وضعية نقدية سنة ثالثة آداب
**الفرق بين الوضعيتين النقدية والإبداعية:
**1/ الإطار النظري:**
· لابد في البداية من إزالة الغموض المرافق لمصطلح "**الوضعية**"، التي يقصد بها (**أحوال المتعلم بالنسبة لعملية التعلم**)؛ وعليه تقسم الوضعيات إلى أنواع، فهناك وضعية تعليمية، وأخرى إدماجية مثلا، فالأولى يقصد بها (**وضع المتعلم أمام إشكالية يخرج منها بكفاءة جديدة**)، في حين يقصد بالوضعية الإدماجية (**وضع المتعلم أمام إشكالية يخرج منها من خلال توظيف كفاءات قديمة**)، والوضعية المقصودة في التدرج (أو البرنامج) هي الثانية (أي: الإدماجية)، وقد قُسِّمت هي الأخرى إلى وضعيتين: **نقدية**، **وإبداعية**، وهذا تفصيلها وطريقة العمل بها.
- إذا طالعت التدرج السنوي للسنة الأولى جذع مشترك آداب، ستلاحظ أنها على الشكل الآتي:
**تقييم مدى التحكم في الكفاءة**
**الوضعية**
**نوعها**
**مجالها**
**النمط**
**الموارد**
الوضعية الأولى
وضعية إبداعية
الصلح بين صديقين متخاصمين
النمط الحجاجي
- الفعل المضارع المرفوع والمنصوب والمجزوم.
- التشبيه وأركانه وأنواعه.
الوضعية الثانية
وضعية نقدية
موضوع الحرب والسلم في الشعر الجاهلي
النمط التفسيري
- الأحكام الفكرية المستنتجة، ومؤشرات النمط التفسيري.
**تحليل الجدول:**
- لاحظ أن الهدف من بناء وضعية ما، سواء أكانت إبداعية أم نقدية هو تقييم المتعلم من حيث التحكم في الكفاءات المدروسة ضمن الوحدة التعليمية، وتلك الكفاءات هي:
- ضبط المجال الدلالي للوحدة من خلال رصد كثير من المفردات المعجمية ضمن المجال نفسه، فيعرف مثلا أن مجال "الصلح" يتضمن مفردات، مثل: (السلم، البذل، الحرب، الخصومة، الشرف، الأخلاق...)، وهي مفردات يفترض أنها علقت بذهنه من دراسة النص الأدبي، وعرف إجمالا مواضعها من الخطاب.
- ضبط موضوعات النقد الأدبي: ونقصد بالنقد الأدبي محاولة تفسير العمل الأدبي وتحليله من حيث: موضوعاته، والخصائص الفنية لتلك الموضوعات، وتطوره عبر العصور، فالكتابة عن الحرب أو السلم موضوع شعري جاهلي، يحاول النقاد تفسيره وفق مقاربة تاريخية واجتماعية (أسباب ظهوره)، ووفق مقاربة لغوية (أساليب، أنماط، روابط، معجم ... ).
- القواعد: سواء أكانت صرفية أم نحوية أم بلاغية أم عروضية، وفي الوحدة الأولى النحو (الفعل المضارع)، والبلاغة (التشبيه).
- **خلاصة**:
· الوضعية الإبداعية هي وضع المتعلم أمام إشكالية إنتاج نص مُقيد بمجال دلالي (الصلح بين صديقين متخاصمين)، تفرض عليه استحضار وإعمال وتوظيف الكفاءات المدروسة ضمن الوحدة الأولى (الفعل المضارع المرفوع والمنصوب والمجزوم، التشبيه وأركانه وأنواعه).
· الوضعية النقدية هي وضع المتعلم أمام إشكالية إنتاج نص مُقيد بموضوع نقدي (الحرب والسلم في الشعر الجاهلي)، تفرض عليه استحضار الأمثلة والشواهد الشعرية وتقسيمها وتحليلها، ليستنبط منها الخصائص لهذا الموضوع.
**2/ عمل الأستاذ:**
- **كيف يختار الأستاذ الوضعية التي يقدمها للتلاميذ؟:** عرفنا أن المطلوب من المتعلم إنتاج نص، وهذا الفعل يشبه نشاط التعبير الكتابي مع فروق بسيطة بينهما، ولذلك يحرص الأستاذ على عدم التكرار، بمعنى إذا وجد أن الوضعية الإبداعية تشبه موضوع التعبير فعليه أن يختار الوضعية النقدية، والعكس، مثال: لاحظ أن الوضعية الإبداعية للوحدة الأولى متطابقة مع موضوع التعبير الكتابي (مزايا التسامح)، إذن على الأستاذ اختيار الوضعية النقدية، وفي الوحدة الثانية يختار الوضعية الإبداعية مثلا لأن موضوع التعبير الكتابي يختلف عنها.
**ملاحظة: إذا وجد الأستاذ حاجة ملحة للتركيز على الجانب النقدي لأن المتعلمين لم يفهموا مثلا ظاهرة الوصف في الشعر الجاهلي أو معنى شعر الفتوح مثلا فله ذلك.**
- **بعد اختيار نوع الوضعية، كيف يحضر مذكرته**؟: الوضعية تختلف عن نشاط التعبير الكتابي في إلزامية البناء على سند أدبي (قصيدة أو مقال)، يختاره الأستاذ حسب موضوع الوضعية، ويتحرى أن يتضمن الموارد (الكفاءات)، التي يريد من المتعلم توظيفها في إنتاج نصه الخاص.
**ملاحظة: يبني الأستاذ أسئلة فكرية ولغوية تتعلق بالوضعية الإبداعية، ويكتفي بالأسئلة الفكرية في الوضعية النقدية، وتكون الأسئلة مختصرة ومباشرة لفهم السند لا غير، ثم يطلب من التلاميذ بناء نص على حسب ما فهموه، موظفين الكفاءات التي درسوها.**
**كتب يحتاج غليها الأستاذ في بناء الوضعية النقدية:**
**-** **تاريخ الأدب العربي (مجموعة أجزاء حسب العصور) د. شوقي ضيف.**
**-** **تاريخ آداب العرب (جزأين) مصطفى صادق الرافعي.**
**-** **نقد الشعر / نقد النثر كلاهما لقدامة بن جعفر.**
**-** **العمدة في محاسن الشعر ابن رشيق القيرواني.**
**-** **في النقد الأدبي القديم عند العرب مصطفى إبراهيم.**
