في تصنيف اصل قبائل العرب بواسطة
عُدل بواسطة
متى بدأت الطبقية والتفرقة عند العرب في طبقية أنساب القبائل والعائلات بن السادة والخدام

وما هي التفرقة

علم الأنساب و طبقات الأنساب عند العرب المسلمين

لم يكن علم الأنساب عند العرب منذ الإسلام وما قبله، وسيلة للتمييز العنصري، أو التمايز الطبقي الاجتماعي والديني، وإنما كان وسيلة للرقي والتهذيب الاجتماعي والأخلاقي بأرقى صوره، في حين كان الكرم والشجاعة والمروءة والنبل والحكمة، وغير ذلك من الصفات الجليلة، وسيلة من وسائل النَسَب التي تفاخر بها الأجداد.

 

ولم يكن يعرف العرب معنى الدول المقسمة ذات الحدود لوطن واحد، فكان علم الأنساب له دور هام في تجميع القبائل ضد العدو الخارجي كوسيلة سياسيَّة إداريَّة في وقت لم يعرف فيه العرب فكرة التجمع حول الأيديولوجيات، ووجوده كان الرباط القوي الذي وحد صفوف أبناء القبيلة في زمن لم يعرف العرب فيه معنى الجنسيات المختلفة لشعب واحد.

أهمية علم الأنساب

المعرفة بعلم الأنساب من الأمور المطلوبة، لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية، والمعالم الدينية، فقد وردت الشريعة المطهرة باعتبارها في مواضع العلم بنَسَب النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأنه النبي القرشي الهاشمي الذي كان بمكة وهاجر منها إلى المدينة؛ فإنه لا بد لصحة الإيمان من معرفة ذلك، ولا يعذر مسلم في الجهل به وناهيك بذلك.

 

ومنها التعارف بين الناس حتى لا يعتزي أحد إلى غير آبائه، ولا ينتسب إلى سوى أجداده، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]؛ وعلى ذلك تترتب أحكام الورثة، فيحجب بعضهم بعضًا، وأحكام الأولياء في النكاح فيقدم بعضهم على بعض، وأحكام الوقف إذا خص الواقف بعض الأقارب أو بعض الطبقات دون بعض، وأحكام العاقلة في الدية حتى تضرب الدية على بعض العصبة دون بعض وما يجري مجرى ذلك، فلولا معرفة الأنساب لفات إدراك هذه الأمور وتعذر الوصول إليها.

 

صحابة اشتغلوا بالأنساب

وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه في علم النَسَب صاحب المقام الأرفع والجانب الأعلى، وذلك أول دليل وأعظم شاهد على شرف هذا العلم وجلالة قدره.

 وصنف في علم الأنساب جماعة من جملة العلماء وأعيانهم؛ كأبي عبيدة، والبيهقي، وابن عبد البر، وابن هرم، وغيرهم وهو دليل شرفه ورفعة قدره.

 وروى عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم طاف يوم فتح مكة على ناقته القصواء ليستلم الأركان، ثم خطب الناس على راحلته فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد! فإن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهليَّة وتعاظمها بآبائها؛ إنما الناس رجلان: بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله"، ثم قال: "إن الله عز وجل يقول": {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}، ثم قال: "أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم".

ومعرفة الأنساب من أعظم النعم التي أكرم الله تعالى بها عباده؛ لأن تشعب الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهدة لحصول الائتلاف، وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان والفطر على ما قال تعالى: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم: 22].

 وروى عبد الله بن يزيد مولى المنبعث أنه أخبره عن أبيه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: إن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كان يقول: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم؛ فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر".

وروى إسحاق بن سعيد؛ قال: حدثني أبي قال: كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فسأله: من أنت؟ قال: فمَتَّ له برحم بعيدة، فألان له القول، وقال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اعرفوا أنسابكم تصلوا به أرحامكم؛ فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت، وإن كانت قريبة، ولا بعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدة".

وروى عمارة بن غزية، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت: "لا تعجل، وأْتِ أبا بكر الصديق فإنه أعلم قريش بأنسابها حتى يلخص لك نَسَبي".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المسجد فإذا جماعة فقال: "ما هذا؟" قالوا: رجل علَّامة، قال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "وما العلَّامة؟" قالوا: رجل عالم بأيام الناس وعالم بالعربيَّة وعالم بالأشعار وعالم بأَنسَاب العرب، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "هذا علم لا يضر أهله". وفي رواية: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "هذا علم لا ينفع، وجهل لا يضر".

وقال عبيد الله عن سيار: قال عمر رضي الله عنه: "تعلموا من النجوم ما تهتدون به في البر والبحر ثم انتهوا، وتعلموا من الأَنسَاب ما تصلون به أرحامكم وتعرفون به ما يحل لكم مما حرم عليكم من النساء ثم انتهوا".

طبقات الأنساب عند العرب

يقسم أهل علم النسب طبقات الأنساب إلى ست طبقات.

الطبقة الأولى –

الشَّعب، بفتح الشين - وهو النسب الأبعد كعدنان مثلا. وهو أبو القبائل الذين ينسبون إليه،

ويجمع على شعوب. وسمي شعبًا لأن القبائل تتشعب منه.

والطبقة الثانية –

القبيلة، وهي ما انقسم فيها الشعب كربيعة ومضر. وسميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها،

 وتجمع القبيلة على قبائل،

وربما سميت القبائل جماجم أيضًا، كما يقتضيه كلام الجوهري حيث قال: وجماجم العرب هي القبائل التي تجمع البطون.

الطبقة الثالثة –

العِمارة، بكسر العين - وهي ما انقسمت فيه أنساب القبيلة كقريش وكنانة، ويجمع على كنائن.

الطبقة الرابعة –

البطن، وهو ما انقسمت فيه أنساب العمارة كبني عبد مناف وبني مخزوم، ويجمع على بطون وأبطن.

الطبقةالخامسة –

الفخذ، وهو ما انقسمت فيه أنساب البطن كبني هاشم وبني أمية رضي اللهعنهم، ويجمع على أفخاذ.

الطبقة السادسة –

الفصيلة، بالصاد المهملة - وهي ماانقسمت فيه أنساب الفخذ كبني العباس.

هكذا رتَّبها الماوردي في الأحكام السلطانية ،وعلى نحو ذلك جرى الزمخشري في تفسير الكشاف في الكلام على قوله تعالى: "وجعلناكم شعوبًا وقبائل"

إلا أنه مثل الشعب بخزيمة، والقبيلة بكنانة ، والعمارة بقريش ، والبطن بقصي، والفخذ بهاشم، والفصيلة بالعباس،

وبالجملة فالفخذ يجمع الفصائل، والبطن يجمع الأفخاذ، والعمار تجمع البطون، والقبيلة تجمع العمائر، والشعب يجمع القبائل،

قال النووي في تحرير التنبيه: وزاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة.

وقال الجوهري: وعشيرة الرجل هم رهطه الأدنون.

وقال أبو عبيدة: عن ابن الكلبي عنأبيه: تقديم الشعب، ثم القبيلة، ثم الفصيلة، ثم العمارة، ثم الفخذ.

 فأقام الفصيلة مقام العمارة في ذكرها بعد القبيلة، والعمارة مقام الفصيلة في ذكرها قبل الفخذ، ولم ينكر ما يخالفه،

 ولا يخفى أن الترتيب الأول أولى،

وكأنهم رتبوا ذلك على بنية الإنسان فجعلوا الشعب بمثابة أعلى الرأس، والقبائل بمثابة قبائل الرأس،

 وهي القطع المشعوب بعضها إلى بعض تصل بها الشؤون وهي القنوات التي في القحف لجريان الدمع،

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
مختارة بواسطة
 
أفضل إجابة
طبقات الأنساب عند العرب:

جعل علماء الأنساب طبقات أنساب العرب ست طبقات.

الطبقة الأولى: الشعب: وهو النسب الأبعد الذي تنتسب إليه القبائل، مثل عدنان وسمي شعبا لأن القبائل تتشعب منه، ويجمع على شعوب.

الطبقة الثانية: القبيلة، وهي أحد فروع الشعب، مثل ربيعة، مضر.

الطبقة الثالثة: العمارة، وهي أحد فروع القبيلة، مثل قريش، وكنانة.

الطبقة الرابعة: البطن، وهو الفرع من العمارة مثل: بني عبد مناف، وبني مخزوم.

الطبقة الخامسة: الفخذ، وهو أحد فروع البطن، مثل: بني هاشم وبني أمية.

الطبقة السادسة: الفصيلة، وهي ما انقسم فيه انساب الفخذ، كبني العباس وبني أبي طالب.

فهي إذن من الأعلى إلى الأدنى، أم من الأكبر إلى الأصغر:

الشعب، فالقبيلة، فالعمارة، فالبطن، فالفخذ، والفصيلة. ومنهم من جعلها عشر طبقات.

الجذم، فالجماهير، فالشعوب فالقبائل فالعمائر فالبطون فالأفخاذ فالعشائر فالفصائل فالرهط.

اسئلة متعلقة

...