في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة (2.4مليون نقاط)

مقال حول العنف والتسامح لشعبة العلوم تجريبية واللغات هل يمكن تبرير العنف باعتباره ظاهرة مشروعة

اداب وفلسفة بكالوريا 2022 

تحليل نص السؤال هل يمكن تبرير العنف باعتباره ظاهرة مشروعة

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ مقال حول العنف والتسامح لشعبة العلوم تجريبية واللغات هل يمكن تبرير العنف باعتباره ظاهرة مشروعة

الإجابة هي 

إليكم أحبابي مقالة درس العنف والتسامح لشعبة العلوم تجريبية واللغات 

هل يمكن تبرير العنف باعتباره ظاهرة مشروعة؟

طرح الإشكال :وضعت مختلف القوانين والتشريعات. في المجتمعات لتنظيم العلاقات بين الافراد لكن بقي الإجرام سلوك لا يخلو منه اي مجتمع اليوم ويظهر في أشكال مختلفة تندرج كلها تحت مسمى العنف .اذ يعرف هذا الأخير بانه كل عمل يضغط به شخص على ارادة الغير لسبب وأخر و ذلك باستخدام القوة التي تنتهي بالتسلط على الغير و تحطيمه. وهو نوعان مادي وفيه يلحق الضرر بالجسد أو الممتلكات اما العنف المعنوي فيتمثل في المس بكرامة الغير و معتقداته و إهانته و إذلاله . ولأن هناك من حاول تبرير العنف اختلف الفلاسفة و علماء الاجرام وعلماء الاجتماع حول مشروعية العنف . فمنهم من ينظر إليه بإيجابية لها مبرراتها الطبيعية . وهناك من اعتبره ظاهرة مرضية سلبية يؤدي الا الى الإفساد . فهل يمكن ان يكون العنف ظاهرة طبيعية مشروعة؟ وهل يمكن تبريره كظاهر انسانية ؟ ام انه سلوك عدائي سلبي لا يمكن تبريره ؟

يرى الكثير من الفلاسفة و علماء الاجتماع أن العنف ظاهرة طبيعية لها مبراتها و مشروعيتها أمثال هيرقليدس و عالم الطبيعة كالكلاس و ايضا في علم النفس فرويد . ا كلهما يقدم مبررات لمشروعية العنف وضرورته التي تتطلبها الحياة معتمدين على مسلمات أكدوها بحجج أهمها أن الحياة التي يعيشها البشر ليست مسالمة و آمنة حتى تجعل من رجل مسالما .فنجد في الفلسفة اليونانية هرقليدس صاحب مبدأ التغيير ولا يتحقق هذا المبدأ في نظره إلا بالعنف حيث يقول "العنف أصل العلم ومحركه فلا شيء يأتي من اللاشيء فلكي تكون الأشياء لابد من نفي الشيء وتحطيمه، فالقتال هو ابو سائر الأشياء وملك كل شيء".و هناك من أخذ منحا آخر و أراد أن يحدث مقاربة بين المجتمع الإنساني والمجتمع الحيواني محاولا تبرير العنف على أساس أن الانسان جزء من الطبيعة و يخضع لقوانينها حيث يقول كلكلاس "العنف و القوة مصدر كل سلطة اذا كان القوي في الطبيعة هو الذي يسيطر فانه من العدل ان يكون الامر كذلك في المجتمع الانساني" أما في علم النفس فيحاول فرويد تفسير العنف برده إلى العدوان الطبيعي في الانسان الذي تسببه الغريزة العدوانية غريزة الهدم "ثاناتوس" التي تحرك الانسان بعد غريزة البناء الغريزة الجنسية "إيروس" لذا ففرويد يبرر العنف بأنه إخراج للمكبوتات المتواجدة في اللاشعور و التس تظهر في صور مختلفة أكثرها العنف.اما في الاسلام فاللجوء الى العنف يبرره الدفاع عن النفس و العرض او الوطن كوسيلة ضرورية تتجسد في الجهاد في سبيل الله و لبناء الدولة الإسلامية ولو أن الاختلاف مازال قائما حول طريقة استخدامه .

لكن إن كان العنف عند الحيوانات له مبرراته و دوافعه، فهذا لا ينطبق على المجتمعات الانسانية فالحيوانات كائنات غير عاقلة تفتقد الى اكتساب القدرة على مقاومة العنف بطرق سلمية و اذا كان العنف في المجتمع الحيواني غريزة دفاعية للحفاظ على البقاء فهو في المجتمع الانساني اداة إفساد و تدمير فالطبيعة الانسانية تميل الى اللاعنف و السلم لهذا شرعت القوانين تفاديا للحروب من أجل المحافظة على الامن والسلم و الاستقرار.

من هذه الانتقادات نبرز موقفا آخر يتبناه بعض الفلاسفة الذين يرون أنه لا يوجد في الطبيعة الإنسانية ما يبرر العنف فهو ظاهرة مرضية يمثل هذا الاتجاه الديانات السماوية التي دعت الى السلم ونبذ العنف بمختلف أشكاله كما يدافع عنها الفيزيولوجي فروم وأيضا الزعيم الهندي غاندي و المحللين النفسانيين معتمدين على مسلمات برروها بحجج أهمها : أن طبيعة الإنسان تميل إلى السلم و المصالحة لأنه كائن عاقل يرجح الحكمة و يتفادى كل أشكال التصادم والصراع. 

و لعل خير ما نبتدأ به قوله تعالى "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" والتعارف لا يتم بالعنف و التناحر وإنما بالعلم و المعرفة و البناء السلمي والحضاري. فالله سبحانه لا يحب العنف بل يحب الرفق و يعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره فهو دائما يوصينا بأن ندفع بالحسنة السيئة تفاديا للفرقة و درأ للفتنة . لذا يؤكد علماء الاجرام ان العنف ليس قدرا محتوما على اعتبار ان العنف لا يولد إلا عنفا فهو سلوك يمكن القضاء عليه بالقضاء على اسبابه فهو في النهاية سلوك انساني.هذا ما جعل الزعيم غاندي يرفض العنف رفضا مطلقا مهما كان نوعه و مهما كان شكله او غايته. اذ يعرف اللاعنف كموقف كوني اتجاه الحياة في قوله "هو الغياب التام كنية الاساءة تجاه كل ما يحيا، بمعنى ان اللاعنف مثل العنف لا يقع على مستوى الفعل بل ايضا على مستوى النية ايضا". هذا دون اعتبار العنف اسلوب تخاذلي يعبر عن خوف و ضعف بل هو اسلوب الحياة البشرية في محاربة الشر دون تغذيته بعنف بديل يزيد الأمر سوءا. بل مقابلته بالتسامح الذي يحيي الانسانية و الذي حثت بها كل الديانات السماوية حتى ترتقي بالإنسانية إلى أعلى المراتب التي أرادها الله و رسوله. 

لكن تاريخ البشرية يثبت سلب و اغتصاب الحقوق. لهذا من الطبيعي ان يواجه ذلك بالعنف كنوع من الدفاع عن النفس و الحق كما ان تاريخ الثورات في العالم بدأت بطرق سليمة لكن هذا الأسلوب لم ينجح فلجأ أصحابها إلى سياسة "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" مثل الثورة الجزائرية.

من الانتقادات الموجهة للموقفين السابقين نصل إلى موقف تركيبي توفيقي يرى أن العنف لا يمثل الوسيلة الوحيدة ، بل إن وجوده يكون في مرتبة أخيرة بعد سلسلة من الخيارات السلمية ، كما أن عدم استعمال العنف في استرجاع الأراضي أو الحقوق المغتصبة هو بداية لضياعها ، وأن احترام إنسانية الإنسان باللاعنف ليس أمرا حتميا على أي إنسان خصوصا إذا كان هذا الأخير يسير بمقتضى خلفيات عقائدية أو إيديولوجية تبرر القتل و التدمير على نحو ما يجري في سلوك اليهود الصهاينة بزعمهم أنهم شعب الله المختار .

و في الخلاصة يجب التأكيد على أن الأساليب لدى الإنسان كثيرة و متنوعة لإثبات ذاته ووجوده أمام الآخرين ،و لهذا فمن الخطأ بمكان أن يلجأ الإنسان دائما إلى العنف لأن ذلك دليل على لاعقلانية و لا مسؤولية تجاه قدسية الإنسان . ومشروعية العنف لا تتأكد إلا إذا كان المقصود من استخدامه هو استعادة الحقوق ، أو رد الظلم ،وأيضا عندما يكون الطريق مسدودا أما جميع الخيارات السلمية ،فتكون مبرراته حينها مبررات دفاعية ليس إلا.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
هل يمكن تبرير العنف باعتباره ظاهرة مشروعة

العنف والتسامح لشعبة العلوم تجريبية واللغات

اسئلة متعلقة

2 إجابة
...