشعبي مع المحافظة على طقوس الحكي (اختيار الحكاية – التشويق ...) والتفاعل مع الزبائن لشدهم إلى الحكاية بالتشويق ( قطع الحكي في لحظة حرجة مثل تعليق الحكي للاستراحة و المستمعون متشوقون لمعرفة مصير جابر ) و بتخييب التوقعات ( المستمعون يتوقعون لجابر مصيرا سعيدا ولكنه في نهاية المسرحية يقطع رأسه ) و بالإمتاع ( عثور جابر على الفكرة التي تمكنه من إخراج الرسالة – مغامرته لتجاوز باب مدينة بغداد مستغلا ذكاءه – قطعه الفيافي و القفار ...).

ب- مقاصد الكاتب من استلهام التراث :

*- تحقيق المتعة :

- التشويق بتعليق النص ( قطع الحكي التمثيل للاستراحة ).

- روح الهزل في بعض الشخصيات (جابر نموذجا).

- التقاطع بين فن السرد ( سرد الحكواتي للحكاية الشعبية) و فن التمثيل( أداء الممثلين لمشاهد مسرحية ) .

- كسر الإيهام : قيام الممثل الواحد بعدة أدوار - تركيب الديكور أمام المتفرجين ...

- كسر الجدار الرابع بتمكين المتفرج من التعليق على مخاطبات الشخصيات ( تدخلات الزبائن أثناء السرد و التمثيل )ز

- توظيف اللهجة المحلية و الأمثال الشعبية .

====>استلهم المؤلف التراث الحكائي شكلا و مضمونا لتجاوز قواعد المسرح التقليدي و إمتاع المتفرج العربي.

*- تعليم المتفرج:

الحكاية التراثية وسيلة فنية لتحقيق مقصد تعليمي و طرح القضايا السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية الراهنة :

+) السياسية:

- الصراع على السلطة بين الوزير و الخليفة رمز للصراع بين الأحزاب و الطوائف السياسية في البلدان العربية .

- علاقة السلطة الاستبدادية بالرعية / الشعب : التهميش ، الترهيب ، القمع ...

- فساد الحاشية: ( الأمير عبد الله ، عبد اللطيف ، الوزير... ) كلهم لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة و لو على حساب مصالح الرعية البائسة ( الزيادة في الضرائب – الاستقواء بالأجنبي ...).

+) الاجتماعية:

- إدانة الصمت و السلبية و الخنوع ( عند أهل بغداد المستسلمين في صمت للسلطة المستبدة ، وعند الزبائن الذين يستحسنون استسلام أهل بغداد )

- نقد الخوف و الجبن ( خوف أهل بغداد من حراس الخليفة ).

فضح الخيانة و الانتهازية ( خيانة الوزير و جابر للوطن في سبيل تحقيق مآرب شخصية).

+) الاقتصادية :

- البطالة ( الزوج الذي استغنى عنه مشغله بسبب الفتنة التي اجتاحت البلاد )

- ارتفاع الأسعار (تذمر أهل بغداد من ارتفاع سعر الخبز )

- الاحتكار ( الجار الذي في بيته ما يكفي المدينة سنة و جاره جائع).

وتجلى المقصد التعليمي من خلال :

- القضايا المطروحة في المسرحية هي صورة لقضايا الواقع الراهن ( يفهم ذلك من خلال تعليق الزبائن على مخاطبات العامة: كأن الأحوال لا راحت و لا جاءت ).

- التغريب : الدعوة إلى تأمل الواقع و نقده ( مخاطبات الرجل الرابع).

- الخطاب الوعظي المباشر ( مخاطبة الممثلين للمتفرجين مباشرة في آخر المسرحية :إذا هبط عليكم ليل ثقيل و مليء بالويل ..لا تنسوا أنكم قلتم يوما ما .. فخار يكسر بعضه .. و من يتزوج أمنا نناديه عمّنا ..)

2) التقويم : 

- توظيف التراث لتأصيل المسرح العربي أيضا .

- المقصد التعليمي لا يتحقق بالتراث وحده بل يراهن على ثقافة المتفرج وقدرته على التفاعل مع المضامين التي تطرحها المسرحية .

- التداخل بين التراث الحكائي و المسرح لا يعود إلى توظيف التراث فحسب بل إلى توظيف ما تشبع به ونوس خصائص المسرح البريشتي.

3) التأليف:

المسرحية تدخل في إطار المسرح التسييس الذي يجمع بين الأصالة (التراث الحكائي ) و المعاصرة ( المسرح الملحمي) ليحقق الإمتاع و التعليم .

||| ) الخاتمة :

تعد مسرحية ونوس "مغامرة رأس المملوك جابر" تجربة مسرحية فريدة في المسرح العربي، سواء على مستوى الخصائص الفنية أو على مستوى المقاصد .

فإلى أي حد حققت حلم ونوس بمسرح تسييسي ثوري

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
تدريب على إنجاز مقال في شعر الحماسة ب/ع

الموضوع: يدور شعر الحماسة في فلك البطولة الحربية والإشادة بالفتوحات العسكرية، ترسيخا للانتصارات في الذاكرة الجماعية، واحتفاء بقيم عربية أصيلة.

إلى أي مدى ينطبق هذا القول على ما درست من شعر ثالوث الحماسة؟

I- مرحلة الفهم : أ-فهم المعطى

*نحويا: جملة فعلية تقريرية مثبتة بالإيجاب:

-الفعل: يدور: فعل في صيغة المضارع يدل على الاستمرارية والتواصل ويعبر عن حركة دائبة في اتجاه دائري حول قطب ثابت.

-الفاعل: شعر الحماسة : موضوع الدوران ومركز القول ونواة الجملة.

-المفعول فيه: في فلك البطولة الحربية والإشادة بالفتوحات العسكرية: متمم نحوي يقوم على تعبير مجازي يحدد مركز الدوران والقطب الثابت الذي يطوف به شعر الحماسة.

-المفعول لأجله:ترسيخا للانتصارت – احتفاء بقيم عربية أصيلة: تحديد غاية تصوير البطولة الحربية والإشادة بالفتوحات العسكرية ومقاصدها.

* معجميا: تتمحور الكلمات المفاتيح حول مضمون الشعر الحماسي وغاياته:

- شعر الحماسة: فن قولي قديم منغرس في جذور جاهلية عند العرب وممتد إلى أصول ملحمية في الأدب العالمي

- البطولة الحربية: من القيم الأساسية التي يستند إليها شعر الحماسة، وهي متصلة بالفعل القتالي الذي ينجزه البطل في ساحة المعركة ثباتا في أرض المعركة ومطاردة ونجدة ودفاعا عن الشرف والموت عند المواجهة.

- الإشادة بالفتوحات العسكرية : فعل الإشادة تمجيد ونشيد وتغن بالفعل الحربي والإنجاز العسكري (فتح عمرية-قلعة الحدث-معركة رمطة –المجاز..)

- الذاكرة الجماعية: شعر الحماسة تخليد للحظة تاريخية عابرة في ذاكرة الناس عبر مختلف العصور من خلال تصويرها وتفصيلها وتمجيدها.

- الاحتفاء بالقيم العربية الأصيلة: يقوم فعل الاحتفاء على أدوات شعرية هي من قبيل الإيقاع الغنائي والجرس الموسيقي الذي يحوّل القصيد نشيدا

- القيم العربية: الفتوّة- الفروسية- حماية الأعراض والذود عن الشرف.

ب- فهم المطلوب:

إلى أي مدى : صيغة إنشائية تقوم على الاستفهام وهي من الصيغ ذات البعد الجدلي التي تفترض ثلاثة عناصر:

1- التحليل: أ- شعر الحماسة بطولة حربية وإشادة بالفتوحات العسكرية.

ب- شعر الحماسة ترسيخ للانتصارات في الذاكرة الجماعية.

ج- شعر الحماسة احتفاء بقيم عربية أصيلة.

2 - النقاش: أ- شعر الحماسة تصوير للبطل وإشادة بالمذهب والفتوحات الدينية.

ب- شعر الحماسة تصوير للذات وتبرير للهزائم .

ج- شعر الحماسة احتفاء بقيم إنسانية: العزيمة- الشجاعة- الإرادة- الحرية-الكرامة- حبّ البقاء.

3 - التأليف: - شعر الحماسة تصوير للبطولة والبطل وإشادة بالفتوحات العسكرية والدينية والعقيدة المذهبية.

- شعر الحماسة ترسيخ للانتصارات وللذات وتبرير للهزائم في ذاكرة الجماعة.

- شعر الحماسة احتفاء بقيم عربية وقيم إنسانية.

II- مرحلة التخطيط:

1- المقدمة: - أ- التمهيد : إن تصوير الفعل الحربي وتدوين الوقائع العسكرية جوهر الشعر العربي منذ القديم فخرا ومدحا ورثاء وهو ما اصطلح عليه بشعر الحماسة ، فقد صور العرب أيامهم ووثقوا حروبهم ودوّنوا معاركهم في قصائد لا تزال شاهدا على البطولة الحربية والقدرة العسكرية ومن أشهر هؤلاء في القرنين الثالث والرابع للهجرة أبو تمام والمتنبي وابن هانئ الأندلسي. (1.5ن)

ب- الموضوع : لذلك قيل : "يدور شعر الحماسة في فلك البطولة الحربية والإشادة بالفتوحات العسكرية ، ترسيخا للانتصارات في الذاكرة الجماعية واحتفاء بقيم عربية أصيلة" (1ن)

ج- الإشكالية: فما هي أوجه تصوير البطولة الحربية والإشادة بالوقائع الحربية في شعر الحماسة ؟

وما مظاهر ترسيخ الانتصارات في الذاكرة الجماعية وسبل الاحتفاء بالقيم العربية الأصيلة؟

وإلى أي مدى يخلو شعر الحماسة من تصوير البطل والإشادة بالمذهب الديني والفتوحات الدينية ؟

أليست الحماسة أيضا انتصارا للذات وتبريرا للهزائم واحتفاء بقيم إنسانية مشتركة؟ (1.5ن)

2- الجوهر: أ- التحليل: * شعر الحماسة تصوير للبطولة الحربية وإشادة بالفتوحات العسكرية (1.5ن)

- تصوير البطولات الحربية (0.75ن)

-البطولة في اللغة الغلبة على الأقران، وهي غلبة يرتفع بها البطل عمن حوله من الناس العاديين ارتفاعا يملأ نفوسهم له إجلالا وإكبارا .

-تقترن الحماسة عادة بالفعل الحربي تصويرا للبطولة بما هي أفعال قتالية يأتيها القادة والجيوش معا في مواجهة الأعداء من البيزنطيين الذين مثلوا عدوا تاريخيا للحضارة العربية الإسلامية خلال القرنين الثالث والرابع للهجرة.

- تصوير أطوار المواجهة بين القادة المنتصرين والأعداء المنهزمين رغم كثرة عددهم وعدتهم.

- من البطولات الحربية ما أظهره أبو سعيد الثغري قائد المعتصم في غزوة القسطنطينية حيث أخضع لصولته الروم ، يقول أبو تمام في قصيدة خشعوا لصولتك:

لولا جلاد أبي سعيد لم يزل للثغر صدر ما عليه صدار

- بطولة محمد الطوسي في مواجهة بابك الخرّمي وجماعته رغم فرار الجنود من ساحة المعركة وعدم توازن القوى :

وقد كان فوتُ الموت سهلا فردّه إليه الحفاظ المرّ والخُلُق الوعر

- بطولة أبي شجاع فاتك وقد رثاه المتنبي تصويرا لمآثره الحربية رثاء يشيد بقدرته القتالية في مواجهة الأعداء

- الإشادة بالفتوحات العسكرية (0.75ن)

-إشادة أبي تمام بفتح المعتصم لمدينة عمورية وهي من المدن الرومية المستعصية على الفاتحين من قبل:

فتح الفتوح تعالى أن يحيط به نظم من الشعر أو نثر من الخطب

-إشادة المتنبي بانتصار سيف الدولة في معركة خرشنة ومعركة الحدث الحمراء ومعركة الدرب ، وقد صور الانتصار على الروم في خرشنة:

الدهر معتذر والسيف منتظر وأرضهم لك مصطاف ومرتبع

-يقول "شوقي ضيف" عن شعر المتنبي في سيف الدولة في كتاب البطولة في الشعر العربي :" فينشده قصائده مصورا بطولته وبطولة حشوده ، وهي ليست قصائد بالمعنى المألوف، إنما هي أناشيد حربية تموج بصليل السيوف وجمجمة الخيول، كما تموج بالحفيظة والحنق على أعداء العروبة البيزنطيين"

-إشادة ابن هانئ الأندلسي بانتصارات المعز لدين الله الفاطمي في موقعة المجاز:

نصر الإله على يديك عباده والله ينصر من يشاء ويخذل

← إن تصوير البطولات الحربية والإشادة بالفتوحات العسكرية جوهر الخطاب الحماسي عند الشعراء الثلاثة ، وفي ذلك نهوض بالوظيفة التسجيلية والقيمة المرجعية التي تجعل الشعر موصولا بالواقع والوقائع باعتبار أن الشاعر شاهد على عصر شهادة تاريخية وحضارية يترجمها حضوره أجواء المعارك أو متابعته إياها عن قرب.

← إن مقصد شعراء الحماسة يتجاوز الحدث العابر إلى الحديث الخالد بل هو مقاصد حضارية وغايات قيمية يجلوها تخليد المآثر والاحتفاء بالقيم.

* شعر الحماسة ترسيخ للانتصارات في الذاكرة الجماعية (1ن):

- لكل أمة بطولات وأمجاد تتوارثها الأجيال ، وقد مثل الشعر ديوان العرب فيه يسجلون مآثرهم ويوثقون وقائعهم ويخلدون انتصاراتهم.

- ذكر أسماء المعارك لتظل راسخة في ذاكرة الجماعة عنوان بطولة ومجد ومنها معركة عمورية ، التي قال فيها أبو تمام:

يا يوم وقعة عموّريّة انصرفت منك المنى حفلا معسولة الحلب

- ترسيخ أبي تمام "يوم أرشق" في الذاكرة آية انتصار على الثورة الخرّمية:

يا يوم أرشق كنت رشق منية للخرّمية صائب الآجال

- تسجيل المتنبي لمعركة الحدث اسما ومسمى بأحوالها وأطوارها فإذا بها عالقة بالأذهان دليلا على بطولات سيف الدولة:

هل الحدثُ الحمراءُ تعرف لونَها وتعرف أيّ الساقيين الغمائمُ

- تغني ابن هانئ الأندلسي بموقعتي رمطة و المجاز في جزيرة صقلية وقد انتصر المعز لدين الله الفاطمي على الروم:

تلك الجزيرة من ثغورك بُرْدَةٌ نور النبوة فوقها يتهلل

← تعددت الانتصارات في شعر ثالوث الحماسة وقد رسّخوها بذكر المواقع وتسجيل الوقائع تسجيلا يرتقي إلى درجة التهويل والمبالغة لتستحيل تلك المعارك ملاحم بطولية يقودها الأبطال في قدرة قتالية خارقة للمألوف البشري .

* شعر الحماسة احتفال بقيم عربية أصيلة (1ن):

- يهدف الشعر العربي إلى إبلاغ رسالة يعطف من خلالها القلوب على قيم أصيلة وهو لا يخلو من الإبلاغ إلى جانب ما ينهض عليه من مقصد الإبداع.

- يتجلى الاحتفال بالقيم عبر المطالع الحكمية، وإخراج الأبيات إخراجا فنيا بديعا تجلوه ظاهرة التصدير والترديد الصوتي والجناس والطباق والمقابلة.

- احتفاء أبي تمام بقيمة الفعل الحربي والبطولة العسكرية دون الأقوال والتنجيم في فاتحة بائيته الشهيرة:

السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب

- تتردد القيم العربية في شعر الحماسة تغنيا بقيمة الفتوة التي تختزل منظومة القيم العربية الأصيلة ، وقد ألح أبو تمام على هذه العبارة وما تحيل عليه من مفاهيم في تأبينه لمحمد الطوسي قائلا

فتى دهره شطران فيما ينوبه ففي بأسه شطر وفي جوده شطر.

- تغني المتنبي بفروسية أبي شجاع فاتك وقد عرف بقوة الطعان و شدة البأس قي الحرب:

قد كان أسرع فارس في طعنة فرسا ولكنّ المنية أسرع

- تنحصر القيم العربية في القدرة على حماية العرض والدفاع عن الأرض وقد اختزل المعتصم هذا الأمر في نهوضه لنجدة المرأة التي استغاثت به ولقد صور أبو تمام ذلك في قوله:

لبّيتَ صوتا زبطريّا هرقتَ له كأس الكرى ورُضاب الخرّد العُرُب

← شعر الحماسة في مضمونه ودلالاته حافل بالتغني بقيم البطولة الحربية والفتوة ومظاهر القوة وهو ينهل هذه القيم من النموذج الأخلاقي العربي والمرجع الحضاري الذي يمجّد الدفاع عن الأرض وحماية العرض.

التخلص: ولكن إلى أي مدى يخلو هذا الشعر الحماسي من تصوير البطل الفرد والإشادة بالقيم المذهبية والانتصارات الدينية والتغني بالذات وبالقيم الإنسانية المشتركة؟

ب- النقاش: - شعر الحماسة تصوير للبطل الحربي وإشادة بالمذهب والفتوحات الدينية (1.5ن):

- يختزل شعراء الحماسة البطولة في شخص الممدوح القائد المثال الذي يحجب حضوره بقية الفاعلين العسكريين من قادة الجند والجيوش المحاربة فإذا به مفرد في صيغة الجمع، وفي ذلك يقول المتنبي مصورا بطولة سيف الدولة:

يكلف سيف الدولة الجيش همه وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم.

-التغني باسم الممدوح دون سواه باعتباره البطل الأوحد الذي يصنع المعجزات بمفرده، كما في قول أبي تمام :

تدبير معتصم بالله منتقم لله مرتقب في الله مرتغب

- إن قيام شعر ابن هانئ الأندلسي على مركزية فكرة الإمامة لدى الإسماعيلية قد تحول بالحماسة من تصوير البطولة إلى الإشادة بالإمام والقائد والبطل المعز لدين الله الفاطمي ودعوة صريحة إلى التشيّع الإسماعيلي :

هذا المعزّ ابن المصطفى سيذبّ عن حرم النبي المصطفى

-إن أبا تمام يخرج بفتح عمورية من انتصار عسكري عادي إلى نصر ديني يرتقي به إلى مرتبة غزوة بدر .

- مبالغة المتنبي في تصوير شخصية سيف الدولة الخارقة التي تعود إلى قدرات ذاتية فيه، فهو لا يهاب الموت كبقية الناس:

وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم.

← إن الإشادة ببطولة القائد تمهيد للتغني بفحولة الشاعر جمعا بين إمارة السيف والقلم فتختزل البطولة في كائن حربي يذود بسلاحه وكائن شعري يدافع بقلمه.

• شعر الحماسة انتصار للذات وتبرير للهزائم (1ن):

- لا يخلو شعر المتنبي في جميع أغراضه من حضور لافت للذات يخرج عن سياق الغرض مدحا كان أو رثاء:

لأتركنّ وجوه الخيل ساهمة والحرب أقوم من ساق على قدم.

- يصور المتنبي هزيمة سيف الدولة في معركة خرشنة انتصارا وينسب الضعف إلى الجنود تخليصا للقائد من الذنب:

وهل يشينك وقت كنت فارسه وكان غيرك فيه العاجز الضّرع

- ينسب ابن هانئ ضعف المسلمين إلى أعداء الفاطميين لإكساب الخليفة مشروعية دينية في الذود عن الأمة ومواصلة الزحف نحو العراق بعد فتح مصر، فإذا بشعر الحماسة محيط بأحوال الوهن السياسي والتراجع الحضاري الذي أضحى عليه المسلمون :

حتى لقد رجفت ديار ربيعة و تزلزلت أرض العراق تخوّفا

والشام قد أودى وأودى أهله إ لا قليلا ، والحجاز على شـفا

← لم تخل الحماسة من تصوير للهزائم وتبرير لها وإشادة بالذات وتعظيم لها بما يخرج بنا عن الصورة الإيجابية

التي سعت المقولة إلى ترسيخها.

* شعر الحماسة احتفاء بالقيم الإنسانية والكونية المشتركة (1ن):

- لم يكتف شاعر الحماسة بتصوير القيم العربية بقدر ما نهل من قيم كونية تتردد في القصيدة المدحية كما القصيدة الرثائية، فالعزيمة والإرادة من القيم الإنسانية التي لا تخلو أمة من الأمم من الإشادة بها :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارمُ (المتنبي)

- ليست الشجاعة وحسن التدبير حكرا على العرب بل هما من أصول التدريب العسكري في كل زمان ومكان:

الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني (المتنبي)

- حب البقاء والمقاومة من أجل الوطن من القيم الإنسانية المشتركة التي يجتمع حولها جميع أحرار العالم:

أسفي على الأحرار قلّ حفاظهم إن كان يغني الحرّ أن يتأسّفا (ابن هانئ)

← شعر الحماسة ذو نزعة إنسانية باعتباره ينهل من قيم كونية مشتركة لا تنحصر في السياق العربي وحده، فكل الشعوب تضحي بالنفس في سبيل الوطن وتجود بالأرواح من أجل المبدأ المقدس دينيا كان أو دنيويا.

ج- التأليف: (2ن)- الحماسة مراوحة بين تصوير البطولة والتغني بالبطل حامي العرض والأرض والدين والدنيا.

- شعر الحماسة إشادة بالفتوحات العسكرية والدينية ودعاية مذهبية وقومية .

- شعر الحماسة ترسيخ لانتصارات الجماعة والذات وتبرير للهزائم وتزيين لها .

- شعر الحماسة احتفاء بالقيم العربية الأصيلة والقيم الإنسانية والكونية المشتركة.

3- الخاتمة: (2ن)

– خلاصة النتائج (1ن): يدور شعر الحماسة في فلك البطولة الجماعية والذاتية ويصور الانتصارات العسكرية والدينية ويتغنى بالقيم الحربية المختلفة فهو ذو وظيفة مرجعية تسجيلية تحقق رسالة الأدب الأساسية عطفا للقلوب على القيم الأصيلة، وهو كما يحفل بالقيم الإيجابية لا يخلو من توظيف سلبي تحكمه ثنائية الأدب والذهب أو الشعر والمال التي تصل إلى تزييف الواقع وتزيينه رغم كل أحوال القبح فيه .

- فتح الآفاق: (1ن) أليست جمالية القبح هذه وجها من وجوه الوظيفة الشعرية في القصيدة الحماسية؟

اسئلة متعلقة

...