بواسطة (2.4مليون نقاط)
استمرار نهوض جبل شمر

نسعد بزيارتكم متابعينا في موقعنا النورس العربي نرحب بكل زوارنا الأعزاء الباحثين عن المعلومات الثقافية والأحداث التاريخية للدول العربية الإسلامية ويسعدنا أن نقد لكم معلومات وحلول تبحثون عنها في مجال التاريخ الإسلامي ونسعد أن نقدم لكم الكثيرمن المعلومات العامة في شتى المجالات ولكم الأن المعلومات والحلول الذي تبحثون عنها كالتالي....

استمرار نهوض جبل شمر

في آذار (مارس) 1868 انتحر حاكم حائل طلال آل رشيد ، الأمر الذي يعتبر من أندر الظواهر في شبه الجزيرة ، وأشار المؤرخ إبن عيسى إلى ذلك الحادث قائلا أن، طلال اختل عقله فانتحر . ومع أن، أمير حائل حكم المنطقة الواسعة بصورة مستقلة تقريبا ، فإنه لم يعلن القطيعة أبدا مع فيصل وأبنه عبد الله ، بل كان يقدم لهما مساعدة عسكرية كبيرة . وكانت وفاة طلال قد هيأت الإمكانية لإعادة النظر في العلاقات المتبادلة بين حكام حائل والرياض ، وخصوصا عندما توفي بعد عام واحد عبيد بن علي عم طلال العجوز والمتنفذ في الوقت ذاته . كان عبيد من أنصار التعاون مع آل سعود . وقد نعته بلغريف بالمتعصب أما في رأي آن بلانت فهو (البطل الرئيسي لتقاليد شمر) ، وهو شجاع كريم سخي . وكان تقدير دوتي لعبيد رفيعا أيضا ، حيث اعتبره عقيدا وشاعرا تتناقل الألسن قصائده .

كان طلال قد فرض سيطرته على خيير وتيماء الواقعتين شمالي المدينة المنورة . ومع أن حاكم حائل كان يتصرف بصورة مستقلة بقدر كاف ، فمن المشكوك فيه أنه كان يستطيع أن يجمع قوات شديدة البأس تكفي لتحدي حاكم الرياض .

كان أمير شمر يتميز بالتسامح الديني وقد سمح للشيعة واليهود بأن يقيموا ويتاجروا في حائل ، وكان يجبي منهم ضرائب غير قليلة . وكتب بلغريف (إن التجار من البصرة ومشهد علي وواسط ووالباعة من المدينة وحتى من اليمن كانوا يستقرون في سوق حائل الجديد بعد عروض مغرية . وقدم طلال لبعض منهم مقاولات رسمية ، وهي نافعة لهم وله بقدر واحد . ومنح البعض الآخر امتيازات وتسهيلات ، وكان يولي الجميع الدعم والحماية) . وبالأموال الواردة إلى بيت المال من الغزوات والحج والتجارة أنجز طلال قلعة بارزان وأنشأ حول العاصمة سورا ارتفاعه سبعة أمتار ، وبنى حي السوق ومسجدا كبيرا وكثيرا من الآبار العامة .

وإذا كان الدين في جبل شمر لا يلعب دور القوة التوحيدية الأولى فإن التعاضد القبلي أدى هذه الوظيفة . وحتى الحضر في حائل والمدن الأخرى كانوا يعتبرون أنفسهم من أبناء شمر بالدرجة الأولى ، و (موحدين) بالدرجة الثانية . لقد لعب البدو في إمارة جبل شمر دورا أكبر مما في إمارة الرياض . إلا أن سيطرة قبيلة واحدة شمر دورا أكبر مما في إمارة الرياض . إلا أن سيطرة قبيلة واحدة كانت تؤمن استقرار السلطة في منطقة محدودة ، ولكنها كانت عائقا أمام توسيع إمارة جبل شمر ، لأنها تنير حفيظة القبائل القوية الأخرى . كان طلال يدفع الأتاوات لفيصل وعبد الله بشكل خيول وحصة من الضريبة المفروضة في حائل على الحجاج الفرس وحصة من الغنائم . إلا أن نفوذ الرياض في أواسط الجزيرة أخذ يضعف ، بينما صارت الراية الخضراء الحمراء لإمارة جبل شمر ترتفع . وكتب فالين بحق منذ عهد عبد الله بن الرشيد : (إنني أعتبر أهالي شمر دون ريب من أنشط القبائل في الجزيرة حاليا . وإن سلطتهم ونفوذهم يشملان جيرانهم أكثر فأكثر من عام لآخر) .

وورث متعب شقيق طلال العرش . وبعد عشرة شهور قتل متعب في مجلسه بيد بندر الإبن البكر لطلال ، وصار بندر أميرا ، ولكنه ظهر لديه منافس خطر هو عمه محمد بن عبدالله آل رشيد ، الإبن الثالث لمؤسس السلالة . وقد قتل هذا بندر في عام 1874 ، عارفا بأن، الثأر ينتظره وأخذ الأمير الجديد يلاحق إخوان بندر الخمسة فانتقم من أربعة منهم . واعترفت جبل شمر بالأمير الجديد . ومع أن حكمه بدأ بالانتقام الدموي من منافسيه ، فإنه دشن عهدا من الازدهار والسلطة القوية في الإمارة . وكتب فيلبي يقول (لم تكن الحكومة فعالة أبدا مثلما كانت في عهده) .

تعتبر كتابات ضاري بن رشيد التي استخدمها ويندير على نطاق واسع أهم مرجع في تاريخ آل الرشيد منذ وفاة طلال حتى استيلاء محمد علي السلطة . وخلال أمد طويل لم تخرج إمارة آل الرشيد عن إطار جبل شمر وأقرب الواحات إليها – خيبر وتيماء والجوف . وقدر الرحالة عدد السكان الخاضعين لحائل في أواخر القرن التاسع عشر (قبل ضمها إلى نجد) ما بين 20 و50 ألف نسمة من الحضر ، ومثل هذا العدد تقريبا من البدو . وتفيد معطيات أخرى أن عدد البدو يمكن أن يكون ضعف عدد الحضر

ونسعد في موقعنا النورس العربي منبع الثقافة والعلم أن قدم لكم الكثير مالمعلومات المتعلقة بسوالكم وهي

كان حاكم جبل شمر يلقب بالأمير أو شيخ المشايخ ، أي أنه ظل زعيما لاتحاد قبائل شمر التي يعتمد عليها . وكان آل رشيد يحكمون بمساعدة أقربائهم ومفارز خدعهم الشخصيين . وفي ظل الصراع المتواصل تقريبا داخل الأسرة الحاكمة وعدم الثقة بالأقرباء كان الأمير يعتمد أكثر فأكثر على مفارز الخدم والمرتزقة المصريين والأتراك . وتفيد معطيات فالين أن مفرزة الأمير تتكون من 200 شخص تقريبا ، ويذكر رحالة الستينات – الثمانينات من القرن التاسع عشر الرقم 500-600 . ومنهم 20 شخصا يشكلون حرس الأمير الأكثر إخلاصا ، وحوالي 200 شخص كانوا في حائل أما الباقون فيرافقون التجار والحجاج وجماعات جباة الزكاة ويؤدون حسب الدور الخدمة في الحاميات في المناطق الملحقة بالإمارة .

وكان بين أفراد مفارز الأمير محاربون بسطاء و (رجال شيخ المشايخ) . وهذا المصطلح يطلع على كبار أفراد المفرزة وكذلك على المقربين إلى الأمير ، وعموما على كل من يتمتع بثقة خاصة لديه . والكثيرون منهم متحدون من العبيد . وكان (رجال الشيخ) يمثلون كبار الموظفين وقادة مفرزته والقائمين على أمور القصر وحكام ممتلكات الأمير . وبعد أن تطورت الإمارة صاروا يتراسون مختلف أصعدة جهاز إدارة الدولة . واعتبارا من سبعينات وثمانينات القرن التاسع عشر كان بين أكثر المتنفذين في الإمارة ، كما يقول الرحالة ، صاحب المضايف في القصر وصاحب بيت المال والكاتب الأول وحامل الراية والجليس ووزير آل الرشيد.

كان أمراء جبل شمر ملتزمين بتقاليد كرم الضيافة التي يرمز إليها القدر النحاسي الضخم الذي يحمله بصعوبة أربعة من الرجال الأشداء . وفي ثمانينات القرن التاسع عشر كان القصر يستضيف يوميا 150-200 شخص ، ويصل هذا العدد إلى 1000 شخص أثناء مرور القوافل الكبيرة

ونسعد في موقعنا النورس العربي منبع الثقافة والعلم أن قدم لكم الكثير مالمعلومات المتعلقة بسوالكم وهي

ومع تطور نظام الدولة طبقت الشريعة باتساع متزايد ، مما ضيق على العرف والعادات . وهذا أمر أشار إليه الرحالة . وكان من بين العقوبات قطع الأيدي ومصادرة الأموال على العصيان ضد الأمير والسجن على السرقة وعلى رفض دفع الزكاة ، والجلد بالعصى على الضرب والإصابة بجراح ، والغرامات المالية . واستخدم مقر آل رشيد السابق بمثابة سجن ، إلا أن الرهائن والسجناء الذين يتمتعون بمنزلة رفيعة صاروا منذ ستينات القرن التاسع عشر يحتجزون في مضيف القصر الجديد . وكان لحائل عمالها المباشرون في الأطراف ، ولكنهم في الغالب كانوا من الوجهاء المحليين . وظل شيوخ جميع قبائل البدو يحكمونها كالسابق . ونظرا لقلة التزام وإخلاص الهجانة البدو أخذ آل الرشيد يعتمدون أكثر فأكثر على سكان المدن والواحات وعلى حرس من العبيد . وقدر غوارماني الحد الأقصى لعساكر جبل شمر في ستينات القرن التاسع عشر بـ 6.5 آلاف شخص ، وإذا أضيف إليها محاربو المناطق الملحقة يبلغ هذا العدد 9 آلاف . ويقول نولدي أن الأمراء في التسعينات كان بوسعهم أن يقدموا 40 ألف محارب . وتمتطي العساكر ظهور الجمال ، بينما يركب الوجهاء الخيل والأسلحة هي الرماح والسيوف وأحيانا السلاح الناري وكانت هناك عدة مدافع

ونسعد في موقعنا النورس العربي منبع الثقافة والعلم أن قدم لكم الكثير مالمعلومات المتعلقة بسوالكم وهي

وفي عهد محمد الرشيد (1817-1897) بلغت إمارة جبل شمر أوج ازدهارها . ففي السبعينات تم الاستيلاء على العال وقرى في وادي السرحان حتى حدود وادي حوران . وكان استمرار ركود إمارة الرياض والتحالف مع الباب العالي قد مكنا محمد من بسط نفوذه على مدن القصيم في البداية ، ثم في عام 1884 على نجد كلها .

ونسعد في موقعنا النورس العربي منبع الثقافة والعلم أن قدم لكم الكثير مالمعلومات المتعلقة بسوالكم وهي

وماكان بإمكان إمارة جبل شمر أن تنهض إلا بتضعضع إمارة الرياض ذات الكثافة السكانية الأكبر والتي تمتلك قدرة عسكرية كبيرة دون شك . كانت حروب السعوديين في مطلع القرن وغزوات المصريين الفتاكة والنزاع القبلي المضيء كل ذلك شمل جبل شمر بقدر أقل من أواسط نجد . واستفاد عدد من الحكام المحنكين من هذه الظروف الملائمة بالنسبة لهم فجعلوا من حائل لوقت قصير سيدة لأواسط الجزيرة كلها .

سقوط إمارة الرياض . استيلاء الأتراك على الإحساء . في خريف 1870 عقد سعود بن فيصل من جديد تحالفا مع قبائل العجمان وآل مرة ودخل العقير واستولى على الإحساء وأرسل عبد الله أخاه محمد على رأس عساكر لاستعادة السيطرة على الإحساء وعاصمته الهفوف . وفي كانون الأول (ديسمبر) 1870 نشبت في البادية معركة الجودة . وفي اللحظة الحاسمة التزم بدو سبيع الذين جاءوا مع محمد جانب سعود فحقق هذا نصرا تاما . وتم القبض على محمد بن فيصل وزج به في سجن القطيف حيث ظل حتى أطلق الأتراك سراحه . وأعلن الإقليم الشرقي كله البيعة لسعود . ثم ارتبك أمير الرياض عبد الله بن فيصل الذي يواجه الهزيمة وأدى ذلك إلى ازدياد تدهور الأوضاع في إمارته . وفي تلك الأثناء حل جفاف مرعب ، مما أدى ، طبعا ، إلى قلاقل وفتن جديدة . وفي نيسان – آيار (إبريل – مايو) 1871 تحرك سعود ، أخيرا ، نحو الرياض .

وعندما دخل العاصمة نهبت عساكره البدوية هذه المدينة وسكانها لدرجة جعلت الجميع يحقدون عليه . واندلعت النزاعات القبلية في نجد من جديد . وأشار إبن عيسى إلى أن السلطة الجديدة كانت ضعيفة فتشوشت الأمور لدرجة أكبر وتدهورت الأوضاع بسبب المجاعة وارتفاع الأسعار ، وصار الناس يأكلون جيف الحمير ، ومات الكثيرون بسبب الجوع ، وترك الناس يواجهون الموت والمصائب والنهب والقتل والفساد . ولكنه ينبغي ، كما يرى ر. ويندير ، أن نأخذ بعين الاعتبار أن إبن عيسى كان من أنصار عبد الله . وواجهت الإمارة المحتضرة خطرا جديدا . فإن والي بغداد مدحت باشا ، وهو حاكم عثماني كبير معروف ومن أنصار السياسة النشيطة ، قد قرر الاستفادة من الموقف وإضافة أراضي جديدة إلى الإمبراطورية العثمانية التي تقلصت أراضيها . وأسفرت أعماله في شرقي الجزيرة العربية عن نشوب أزمة دبلوماسية بين لندن والاستانة .

وادعى محمد باشا بأن السيادة العثمانية تشمل نجد وبأ، عبد الله بن فيصل كان مجرد قائم مقام للأتراك . وكانت الحجة للتدخل هي (استعادة النظام ونجدة القائم مقام المذكور ضد شقيقه العاصي) .

وأرسل الأتراك أسطولهم لغزو الإحساء ، وقد حصلوا من حاكم الكويت على حوالي 300 سفينة أخرى . وكانت القوات النظامية مكونة من أربعة آلاف شخص ، من المشاة بالأساس ، وكذلك الفرسان والمدفعية . وأرسلت قبائل المنتفق عن طريق البر حوالي ثلاثة آلاف شخص . وفي آيار (مايو) 1871 نزلت القوات التركية في رأس تنورة وزحفت نحو القطيف دون أن تواجه مقاومة . وبعد معارك غير كبيرة احتل الأتراك المدن والقلاع الرئيسية في الإقليم كله . وهكذا فقد الإخوان السعوديان الإقليم الشرقي بسبب العداء العائلي . وفي الوقت ذاته تقريبا زار مدحت باشا الإحساء ، ولكن محاولة غزو الرياض أخفقت .

واستمر الصراع داخل أسرة آل سعود . وظهر عبد الله في الأراضي المحتلة من قبل الأتراك ، في حين طرد سعود من الرياض مؤقتا ، وقد طرده عمه عبد الله بن تركي شقيق الأمير فيصل . واستجمع سعود حلفاءه من العجمان وآل مرة وأخذ يهاجم الحاميات التركية ، ولكن دون جدوى . وفي أواخر 1871 ومطلع عام 1872 عاد عبد الله من جديد إلى الرياض ، إلا أ، الوضع في الإمارة كان ميئوسا منه . فالمجاعة مستمرة ، وكان الناس ، كما يقول إبن عيسى ، يأكلون الجيف والجلود وأوراق الشجر . وحاول الإخوان أن يتعاونا ضد الأتراك ، ولكن دون جدوى .

وفي آذار (مارس) 1873 عاد سعود مجددا إلى الرياض . واستمرت المعارك سجالا بين الأخوين ، واقترنت ، كالعادة ، بالنهب والقتل . ونظرا لأن عبد الله بن فيصل أخذ يعتمد على الأتراك زاد الإنجليز من دعمهم لسعود حتى أنهم أرسلو أغذية له . وفي منتصف السبعينات ظهر على المسرح عبد الرحمن الإبن الرابع للأمير فيصل . كان قد ولد فيعام 1850 على وجه التقريب . ويعتقد ر. ويندير أن عبدالرحمن يؤيد سعود ، بينما يتصور فيلبي أن عبد الرحمن التزم جانب عبد الله . ولايستبعد أنه كان متذبذبا في اختيار أحد الأخوين الأكبر . وفي آذار (مارس) 1874 تخلى الأتراك عن حكم الإحساء مباشرة لكي يقللوا النفقات . وصار زعيم بني خالد وهو من آل عريعر أداة لتنفيذ سياستهم . وكان ناصر باشا بن سعدون والي البصرة التي تشكلت إداريا من جديد وزعيم قبيلة المنتفق قد عينه متصرفا . وتم سحب القوات النظامية التركية واستبدلت بمفرزة شرطة عثمانية .

وتزعم عبد الرحمن بن فيصل في عام 1874 انتفاضة على الأتراك في الإقليم الشرقي . والتحق به قسم من قبائل العجمان وآل مرة وبدو آخرون . وأنزل ناصر باشا بن سعدون في العقير 2400 جندي من القوات النظامية مزودين بأربعة مدافع فتم دحر الثائرين . والتجأ عبد الرحمن إلى سعود في الرياض . وتعرضت الهفوف لنهب من الغالبين استمر ثلاثة أيام . وترك ناصر باشا الإقليم في شباط (فبراير) 1875 بعد أن، عين متصرفا فيه . وكانت سلطة سعود في نجد متضعضعة . ففي أواخر عهده لم تعد جبل شمر والقصيم تخضعان له . وصارت الرياض مركزا لإمارة صغيرة مقطعة الأشلاء في أواسط الجزيرة . وانقطعت العائدات المنتظمة . ولما كان سعود يعتمد على بدو العجمان فإن سكان الواحات والمدن لم يكونوا راضين عنه . وفي كانون الثاني (يناير) 1875 توفي سعود ، وربما كانت وفاته بسبب الجدري ، مع أن، معطيات أخرى تفيد بأنه مات مسموما

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

...