في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة (2.4مليون نقاط)

مقالة جدلية حول  الشعور ولا شعور 

هل الشعور يصاحب كل ظواهر النفس ؟ 

هل كل ما لا نفهمه من السلوك الشعوري يمكن رده إلى اللاشعور؟ 

هل يعي الإنسان دوما أسباب سلوكه؟

.اداب وفلسفة 2022 

محتوى الموضوع  

مقالة فلسفية حول  الشعور ولا شعور

مقالة مقارنة بين  الشعور ولا شعور

مقدمة مقالة  الشعور ولا شعور

خاتمة مقالة  الشعور ولا شعور

مقالة جدلية حول  الشعور ولا شعور

تحضير وتحليل نص فلسفي  الشعور ولا شعور

تلخيص درس  الشعور ولا شعور

بحث حول  الشعور ولا شعور

البكالوريا آداب وفلسفة . مقالة  الشعور ولا شعور. مرحباً اعزائي طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net يسعدنا زيارتكم في صفحتنا المتميزة بمعلوماتها واسئلتها التعليمية لجميع مراحل التعليم والتخصصات الدراسية حيث نجد الكثير من الطلاب والطالبات من أنحاء مدارس الوطن العربي المهتمين بدراسة البكالوريا والعلوم الفلسفية ومنهجيتها التعليمية والثقافية بالبحث عن تحضير وتحليل وتخليص وشرح أهم دروس البكالوريا وعلم الفلسفة للسنة الاولى والسنة الثانية قسم اداب وفلسفة - و علمي للمرحلة المتوسط والمرحلة الثانوية لذالك أحبائي طلاب وطالبات البكالوريا في موقعكم التعليمي موقع( النورس العربي دوت كوم .alnwrsraby.net) يسرنا أن نقدم لكم ما تبحثون عن اجابتة وهي إجابة السؤال ألذي يقول. اكتب .مقالة فلسفية جدليةحول  الشعور ولا شعور

. وهي كالتالي

مقالة جدلية الشعور ولا شعور

يمكن إعتبار الأحوال النفسية أحوال شعورية فحسب ؟ هل الشعور يصاحب كل ظواهر النفس ؟ هل كل ما لا نفهمه من السلوك الشعوري يمكن رده إلى اللاشعور؟ هل يعي الإنسان دوما أسباب سلوكه؟

مقدمة : طرح المشكلة

إذا كان الإنسان يتوجه إلى فهم العالم الخارجي ويسعى إلى التكيف مع ظواهره بواسطة الإحساس و الإدراك فإنه في المقابل يمتلك عالما داخليا يعرف بالحياة النفسية التي تتكون من جملة العواطف والرغبات والميول و الاحوال النفسية التي يتعرف عليها بواسطة الشعور لكن احيانا يعيش الإنسان بعض الحالات النفسية دون وعي منه و هو ما يعرف باللاشعور الذي يشكل مجموعة الحوادث النفسية التي تؤثر في سلوكنا دون أن نشعر بها كالذكريات المنسية والأحلام و الرغبات المكبوتة . وقد حدث جدال كبير بين الفلاسفة و المفكرين و علماء النفس حول أساس الحياة النفسية أدى إلى ظهور تيارين متعارضين تيار كلاسيكي يجعل من الشعور عصبا للحياة النفسية من خلاله تحدس النفس أحوالها البعيدة وتعيها بينما بالعكس يرى تيار نقيض مثله مؤسسي التحليل النفسي أن هذا المبدأ غير كاف للإحاطة بكنه النفس ومجالها الشاسع و أن اللاشعور هو مبدأ الحياة النفسية

و أمام هذا الجدل فإن الإشكال الذي يمكن طرحه هو هل الحياة النفسية شعورية أم لا شعورية ؟ أوبمعنى آخر هل كل ما نعيشه من أحوال نفسية نعيه دائما ؟ هل الحياة النفسية مطابقة للحياة الشعورية؟.

العرض : محاولة حل المشكلة

عرض منطق الأطروحة : " الشعور هو مبدأ الحياة النفسية "

يرى هذا الإتجاه إن الشعور هو أساس الحياة النفسية فالإنسان يعي بشكل واضح كل ما يحدث له من أحوال نفسية و يعرف دواعي وأسباب سلوكه بطريقة حدسية مباشرة و يتبنى هذا الموقف ( الإتجاه الكلاسيكي ) : ديكارت ،آلان ،برغسون ،إبن سينا ،وليام جيمس و يبرر هؤلاء موقفهم بالحجج و البراهين الآتية :

أن الحياة النفسية و الشعور متطابقان فالشعور هو الوعاء الذي يحتوي كل النشاطات النفسية للانسان بصفة خاصة فكل ما هو نفسي هو شعوري حيث يقول ديكارت " الشعور والحياة النفسية مترادفان " و يقول كذلك " إن كل ماهو نفسي شعوري بالضرورة "ويرى ديكارت ان الظاهرة النفسية هي ظاهرة شعورية معتبرا ان النفس لا تنقطع عن التفكير الا اذا تلاشى وجودها و هذا من خلال مقولة الكوجيتو " أنا أفكر إذن أنا موجود " و مادام تفكيرها لا ينقطع فمعنى هذا أنها تشعر بكل ما يجري لها لأنه من المستحيل أن نفكر دون وعي حيث يقول آلان " إن الإنسان لا يستطيع أن يفكر دون أن يشعر بتفكيره " ،فالمعرفة هي معرفة الانا المتكلم نفسه بنفسه فهو يحللها و يستطلع عيوبها وذكرياتها واعمالها وبالتالي انها معرفة ما يجري في العالم الداخلي انه حدس بالحياة النفسية وهذا الوعي يستلزم معرفة الاحوال النفسية بواسطة انا متميزة ومنفصلة عنها يقول مين دي بيران " لا توجد واقعة يمكن القول عنها أنها معلومة دون الشعور بها "

فالشعور هو السبيل إلى فهم الحياة النفسية من بدايتها إلى نهايتها لأن الانسان يعرف ويعي كل ما يجري في نفسه ويدرك كل احوالها وافعالها ويشعر بها بوضوح لان ما لا نشعر به فهو ليس من انفسنا فمن التناقض القول بوجود حياة نفسية لا شعورية اما تلك السلوكات التي لا نعيها فهي ليست صادرة من النفس و إنما هي عبارة عن نشاطات عضوية فيزيولوجية مصدرها الجسد كتكاثر الخلايا لذلك يقول ديكارت " لا توجد حياة نفسية خارج الروح سوى الحياة الفيزيولوجية " و يقول هنري آي " الشعور و الحياة النفسية مترادفان و بالتالي فإن الظاهرة إما لا شعورية فيزيائية أو شعورية نفسية "و يقول بُومْكا " ان جوهر الوجود هو الشعور وان الظاهرة النفسية اللاشعورية لا توجد الا بالكف عن هذا الوجود ، فالشعور والوجود مفهومان مترادفان"

إن الشعور يقدم لنا معرفة تامة عن الذات و لا يخطئ في معرفة ما يجري من حوادث في عالمنا الداخلي و الحادثة التي نفقد الشعور بها يعني أنها قد زالت و إنعدم وجودها لأنه لا وجود لحادثة نفسية لا نشعر بها مادام الإستمرار والديمومة من خصائص الشعور فهو مستمر و متصل ولا يعرف الإنقطاع فقد يضعف أحيانا و لكنه لا يغيب كما أنه دائم التغير، فهو لا يعرف الثبات ولا يستقر على موضوع معين ، ولذلك نجد أحوالنا تنتقل من الحزن إلى السرور إلى الغضب إلى الشك . حيث يقول برغسون "الشعور كالنهر المتدفق الذي لا يعرف التوقف دائم الجريان و إن تدنى مستوى تدفقه يبقى موجودا ،فالشعور كهذا النهر لا يعرف الوقوف ينخفض إلى درجات متدنية لكنه لا يغيب" و يقول جيمس " الشعور تيار متواصل و متدفق بإستمرار ".و يقول كذلك " كثيرا ما ننتقل من ذكرى إلى أمل و من حب إلى بغضاء "

كما تؤكد المدرسة الظواهرية على أن التفكير يستلزم الوعي و الوعي يرادف الشعور و بالتالي فالإنسان يدرك ذاته إدراكا مباشرا فهو يعرف تخيلاته و أحاسيسه بنفسه ومن خلال شعوره ، الذي يساعده على معرفة ماهية الأشياء و الوقوف على حقيقتها يقول هوسرل " كل شعور هو شعور بشيء ما" فالذات تقصد الموضوع من خلال الإرادة التي توجه الشعور نحو شيء معين ، و أكد سارتر على الشعور من خلال حرية الإختيار حيث بين أن الوجود الإنساني الذاتي هو الوجود الحقيقي لأن الوجود فيه يكون سابق عن الماهية و لكي يحدد مصيره و ماهيته عليه أن يختار ما سيكون عليه و لا يكون إختياره إلا من خلال الإرادة الحرة التي يكون منبعها الشعور لذلك يقول " فالسلوك الذي يختاره الإنسان إنما يعيشه و يشعر به"

و عليه فإن الحياة النفسية قوامها الشعور يقول برغسون " إن الشعور يتسع بإتساع الحياة النفسية "

نقد و مناقشة: لا يمكن إنكار أن الشعور يقدم لنا معرفة حول الكثير من الأحوال النفسية التي نعيشها إلا أن هذا التيار بالغ كثيرا حينما طابق بين النفس والشعور فما هو نفسي أوسع مما هو شعوري كما أن الشعور كثيرا ما يخطئ في تفسير أحوالنا النفسية حيث يقول سبينوزا " الشعور مجرد وهم " كما أن هناك العديد من التصرفات التي يصدرها الإنسان دون أن يشعر بها مثل : السهو الهذيان و الأحلام

عرض نقيض الأطروحة : اللاشعور هو مبدأ الحياة النفسية "

إن اللاشعور هو مبدأ الحياة النفسية لأن الإنسان لا يعي كل ما يحدث له من احوال نفسية فهناك العديد من الحالات التي عجز الإنسان عن تفسيرها ومعرفة أسبابها و يتبنى هذا الموقف الإتجاه المعاصر : فرويد ,بروير ,برنهايم " و يبرر هؤلاء موقفهم هذا بالحجج و البراهين الآتية :

حيث يعتبر ليبنتز هو اول من أشار إلى وجود حياة نفسية لا شعورية حيث يقول " لدينا في كل لحظة عدد لا نهاية له من الإدراكات التي لا تأمل فيها ولا نظر " و مع تطور علم النفس ودخوله عالم التجريب مع مطلع القرن 19 إستطاع العلماء الكشف عن وجود حالات نفسية لا شعورية من خلال معالجة مرض الهستيريا التي كانت تشكل مشكلة العصر حيث بين برنهايم ان سبب الهستيريا ليس عضوي و إنما نفسي لا شعوري " الكبت " فإذا خرجت هذه الرغبة المكبوتة من ساحة اللاشعور إلى ساحة الشعور يزول المرض و ذلك بعد معالجته لهذا المرض بواسطة التنويم المغناطيسي مثل الفتاة التي كانت مصابة بالهستيريا فبعد تنويمها مغناطيسيا توصل برنهايم إلى أن سبب إصابة هذه الفتاة بالهستيريا هو أنها كانت تكبت دموعها عندما تزور والدها المريض في المستشفى يقول برنهايم "إن فكرة ما إذا ما رسخت في الذهن اصبحت تمارس نشاطا لاشعوريا" ،و قد إستعمل أسلوب التنويم المغناطيسي العديد من العلماء أمثال شاركو و بروير و توصلوا إلى نتائج مماثلة لتلك التي وصل إليها برنهايم مثل معالجة بروير للفتاة التي كانت مصابة بالهستيريا بسبب رغبة مكبوتة تمثلت في عدم ردها على الخادمة التي أرغمتها على الشرب من إناء الكلب عندما كانت صغيرة و بعد تنويمها مغناطيسيا إستطاع إخراج هذه الرغبة المكبوتة إلى ساحة الشعور مما أدى إلى زوال الهستيريا

و كذلك فرويد إستعمل التنويم المغناطيسي إلا أنه لم يقتنع به لأنه علاج مِؤقت حيث لاحظ أن المريض سرعان ما يعود إلى ما كان عليه لذلك لجأ إلى إبتداع أسلوب جديد و هو التداعي الحر الذي يقتضي على المريض البوح بكل أسراره وهو في حالة يقظة و توصل من خلاله إلى أن سبب هذه الأمراض النفسية هو وجود رغبات مكبوتة في ساحة اللاشعور و أن هذه الرغبات لا تظهر في شكل أمراض عصبية فقط و إنما تحاول التعبير عن ذاتها في السلوك العادي للإنسان في شكل فلتات اللسان و زلات القلم و أخطتء الإدراك فالناس في حياتهم اليومية قد يقومون بأفعال مخالفة لنواياهم و مقاصدهم تظهر في شكل هفوات و زلات تغير المقصود بأكمله، و هذه الهفوات و الزلات لها دلالات نفسية لاشعورية كالكره و الحقد و الغيرة حيث يعطينا فرويد مثال عن رئيس برلمان النمسا حيث أنه بدل أن يعلن إفتتاح الجلسة قال" أيها السادة أتشرف برفع الجلسة " و هو تعبير لا شعوري عن عدم إرتياحه لرؤية بعض النواب يقول فرويد "يكتشف المرء الحقيقة الكاملة من خطأ لآخر" كما يعتبر الحلم مجالا خصبا لظهور المكبوتات و الرغبات الكامنة في أعماق النفس فالرغبات التي لا تجد النور في الواقع ، تجد مخرجا في الحلم نظرا لزوال سلطة الأنا الأعلى فالمرأة التي ترى نفسها في الحلم أنها ترتدي لباسا اسودا فهذا يدل على أنها ترغب في وفاة زوجها المسن لكى تعيد الزواج بشاب يسعدها ، وأخرى ترى في الحلم أنها ترتدي فستان أبيض مما يعكس رغبتها في الزواج ،كما تتجسد السلوكات اللاشعورية في مظاهر أخرى كنسيان المواعيد و الأشخاص و النكت، الإعلاء ،التقمص و الإسقاط فهذه المظاهر كلها تعبر عن عقد و أمراض نفسية عند الإنسان تشكلت حسب فرويد في مرحلة الطفولة التي تعرف نشاطا واسعا للرغبات و الميول الجنسية و الغريزية التي يكون مصيرها الكمون و الكبت إلا أنها تحاول الظهور من جديد في مرحلة المراهقة فقد أرجع فرويد جميع سلوكات الإنسان إلى غريزتين هما الغريزة الجنسية أو الليبيدو و التي تشمل كل مظاهر الحب و الحنان فهي تتجلى في كل ما يقوم به الإنسان من أعمال إيجابية بناءة قصد المحافظة على كيانه واستمرار وجوده ،و الغريزة العدوانية "الموت"و التي تظهر في السلوك التخريبي والهدم والعدوان على الغير كالحرب والعدوان على النفس كالانتحار، وهذا العدوان ينشأ من كبت الميول المختلفة التي تتطور فتتحول إلى إستعداد غريزي يصبح بموجبه الإنسان عدوا لأخيه الإنسان بالفطرة و الغريزة.

تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة بمقالنا هذا في اسفل الصفحة على مربع الاجابة وهي كالتالي  الشعور ولا شعور

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
الشعور ولا شعور

ومن خلال هذه الدراسات توصل فرويد إلى تقسيم الجهاز النفسي إلى ثلاث مستويات هي الأنا ( ساحة الشعور) ، الأنا الأعلى ( القيم الأخلاقية والإجتماعية )و الهو ( ساحة اللاشعور الليبيدو ) و بين فرويد أن العلاقة بين الأنا الأعلى والهو هي علاقة تناقض لأن الرغبات والميول تسعى للتعبير عن ذاتها في الواقع و الانا الأعلى يقوم بمنعها و في ظل هذا الصراع يتدخل الأنا لإحداث التوازن بينهما و فشله في ذلك يؤدي إلى تكوين العقد والأمراض النفسية يقول فرويد "يستمد الأنا طاقاته من الهو و قيوده من الأنا الأعلى و عقباته من العالم الخارجي" و عليه فاللاشعور نظرية لازمة في فهم الحياة النفسية للإنسان و الكشف عن أغوارها و معالجة الأمراض و العقد النفسية التي تلحق بها يقول فرويد " إن فرضية اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة و لنا أدلة كثيرة على وجود اللاشعور"

نقدو مناقشة : لا يمكن إنكار أهمية اللاشعور في الحياة النفسية فقد مكنت دراسات العلماء في هذا المجال من علاج العديد من الأمراض والأزمات النفسية إلا ان هذا التيار بالغ حينما إعتبره قوام الحياة النفسية فالإنسان لا تسيطر عليه الحالات اللاشعورية فقط فهذه الدراسة تنطبق على الحالات المرضية فقط لأن الإنسان السوي يعي بوضوح سلوكاته وتصرفاته كما ان ربط سلوك الإنسان بالغريزة هو إنقاص من قيمة الإنسان ككائن عاقل وواع يقول آلان " اللاشعور إحتقار للأنا و عبودية للجسم".

التركيب : يمكن القول أن الحياة النفسية قوامها الشعور واللاشعور لأن حصرها في الشعور وحده معناه إهمال جانب مهم و هو اللاشعور كما أن حصرها في اللاشعور وحده فيه تقليل من قيمة الإنسان ككائن واعي و عليه فإن الرأي السليم هو إعتبار أن الحياة النفسية تقوم على مبدأين هما الشعور واللاشعور ولابد من تكاملهما لمعرفة حقيقة النفس الإنسانية فالنفس عالم غامض ومتقلب الأحوال والمزاج مما يجعل من الإحاطة بأعماقها وما تتضمنه من خواطر وأهواء عميقة إحاطة كاملة محاولة معقدة تستدعي المزج بين قدرة الذات عن الحدس الشعوري المباشر لدواخلها و قدرة المحلل النفسي في الكشف عما هو لاشعوري و عليه فالسلوك الإنساني هو محصلة لعوامل شعورية ولا شعورية .

خاتمة : (حل المشكلة)

و في الأخير يمكن القول ان الحياة النفسية كيان معقد يتداخل فيه ماهو شعوري مع ماهو لا شعوري فهي بنية مركبة من الشعور واللاشعور فالحياة النفسية لها جانبان جانب واعي يمكن إدراكه و فهمه بواسطة الشعور و جانب لاواعي لا يمكن فهمه وتفسيره إلا من خلال التحليل النفسي فالشعور يمكننا من معرفة الجانب الواعي منها واللاشعور يمكننا من معرفة الجانب اللاواعي منها و عليه فإنه لا ينبغي النظر إلى الشعور على أنه ساحة صراع بين متناقضات بل ألية للتوازن و التكيف و المعرفة، ولا إلى اللاشعور بإعتباره سجنا للرغبات المكبوتة و إنما كطاقة يمكن توجيهها نحو الإبداع العلمي .
0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
الشعور واللاشعور

تعريف الشعور

الشعور هو إدراك المرء لذاته، أفعاله و انفعالاته إدراكا مباشرا، وعرف العالم هاملتون مفهوم الشعور بأنه معرفة النفس بأفعالها، وانفعالاتها، ويعتبر الشعور حالة مؤقتة تتحكم بها عوامل عديدة، مثل الشعور بالجوع، والشعور بالسعادة، والشعور بالحزن، والشعور بالكآبة.

خصائص الشعور:

من المفاهيم السابقة نكتشف أن الشعور يتصف بالخصائص التالية:

1/ الشعور إنساني: أي أن الشعور ظاهرة إنسانية بل هو الذي يعطي للإنسان إنسانيته فالحيوان قد يحس بالألم و لكنه لا يشعر بالألم ولا يعيه.

2/ الشعور ذاتي: كل خبرة شعورية تعبير عن حالة الفرد ذاته إذ لكل فرد منا إدراكاته و انفعالاته و عواطفه.

3/ الشعور حدس: أي أنه معرفة مباشرة، دون اللجوء إلى وسائط فالفرح لا يحتاج إلى شهادة من أحد تثبت فرحه.

4/ الشعور تيار مستمر ومتصل و دائم و متغير: و هذا يعني أن الشعور النفسي تيار لا ينقطع لقد أشار برغسون إلى هذه الخاصية و وصف الشعور بأنه ديمومة متجددة كما يتصف بالتغير من حيث الموضوع أو من حيث الشدة.

5/ الشعور انتقاء و اصطفاء: إذا كانت ساحة الشعور ضيقة لا تستوعب كل الأحوال الشعورية دفعة واحدة فهذا يعني أن الإنسان ينتقي منها ما يهمه في الحياة اليومية.

6/ الشعور كل متشابك: و هذا معناه أن الحالة النفسية ظاهرة معقدة ترتبط بجملة من الشروط النفسية و العضوية و الاجتماعية.

مفهوم اللاشعور

أشار علماء النفس إلى مفهوم اللاشعور بأنه مجموعة من الرغبات، والأفكار، والأشياء الداخلية، والتجارب المؤلمة التي يكبتها الإنسان، ولا يعبر عنها، أي عملية عقلية خاصة بجزء مهم من حياة الفرد النفسية، وكذلك مجموعة من العوامل، والدوافع التي تؤثر في سلوك، وتفكير، ومشاعر الفرد دون أن يشعر بكيفية حدوثها.

مظاهر اللاشعور:

 دافع الكثير من علماء النفس كالعالم فرويد بأن مفهوم اللاشعور موجود، وهي فرضية موجودة، لوجود أدلة كثيرة تدل على وجود هذا المفهوم، ومن أبرز مظاهر اللاشعور كالآتي:

* الأفعال المغلوطة: التي نسميها عادة فلتات لسان و زلات قلم و التي تدل على أنها تترجم رغبات دفينة، لأن السؤال الذي يطرحه فرويد هو لماذا تظهر تلك الأفعال مع أن السياق لا يقتضيها، و لماذا تظهر تلك الأخطاء بالذات لا شك أن الأمر يتعلق بوجه آخر للحياة النفسية، لأن الوعي لا ينظر إليها إلا باعتبارها أخطاء، مع أن فهمها الحقيقي لا يكون إلا في مستوى لا شعوري "فأنت ترى الإنسان السليم، كالمريض على السواء يبدي من الأفعال النفسية ما ل يمكن تفسيره إلا بافتراض أفعال أخرى يضيق عنه الشعور".

* الاضطرابات النفسية أو العقد النفسية: مظهر آخر يدل على أن الحياة النفسية حياة لا شعورية فهي من وجهة نظر فرويد تعبير مرضي تسلكه الرغبة المكبوتة فيظهر أعراضا قسرية تظهر الاختلال الواضح في السلوك.

* أحلام النوم: اكتسب الحلم معنى جديدا عند فرويد، إذ أوحت له تجاربه أن الرغبة المكبوتة تتحين الفرص ااتعبير عن نفسها و أثناء النوم حينما تكون سلطة الرقيب ضعيفة تلبس الرغبة المكبوتة ثوبا جديدا وتطفو على السطح في شكل رموز على الحيل اللاشعورية كالإسقاط و التبرير...إلخ.

و حاصل التحليل أن فرويد يصل نتيجة حاسمة أن المظاهر السابقة تعبر عن ثغرات الوعي و هي تؤكد على وجود حياة نفسية ل شعورية.

و بتعبير فرويد تكون هذه المظاهر "حجة لا ترد" على وجود اللاشعور.

اسئلة متعلقة

...