في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة (2.4مليون نقاط)

وصايا بين يدي أفضل أيام الدنيا مكتوبة ومختصرة 

خطبة الجمعة مكتوبة ملتقى الخطباء 

أروع خطب يوم الجمعة

خطبة الجمعة اليوم وصايا بين يدي أفضل أيام الدنيا

خطب جمعة جديدةpdf

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف pdf

خطبة الأسبوع

خطبة الجمعة بعنوان:

"وصايا بين يدي أفضل أيام الدنيا".

______________

الحمدُ لله الملك العَلاَّم، ذي الفضْل والجود والإنعام، تفضّل علينا بأنْ جعَلَنا خير أمَّة أُخرِجت للأنام، وخصنا دون الأمم بمواسم مباركات وأيام عظام، وأشهَدُ أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهَدُ أنَّ سيّدنا محمّدًا عبدُه ورسولُه خير مَن صلَّى وصام وحجَّ البيت الحرام. صلوات ربّي وسلامُه عليه وعلى آله الكِرام وصَحابته الأعلام، وعلى التّابعين ومن تبعهم والتزم سنّة نبيّنا -عليه الصّلاة والسّلام-.

أمَّا بعدُ: فاتَّقوا الله -عباد الله- حَقَّ التقوى، واعلَموا أنَّ الرّابح حقًّا مَن استَكثَر من الطّاعات، وتزوَّد بالباقيات الصّالحات، واستعدَّ لما هو آت، يقول ربّ البريّات: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)).

معاشر المسلمين: إنكم تعيشون هذه الأيام أفضلَ أيّامِ الدّنيا، فها نحنُ قد دخلنا العشر الأول من ذي الحجّة، هذه العشر التي قال فيها نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم-: "أفضلُ أيّام الدّنيا.. العشر -يعني عشر ذي الحجّة-" [البزّار والبيهقي]

هي أيّام مباركات خصّها الله -عزّ وجلّ- بخصائص عظيمة، وميَّزها بميزات كثيرة، إذ "تجتمع فيها من أمّهات الطّاعات ما لا يجتمع في غيرها من أيّام السّنة، ففيها الصّلاة والصّيام والحجّ والزّكاة والذّكر، ولا يتأتّى اجتماع هذه الطّاعات إلّا في هذه العشر" [ابن حجر العسقلاني]. فواجبٌ علينا جميعا أن نستقبلها بحسن إقبال على الله، آملين منه -جلّ وعلا- التّوفيق والسّداد وحسن القَبُول ورضاه.

أيّها المباركون: إنّ لهذه العشر فضلٌ عظيمٌ، يقول نبيّنا -عليه أفضل الصّلاة وأزكى التّسليم-: "ما من أيّام العملُ الصّالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيّام" -يعني العشر الأُوَلُ من شهر ذي الحجّة-، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهادُ في سبِيل الله؟. قال: "ولا الجهادُ في سبيل الله؛ إلّا رجلٌ خرجَ بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" [البخاري]

تصوّروا معي.. الجهادُ على فضله وعظيم مكانته، الجهادُ الذي قال فيه حبيبنا -صلّى الله عليه وسلم- عندما جاءه رجُلٌ يسأله: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ؟، فقَالَ: "لا أَجِدُهُ"، ثمّ قَالَ له -عليه الصّلاة والسّلام-: "هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ، فَتَقُومَ وَلا تَفْتُرَ، وَتَصُومَ وَلا تُفْطِرَ؟"، فقَالَ الرّجل: وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟! [البخاري]. أنظروا لهذا الفضل للجهاد، ومع ذلك الطّاعة في هذه العشر أفضل منه.

فيا ترى.. أين المشمّرون لطاعة ربّهم وجنّته في هذه الأيّام؟، وأين المتنافسون على الصّالحات في زمن تنافس فيه كثير من النّاس على المعاصي والآثام؟، غرّتهم بزخرفها وشهواتها هذه الحياة، فساءت أحوالهم وتكدّر عيشهم وأحاطت بهم المشكلات.

فيا عبد الله: إذا أردت الفلاح والنّجاح في هذه العشر.. فما عليك إلّا أن تكثر فيها من الطّاعات والعبادات والتزوّد بعظيم الأجر: عليك بالتّوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذّنوب في هذه الأيّام.

اعقد العزم فيها على الصّيام، فصمها أو صم ما تيسّر منها، خصوصا يوم عرفة؛ فقد قال نبيّنا ﷺ: "صيام يوم عرفة.. أحتسب على الله أن يكفّـر السّنة التي قبله والتي بعده" [مسلم]، فكيف يضيّع هذه الفرصة عاقل؟!.

أكثر من ذكر الله -تعالى- تحميدا وتهليلا وتكبيرا؛ لقوله تعالى: ((وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ))، وهي: أيّام العشر، ويقول نبيّنا ﷺ: "..فأكثروا فيهنّ من التّهليل والتّكبير والتّحميد" [أحمد]، فقد كان ابن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- يخرجان إلى السّوق في هذه العشر، فيكبّرون ويكبّر النّاس بتكبيرهم، وكان فقهاء التّابعين -رضي الله عنهم- يقولون في هذه الأيّام: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد".

أكثر من الأعمال الصّالحة من نوافل العبادات كالصّلاة والصّدقة وتلاوة القرآن والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ونحو ذلك، فإنّها من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيّام.

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، استغفروه يغفر لكم إنّه هو الغفور الرّحيم، فيا فوز المستغفرين.

                 ***//***

الحمد لله..

عباد الله: إنّنا أمام موسم رابح للتّجارة الرّبّانيّة؛ فأين تجّار الآخرة ليغتنموا فيها الفرصة؟، أين التّجار مع الله -تعالى- لجلب البضائع الرّائجة والسّلع المطلوبة؟، ألا وهي الأعمال الصّالحة؛ من صيام وصدقة وذكر ودعاء واستغفار وتوبة.

وإنّ من التّجارة الرّابحة مع المولى جلّ وعلا -والتي يتسابق إليها النّاس هذه الأيّام-: شراء الأضحية. فاعزم -أخي- على شراءها إن كنت قادرا عليها، ولا تُؤثِر غيرها من المشاريع الدّنيويّة عليها ولا تتهاون فيها، فهي سنّة أبينا إبراهيم، وقد حثّ عليها نبيّنا لما فيها من الأجر العظيم، فقال -صلى الله عليه وسلم- لمّا سئل عن الأضاحي: "سنة أبيكم إبراهيم"، قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟!، قال: "بكل شعرة حسنة". [ابن ماجه والبيهقي]. وقال –عليه الصّلاة والسّلام-: "ما عَمِل ابن آدم يوم النّحر عملاً أحبّ إلى الله من إراقة دم؛ وإنّه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإنّ الدّم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسًا".

هي شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، جعلها الشّرع شعارا على إخلاص العبادة لله وحده وامتثال أوامره ونواهيه، إلاّ أنّ النّاس في زمننا هذا انقسموا فيها صنفين: أهل عبادة، وأهل عادة، فما أكثر ما نسمع في مجالسنا اليوم من يقول: (لن أترك الأهل والأولاد بلا عيد هذا العام)، فيستحضر نيّة إسعاد الأولاد، ويغفل عن نيّة الامتثال والتّقرّب بها إلى ربّ العباد.

فيا عباد الله: الأضحية ليست لحمًا يُعْطَى للأهل، أو يُتباهي أمام الجيران بحجمها أو ثمنها، بل هي عبادة يتقرَّب بها المسلم إلى الله -جل وعلا-، شعاره في ذلك قوله -عزّ وجلّ-: ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ))، فينبغي أن تُصحّح النّية قبل اقتنائها، فربّنا -جلّ وعلا- يقول: ((لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ)).

والأضحية سُنَّة مؤكَّدة في حقّ مَن يجد ثمنها، لا لِمَن يجد عنتا ومشقّة في اقتنائها، فغير القادر على ثمنها إذا كانت له نيَّة صحيحة في إرادة التّقرّب إلى الله بالذّبح فإنَّه سينالُه أجرُها وإن لم يذبح، فقد صحّ عنه –صلى الله عليه وسلم- أنّه ذبح كبشين وقال: "اللّهمَّ هذا عنِّي وعمَّن لم يضحِّ من أمَّتي". [أبو داود وأحمد والحاكم].

ألا فلنتّق الله -عباد الله-، ولنصحّح جميعا نيّاتنا مع الله، ولنعزم على اغتنام هذه الأيّام المباركات في الطّاعات والإكثار من ذكر الله، ولنكثر في هذه السّاعة من يوم الجمعة من الصّلاة والسّلام على رسول الله، فقد أمرنا بذلك المولى -جلّ في علاه-..

_____________

✓ مسجد الشيخ العدواني بالزقم -الوادي- الجزائر.

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

...