في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة (2.4مليون نقاط)

هل إدراك العالم الخارجي هو تحول

إشكالية إدراك العالم الخارجي هل إدراك العالم الخارجي هو تحول

مقالة فلسفية حول هل إدراك العالم الخارجي هو تحول

إشكالية إدراك العالم الخارجي.

مقدمة عن إشكالية إدراك العالم الخارجي

مدخل إشكالية :

يقوم الإنسان في حياته اليومية بجملة من العمليات والوظائف الفيزيولوجية والعقلية والنفسية كالإحساس والإدراك واللغة والشعور والتذكر والتخيل... من أجل تحقيق التواصل مع الغير ، وكذل التكيف والتأقلم مع المحيط الخارجي الذي يعيش فيه ، فإذا قلنا بأن مصدر المعرفة الحسية هو الحواس أفلا يكون مسبوقا بنشاط ذهني؟ أليس لمكتسباتنا اللغوية والفكرية دخل في تحديد مدركاتنا ؟ ألا نستطيع استحضار العالم الخارجي حسب إرادتنا ونؤوله حسب عداتنا وأهوائنا ؟ أو ونستبدله بعوالم أخرى نبدعها بتخيلاتنا.

المشكلة (1) : في الإحساس والإدراك.

طرح المشكلة:

إن الإنسان باعتباره كائن حي يطل على العالم الخارجي معتمدا على الإحساس شأنه شأن الحيوان ولكنه يتميز عن الحيوانات بالعقل فلا شك أنه يتصل بمحيطه عن طريق الإدراك لدلك نتساءل : هل علاقتنا بالعالم الخارجي تتم عن طريق الإحساس أم الإدراك؟ وهل الإحساس كافٍ لإدراك العالم الخارجي؟ وما علاقة الإحساس بالإدراك؟

* ما مفهوم الإحساس؟

  الإحساس عملية عضوية فيزيولوجية بسيطة ناتجة عن تأثر إحدى حواسنا بالمؤثرات الخارجية. أو هو الأثر الذي يتركه المنبه الخارجي على أعضائنا الحسية بهدف التكيف مع العالم الخارجي. والإحساس عند علم النفس التجريبي هو مجرد حادثة بسيطة أولية ،والحواس هي الأداة الوحيدة التي تربط الكائن الحي والإنسان بالعالم الخارجي والبيئة ومن خلالها تحصل المعرفة ويتم التكيف.

* ما هي خصائص الإحساس؟

ـالإحساس بسيط و مركب:

بسيط لأنه يتم بصفة مباشرة أي لا توجد أي واسطة بين المنبه وانفعال العضو الحسي كسماع دقات الباب حيث يتم انتقال الذبذبات مباشرة إلى الأذن.

مركب لأنه يمر بثلاث مراحل هي:

_المرحلة الفيزيائية ونقصد بها مختلف المؤثرات الموجودة في الوسط الطبيعي الخارجي كاللون والطعام والرائحة والصوت والحرارة. أو الوسط الداخلي كالجوع والعطش.

_المرحلة الفيزيولوجية:

وتتمثل في وظيفة الأعصاب التي تنقل الانطباعات الحسية إلى المراكز العصبية.

المرحلة النفسية:

وهي عبارة عن استجابة أو رد فعل كالالتفاتة عند سماع صوت معين)

الإحساس واحد و متنوع:

>واحد: لأنه يهدف إلى التكيف مع العالم الخارجي.

>متنوع: الإحساس يتنوع بتنوع الحواس والمنبهات الخارجية لأن الإحساس يتبع الحاسة الخاصة به

* ما دور الإحساس؟

~وظيفة حيوية:

لأنه يهدف إلى حفظ بقاء الكائن الحي (إنسان ، حيوان)،وفي هذا السياق يقول جون ديوي: "إن الإحساس يؤدي وظيفة بيولوجية لأنه يعمل على بقاء النوع الحيواني"

~الوظيفة المعرفية:

فالحواس هي التي تقوم بنقل المعطيات من العالم الخارجي إلى الداخل " العقل".

ملاحظة:

ليس الإحساس هو نفسه الشعور ، فالإحساس وظيفة فيزيولوجية تنتهي عندما نتصل بالعالم الخارجي ، بينما الشعور فهو وظيفة نفسية تتعرف فيها الذات عن المجريات الداخلية كالفرح ، القلق ، الخوف...

نتيجة جزئية:

مما تقدم يتضح أن الإحساس ذو وظيفة تكيفية أكثر منها معرفية، لأن هذه الأخيرة تخص الإدراك.

ما مفهوم الإدراك؟

 هو عملية عقلية معقدة يتم فيها ترجمة وتأويل وتفسير المؤثرات الحسية ، التي تنقلها الحواس إلى المراكز العصبية.

ويعرفه " لالاند بقوله: " الإدراك هو الفعل الذي ينظم به الفرد إحساساته الحاضرة والمباشرة ويفسرها ويكملها بصور وذكريات"... ".

ما هي خصائص الإدراك؟

ـالإدراك عملية معقدة تساهم فيها جملة من الفعاليات العقلية العليا كالذكاء والذاكرة والخيال.

ـالإدراك خاصية إنسانية: لأن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتميز بالعقل.

*هل الإدراك نسبي؟

إن إدراك الأشياء لا يكون بصفة تامة ونهائية ،وذلك راجع لوجود عوامل من جهة وأخطاء وأمراض من جهة أخرى.

*ما هي العوامل المتحكمة في عملية الإدراك؟

إن عملية الإدراك لها علاقة مباشرة بالذات المدركة والموضوع المدرك، ومن ثم يتبن لنا أن هناك عوامل ذاتية وأخرى موضوعية تؤثر فيه.

العوامل الذاتية:

وهي مرتبطة بالذات المدركة وتفسر اختلاف الإدراك من شخص إلى آخر في الموقف الواحد منها:

الخبرة والتعلم ، الميل والرغبة ، الانتباه والتركيز ، العادة والألفة ، الحالة النفسية كالفرح والحزن والخوف ، العاطفة ، الدوافع اللاشعورية كالكبت والاسقاط ، الحالة الفيزيولوجية...

العوامل الموضوعية:

وهي مجموعة من الشروط والخصائص التي تتعلق بموضوع العالم الخارجي ،وقد بينت لنا المدرسة الجشطالتية أن الموضوع تتحكم فيه مجموعة من القوانين ،ومن خلالها ندرك الأشياء ومن بين القوانين: قانون التشابه والتقارب والإغلاق.

كذلك الإدراك يتأثر بالعوامل الاجتماعية ،فعلماء الاجتماع أكدوا بدورهم على أن للمجتمع دور كبير في عملية الإدراك ،فرؤية الأعلام واللافتات يوحي بوجود مناسبة وطنية.

*ما هي أخطاء وأمراض الإدراك؟

إن الإنسان قد يكون إدراكه غير صحيح ، وذلك بوجود خطأ كالخداع البصري كرؤية القلم في كأس به ماء تراه منكسر ، أو مرض معين كالهلوسة هو الخلط بين الحقيقة والوهم.

  

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

1 إجابة
...