في تصنيف قصص وروايات تاريخية بواسطة (2.4مليون نقاط)

الأمير جم ويكيبيديا - من هو السلطان جم العثماني قصة وفاة الأمير مراد بن جيم سلطان 

الأمير جم ويكيبيديا - من هو السلطان جم العثماني قصة وفاة الأمير مراد بن جيم سلطان

أبناء السلطان محمد الفاتح تاريخياً 

‎امير جيم‎

  • السلطان جيم
  • السلطان جم
  • بايزيد الأول
  • الأمير مراد بن جيم سلطان
  • الأمير العثماني المسيحي
  • قبر السلطان مراد
  • من هو السلطان العثماني الذي ضم كل من الشام ومصر ومتى
  • معارك السلطان مراد الثاني
  • السلطان بايزيد
  • السلطان مراد الثالث
  • السلطان مراد يقتل شيخ الإسلام

نسعد بزيارتكم متابعينا في موقعنا النورس العربي نرحب بكل زوارنا الأعزاء الباحثين عن المعلومات الثقافية  والأحداث التاريخية للدول العربية الإسلامية ويسعدنا أن نقد لكم معلومات وحلول تبحثون عنها في مجال التاريخ الإسلامي ونسعد أن نقدم لكم الكثيرمن المعلومات العامة في شتى المجالات ولكم الأن المعلومات والحلول الذي تبحثون عنها كالتالي.... الأمير جم ويكيبيديا - من هو السلطان جم العثماني قصة وفاة الأمير مراد بن جيم سلطان 

الإجابة هي 

من هو الأمير جم وفاة الأمير مراد بن جيم سلطان

السلطان مراد بن جم سلطان (قُتل على يد سليمان القانوني، رودس، ديسمبر 1522)،

ووالده السلطان جيم ابن السلطان محمد الفاتح...

بعد موت السلطان محمد الفاتح تنازع ابناه "جم" و"بايزيد" على العرش. ولكن الغلبة كانت من نصيب بايزيد، ففر جم إلى مصر حيث احتمى بسلطان المماليك "قايتباي"، ثم إلى جزيرة رودس حيث حاول أن يتعاون مع فرسان القديس يوحنا والدول الغربية ضد أخيه، لكن بايزيد استطاع إقناع دولة الفرسان بإبقاء الأمير جم على الجزيرة مقابل مبلغ من المال، وتعهد بأن لا يمس جزيرتهم طيلة فترة حكمه، فوافقوا على ذلك، لكنهم عادوا وسلموا الأمير إلى البابا "إنوسنت الثامن" كحل وسط، وعند وفاة البابا قام خليفته بدس السم للأمير جم بعد أن أجبره الفرنسيون على تسليمهم إياه، فتوفي في مدينة ناپولي، ونقل جثمانه فيما بعد إلى بورصة ودُفن فيها.

#السلطان_جيم. هو الذي في الصوره على الجانب الايمن

مأساة الأمير جم أخو السلطان بايزيد الثاني ..... قصة التاريخ العثماني 

الأمير جم ويكيبيديا - من هو السلطان جم العثماني قصة وفاة الأمير مراد بن جيم سلطان

مأساة الأمير "جم" الابن الأصغر للسلطان محمد الفاتح من أكبر المآسي في التاريخ العثماني.

بدأت مأساته عندما ارتكب غلطة عمره.. عندما وقف أمام أخيه الأكبر السلطان "بايزيد الثاني" ينازعه السلطة ويعلن العصيان عليه بعد وفاة والدهما السلطان محمد الفاتح.

تقابل الأخوان في معركة "يني شهر" 

كسب الأخ الأكبر السلطان "بايزيد الثاني" المعركة، وهرب الأمير "جم" بعد اندحاره إلى مصر.

بعد أشهر من بقائه في مصر أدى فريضة الحج، ثم ذهب إلى حلب ومنها إلى تركيا مرة أخرى لعله يجد أنصاراً له، فلم يفلح ولم تقبله أي مدينة فيها.

أراد الرجوع إلى مصر بحراً عن طريق جزيرة "رودس" فارتكب غلطته الثانية، لأن البحر الأبيض المتوسط كان يموج بالقراصنة، وكان من الخطر على أمير مثله السفر بحراً دون حراسة كافية، لأن الفرسان الفرنسيين أسروه في عرض البحر، وأتوا به إلى فرنسا لأنه كان في نظرهم صيداً ثميناً يمكن المساومة عليه وبيعه إلى الجهة التي تدفع مالاً أكثر.

أقام في فرنسا إقامة جبرية ست سنوات وحيداً بعيداً عن ابنه وزوجته اللذين تركهما في مصر.. قضى ست سنوات والفرسان الفرنسيون ينقلونه من قلعة إلى أخرى.

وبدأت أربع دول تضغط على الفرسان لتسليمه إليها وهي: فرنسا، المجر، البندقية، مصر.

لم يستطع الفرسان الفرنسيون تحمل المزيد من هذه الضغوط فأرسلوه ـ أو بالأحرى باعوه ـ إلى البابا في روما .

تم استقبال الأمير "جم" في روما استقبالاً حاشداً.. كان في استقباله ابن الإمبراطور والكرادلة ووجهاء المدينة وجموع حاشدة من الناس جاؤوا ليشاهدوا ابن السلطان محمد الفاتح، وخصص قصر "سان أنجيلو" لإقامته.

عندما اقترب الأمير من البابا لاحظ موظف التشريفات بأنه لا يبدي أي علامة من علامات التوقير للبابا فاقترب منه وهمس في أذنه:

ـ أيها الأمير المبجل!.. إن الجميع وحتى الإمبراطور يبدون توقيراً وتعظيماً كبيرين للبابا ويقبلون رجله أو يده.. فإن لم تقبل يده ففي الأقل لو تنحني له عندما تقترب منه!.

نزلت كلمات موظف التشريفات كالصاعقة على رأس الأمير.. نظر بحدة إليه .. شعر بأنه يمثل السلطان العثماني وآل عثمان وقال له بلهجة حازمة:

ـ إنني لم أنحنِ إلا لله وإلا لوالدي السلطان محمد الفاتح.. لم أنحنِ لأحد غيرهما ولن أنحني!.

ولكن موظف التشريفات لم يكف عن الإلحاح.. بدأ يستعمل أسلوب تهديد خفي.. نفد صبر الأمير فدفع الموظف بيده وهو يقول:

ـ إنني أرضى بالموت ولكن لا أرضى بالانحناء أمام قسيس مسيحي!... هذا ذل لا أرضاه لنفسي.

كانوا يراقبونه طبعاً في أثناء تجواله ونزهته، فرأوا أنه لا يمر بفقير إلا وأعطاه شيئاً من النقود... استغربوا هذا التصرف منه.. كيف يمكن لمسلم أن يعطف على فقير نصراني؟!.. لابد أن هناك شيئاً ما.. وفكروا كثيراً في تفسير هذا الأمر فلم يجدوا إلا تفسيراً واحداً: أن هذا الأمير قد مال قلبه للنصرانية بعد بقائه كل هذه السنوات في روما وبعد مقابلاته العديدة مع البابا والكرادلة ورجال الدين!!.

اقتنعوا بهذا التفسير، ثم أسرعوا إلى البابا وأبلغوه بالأمر: إن الأمير العثماني قد مال إلى النصرانية بدليل قيامه بالعطف على الفقراء والنصارى في أزقة روما وشوارعها، وإن من الأفضل أن يفاتحه البابا في الأمر ويبدي ترحيبه بهدايته هذه ويبشره بمكافأة كبيرة له وبمنصب كبير إن أعلن تنصره على العالم أجمع ولم يكتف بكتم هذا التنصر.

كرروا هذا على مسمع البابا حتى أقنعوه بأن الأمير العثماني أصبح قاب قوسين أو أدنى من النصرانية، فقرر البابا استدعاءه ومفاتحته بالأمر ولكن على مهل.

تم اللقاء بين البابا وبين الأمير "جم".. كان لقاء اعتيادياً في نظر الأمير كاللقاءات السابقة.. باستثناء شيء واحد فقط.. كان البابا في هذه المرة يكرمه إكراماً أكثر من المرات السابقة وينبسط معه ويبش به بشكل غير مألوف. وأخيراً رأى البابا اللحظة المناسبة قد أتت فقال للأمير:

"يا سمو الأمير!... إن رغبت جلبنا لك أهلك من مصر... وكم نفرح لو أعلنت دخولك في ديننا... إذن لقلدناك أرفع منصب هنا بين الكرادلة".

كانت مفاجأة لم يتوقعها الأمير.. بقي لحظات صامتاً وقد عقدت الدهشة والحدة لسانه، وبكل صعوبة استفسر عن سبب هذا الاقتراح وعندما عرف السبب قال للبابا:

"يا حضرة البابا؟.. لو قمتم بإعطاء الدنيا كلها وليس منصب الكاردينالية أو منصب البابوية.. لو قمتم بإعطاء الدنيا كلها لي فلن أبدل ديني أبداً.. إن العطف على المسلمين وعلى غير المسلمين أيضاً أمر من أوامر ديننا ومن آدابه.. نحن لا نفرق في هذا الأمر بين المسلمين وغير المسلمين".

دُهش البابا من كلام الأمير، واعتذر منه، وهنّأه على ثباته على دينه وعلى قوة عقيدته. 

هذا ما كان من أمر الأمير مع البابا.

أما نهاية هذا الأمير البائس فكانت كما يأتي:

عندما دخل ملك فرنسا إيطالياً طالب البابا بتسليم الأمير العثماني إليه، فلم يستطع البابا التمنع عليه، وسلمه الأمير، ولكن لكي لا يكون الأمير أداة بيد فرنسا، فقد دس له السم، وهكذا مات هذا الأمير البائس بعد وصوله مع ملك فرنسا من روما إلى نابولي حيث دفن هناك.

أعلن الحداد في عاصمة الدولة العثمانية لمدة ثلاثة أيام بعد ورود نبأ وفاة الأمير، وأقيمت عليه صلاة الميت للغائب، وتلي القرآن الكريم على روحه ووزعت الصدقات على المساكين والفقراء. وبعد أربع سنوات نقل جثمانه من نابولي حيث دفن في مدينة بورصة.

وبذلك أُسدل الستار على مأساة أمير عثماني شاب كان عمره عند وفاته 35 سنة ، قضى في الغربة منها أكثر من أربع عشرة سنة.

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
من هو الأمير جم الأمير جم ويكيبيديا - من هو السلطان جم العثماني قصة وفاة الأمير مراد بن جيم سلطان
0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
السلطان بايزيد الثاني و أخوه جيم:

على الرغم من الاستقرار الداخلي العظيم الذي نعمت به الدولة العثمانية في عهد محمد الفاتح فإنَّه بموته دخلت الدولة في اضطرابٍ كبيرٍ كان من الممكن أن يعصف بها لولا لطف الله بالمسلمين! والسبب في هذا الاضطراب هو عدم وضوح الرؤية عند قادة الجيش والوزراء والشعب فيمن سيكون سلطان البلاد بعد وفاة القائد الكبير، وكان الفاتح قد ترك ولدين؛ الأكبر بايزيد، ويبلغ من العمر أربعةً وثلاثين عامًا، والأصغر چم، والبالغ من العمر ثلاثةً وعشرين عامًا.

كان الصدر الأعظم محمد قرامانلي مرافقًا للحملة العسكريَّة التي مات فيها الفاتح، فقرَّر إخفاء نبأ موت السلطان حتى لا تحدث فتنةٌ في الجيش أو الدولة؛ انتظارًا لأن يتسلَّم أحد الأبناء قيادة الدولة، وتُشير بعض المصادر إلى أنَّه كان يميل إلى تولية الابن الأصغر چم للسلطنة

حُمِل السلطان إلى إسطنبول بعد إخبار الجيش بتوقُّف الحملة لمرض السلطان، وأُدخل إلى قصره تحت حماية خدم الصدر الأعظم، ولكن اكتشف الإنكشارية موته، وشكُّوا في أنَّ الصدر الأعظم يُريد تولية چم للسلطنة، وحيث إنَّهم كانوا يُريدون بايزيد فإنَّهم قتلوا الصدر الأعظم، ونظَّموا مسيرةً في شوارع إسطنبول يُنادون بولاية بايزيد الحكم.

كانت هذه بوادر فتنةٍ كبيرة.. وصل الأمير بايزيد إلى إسطنبول يوم 20 مايو بعد وفاة والده بسبعة عشر يومًا، وكان الصدر الأعظم السابق إسحاق باشا قد اتَّفق مع قائد الإنكشاريَّة سنان أغا على تولية بايزيد للحكم، وبالفعل تمَّت هذه الولاية في اليوم التالي مباشرة؛ أي في يوم 21 مايو من عام 1481م

لم يقبل چم بهذه الولاية لبايزيد، فأسرع جامعًا أعوانه ليدخل بهم مدينة بورصا، فيُعلن نفسه سلطانًا هناك على الدولة العثمانية، وأرسل إلى أخيه بايزيد الثاني يعرض عليه الصلح، ويقترح تقسيم الدولة إلى نصفين؛ أوروبِّي يحكمه بايزيد، وأناضولي يحكمه چم! رفض بايزيد بالطبع هذا الأمر ، ومِنْ ثَمَّ نشبت الحرب بين الأخوين، وهُزِم چم، ففرَّ إلى سلطان المماليك قايتباي في القاهرة

إن هذه الأحداث المؤسفة و هذا التنافس المذموم بين الأخوين كشف عن خطأين كبيرين للفاتح رحمه الله؛ أمَّا الأوَّل فهو أنَّه لم يُعْطِ وقتًا كافيًا من عمره لتربية أبنائه بالشكل الذي يليق بهذه الإمبراطوريَّة الكبيرة، وأمَّا الثاني فإنَّه لم يحسم بشكلٍ قطعيٍّ مسألة ولاية العهد، فصارت القضيَّة متروكةً للظروف والأهواء، وليس بهذه الطريقة تُدار الدول الكبرى.

و يتعجَّب المؤلِّف الأميركي ديڤيد تشيلدرس David Childress من هذا الأمر فيقول: «مات السلطان العثماني محمد الفاتح عام 1481م بعد أن فشل في توضيح الإجابة على سؤال الخلافة في زعامة هذه الإمبراطوريَّة العثمانيَّة القويَّة الجديدة»

لقد قامت بين الأخوين حربان؛ كانت الأولى في 1481م، والثانية في 1482م، وانتهت الحربان بانتصار بايزيد الثاني، وتمكُّنه من السيطرة على العرش في كامل البلاد، ولجأ چم إلى أعداء الدولة العثمانيَّة؛ فلجأ أوَّلًا إلى المماليك في مصر ثم لجأ ثانيةً -وللعجب!- إلى فرسان القديس يوحنا في رودس، أحد ألدِّ أعداء الدولة العثمانية والمسلمين، ليستعين بهم على أخيه! ولكنَّهم غدروا به وقايضوا عليه أخاه بايزيد، الذي قَبِل دفعَ خمسٍ وأربعين ألف دوكا ذهبيَّة سنويًّا لهم مقابل احتجازه عندهم!

انتهت الحرب الأهلية، ولكن هذا لم يكن بلا ثمن، بل كان الثمن باهظًا! و باهظاً جدا على الدولة و الشعب و الأمة بأكملها ...

#historyino1

فضلا وليس امرا إذ أتممت القراءة علق بالصلاة على الرسول في ثلاث تعليقات لتصلك باقي المنشورات لمن يريد مساعدتنا في صفحه يشارك هذه المنشور في المجموعات وشكرا لكم
0 تصويتات
بواسطة
مأساة الأمير جم أخو السلطان بايزيد الثاني ..... قصة التاريخ العثماني

وفاة الأمير جم

مأساة الأمير "جم" الابن الأصغر للسلطان محمد الفاتح من أكبر المآسي في التاريخ العثماني.

بدأت مأساته عندما ارتكب غلطة عمره.. عندما وقف أمام أخيه الأكبر السلطان "بايزيد الثاني" ينازعه السلطة ويعلن العصيان عليه بعد وفاة والدهما السلطان محمد الفاتح.

تقابل الأخوان في معركة "يني شهر"

كسب الأخ الأكبر السلطان "بايزيد الثاني" المعركة، وهرب الأمير "جم" بعد اندحاره إلى مصر.

بعد أشهر من بقائه في مصر أدى فريضة الحج، ثم ذهب إلى حلب ومنها إلى تركيا مرة أخرى لعله يجد أنصاراً له، فلم يفلح ولم تقبله أي مدينة فيها.

أراد الرجوع إلى مصر بحراً عن طريق جزيرة "رودس" فارتكب غلطته الثانية، لأن البحر الأبيض المتوسط كان يموج بالقراصنة، وكان من الخطر على أمير مثله السفر بحراً دون حراسة كافية، لأن الفرسان الفرنسيين أسروه في عرض البحر، وأتوا به إلى فرنسا لأنه كان في نظرهم صيداً ثميناً يمكن المساومة عليه وبيعه إلى الجهة التي تدفع مالاً أكثر.

أقام في فرنسا إقامة جبرية ست سنوات وحيداً بعيداً عن ابنه وزوجته اللذين تركهما في مصر.. قضى ست سنوات والفرسان الفرنسيون ينقلونه من قلعة إلى أخرى.

وبدأت أربع دول تضغط على الفرسان لتسليمه إليها وهي: فرنسا، المجر، البندقية، مصر.

لم يستطع الفرسان الفرنسيون تحمل المزيد من هذه الضغوط فأرسلوه ـ أو بالأحرى باعوه ـ إلى البابا في روما .

تم استقبال الأمير "جم" في روما استقبالاً حاشداً.. كان في استقباله ابن الإمبراطور والكرادلة ووجهاء المدينة وجموع حاشدة من الناس جاؤوا ليشاهدوا ابن السلطان محمد الفاتح، وخصص قصر "سان أنجيلو" لإقامته.

عندما اقترب الأمير من البابا لاحظ موظف التشريفات بأنه لا يبدي أي علامة من علامات التوقير للبابا فاقترب منه وهمس في أذنه:

ـ أيها الأمير المبجل!.. إن الجميع وحتى الإمبراطور يبدون توقيراً وتعظيماً كبيرين للبابا ويقبلون رجله أو يده.. فإن لم تقبل يده ففي الأقل لو تنحني له عندما تقترب منه!.

نزلت كلمات موظف التشريفات كالصاعقة على رأس الأمير.. نظر بحدة إليه .. شعر بأنه يمثل السلطان العثماني وآل عثمان وقال له بلهجة حازمة:

ـ إنني لم أنحنِ إلا لله وإلا لوالدي السلطان محمد الفاتح.. لم أنحنِ لأحد غيرهما ولن أنحني!.

ولكن موظف التشريفات لم يكف عن الإلحاح.. بدأ يستعمل أسلوب تهديد خفي.. نفد صبر الأمير فدفع الموظف بيده وهو يقول:

ـ إنني أرضى بالموت ولكن لا أرضى بالانحناء أمام قسيس مسيحي!... هذا ذل لا أرضاه لنفسي.

كانوا يراقبونه طبعاً في أثناء تجواله ونزهته، فرأوا أنه لا يمر بفقير إلا وأعطاه شيئاً من النقود... استغربوا هذا التصرف منه.. كيف يمكن لمسلم أن يعطف على فقير نصراني؟!.. لابد أن هناك شيئاً ما.. وفكروا كثيراً في تفسير هذا الأمر فلم يجدوا إلا تفسيراً واحداً: أن هذا الأمير قد مال قلبه للنصرانية بعد بقائه كل هذه السنوات في روما وبعد مقابلاته العديدة مع البابا والكرادلة ورجال الدين!!.

اقتنعوا بهذا التفسير، ثم أسرعوا إلى البابا وأبلغوه بالأمر: إن الأمير العثماني قد مال إلى النصرانية بدليل قيامه بالعطف على الفقراء والنصارى في أزقة روما وشوارعها، وإن من الأفضل أن يفاتحه البابا في الأمر ويبدي ترحيبه بهدايته هذه ويبشره بمكافأة كبيرة له وبمنصب كبير إن أعلن تنصره على العالم أجمع ولم يكتف بكتم هذا التنصر.

كرروا هذا على مسمع البابا حتى أقنعوه بأن الأمير العثماني أصبح قاب قوسين أو أدنى من النصرانية، فقرر البابا استدعاءه ومفاتحته بالأمر ولكن على مهل.

تم اللقاء بين البابا وبين الأمير "جم".. كان لقاء اعتيادياً في نظر الأمير كاللقاءات السابقة.. باستثناء شيء واحد فقط.. كان البابا في هذه المرة يكرمه إكراماً أكثر من المرات السابقة وينبسط معه ويبش به بشكل غير مألوف. وأخيراً رأى البابا اللحظة المناسبة قد أتت فقال للأمير:

"يا سمو الأمير!... إن رغبت جلبنا لك أهلك من مصر... وكم نفرح لو أعلنت دخولك في ديننا... إذن لقلدناك أرفع منصب هنا بين الكرادلة".

كانت مفاجأة لم يتوقعها الأمير.. بقي لحظات صامتاً وقد عقدت الدهشة والحدة لسانه، وبكل صعوبة استفسر عن سبب هذا الاقتراح وعندما عرف السبب قال للبابا:

"يا حضرة البابا؟.. لو قمتم بإعطاء الدنيا كلها وليس منصب الكاردينالية أو منصب البابوية.. لو قمتم بإعطاء الدنيا كلها لي فلن أبدل ديني أبداً.. إن العطف على المسلمين وعلى غير المسلمين أيضاً أمر من أوامر ديننا ومن آدابه.. نحن لا نفرق في هذا الأمر بين المسلمين وغير المسلمين".

دُهش البابا من كلام الأمير، واعتذر منه، وهنّأه على ثباته على دينه وعلى قوة عقيدته.

هذا ما كان من أمر الأمير مع البابا.

أما نهاية هذا الأمير البائس فكانت كما يأتي:

عندما دخل ملك فرنسا إيطالياً طالب البابا بتسليم الأمير العثماني إليه، فلم يستطع البابا التمنع عليه، وسلمه الأمير، ولكن لكي لا يكون الأمير أداة بيد فرنسا، فقد دس له السم، وهكذا مات هذا الأمير البائس بعد وصوله مع ملك فرنسا من روما إلى نابولي حيث دفن هناك.

أعلن الحداد في عاصمة الدولة العثمانية لمدة ثلاثة أيام بعد ورود نبأ وفاة الأمير، وأقيمت عليه صلاة الميت للغائب، وتلي القرآن الكريم على روحه ووزعت الصدقات على المساكين والفقراء. وبعد أربع سنوات نقل جثمانه من نابولي حيث دفن في مدينة بورصة.

وبذلك أُسدل الستار على مأساة أمير عثماني شاب كان عمره عند وفاته 35 سنة ، قضى في الغربة منها أكثر من أربع عشرة سنة.

اسئلة متعلقة

...