في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة (2.4مليون نقاط)

مفهوم الفلسفة الاسلامية، بداية نشأة الفلسفة الإسلامية - خصائص ومظاهر الفلسفة الاسلامية وقضاياها بحث كامل

قضايا الفلسفة الإسلامية

خاتمة عن الفلسفة الإسلامية

أهم كتب الفلسفة الإسلامية

الفلسفة الإسلامية doc

مظاهر الفلسفة الإسلامية

خصائص الفلسفة الإسلامية

بحوث في الفلسفة الإسلامية

نقد الفلسفة الإسلامية

اداب وفلسفة بكالوريا 

الفلسفة الاسلامية 

تعتبر الفلسفة الإسلامية تركيبة من المجالات المعرفية، وتضم عدة أشكال كالتصوف والفقه وعلم الكلام. لكن الفلسفة الإسلامية قد عرفت انتقادات يندى لها الجبين ولا تستحق أي اهتمام من طرف بعض المستشرقين، حيث اعتبروا الفلسفة الإسلامية ليست سوى فلسفة مكتوبة بحروف عربية ولكن أصلها إغريقي بكل التفاصيل. هذه الانتقادات هي التي دفعت المفكر المصري "مصطفى عبد الرازق" (1947- 1885) لكتابة كتاب "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية" لكي يردّ على انتقادات المستشرقين ويتبث أصالة الفلسفة الإسلامية. إذن، هل يمكن لنا الحديث عن فلسفة إسلامية تقوم على نسق فلسفي خاص؟ أم أنها إعادة لإنتاج ما قاله أفلاطون وأرسطو؟

لقد اختلف الباحثون في تعريف الفلسفة الإسلامية، بين من نفى وجودها واعتبرها إعادة إنتاج للفلسفة اليونانية وأن ما كتبه (الكندي، الفارابي، ابن رشد) هو تكرار لما قاله أفلاطون وأرسطو، هذه نظرة المستشرقين، ودليلهم على ذلك هو أن الفرد العربي قاصر على إبداع صيغ فلسفية متكاملة. ونجد أيضا بعض الإسلاميين المعاصرين لم يعترفوا بالفلسفة الإسلامية بدافع ديني تعصبي، معتبرين أن فلسفة الإسلام مستمدة من أصوله العقائدية والثقافية.

نَهلت الفلسفة الإسلامية من عدة مَنابع نذكر منها: التصوف الإسلامي الذي يشمل الأفلاطونية المحدثة وينحدر من الأمشاج المسيحية واليهودية، ثم الفقه وعلم الكلام. لقد ظهرت الفلسفة الإسلامية مع الكندي، الفارابي وابن رشد، هذا الأخير -ابن رشد- استطاع أن يؤسس نسقا فلسفيا بين الفقه وعلم الكلام. إن الفلسفة الإسلامية في حد ذاتها هي الفقه وعلم الكلام خصوصا مع المعتزلة لأنهم ناقشوا القضايا الكبرى بالاعتماد على العقل. وتبقى مرحلة الاندلس هي مرحلة الرقي الفلسفي مع كل من إبن رشد و ابن طفيل 

كما لا ننسى مرحلة التمهيد لهذا الرقي مع الرازي خصوصا ، اما مرحلة الفلسفة الشرقية او المشرقية { مرحلة الصراع والتأسيس ، ..........}

نشأة الفلسفة لاسلامية

الفلسفة الإسلامية مصطلح عام يمكن تعريفه واستخدامه بطرق مختلفة، فيمكن للمصطلح أن يستخدم على انه الفلسفة المستمدة من نصوص الإسلام بحيث يقدم تصور الإسلام ورؤيته حول الكون والخلق والحياة والخالق. لكن الاستخدام الاخر الأعم يشمل جميع الأعمال والتصورات الفلسفية التي تمت وبحثت في إطار الثقافة العربية الإسلامية والحضارة الإسلامية تحت ظل الإمبراطورية الإسلامية من دون أي ضرورة لأن يكون مرتبطا بحقائق دينية أو نصوص شرعية إسلامية. في بعض الأحيان تقدم الفلسفة الإسلامية على أنها كل عمل فلسفي قام به فلاسفة مسلمون  نظرا لصعوبة الفصل بين جميع هذه الأعمال ستحاول المقالة ان تقدم رؤية شاملة لكل ما تمت للفلسفة بصلة والتي تمت في ظل الحضارة الإسلامية

مفهوم الفلسفة في الإسلام

أقرب كلمة مستخدمة في النصوص الإسلامية الأساسية (القرآن والسنة) لكلمة فلسفة هي كلمة (حكمة)، لهذا نجد الكثير من الفلاسفة المسلمين يستخدمون كلمة (حكمة) كمرادف لكلمة (فلسفة) التي دخلت إلى الفكر العربي الإسلامي كتعريب لكلمة Philosophy اليونانية. وإن كانت كلمة فلسفة ضمن سياق الحضارة الإسلامية بقيت ملتصقة بمفاهيم الفلسفة اليونانية الغربية، فإن عندما نحاول أن نتحدث عن فلسفة إسلامية بالمفهوم العام كتصور كوني وبحث في طبيعة الحياة : لا بد أن نشمل معها المدارس الأخرى تحت المسميات الأخرى : وأهمها علم الكلام وأصول الفقه وعلوم اللغة (راجع : تمهيد في تاريخ الفلسفة الإسلامية، مصطفى عبد الرازق).

و أهم ما يواجه الباحث أن كلا من هذه المدارس قد قام بتعريف الحكمة أو الفلسفة وفق رؤيته الخاصة واهتماماته الخاصة في مراحل لاحقة دخل المتصوفة في نزاعات مع علماء الكلام والفلاسفة لتحديد معنى كلمة الحكمة التي تذكر في الأحاديث النبوية وكثيرا ما استخدم العديد من أعلام الصوفية لقب (حكيم) لكبار شخصياتهم مثل الحكيم الترمذي. بأي حال فإن لقب (فيلسوف/فلاسفة) ظل حصرا على من عمل في الفلسفة ضمن سياق الفلسفة اليونانية ومن هنا كان أهم جدل حول الفلسفة هو كتابي (تهافت الفلاسفة للغزالي وتهافت التهافت لابن رشد.) 

شاهد أيضاً / من هنااااااا مقالة جدلية حول عوامل نشأة الفلسفة الإسلامية داخلية أم خارجية

ما هي الشروط التي ادت إلى ظهور التفكير الفلسفي

بدايات الفلسفة الإسلامية

بدأت الفلسفة الإسلاميّة المبكّرة مع يعقوب بن اسحاق الكندي في القرن الثاني من التقويم الإسلامي (أوائل القرن التاسع الميلادي) وانتهت مع ابن رشد في القرن السادس الهجري (أواخر القرن الثاني عشر الميلادي)، وتزامن ذلك -على نطاق واسع- مع الفترة المعروفة باسم العصر الذهبيّ للإسلام

إذا اعتبرنا تعريف الفلسفة على أنها محاولة بناء تصور ورؤية شمولية للكون الحياة، فإن بديات هذه الأعمال في الحضارة الإسلامية بدأت كتيار فكري في البدايات المبكرة للدولة الإسلامية بدأ بعلم الكلام، ووصل الذروة في القرن التاسع عندما أصبح المسلمون على إطلاع بالفلسفة اليونانية القديمة والذي أدى إلى نشوء رعيل من الفلاسفة المسلمين الذين كانوا يختلفون عن علماء الكلام.

علم الكلام كان يستند أساسا على النصوص الشرعية من قرآن وسنة وأساليب منطقية لغوية لبناء أسلوب احتجاجي يواجه به من يحاول الطعن في حقائق الإسلام، في حين أن الفلاسفة المشائين، وهم الفلاسفة المسلمين الذين تبنوا الفلسفة اليونانية، فقد كان مرجعهم الأول هو التصور الأرسطي أو التصور الأفلوطيني الذي كانوا يعتبرونه متوافقا مع نصوص وروح الإسلام. و من خلال محاولتهم لاستخدام المنطق لتحليل ما إعتبروه قوانين كونية ثابتة ناشئة من إرادة الله، قاموا بداية بأول محاولات توفيقية لردم بعض الهوة التي كانت موجودة أساسا في التصور لطبيعة الخالق بين المفهوم الإسلامي لله والمفهوم الفلسفي اليوناني للمبدأ الأول أو العقل الأول.

تطورت الفلسفة الإسلامية من مرحلة دراسة المسائل التي لا تثبت إلا بالنقل والتعبّد إلى مرحلة دراسة المسائل التي ينحصر إثباتها بالأدلة العقلية ولكن النقطة المشتركة عبر هذا الامتداد التأريخي كان معرفة الله وإثبات الخالق  بلغ هذا التيار الفلسفي منعطفا بالغ الأهمية على يد ابن رشد من خلال تمسكه بمبدأ الفكر الحر وتحكيم العقل على أساس المشاهدة والتجربة  أول من برز من فلاسفة العرب كان الكندي الذي يلقب بالمعلم الأول عند العرب، من ثم كان الفارابي الذي تبنى الكثير من الفكر الأرسطي من العقل الفعال وقدم العالم ومفهوم اللغة الطبيعية. أسس الفارابي مدرسة فكرية كان من أهم اعلامها : الأميري والسجستاني والتوحيدي. كان الغزالي أول من أقام صلحا بين المنطق والعلوم الإسلامية حين بين أن أساسيب المنطق اليوناني يمكن ان تكون محايدة ومفصولة عن التصورات الميتافيزيقية اليونانية. توسع الغزالي في شرح المنطق واستخدمه في علم أصول الفقه، لكنه بالمقابل شن هجوما عنيفا على الرؤى الفلسفية للفلاسفة المسلمين المشائين في كتاب تهافت الفلاسفة، رد عليه لاحقا ابن رشد في كتاب تهافت التهافت.

في إطار هذا المشهد كان هناك دوما اتجاه قوي يرفض الخوض في مسائل البحث في الإلهيات وطبيعة الخالق والمخلوق وتفضل الاكتفاء بما هو وارد في نصوص الكتاب والسنة، هذا التيار الذي يعرف "بأهل الحديث" والذي ينسب له معظم من عمل بالفقه الإسلامي والاجتهاد كان دوما يشكك في جدوى أساليب الحجاج الكلامية والمنطق الفلسفية. و ما زال هناك بعض التيارات الإسلامية التي تؤمن بأنه "لا يوجد فلاسفة للإسلام"، ولا يصح إطلاق هذه العبارة، فالإسلام له علماؤه الذين يتبعون الكتاب السنة، أما من اشتغل بالفلسفة فهو من المبتدعة الضُّلال

في مرحلة متأخرة من الحضارة الإسلامية، ستظهر حركة نقدية للفلسفة أهم أعلامها : ابن تيمية الذي يعتبر في الكثير من الأحيان أنه معارض تام للفلسفة وأحد أعلام مدرسة الحديث الرافضة لكل عمل فلسفي، لكن ردوده على أساليب المنطق اليوناني ومحاولته تبيان علاقته بالتصورات الميتافيزيقية (عكس ما أراد الغزالي توضيحه) وذلك في كتابه (الرد على المنطقيين) اعتبر من قبل بعض الباحثين العرب المعاصرين بمثابة نقد للفلسفة اليونانية أكثر من كونه مجرد رافضا لها، فنقده مبني على دراسة عميقة لأساليب المنطق والفلسفة ومحاولة لبناء فلسفة جديدة مهدت للنقلة من واقعية الكلي إلى اسميته

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
مظاهر الفلسفة الإسلامية

الفلسفة الاسلامية وموقعها من الفكر الفلسفي الانساني

 

مما لاشك فيه. أن اليونانيين قد تناولوا مشاكل العالم والنفس والالوهية وتناولوها في الدراسة والنقاش المنطقي، وتوصلوا الى مواقف خاصة “طرق” ودعموا حججهم بالبراهين العقلية. ولقد توصلوا الى هذه (الطرق) و (السبل) على اساس صادق يسلمون به على ان ثمة قانوناً أزلياً ينظم سائر الظواهر. وان كل التفاعلات الجوهرية لا تخرج من هذا القانون. وبهذا هم حددوا مفهوم الفلسفة منذ بدايتها. ولقد استبعدوا آراء الشعوب وايماناتهم العقلية التي لا تحمل تبريراً منطقياً.

ولقد ادى انتشار الفلسفة اليونانية في المنطقة الشرقية للبحر الابيض المتوسط. وهي المنطقة التي ظهرت فيها الاديان الثلاثة الكبرى اليهودية والمسيحية والاسلام. ولقد ادى هذا الانتشار للفلسفة في هذه المنطقة الى الاحتكاك والتصادم بين الفلسفة وهذه الاديان. ولا سيما ان هناك خصائص مشتركة تجتمع عليها كل من الفلسفة والاديان.. والموضوعات التي تصدى لمعالجتها الفلاسفة لا تبتعد كثيراً عما تعرضت له الاديان مع اختلاف في المنهج والغاية.

الفلسفة تعتمد على التفسير العقلي، اما الدين فأنه يستند الى الدليل النقلي والصواب عند الفيلسوف يقوم على اساس عدم التناقض المنطقي، ويستند في مجمله الى المبادئ الاساسية للمنطق العقلي، اما في مجال الدين فأن الايمان المطلق الصدق الوحي والتصديق بالرسالات، وكانت المواجهة بين الفلسفة والدين تؤدي دائماً الى تقاطع او انسجام او ان يؤثر احدهما في الآخر وادى ذلك الى انتشار الثقافة بمفاهيمها المتعددة لقد كان الاوائل يصرون على الابتعاد عن اسلوب التفسير العقلي للنصوص الدينية ويرفضون صور التأويل التي تجعل للنص ظاهراً وباطناً ويصرون على الايمان بظواهر النصوص، لذلك فقد رفض الاوائل من اتباع الديانات السماوية، أي محاولة للالتقاء بين الدين والفلسفة.

ولما كان اصحاب الفلسفة الوطنية لديهم الحجج المنطقية للهجوم على الاديان فلقد انبرى المفكرون من المؤمنين الى التزود بالمنطق للرد على المخالفين والمعترضين على العقيدة. وهكذا نشأ علم الكلام المسيحي والاسلامي. وكانوا يستندون الى الايمان بصحة العقيدة وصدق الرسالات. ولما كان اصحاب الفلسفة لا يأمنون بمبدأ الايمان والنقل، بل يؤمنون بنقطة البدايةولا تؤمن الا بقواعد المنطق الاساسية. لهذا بدأ علم الكلام يتعمق لكي يلتقي مع النظرة الفلسفية. ولكي تكتمل اسباب التبرير العقلي للدين.

ولقد تمثل ذلك في مواقف المعتزلة وفي كتب علم الكلام المتاخر، كما هو الحال في مواقف ابن سينا.

ومن ثم فان التقاء الفلسفة بالدين كان لابد ان يتم، وان يتخذ صورة التوفيق بين العقل والنقل.

وهذه المحاولات قد اثمرت ردود فعل مختلفة. اذ تصدى الغزالي للفلسفة وكفر الفلاسفة، ولكنه تجاوب مع بعض المسائل. بينما نجد ابن تيمية ومن هم على منهجه من المتشددين قد تمسكوا بالصورة الاولى للسلف منذ بدء ظهور الاسلام ورفضوا كل دعاوى الفلسفة وعلم الكلام. واتجه فريق ثالث من الذين رفضوا النقاش العقلي وذهبوا بعيداً في طريق الايمان الخالص والحب الصادق والنشوة الصوفية، وقد سلك هؤلاء مسلك الزهد والتقشف خوفاً على العقيدة من مغبة الخلاف، هذا الخلاف الذي استشرى حول الامامة وابتعدوا عن الترف وملاذ الحياة التي هلت على المسلمين جراء الفتوحات وهم طبقة الزهاد والعباد والبكائين، الذين وضعوا البواكير الاولى لحركة التصوف. وقد ظهر هؤلاء كرد فعل على جميع صور الجدل حول العقيدة، وكذلك ضد تيار التزمت الفقهي. وعندما ذاعت قضايا الفلسفة واعتنقها المسلمون كان على المتصوفين ان ينغمسوا فيها وهكذا ظهر تيار التصوف الفلسفي عند ابن سينا والسهروردي والحلاج.. الخ.

وهكذا يمكن اجمال التراث العقلي والروحي عند المسلمين – علم الكلام – الفلسفة البحتة – التصوف.

يعتقد البعض ان الفلسفة الاسلامية ما هي الا مجرد استمرار للفكر الفلسفي اليوناني، وبأن المسلمين لم تكن لهم فلسفة خاصة بهم، بل ذهب آخرون بعيداً فعزا سبب ذلك الى ضحالة العقلية الاسلامية وعجزها عن تعمق مشكلات الفكر والغور في المذاهب الفلسفية، والاتيان بجديد يستحق ان يضاف الى محصلة الفكر الانساني. ويرجع هؤلاء الا ان الفلسفة اليونانية قد ملأت كل المنافذ الابداعية على الذين يأتون بعدها، وقد جاءت فلسفتهم متكاملة في تفسير الكون والانسان المبدع الاول، ولم يبق للقادمين بعدهم الا التفسير والشرح والتعليق على مسائلها وما كان دور المسلمين الا واسطة نقل فلقد اخذوا من الهليلنيين والرومان والمسيحيين هذا التراث فسلموه بدورهم الى فلاسفة القرون الوسطى، فهم نقلة للعلم الفلسفي اليوناني ليس الا، ولم تكن الفلسفة الاسلامية الا نقلا لفلسفة اليونان من لغتها الاصلية الى اللغة العربية، فتكون هي فلسفة اليونان كتبت بلغة عربية.

ويرى فريق آخر ومنهم مستشرقون ان الفلسفة العربية الاسلامية نشأت في احضان الثقافة العربية الاسلامية التي تمثلت في القرآن، وفي العلوم العربية، ولقد ساهم فيها عرب ومسلمون. صحيح ان العقل العربي قبل الاسلام لم يحمل أي بذور تصلح للتطور، الا ان العرب بعد حملهم الرسالة السماوية ونشرها، كانت لهم بذور فلسفية تأتت من انفتاح عقولهم على العالم. ولو تتبعنا موضوعات التفكير الكلامي او الفلسفي في اول نشأته عند المسلمين، فأننا نجدها موضوعات اسلامية بحتة يدور الجدل فيها، اما في مواجهة المنحرفين والمعترضين على الدين او في مواجهة التزمت السيئ. والتزام حرفية النصوص الدينية، او التحجر الفقهي، ولا يمكن ان نعزو الفلسفة الاسلامية كونها تدور حول مشكلات الدين الاساسية كالتوحيد والخلق والمعاد فحسب. فان صح ذلك على علم الكلام فانه لا يمكن ان ينسحب على مجمل الانتاج الفلسفي عند المسلمين. صحيح انهم تلقوا من الخارج مجموعة مضطربة وتلفيقية من تيارات الفكر الفلسفي، لكنهم حاولوا التوفيق بينها وبين الدين، كما فعل ابن رشد، كما ان لهم مواقف فلسفية خاصة تميزت بحلول مبتكرة ذات طابع فكري حر وجاءت متأثرة بالمناخ العقلي الاسلامي (تاريخ الفلسفة في الاسلام) يور دي يورا ترجمة (عبدالهادي ابو ريدة) القاهرة ص 102 .

ولقد انبرى بعض المستشرقين من امثال (دوجا) للدفاع عن العقلية العربية الاسلامية، وقد اثبت ان المسلمين عارضوا ارسطو، وكونوا فلسفة بها عناصر مختلفة عما كان يدرس بالمدرسة المسائية، وذكر ان عقلية كعقلية ابن سينا لا يمكن الا ان تنتج جديداً وطريفاً في ميدان الفكر، وان آراء المعتزلة والا شاعرة ليست سوى ثمار يانعة من اثار العقل العربي الاسلامي. (بين الغزالي وديكارت بحث في مجلة الشرق الجديد 1964 محمد علي ابو ريان). ومن المفكرين القدامى الذين انصفوا العرب والمسلمين ومنهم الشهرستاني صاحب كتاب الملل والنحل الذي يشير الى وجود نوع اولي من الحكمة عند العرب في الجاهلية يتمثل في الحكم القصيرة والامثال المركزة.

ويعقد الشهرستاني مقارنة بين العرب والهنود ويتوصل الى ان هذين الشعبين يتشابهان في ميل كل منهما الى تقرير خواص الاشياء والحكم باحكام الماهيات (كتاب الملل والنحل للشهرستاني ص 235 ).

وقدبرع فلاسفة الاسلام في تناول الفلسفة اليونانية وصارت لهم فلسفة خالفوا فيها كثيراً من آراء المعلم الاول (ارسطو) (مقدمة ابن خلدون ص 419)، وخلاصة القول ان الفلسفة الاسلامية ظهرت مع ظهور القرآن الكريم، ولا يمكن ان تنكر على العرب في الجاهلية خلدهم من التفكير المعقد. فلقد أتت الينا نصوصً في الحكمة، والامثال وتكهنات كلامية كانت سائدة في المجتمع الجاهلي، الا ان أســـس الفلسفة الاسلامية ترسخت بعد نزول القرآن الكريم ذلك انه نشأ من طول معاناة علوم القرآن الكريم والحديث علم اسلامي اصيل هو علم اصول الفقه (تمهيد لتاريخ الفلسفة) الشيخ مصطفى عبدالرزاق ص 146 القاهرة.

والذي اظهر المذاهب الكلامية، وجاءت الفلسفة اليونانية، لكي تجد الارض خصبة وتجد عقلاً فلسفياً اكتملت لديه جميع اسباب النظر الفلسفي من خلال النظر في مسائل الفقه واقضيته وقياساته، فلم يكن تيار الفلسفة اليونانية سوى رافد اندفع ليلتقي مع المجرى الكبير وحتمية التأثير الثقافي المتبادل كنتيجة للتجاور المكاني والتماس الحضاري في هذه المنطقة. وما اقبال المسلمين على التراث اليوناني الى استعراض لقضاياه مقارنة باسلوب المتعلم. فرفضوا ما يتعارض منه مع الدين، وقبلوا ما لا يناقض العقيدة ويتلخص الموقف في ان المسلمين قد تدرجوا في طلب المعرفة منذ بداية عهدهم بالتحضر، فأقبلوا في صدور الاسلام على علوم القرآن والسنة، وحذقوا في مباحثها وتطرقوا الى الاحكام الفقهية والى مناقشة قضايا الدين. نشأ علم الفقه، وكذلك نشأ علم الكلام. ثم تعمق المسلمون في مشكلات واحكام الدين فنشأ علم اصول الفقه، وكذلك توصل المسلمون بدون عون خارجي الى استنباط الاحكام الفقهية وبلغوا في كل مبلغ الكمال والنضج ثم طلبوا في هذا الطور من حياتهم فلسفة اليونان، فترجمت لهم واقبلوا على دراستها وتفهم مشاكلها محاولين التوفيق بينها وبين الدين، فهم لم يطلبوا الفلسفة الا في فترة كانوا قد وصلوا فيها من الناحية العقلية الى مستوى هذا التراث الفلسفي والا فكيف لهم التعامل مع هذه الفلسفة العميقة اذ لم يكونوا بمكانه من النضج العقلي وقدرة الاستيعاب والتمييز.

وفي النهاية فان المسلمين مثل غيرهم من الشعوب قد مروا بادوار تصاعدية للنضج العقلي. فاليونان والهنود والفرس مروا بهذه الادوار حتى وصلوا الى ما هم عليه. وان تبادل الحضارات هو شيء طبيعي وهو سنة الحياة

خصائص الفلسفة الإسلامية
0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
المشكلة الثانية: في تاريخ الفلسفة الإسلامية

طرح المشكلة: ما من شك أن التفكير الفلسفي قد بدأ عند اليونان، حيث تناولوا موضوعات العلم والنفس، والألوهية، وكانت لهم مواقف ومذاهب دافعوا عنها بأدلتهم، وهكذا تحدد مفهوم الفلسفة عندهم، وبهذا كانت الفلسفة اليونانية هي الصورة الأولى الكاملة للفكر الفلسفي الإنساني، فهل هذا يعني أن الفلسفة الإسلامية مجرد استمرار لهذه الحركة الفكرية أم أنها إنتاج ينتمي إلى البيئة الإسلامية؟ وهل لمفكري الإسلام فلسفة على شاكلة اليونان، وإن كانت لديهم فلسفة فما هي خصائصها ومناهلها؟ وفي أي مجال تتجلى؟ وما طبيعة العلاقة بين الدين كعقيدة والفلسفة كعقل؟.

أولا: ما ذا عن الفلسفة الإسلامية كفكر ديني أمام التراث الفلسفي اليوناني العالمي وجهود العرب في التعريف به؟.

* الفكر الإسلامي تشترك فيه ثلاث عبقريات أساسية:

** العبقرية اليونانية: يرى الباحثون أن الفلسفة الإسلامية ما هي إلا امتداد للفلسفة الإغريقية التي تمت عن طريق الترجمة والنقل دون تعديل أو معارضة، اشتغل بها جمع من المفكرين في أواخر العهد الأموي، وأيام المأمون في العهد العباسي إثر تأسيس " بيت الحكمة" عام 813 م، وتشكيل لجنة من المترجمين أمثال: "حنين بن إسحاق"، "يحي بن البطريق"، "ثابت بن قرة"...

** العبقرية الإسلامية: فالفلسفة الإسلامية نشأت عن تفكير الجماعة الإسلامية في الكون وفيما بعده، وفي الإنسان فردا وجماعة وفق ما جاء به الإسلام، وهذا من خلال الأصول التي قام عليها الدين الإسلامي المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. قال تعالى: " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب" (آل عمران الآية: 190). وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها"، وقوله أيضا: "لا يزال الرجل عالما ما طلب العلم، فإذا ظن أنه علم فقد جهل".

** العبقرية العربية: * كونها لغة القرآن الكريم، ويذهب بعض المفكرين إلى أن لفظ "العربي" مرتبط بالأصل العربي على أساس الانتماء إلى السلالة العربية، في حين رأى البعض الآخر أن اللغة العربية هي لغة المتكلمين خاصة منهم النحاة (علماء النحو) وفقهاء اللغة، فتنصاع إليهم ألفاظها وتدين لهم قواعدها، كما أن لغة القرآن تحمل بين ثناياها تصانيف الفقهاء والعلماء والفلاسفة في معظمها، وهي تساهم في توحيد لسان المسلمين على تنوع أعرافهم وثقافاتهم، ويسر حفظ القرآن الكريم والأحاديث، إضافة إلى علوم الدين، والتاريخ الإسلامي نقل أن الفلسفة الإسلامية تحمل روحا عربية.

* من مظاهر الفلسفة الإسلامية علم الكلام:

هل علم الكلام تفكير أصيل يختلف عن الفلسفة؟ وإذا كانت هناك علاقة بينهما فما طبيعتها؟

يعرف "ابن خلدون" علم الكلام على أنه: "علم يتضمن الحجاج عن العقائد الدينية بالحجج العقلية والرد على المبتدعة والمنحرفين في الاعتقاد عن مذهب السلف الصالح وأهل السنة". وعرفه الإمام "أبو حامد الغزالي" في كتابه (المنقذ من الضلال) بقوله: "يقصد بعلم الكلام حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها من تشويش أهل البدع". فعلم الكلام ينطلق من مسلمات دينية ويستعمل الحجة العقلية للدفاع عن العقيدة وأهم فرقه: المعتزلة، الأشاعرة، المرجئة، الشيعة والماتريدية.

الأسباب الداخلية لظهور علم الكلام:

كان سياسيا بسبب الخلافات الحزبية بين السنة والشيعة والخوارج والمرجئة، والجدل الذي دار بين كل فريق في محاولة إقامة الحجة الشرعية والعقلية على الخصوم. أي أن الصراع انتقل من المستوى السياسي إلى المستوى العقائدي.

الأسباب الخارجية لعلم الكلام:

تمثلت في الجدل الكلامي (اللاهوتيات) الذي دار مع أهل الكتاب من المسيحيين واليهود، والرد على المشركين من الديانات المزدكية، الزرادشتية، الدهريون، المانوية...الخ، وإفحام الزنادقة والمبتدعة الذين يشككون في الدين.

 خصائص علم الكلام بالقياس إلى الفلسفة (اليونانية والإسلامية):

الفرق بين علم الكلام والفلسفة:

* علم الكلام يتناول قضايا عقلية، ويطرحها داخل إطار عقائدي، فيما تتناولها الفلسفة وتطرحها طرحا حرا لا يخضع لأية سلطة.

* علم الكلام يستخدم العقل لخدمة الشرع، فالشرع أولا والعقل ثانيا، على أن هذا لا يعني أن منهجية البرهنة واحدة لدى الأشاعرة (النقل ثم العقل)، والمعتزلة (العقل ثم النقل) على الرغم من انطلاقهما من الإيمان بعقيدة التوحيد.

* يهدف علم الكلام بواسطة المناظرة والجدال إلى الدفاع عن العقيدة في وجه المشركين، في حين أن الفلسفة تسعى إلى إدراك الحقيقة المطلقة من غير احتكام لسلطة غير سلطة العقل. وكأن المتكلم محام مخلص يدافع عن قضية، أما الفيلسوف فبمثابة قاض نزيه لا يصدر حكما إلا إذا اطلع على ظروف القضية وتعرف على أبعادها.

ويمكن إبراز أهم نقاط الالتقاء والاتفاق بين علم الكلام والفلسفة فيما يلي:

* كلاهما يعتمد على المنهج العقلي، واستخدام المنطق في البرهان للوصول إلى الهدف المقصود.

* علم الكلام يناقش موضوعات كثيرة تتناولها الفلسفة في بحوثها الإنسانية والإلهية كمسألة الله وصفاته، التأمل في الكون...

* كلاهما يعبر عن طبيعة البيئة التي يعيشانها، وإبراز مشكلاتها كمرآة عاكسة لمعطيات واقعهما.

ملاحظة: تنوع الطرح الفلسفي عند المسلمين بين علم الكلام، والفلسفة المتشعبة بالأفكار الدينية، وأطروحات أخرى تتقاطع فيها الفلسفة بالتصوف مثل "ابن عربي"، وأحيانا الكلام بالتصوف مثل "الغزالي". وهذا الزخم والثراء يدل على أن الإبداع الفلسفي لا يرتبط بعرق من الأعراق كما ادعى "ارنست رينان"، كما لا يمكن إنكار إسهام المسلمين في القضايا العالمية الإنسانية بروح إسلامية فيها الكثير من الإبداع والابتكار.

ثانيا: خصوصية القضايا الفكرية التي يثيرها المفكرون الإسلاميون:

* التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث المحتوى:

جاء القرآن الكريم ليأمر بطلب العلم والتفقه في أمر الدين والدنيا، وهذا لا يتم إلا بالعقل، ولهذا نجد أن معظم آيات القرآن الكريم موجهة إلى العقل تدعوه إلى النظر والبحث والتأمل في كل المخلوقات، ومعرفة الظواهر التي تحيط بالإنسان، فهي دعوة صريحة للتفلسف وجهت إلى العقل ذاته لقوله تعالى: "فلينظر الإنسان مما خلق". ولا يمكن للإنسان التفسير إلا باستعمال العقل. وقد ذكر القرآن العقل سبعا وأربعين مرة، وقد أخضعت الظواهر الكونية لأحكام العقل بلفظ (تعقلون) 24 مرة، لهذا يقول العلامة "ابن رشد": "لقد خلق الله لنا كتابين، كتاب محسوس وكتاب مقروء نقرأ في هذا ما نقرأ في ذاك".

* التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث المبادئ:

نجد في الفلسفة الإسلامية محاولات متواصلة للتقريب بين المبادئ العقائدية والتأمل الفلسفي، وذلك لاشتراكهما في الدوافع الفكرية، والتشريعية، والضرورات الحضارية.

* حدود استعمال العقل في النص:

إن الحجر الأساس في الإسلام عقيدة التوحيد، كونها التسليم المطلق بوجود إله واحد لهذا العالم خلقه وهو مدبره وإليه يعود، وهذا شيء لا يقبل التأويل ولا النقاش، إضافة إلى وجود الله، فإنه يصف نفسه بالكثير من الصفات كالعادل والعليم...الخ، كما ينسب الله لنفسه أفعال وصفات كالاستواء والسمع والبصر، وجب تأويلها لتنزيهه سبحانه وتعالى عن كل نقص وتجسيم. ونعني بالتأويل عملية عقلية تخرج اللفظ من معناه إلى معنى مجازي، أو كما يقول "ابن رشد": "إخراج اللفظ عن الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية، من غير أن يخل ذلك بعادة لسان العرب في التجوز بتسمية الشيء بشبيهه أو سببه..". وتجدر الإشارة إلى أن هناك أربع فرق مارست التأويل كضرورة اجتهادية: الفقهاء، علماء الكلام، الفلاسفة ورجال الصوفية.

* حدود استعمال العقل في الغيبيات:

 لم يتفق المسلمون على درجة استعمال العقل في النص، كما لم يتفقوا على مدى تدخل العقل في الغيبيات، فالقد صرح "أبو حامد الغزالي" بقصور العقل وعجزه في أمور الغيبيات التي يجب التصديق بها وحسب، تماما كما صنف "ابن خلدون" قضايا (كالآخرة، حقيقة النبوة، وحقائق الصفات الإلهية) في نطاق فوق نطاقه، أما من المفكرين الإسلاميين الذين أعملوا العقل في الغيبيات فنجد الفلاسفة وعلماء الكلام، لكن بمنهجيتين مختلفتين، ففي حين قام المتكلمون (المعتزلة والأشاعرة) بالنظر إلى صفات الله وأفعاله من حيث أنه (صانع حكيم) ثم نظروا في ذاته أخيرا، فإن الفلاسفة سلموا بقضية أنه (الموجود الواجب الوجود) وانصرفوا إلى آثار الله.

ثالثا: وماذا عن فرص التكامل بين الدين والتفكير الفلسفي؟

* التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث الغاية:

إن محاولات الجمع بين الإسلام كتشريع رباني ونظام حياة مبني على التصديق والإيمان بأمور غيبية، والفلسفة اليونانية كنسق فكري مبني على المنطق والبرهان العقلي لا تحكمه أي سلطة دينية، لضرورة دفعتها الحاجة إلى الانفتاح الحضاري والبحث عن الحقيقة.

* بين عقلنة الدين وديننة العقل:

* عقلنة الدين:

إخوان الصفا: وهي فرقة سياسية سرية، أرادت تغيير النظام السياسي الذي كان يستند على الشريعة، أين أصبح الدين مبرر لسياسة القمع، فأرادوا تأسيس مرجع مشترك يحكم في السياسة هو العقل، وبذلك يرون بأن الفلسفة فوق الشريعة، وأن السعادة عقلية، ولا سبيل إلى تطهير الشريعة التي "دنست بالجهالات إلا بالفلسفة... فإذا انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة، حصل الكمال"، وبذلك تتم عقلنة الدين، بمعنى أن الدين يصبح معقولا، لا يستند فقط على القلب، بل كذلك العقل.

* ديننة العقل:

 إن الخوف من تصادم العقل والدين، دفع إلى إلحاق العقل بالدين وضبطه بحدود صارمة في نطاق الشرع، مما سبب إغلاق أبواب الاجتهاد.

* إمكانية التقريب بينهما من حيث الوصول إلى الحقيقة:

إن الصراع الفكري الذي حدث بين الفلاسفة الممثلين للتيار العقلي، والفقهاء الممثلين للتيار الديني طويل، ومساندة النظام السياسي كل مرة لأحد الطرفين، وفق ما تمليه عليه المصلحة، دفع الفيلسوف "ابن طفيل" إلى تأليف قصة "حي بن يقظان"، حيث يعرض قضية التكامل بين الفلسفة والدين، ووصول كلاهما في النهاية إلى الحقيقة، وتستهدف القصة في النهاية تبسيط الفلسفة وتعميمها وتبريرها لديهم مقابل موجة التكفير من طرف المحافظين، إلى جانب دفع حملة الفكر الفلسفي للعودة إلى الإيمان.

* إمكانية التقريب بينهما من حيث المنهج:

عندما يشتد الصراع بين الفلسفة والدين ويصل إلى درجة التكفير والعنف، كان يأتي زمن على محاولة التقريب التوفيق والتكامل. حيث لوحظ أن هناك تقارب بينهما في المنهج، فكلاهما يقوم على ضرورة إقامة الحجة والبرهان. يقول تعالى: "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، رغم أن مواضيعهما مختلفة، فالشريعة تعالج أمورا لا تتعرض لها الفلسفة، وتعالج الفلسفة أمورا لا تتعرض لها الشريعة، فلا خلاف بينهما في ذلك، أما ما تعالجه كلتاهما فيخضع لأمرين: المسائل التي يتفقان فيهما لا مشكلة فيها، أما المسائل التي تتعارضان فيهما فيجب تأولها، لغاية التوفيق، ومن هنا تتقاربان وتتكاملان، فإن الوحي جاء ليتمم العقل، ويقوم العقل بشرح ما جاء به الشرع.

حل المشكلة:

تعتبر الفلسفة الإسلامية جزء لا يتجزأ من التراث الفكري العالمي، كونها انفتحت على الآخر (الفلسفة اليونانية كفكر عالمي)، وظلت محافظة على خصوصيتها، من حيث أنها تنهل أفكارها من مصدر أصيل، ألا وهو الإسلام كعقيدة عالمية أيضا، فتمكنت من مزج هذين الثقافتين، وأن تمثلهما وترعاهما بالتوفيق والتقريب والتكامل، وبما أن الفلسفة الإسلامية حاولت الإجابة بصدق عن إشكاليات عصرها، وهموم المجتمع الإسلامي، فإنها بالمقابل تبقى قابلة للاستمرار.
0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
مختصر عن بعض التعريف بالفلسفة الإسلامية    

الفلسفة الإسلامية هي تطوّر في الفلسفة يتميّز بالانتماء إلى التقاليد الإسلاميّة. هناك مصطلحان في اللغة العربيّة يترجمان إلى اللاتينية "Philosophy" وهما "فلسفة" والتي تشير إلى الفلسفة وكذلك المنطق والرياضيات والفيزياء، و"علم الكلام والتي تُشير إلى الشكل العقلانيّ من اللاهوت الإسلاميّ.

- الفسلفة في الإسلام لم يعرف الإسلام الفلسفة إلا بعد انتقال العلوم اليونانيّة القديمة وترجمتها إلى العربية بعد فتح الأمصار، ولذلك أصبحت الحكمة مرادفاً للفظ الفلسفة عند مفكري المسلمين في الكثير من كتاباتهم، ومع ذلك فإنّ لها العديد من التعريفات عند علماء المسلمين مع تداخلها مع العديد من العلوم كعلم الكلام والفقه وعلوم اللغة. الفلسفة الإسلامية تعريف الفلسفة الإسلامية يُستخدم مصطلح الفلسفة الإسلامية للإشارة إلى الأفكار الفلسفيّة المعتمدة على النصوص الدينيّة في الإسلام للتعبير عن الأفكار حول الكون وطبيعة الخلق والحياة، ويمكن كذلك أن يُستخدم بصورة أشمل ليضمّ كل التصورات الفلسفية والأعمال الفكرية التي أُنتجت في ظل الثقافة الإسلامية والحضارة التي أنتجتها الدولة العربية في كافة أقطارها، وذلك دون ربطها بالعلوم الشرعيّة، ويمكن أن يسبب هذا لبساً لدى البعض في التفرقة بين الفلاسفة المسلمين وبين غير المسلمين الذين عاشوا في ظل الحضارة الإسلاميّة

بدأت الفلسفة الإسلاميّة المبكّرة مع يعقوب بن اسحاق الكندي في القرن الثاني من التقويم الإسلامي (أوائل القرن التاسع الميلادي) وانتهت مع ابن رشد في القرن السادس الهجري (أواخر القرن الثاني عشر الميلادي)، وتزامن ذلك -على نطاق واسع- مع الفترة المعروفة باسم العصر الذهبيّ للإسلام. تميّزت وفاة ابن رشد بنهاية تخصّص معيّن من الفلسفة الإسلامية يدعى عادةً بالمدرسة المشّائيّة العربية بشكلٍ فعليّ، وانخفض النشاط الفلسفيّ بشكلٍ كبير في الدول الإسلامية الغربية مثل الأندلس وشمال إفريقيا.

استمرّت الفلسفة الإسلاميّة لوقت طويل في البلدان الشرقيّة الإسلاميّة، ولا سيما في الدولة الصفويّة الفارسيّة وفي الإمبراطوريات العثمانيّة والمغوليّة، حيث واصلت العديد من مدارس الفلسفة ازدهارها: السينوية (نسبةً إلى ابن سينا)، والرشدية (نسبةً إلى ابن رشد)، والفلسفة الإشراقيّة، والفلسفة الصوفيّة، وفلسفة الحكمة المتعالية، وفلسفة أصفهان.

قدّم ابن خلدون، في مقدّمته مساهمات مهمّة في فلسفة التاريخ. ازداد الاهتمام بالفلسفة الإسلاميّة خلال حركة النهضة العربية "اليقظة" في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، واستمرّ حتى يومنا هذا.

كان للفلسفة الإسلاميّة تأثير كبير في أوروبا المسيحيّة، بحيث أدّت ترجمة النصوص الفلسفيّة العربيّة إلى اللاتينيّة "إلى حدوث تحوّل في جميع التخصّصات الفلسفيّة تقريبًا في العالم اللاتيني في العصور الوسطى"، مع تأثير قويّ بشكل خاصّ للفلاسفة المسلمين المتخصّصين بالفلسفة الطبيعية وعلم النفس والميتافيزيقيا.

الفلسفة الإسلامية:

- تعريف الفلسفة الإسلامية:

 الفلسفة كلمة الفلسفة مشتقّة من اللفظ اليونانيّ "فيلوسوفيا"، والتي تعني محبة الحكمة.

وتدرس الفلسفة المشاكل الأساسيَّة:

 المتعلقة بمسائل الوجود والقيم والمعرفة واللغة والعقل، وعلى الأرجح فإنَّ فيثاغروس العالم والفيلسوف هو الذي ابتكرَ هذا اللفظ، ويتضمن المنهج الفلسفي المناقشة النقدية والتساؤل والجدالات المنطقيَّة وتقديم الحجج بأسلوبٍ مُنظم، ومن التساؤلات التي طرحتها الفلسفة وبحثت فيها مسألة الوجود وما هو موجود، وكيف يمكن أن تكون الحياة ذات معنى، وهل الإنسان مخير أم مسير، والكثير من التساؤلات الأُخرى، وسيتحدث هذا المقال عن الفلسفة في الإسلام

- الفلسفة في الإسلام:

 جاءت من تطوّرٍ طرأَ على الفلسفة، ولكنَّه تطورٌ بطابع إسلاميّ وفق التعاليم والتقاليدالإسلاميّة، وقد كانت بداية الفلسفة الإسلاميَّة مع العالم الفيلسوف الإسلاميّ يعقوب بن اسحاق الكنديّ وذلك في القرن الثاني الهجري، أوائل القرن التاسع الميلاديّ، وكانت نهايتها عند الفيلسوف ابن رشد في القرن السادس الهجريّ، وبعد وفاة ابن رشد انتهى فرع من فروع الفلسفة الإسلاميَّة والمُسمى بالمدرسةِ المشّائيَّة العربيَّة، وضَعُفَ النشاط الفلسفيّ كثيرًا في العالم الإسلاميّ الغربيّ مثل الأندلس وشمال افريقيا، وظلَّت الفلسفة في شرق العالم الإسلاميّ قائمة، وازدهرت العديد من المدارس الفلسفيَّة كالسينويّة نسبة لابن سينا، والرشديّة نسبة لابن رشد، والإشراقيَّة والصوفيَّة وغيرها، كما قدَّم ابن خلدون واحدةً من أهم الإسهامات الفلسفيّة في فلسفة التاريخ.

- وقد أثرت الفلسفة الإسلاميَّة بشكلٍ واسع في أوربا التي كانت تدين بالمسيحية. ولم تَكُن الفلسفة في الإسلام تقتصر على الأمور الدينيّة فقط، ولا يُنتِجُها المسلمون حصرًا، ولم تعترف جميع المدارس الفكريّة الإسلاميّة بشرعية أو فائدة الأبحاث الفلسفيَّة، وقد تأثرت الفلسفة الإسلاميَّة بالفلسفة اليونانيَّة القديمة، وكانت السبب في نشوء فلاسفة مسلمين لهم آراءهم الفلسفيَّة العميقة التي تختلف عن الفلسفة الإسلاميَّة في بداياتها، حيث بدأت بعلم الكلام والذي يستند بشكلٍ أساسيّ على النصوص الشرعيّة من قرآن كريم وسنةٍ نبويّة، والأساليب المنطقية التي تعتمد على الحجة لردّ كلّ من يحاول التشكيك في حقائق الإسلام، وكان أولئك الفلاسفة المشائين المُتأثرين بالفلسفة اليونانيّة يتبعون التصور الأرسطي أو الأفلاطوني ويعتبرونه لا يتعارض مع روح الإسلام، وحاولوا استخدام المنطق لتحليل القوانين الثابتة التي تُدير الكون والناشئة من إرادة الله تعالى، فقاموا ببعض المحاولات التوفيقية للتقريب بين المفاهيم الإسلاميَّة حول الله -سبحانه وتعالى-، والمفاهيم اليونانيَّة الفلسفية للعقل الأول

-تطوّرت الفلسفة في الإسلام :

في فترة دراستها للمسائل التي لا تصحّ إلا بالنقل، وبدأت تدرس المسائل التي لا تَثبت إلا بالدليل العقلي، ولكنّ نقطة اللقاء بينهم كان معرفة الله وإثبات أنَّه خالق الكون، وكان أوج التطور لهذا التيار الفلسفي الإسلامي على يدي ابن رشد الذي تمسّك بآرائه رغم كل ما واجهه من تحديات وتكفير، وتبعه الكثير من الفلاسفة العرب المسلمين، وأول من أقام الصلح والتوافق بين المنطق والعلوم الإسلاميَّة هو الغزاليّ، وتوسع في شروحه للمنطق باستخدام علوم الفقه، ومع كلِّ العمل الجادّ والفكر المستنير من الفلاسفة المسلمين كان هناك اتجاه لا يُستهان به، يرفض أن يبحث ويخوض في مسائل البحث في طبيعة الخالق والمخلوق والأمور الإلهيّة، وفضّل أن يكتفي بما جاء في القرآن والسّنة، وقد عُرف هؤلاء بأهل الحديث، وظلت تيارات إسلاميَّة مؤمنة بعدم وجود الفلسفة المتعلقة بالإسلام، ويرون في الفلسفة أنَّها الضلال.

- أشهر الفلاسفة المسلمين:

 إنَّ علم الفلسفة واحد من العلوم التي شهدت ازدهارًا في العصور الإسلاميَّة، وقد نشأت هذه الفلاسفة وتطورت بفضل نخبةٍ من العلماء العرب المسلمين، الذين نافسوا بأفكارهم وأبحاثهم ومؤلفاتهم أفكار الفلسفة اليونانيّة، واستطاعوا فرض وجودهم الفلسفيّ والوصول إلى مرتبةٍ عاليّة، ومن الفلاسفة العرب البارزين والذين كان لهم دور بارز في تطوير الحضارة الإسلاميّة ما يأتي:

- ابن خلدون هو المؤرّخ العربي الأندلسي، ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م، وفي عام 1406م، يعدُّ المؤسس لعلم فلسفة التاريخ فقد وجد من خلال هذا العلم أنَّ التاريخ ليس مجرد سردٍ ووصف لأحداث زمنية تاريخيَّة، بل إنَّ التاريخ هو علم قائم على البحث والتحليل واستنتاج القوانين، ويُعدّ ابن خلدون أيضًا المؤسس الأول لعلم الاجتماع الحديث، وله إسهاماته الكثيرة في علم التربية فبرأيه أنَّ العلم يُقسم إلى العلم العقليّ والعلم النقليّ، ويرى النُقاد أنَّ ابن خلدون من أعظم الفلاسفة والمؤرخين العرب، والذي حاز أيضًا على إعجاب الغرب بسبب معرفته بالترجمة وقدرته على توثيق التاريخ الإسلاميّ، ومن أشهر المؤلفات لابن خلدون مقدمته التي ألفها عام 1377م، ويتحدث فيها عن التاريخ والشريعة الإسلاميّة والاقتصاد والسياسة والطب والاجتماع والعمران وتطور حضارات الشعوب.

- ابن سينا:

 هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا الطبيب والفيلسوف، ولد في القرية الفارسيّة أفشنة عام 980م وتوفي في همدان عام 1037م، ولُقب بالشيخ الرئيس، ولقبه الغربيون بأمير الأطباء، كانت نشأة ابن سينا في أوزبكستان، اهتم منذ صغره بالمنطق كسبيل للوصول إلى المعرفة، وقد درس على أيدي علماء المنطق والغيبيات حتى أصبح في الثامن عشرة من عمره بدأ رحلته الدراسيّة بنفسه، فتعمَّق في علوم الشريعة والطبّ والغيبيات، تأثّرَ ابن سينا بالآراء الفلسفيَّة للفارابي وآمن بفلسفته التي تصوّر الموجودات والوجود، وكان يقول بأنَّ الله يعلم الكليات وليس الجزئيات، من أشهر مؤلفاته كتاب القانون.

-ابن الهيثم: هو العالم العربي محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم البصريّ، عالم من علماء البصريات والهندسة وله العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي تأكدت في العصر الحديث، ولد في البصرة عام 965م وتوفي عام 1040م، وقد اشتهر بفلسفته العلمية التي تقول بأنَّ المكان هو فراغ ثلاثيّ الأبعاد بين السطوح الداخليَّة، على عكس ما قامت عليه فلسفة أرسطو وهو أنَّ الأمكنة فراغات ثنائيّة الأبعاد بين السطوح الداخليّة، ومن أهم مؤلفاته كتاب المناظر

اسئلة متعلقة

...