في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة (2.4مليون نقاط)

خطبة بعنوان عودة المدارس آداب وتوجيهات - خطبة الدخول المدرسي ملتقى الخطباء، كلام عن العودة للمدارس مؤثر لأولياء الأمور 

خطبة افتتاح المدارس

خطبة بعنوان طلب العلم من المهد إلى اللحد 

خطبة عن عودة المدارس آداب وتوجيهات

كلام عن العودة للمدارس

خطبة الدخول المدرسي ملتقى الخطباء

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء في موقع النورس العربي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من منابر الخطباء خطبة الجمعة القادمة، بعنوان عودة المدارس آداب وتوجيهات خطبة مكتوبة عن الدخول المدرسي للطلاب والطالبات ملتقى الخطباء وهي كالتالي 

خطبة عن عودة المدارس آداب وتوجيهات 1444 خطبة الدخول المدرسي ملتقى الخطباء

الخُطْبَةُ الأُولَى:

الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان، علَّمه البيان، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، رفع منزلة أهل العلم والإيمان؛ (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[المجادلة: 11], وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه ربه معلمًا وهاديًا وبشيراً، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين, وسلم تسليمًا مزيدًا.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى؛ (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[البقرة: 282].

و​يتجدد مشهد من الخير جديد، عندما يتجه آلاف الطلاب والطالبات إلى المدارسِ والمعاهدِ والجامعاتِ، في بداية تسرُ الناظرَين؛ عندما يسري العلم في الأمةِ، ويتضعضعُ الجهل أمامَ إشراقةِ الفكرِ، في طريقٍ نهايته العزِ والرفعةِ، وعاقبته نجاح الدنيا وفوز الآخرة؛ "ومن سلكَ طريقاً يلتمسُ فيه علماً؛ سهلَ اللهُ له به طريقاً إلى الجنةِ"(رواه مسلم).

إن مهمة التربية والتعليم ليست مقتصرةً على المدرسة وحدها, بل للوالدين فيها النصيب الأكبر، قال الله -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التحريم: 6].

وهذه الآية الكريمة أصل في تعليم الأهل والذرية، قال علي -رضي الله عنه- عن هذه الآية (قُوا أَنْفُسَكُمْ): "علموهم وأدبوهم"(رواه الحاكم وصححه)، وعن الضحاك ومقاتل -رحمهما الله- قالا: "حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه"(ابن كثير 8/167).

والوالدان مربيان مؤثران, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه", وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مروا أولادكم بالصلاة لسبع, واضربوهم عليها لعشر".

وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه

وما دان الفتى بحجى *** ولكن يعوده التدين أقربوه

ومن أنفق المال في تعليم أهله وأبنائه فهو مأجورٌ إذا احتسب, قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أنفق الرجل على أهله نفقةً يحتسبها فهي له صدقة"(متفق عليه).

إنه من الخطأ أن يهتم بعض الآباء والأمهات بجانب النفقة وتوفير الملبس والمأكل دونما عناية بالجانب الأهم وهو غذاء القلب والروح.

يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته *** أتعبت جسمك فيما فيه خسرانُ

أقبل على النفس فاستكمل فضائلها *** فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ

والجميع مطالبون بتربية النشء كما كانت تربية الجيل الأول, فعن سعد بن أبى وقّاص أنه قال: "كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما نعلمهم السورة من القرآن".

معشر الآباء والأمهات: اغرسوا في قلوب أبنائكم حب العلم والعلماء، علموهم الأدب قبل أن يجلسوا في مجالس العلم والطلب، فهذه أم الإمام مالك بن أنس -رحمة الله عليه وعليها- لما أرد أن يطلب العلم ألبسته أحسن الثياب ثم أدنته إليها، ومسحت على رأسه، وقالت: "يا بنيّ! اذهب إلى مجالس ربيعة، وأجلس في مجلسه، وخذ من أدبه ووقاره وحشمته, قبل أن تأخذ من علمه".

معشر المدرسين والمدرسات: مهنتكم من أعز المهن، وقد قيل كاد المعلم أن يكون رسولاً، فهي وظيفة الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، فجملوا هذه المهنة بالإخلاص والجد وأداء الأمانة، وتحقيق العدل فلا يُفضل أحد على أحد، واتبعوا القول بالعمل.

يا أيها الرجل المعلم غيره *** هلا لنفسك كان ذا التعليمُ

تصف الدواء لذي السقام وذي الضـ *** ـنى كيما يصح به وأنت سقيمُ

ونراك تصلح بالرشاد عقولنا *** أبداً وأنت من الرشاد عديمُ

ابدأ بنفسك فانهها عن غيها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيمُ

معاشر الطلبة والطالبات: ها قد عدتم إلى مقاعد الدراسة، والعود أحمد -إن شاء الله-، فجددوا النية وأخلصوها لله -تعالى-، واستحضروا تقوى الله، واعلموا أن الأدب مفتاح العلم، والاحترامُ أساسُ الطلب.

لا تحسبنَّ العلمَ ينفعُ وحدَه *** ما لم يتوج ربُه بخلاقِ

يقول الإمام الشافعي -رحمه الله-: "كنت أصفح الورقة بين يدي شيخي مالك صفحاً رقيقاً؛ لئلا يسمع وقعها"، ويقول الربيع: "والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعيُ ينظرُ إليَّ؛ هيبةً له".

جدوا واجتهدوا، فمن لم يتحمل ذلَ التعلمِ ساعةً، بقي في ذل الجهل أبداً،

ومن لم تكن له بداية مُحْرِقة لم تكن له نهاية مشْرِقة.

وتذكر -أخي الطالب- أن معلمك -صلى الله عليه وسلم- قال: " المرء على دين خليله"، و: "المرء مع من أحب"، و: "لا تصاحب الا مؤمناً, ولا يأكل طعامك إلا تقي", ألا ففر من المجذوم فرارك الأسد!.

إذا ما صاحبت القوم فاصحب خيارهم *** ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

نسأل الله العلمَ النافعَ والعملَ الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علماً وعملاً يا رب العالمين.

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، وأقولُ قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المُسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى, وسمع الله لمن دعا.

وبعد: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، وتفقهوا في دينكم، واقتدوا بالمعلم الأول -صلى الله عليه وسلم- في تعليمه، وتربيته، وفي أخلاقه؛ وحريٌّ بالمعلمين والمربين، اقتفاء أثره والاهتداء بهديه؛ ففيه الخير كل الخير.

وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيِّكم محمد رسول الله؛ فقد أمرَكم بذلك ربُّكم فقال في محكم تنزيله، وهو الصادق في قيله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك، محمد الرسول المصطفى، والنبي المجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية العشرة، وأصحاب الشجرة، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182]

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
خطبة الجمعة بعنوان عودة المدارس آداب وتوجيهات خطبة الدخول المدرسي ملتقى الخطباء
بواسطة (2.4مليون نقاط)
فضل العلم وتوجيهات بمناسبة الدخول المدرسي
خطبة عن تربية الأبناء ملتقى الخطباء
خطبة محفلية عن بداية العام الدراسي قصيرة
خطبة عن بداية العام الدراسي عن بعد
سلسلة خطب عن تربية الأبناء
تربية الأولاد خطب مختارة
بواسطة
خطبة عن بداية العام الدراسي ملتقى الخطباء
خطبة الجمعة عن الدخول المدرسي
خطبة عن دروس مع الموسم الدراسي الجديد
خطبة جمعة بعنوان الدخول المدرسي
خطبة مكتوبة حول الدخول المدرسي
خطبة عن بداية العام الدراسي عن بعد
خطبة للمدرسه
0 تصويتات
بواسطة
خطبة الجمعة عودة موسم الدراسة، الجزائر

خطبة الجمعة بعنوان:

"مدارسُنا.. مَحاضِنُ عِلْمٍ ومعاهِدُ تَربِيَة، لا معارضَ أزياءٍ وفضاءاتِ تسْلِيَة"

ــــــــــــــــ

الحمدُ لله الرَّحيم الرَّحمن، ((خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ))، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والامتنان، وأشهد أنّ سيّدنا محمّدا عبده ورسوله المُؤيّد بالمُعجزات والبُرهان، المبعوثُ ليتمّم مكارم الأخلاق وكان خلُقه القرآن، صلّى الله وسلّم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم واقتفى أثرهم بإحسان.

أمّا بعد -فأيّها الإخوة المؤمنون-: أوصيكُم ونفسي -أوّلا- بتقوى الله وطاعته، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)).

معاشر المسلمين: ونحنُ نعيشُ بعد أيّامٍ قلائلٍ أجواءَ الدُّخولِ المدرسيّ، وعودة أبنائنا وبناتنا إلى ميادين العلم وساحات المعرفة، إلى مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، حَريٌّ بأن نقفَ وقفةً صادقةً مَع هذه المُناسبة، لنُذكِّرَ مِن خِلالِهَا كُلَّ وَلِيّ وكُلَّ طالبٍ وكُلّ طالبة، بأنَّ هذه المدارس التي سيقصدونها هي محاضنُ عِلْمٍ ومعاهِدُ تربيَةٍ، لا أماكِنَ تعارُفٍ ومعارضَ أزياءٍ وفضاءاتِ تسلية.

لأنّ ما نراهُ كلَّ عامٍ من مظاهر ينبغي أن تنزّه عنها المدارس.. يجعلُ مِن هذه الوقفة أمرا أكثر من ضروري. ما يرتديه أبناؤنا من سراويل مُمزَّقَه، وما ترتديه بناتُنا من ملابس ضيّقة، وما نراهُ مِنَ الحِلَاقَاتِ الغريبة عن ديننا ومُجتمعنا، وما نسمعه من ألفاظ تخرج من أفواه كثير من طلبتنا، وما نُعانِيهِ مِن خُضُوعٍ فِي القَوْلِ يحترِفُهُ كثيرٌ مِن الطّالبات، وما نشاهده في طرقات المدارس من مظاهر التّحرّش وأذى المُعاكسات، كلّ ذلك يُوجب علينا النّصح والتّوجيه والأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر.

فإنّ النّاصح لأهله والصّادق مع ربّه ونفسه.. لا يرضى أن يرى في أخيه المسلم ما يُشينُه أو يضُرُّه. لا يرضى لطالبة أن تُعَاكَسَ في الطّريق، ولا يرضى لطالب أو طالبة أن يلبسا ما لا يليق.

ألا فلتسمعوا -أيّها الناس- لحديث نبيّنا -عليه الصّلاة والسّلام- وهو يحذّرنا فيقول: "إنّ النّاس إذا رأوا المنكر فلم يغيّروه أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه" [أحمد وأبو داود وابن ماجة]، وفي صحيح البخاري -رحمه الله- قيل: يا رسول الله!، أنهلك وفينا الصّالحون؟، قال: "نعم، إذا كثر الخبث". نتساءلُ اليومَ عَن سبَبِ الغلاءِ في كلّ شيء، ولا يخطرُ ببالِ أحدٍ أبدا أنَّهُ عقابٌ الله وكثرةُ الخَـبَث!.

ألا فاعلموا -عباد الله- أنَّ المسؤوليّة هي مسؤوليّة الجميع، أئمةً وأولياءَ ومُعلّمينَ ومُربّينَ وإدارِيّين، وإنَّ نبينا -صلّى الله عليه وسلّم- حذَّرَ كلَّ واحِدٍ مِنَّا فقال: "ما من راع يسترعيه الله رعيّة يموتُ يوم يموتُ وهو غاشٌّ لرعيَّتِه إلَّا حرّم الله عليه الجنَّة"، فمن مِنَّا يُحِبُّ أن يُحرّم الجنَّةَ على نفسِهِ بسبَبِ رضاهُ بِهَكَذا وَاقِعٍ وسُكُوتِهِ عَن هكذا مظاهر؟!.

ألا فاعلموا -معاشر الآباء- أنّ مفتاح التّغيير بيدكم أنتم قبل أيّ أحد، والمسؤوليّة مسؤوليَتكم أنتم قبل أيَ أحد، فتلك التي خرجت مُتزيّنةً من بيتها للمدرسة، خاضعة في قولها، لم تنزل من كوكب آخر، فأبوها أو أمّها أو أخوها لا شكّ أنّهم على علم بما تلبس وما تفعل، بل إنّ أحد أوليائها هو الذى اشترى لها تلك الثّياب للأسف. وذلك الشاب الذي خرج من بيته بتلك الحِلاقَة، وتلك الثّياب الغير لائقة، في هيئة مُنكرةٍ تدعو للفِتنَة، وصورةٍ مُستَهجَنَةٍ تدعو للرّذيلة، أما علم وليه بأمره وما نظر في حاله؟!، لماذا ينسى -بل يتناسى- هذا الولي أنّه هو المسؤول عنهم يوم القيامة أمام الله -جل وعلا-؟!، أليسَ كلّنا يحفظ ذلك الحديث الذي يتكرّر كثيرا كلّ جمعة: "كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته، والرّجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيّته".

ألا فاحذروا ـمعاشر الأولياء- من إهمال تربية الأبناء، وإيّاكم والمبالغة في مسايرتهم والدّفاع عنهم حتى في خطئهم، فإنّ ذلك من الغشّ لهم. وإنّ مسؤوليتكم اليوم قد غدَتْ أكبر وأشقَّ؛ وذلك لأنّنا في زمنٍ وسائل الفساد فيه قد كَثُرتْ وقَوِيتْ، ووسائل الإصلاح فيه قد قلَّتْ وضَعُفَتْ، في زمن انتشرت فيه الفِتن والمغريات، وكَثُرت الذئاب البشرية من العابثين بالأعراض والهاتكين للحُرمات؛ حتّى أصبحنا نسمع بأمور يشيب لها الرأس ويفزع لها القلب وتدمع لها العين، لذلك كلّه أصبحتْ مسؤوليّتكم اليوم أعظمَ.

فاتّقوا الله في هذه الرّعية التي استرعاكم الله إيَّاها من بنين وبنات، فإنّهم ضِعَافٌ أغرار. وتذكروا قول نبيّكم -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الله تعالى سائل كلّ راعٍ عمّا استرعاه، أحفظ أم ضيّع، حتّى يٍسأل الرّجل عن أهل بيته".

أقول ما سمعتم..

               **༺༻**

الحمد لله..

عباد الله: إنّ من المصائب أن ترى وليًّا يُدافع عن انحراف ابنه ويُخاصِمُ المُربّين لأجل ذلك، فكم مِن بِنتٍ نُصِحَت في شأن تبرّجها فجاء الوليّ مُخاصِمًا مُعلّمها، وكم من ابن نُصِحَ بشأن حلاقته أو هندامه فانزعج الوليّ لذلك ولم يفرح له، وتلك والله طامّةٌ كُبرى وجريمةٌ عُظمى، أنجرّ عنها من المفاسد على الأبناء مالا يعلمُهُ إلَّا الله، فأصبَحَ المُربّي يخشى النُّصحَ تجَنّبًا لهكذا مشاكل واتّقاءً لهكذا صدامات.

معاشر الأساتذة والمُربّين: رغم كلّ تلكم العراقيل.. إيّاكم أن تتخلّوا عن واجبكم في النّصح والتّوجيه وإن لحقكم في سبيل ذلك الأذى والتّوبيخ، احتسبوه لله، فإنّ ما عند الله خيرٌ وأبقى، فأنتُم الأمَلُ بعدَ اللهِ في صلاح هذا الجيل إن أنتُم صدقتُم وأخلصتُم. لقد بوَّأكُمُ الله ثغـرا عظيما فسُدّوهُ ولا تُضيّعُـوه.

((كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون))، فإنّكم تتبوَّؤُونَ مَنصِبًا مِن مَناصِبِ النّبيّ ﷺ، ألا وهُـو مَنصِبُ التّربية والتّعليم، فكونوا صادقين مع ربّكم ومع أنفسكم، واعتبروا هؤلاء الطَّلبة أبناءً لكُم وبناتٍ لكم، وأخلصوا لهم النصيحة ما استطعتم، وكونوا أنتم قُدْوَتَهُم فيما تأمُرون وفيما تنصَحون، فإنّه إن طابق نُصحُنا عملُنا اقتنع به طلَّابنا واتّبعُـونا، وإذا كان العكس.. فإنَّ طلَّابنا سيشعرون بعدم إيماننا بما نقول، وبعدم جدّيّة أقوالنا، فنسيئ إليهم من حيث لا ندري، ونعلّمهم الرّياء والنّفاق دون أن نشعُـر.

واعلموا أنّ التّلميذ يتأثّر بأخلاق الأستاذ ومعاملاته، بل حتَّى بحُسنِ هِندامِهِ وهيْئَتِه، فالتّلميذ غالبا توّاقٌ للتّشبّهِ بأستاذِهِ وتقليدِهِ، يتأثَّرُ بسلُوكِهِ كما يتأثَّرُ بكلامه، ويميّز بين الصّادق في النّصح له وبين من يغشّه. فالمسؤولية المُلقاةُ على عاتقكم ليست هيّنة.

ورحم الله أمّ الإمام مالك -رحمه الله ورضي عنه-، حين جاءت بولدها وهو طفلٌ صغير إلى إمام التّابعين ربيعة الرأي، ثمّ قالت لابنها: "خُذ من أدبه قبل علمه".

ألا فلنتق الله -عباد الله-، ولنتعاون جميعا على البرّ والتّقوى، ولنأخذ بأيدي بعضنا إلى ما يحبّ ربّنا ويرضى، فإنّ في ذلك سلامتنا ونجاتنا من المصائب والفتن، ولنحذر أن نكون ممن قال الله في حقّهم: ((كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)).

هذا وصلّوا وسلّموا -عباد الله- على خير خلق الله...
0 تصويتات
بواسطة
خطب مختصرة عن بداية الدخول المدرسي ملتقى الخطباء - خطبة بعنوان فضل العلم وتوجيهات بمناسبة بداية الدراسة والدخول المدرسي 1444

خطبة الجمعة بإذن الله

 : الدخول المدرسي .

الخطبة الأولى

    الحمد لله الذي عَلّمَ بالقَلَم , عَلّمَ الانسان ما لم يَعلَم , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده علم الانسان ما لم يعلم , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله , أستاذ المعلمين ومنهاج المتقين , أمرَهُ مولاهُ بطلبِ الزِّيادةِ مِنَ العلمِ فقالَ:﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ﴾ صلوات ربي وسلامه عليه , وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تمسك بسنته وسار على نهجه إلَى يومِ الدِّينِ .

 أما بعد : فاتقوا الله ربكم وأطيعوه , وراقبوه ولا تعصوه : ﴿ يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾

 عباد الله : نعيش أجواء موسم دراسي جديد , يعود فيه أبناؤنا لمقاعد الدراسة , فأردنا أن نجعل من خطبتنا هذه خطبة تذكير وإرشاد . كلنا نعي ونعلم أن التربية والتعليم , منظومةُ متكاملةٌ وسِلسِلَةٌ مرتبطة بعضها ببعض , فعلى الآباء والمعلمين والمربين والطلاب , أن يتحملوا هاته المسؤولية ويؤدونها على التمام .

أولا : طالب العلم : عليك بالإخلاص ثم الاخلاص , فالإخلاص سر النجاح , ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ والاجتهاد في تحصيل العلم النافع , فتنفع نفسك أولا ودينك ووطنك وتبني مستقبلك , مع الأخذ بالآداب والسلوك الحسن , واحترام المعلم وتبجيله , والصبر على تأديبه الشديد :

       قم للمعلم ووفه التبجيل : كاد المعلم أن يكون رسولا .

إيها المسلمون : ثانيا : المعلم والمعلمة : اتقوا الله فيما استرعاكم اياه , وتذكروا قول النبي ﷺ :﴿ ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته , إلا حرم الله عليه الجنة ﴾ علموهم مما علمكم الله , وابذلوا لهم النصح والإرشاد , 1

مع الأخذ بالرفق واللين والصبر عليهم ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ النحل , فَرُبُّ جُورٍ نَشَبَ عنه هِجْرَانَ المدرسة والرُّكٌونُ إلى الشارع , ورد في صحيح مسلم ﴿ إن الله يحب الرفق في الأمرِ كُلِّهِ ﴾ , وفي الحديث: ﴿ لِيِّنُوا لمن تُعلِّمُونَ ولمن تتعلمون منه ﴾ الإحياء للحافظ , كونوا أمامَهُم قدوة حسنة , فيكفي معلم الناس الخير فخرا, أن الملائكة تصلي عليه , قال ﷺ:﴿ إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر، ليصلون على معلمي الناس الخير﴾ الترمذي, ولكم من الأجر على حسب الصبر والعطاء , قال ﷺ :﴿ من علّم علما فله أجر من عمل به، ولا ينقص من أجر العامل شيء ﴾ ابن ماجه  

عباد الله : ثالثا : الأبوان : إذا كان ثلث المسؤولية بيد الطالب والمعلم, فعلى الأبوان الثلثان .

ـ أيها الأبوان : إن الأبناء مسؤولية في أعناقكم , فيجب عليكم رعايتهم وتربيتهم , والسهر تعليمهم أمور دينهم ودنياهم , خصوصا في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن , واشتدت فيه غُربة الدين , وتعددت فيه أسباب الفساد , حتى صار المربي مع أولاده كراعي الغنم , إن غفل عن ماشيته لحظة أكلتها الذئاب .

أيها الآباء : لا يكمل دوركُم في توفير الحاجيات المدرسية والنفقات اليومية , بل من واجب الأبناء عليكم , تربيتهم ومتابعتهم وارشادهم وتفقد حركاتهم واصلاح اعوجاجهم , لكي يَسُرُونكُم في المستقبل , لا تسمحوا لهم بالوقت الطويل مع الفضائيات والتسكع في الطرقات , راقبوهم أين يذهبون وكيف يخرجون ومتى يعودون ومن يصاحبون , ﴿ فالله سائل كل راع عما استرعاه , أحفظ ذلك أم ضيعه , حتى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عن أهل بيته ﴾ فيجب أن تكون لك غيرة على أبنائك في الخير 2

علــم بنيك صـغارا قبل كبرتهم :: فليس ينفـع بعــد الكبر أدب

  إن الغصون إذا قومتها اعتدلت :: ولن يلين إذا قومتها الخشب .

أقول قول هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم

الخطبة الثانية

  الحمد لله رب العالمين , وأفضل الصلاة وأتم التسليم ,على أشرف خلق الله أجمعين, محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .

عباد الله : إن صلاح المدرسة بصلاح القائمين عليها , من مدراء ومعلمين وموظفين ومساعدين , فثمرة المدرسة ونُضْجِهَا بكم , أَعطُوا للمدرسة صورة حسنة , حتى يتأتى للطالب اتمام مشواره الدراسي , ويُزرع في قلبه محبة المدرسة والتعلم , وعليكم بالرفق ثم الرفق , وأداء الأمانة بصدق ورد في الحديث ﴿ إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه , ولا ينزع من شيء إلا شانه ﴾ فتح الباري, والاحسان إلى التلميذ بحسب حاله , والصبر على جفائه وسوء آدابه والتغاض عن زلاته , لاسيما إذا كان التلميذ صغير السن , فينبغي أن يُتَّخَذ ابنا شفوقا .

بهذا ننشئ مدرسة قائمة على أُسُسِ الدين , ونَحصِدُ جيلا صالحا, ونَسعَدُ بالغَلَّةِ في الدارين , ونرقى إلى مجتمع أسمى وحياة مرضية , وتزدهر الأمة الاسلامية وترقى , ونأمن من فتن الشوارع واهمال البيوت , ونترك جيلا صالحا يدعوا لنا ﴿ أو ولدا صالحا يدعوا له ﴾ .

اللهم اجعل هذا الموسم موسم خير على أولادنا ومعلمنا ووطننا , اللهم علمهم ما جهلوا وانفعهم بما علموا , وزدهم علما على علم وويقين وثبات على الدين , وخذ بأيديهم إلى الطريق المستقيم , وقُرّ بهم أعيننا يوم لقائك يا ب العالمين.

الصلاة على النبي محمد ﷺ , الخاتمة .

اسئلة متعلقة

...