في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة
خطبة الجمعة بعنوان فضل يوم عاشوراء؟ خطبة العاشر من محرم مكتوبة

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 5 من المحرم 1442هـ - الموافق 13 / 8 /2021م

فَضْلُ شَهْرِ اللهِ الْمُحَرَّمِ وَعَاشُورَاءَ

إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( [آل عمران:102]، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( [النساء:1]، )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا( [الأحزاب:70-71].

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

 عِبَادَ اللهِ:                                             

لَقَدِ اقْتَضَتْ حِكْمَةُ اللهِ تَعَالَى فِي خَلْقِهِ تَفْضِيلَ الْأَزْمِنَةِ وَالشُّهُورِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ؛ )وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ( [القصص:68].

وَإِنَّ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَمِنَّتِهِ عَلَى عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ أَنْ جَعَلَ لَهُمْ مَوَاسِمَ لِلْخَيْرَاتِ، تُضَاعَفُ فِيهَا الْحَسَنَاتُ، وَتَزْدَادُ فِيهَا الْأُجُورُ وَالْبَرَكَاتُ، فَبَعْدَ أَنْ صَامَ الْمُسْلِمُونَ شَهْرَ رَمَضَانَ، جَاءَتْ سِتٌّ مِنْ شَوَّالٍ، ثُمَّ عَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. فَمَا أَنْ يَنْتَهِيَ مَوْسِمٌ إِلَّا وَيَعْقُبُهُ مَوْسِمٌ آخَرُ، وَهَا هُوَ - يَا عِبَادَ اللهِ- قَدْ أَظَلَّكُمْ مَوْسِمٌ مِنْ مَوَاسِمِ الْخَيْرِ أَلَا وَهُوَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، شَهْرُ الْخَيْرَاتِ وَالْبَرَكَاتِ، شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ، شَهْرٌ أَضَافَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اللهِ فَسَمَّاهُ شَهْرَ اللهِ الْمُحَرَّمَ تَعْظِيمًا وَتَشْرِيفًا، وَهُوَ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ الْهِجْرِيَّةِ وَفَاتِحَةُ الْعَامِ، وَأَحَدُ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ الَّتِي قَالَ اللهُ فِيهَا: ]إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ( [التوبة:36].

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ]فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [ فِي كُلِّهِنَّ، ثُمَّ اخْتَصَّ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَجَعَلَهُنَّ حُرُمًا، وَعَظَّمَ حُرُمَاتِهِنَّ، وَجَعَلَ الذَّنْبَ فِيهِنَّ أَعْظَمَ، وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ بِالْأَجْرِ أَعْظَمَ. وَقَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللهُ: (إِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَظِيمًا، وَلَكِنَّ اللهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ).

وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].وَسُمِّيَ مُحَرَّمًا تَأْكِيدًا لِتَحْرِيمِهِ، وَكَانُوا يُسَمُّونَهُ أَيْضًا: الْأَصَمَّ؛ لِشِدَّةِ تَحْرِيمِهِ.وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنِ السَّلَفِ: كَانُوا يُعَظِّمُونَ ثَلَاثَ عَشَرَاتٍ: الْعَشْرَ الْأَخِيرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنَ الْمُحَرَّمِ.

عِبَادَ اللهِ:

يُسْتَحَبُّ الْإِكْثَارُ مِنَ الصِّيَامِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ؛ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. وَفِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ، يَوْمُ عَاشُورَاءَ، لَهُ فَضِيلَةٌ عَظِيمَةٌ وَحُرْمَةٌ قَدِيمَةٌ، وَصَوْمُهُ لِفَضْلِهِ كَانَ مَعْرُوفًا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ صَامَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَصَامَهُ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَثَّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صِيَامِهِ؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ». فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ].

فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِصِيَامِهِ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَاشُورَاءَ: «مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا].

وَلَمَّا سُئِلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَضْلِ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ قَالَ: «أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَصُومَ الْيَوْمَ التَّاسِعَ مَعَهُ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

فَتَعَرَّضُوا- يَا عِبَادِ اللهِ- لِهَذِهِ النَّفَحَاتِ، وَاغْتَنِمُوا هَذِهِ الْأَيَّامَ الْمُبَارَكَاتِ، وَاحْرِصُوا عَلَى هَذِهِ الْفُرْصَةِ قَبْلَ الْفَوَاتِ؛ لِتَفُوزُوا بِالْأَجْرِ الْجَزِيلِ وَالْأُعْطِيَاتِ.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

عِبَادَ اللهِ:

هَا نَحْنُ أُولَاءِ فِي عَامٍ هِجْرِيٍّ جَدِيدٍ قَدْ أَتَى، بَعْدَ أَنِ انْطَوَتْ صَفَحَاتُ عَامٍ مَضَى وَانْقَضَى، وَهُوَ يُذَكِّرُنَا بَأَنَّ الأَيَّامَ خَزَائِنُ الأَعْمَالِ وَمَرَاحِلُ الأَعْمَارِ، وَيَدْفَعُنَا أَنْ نَسْتَذْكِرَ تَضْحِيَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحَابَتِهِ؛ مِنْ أَجْلِ العَقِيدَةِ وَالثَّبَاتِ عَلَى الحَقِّ وَنُصْرَتِهِ، أُولَئِكَ الرَّعِيلُ الَّذِينَ بَذَلُوا النَّفْسَ وَالنَّفِيسَ وَالغَالِيَ وَالرَّخِيصَ؛ لِتَبْقَى العَقِيدَةُ، وَيُنْصَرَ المَبْدَأُ، وَتَحْيَا الأُمَّةُ، وَتَعِيشَ الأَجْيَالُ عَلَى مَائِدَةِ التَّوْحِيدِ وَالإِيمَانِ، وَتَتَعَاوَنَ عَلَى التَّقْوَى وَالإِحْسَانِ، وَتَتَنَاهَى عَنِ الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.

إِنَّ الهِجْرَةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ حَدَثٍ تَارِيخِيٍّ يُسْرَدُ، وَلَا مَحْضَ انْتِقَالٍ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ أَوْ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ؛ وَإِنَّ مِمَّا يُسْتَفَادُ مِنْهَا: أَنْ يَهْجُرَ الْمَرْءُ المَعْصِيَةَ إِلَى الطَّاعَةِ، وَالْكُفْرَ إِلَى الإِيمَانِ، وَالشِّرْكَ إِلَى التَّوْحِيدِ، وَالكَسَلَ إِلى الجِدِّ وَالمُثَابَرَةِ، وَالجَزَعَ إِلَى الصَّبْرِ وَالمُصَابَرَةِ، وَالتَّوَاكُلَ إِلَى التَّوَكُّلِ، وَالتَّثَاقُلَ إِلَى التَّشْمِيرِ وَالعَمَلِ؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» [رَوَاهُ البُخَارِيُّ]، وَأَنْ يَهْجُرَ الجَهْلَ إِلَى العِلْمِ، وَالتَّبَلُّدَ إِلَى الْفِطْنَةِ وَالْفَهْمِ، وَالتَّخَلُّفَ إِلَى التَّقَدُّمِ وَالِازْدِهَارِ، وَالكَرَاهِيَةَ وَالْأَثَرَةَ إِلَى الْمَحَبَّةِ وَالإِيثَارِ.

وَاحْرِصُوا – رَحِمَكُمُ اللهُ تَعَالَى- عَلَى الْأَخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الِاحْتِرَازِيَّةِ.

اللَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنَ النِّفَاقِ، وَأَعْمَالَنَا مِنَ الرِّيَاءِ، وَأَلْسِنَتَنَا مِنَ الْكَذِبِ، وَأَعْيُنَنَا مِنَ الْخِيَانَةِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، رَبَّنَا ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ، وَالضَّرَّاءَ وَالْبَأْسَاءَ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا النِّعَمَ، وَادْفَعْ عَنَّا النِّقَمَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
خطبة الجمعة بعنوان فضل يوم عاشوراء؟ خطبة العاشر من محرم مكتوبة
0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
ﻓﻲ ﻭﺩﺍﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ خطبة الجمعة

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺧﻠﻔﺔ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﻜﻮﺭﺍً . ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺿﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻧﻮﺭﺍً . ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻮﻥ ﻋﻠﻮﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍً . ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً ﻛﺜﻴﺮﺍً .

ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻭﺍ ﺑﻤﺎ ﺗﺮﻭﻥ ﻭﺗﺴﻤﻌﻮﻥ . ﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻭﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ . ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻋﺸﺖ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻓﺈﻟﻰ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻦ . ﻭﻫﺒﻚ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﻤﺌﻴﻦ . ﻓﻤﺎ ﺃﻗﺼﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﺓ ﻭﻣﺎ ﺃﻗﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ . ﻗﻴﻞ ﻟﻨﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺚ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺇﻻ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً : ﻛﻴﻒ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﺪﺍﺧﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ . ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻭﺗﺒﺼﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻘﻄﻌﻮﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺳﻔﺮﻛﻢ . ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻤﺮ ﺑﻜﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻌﺪﻛﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﻘﺮﺑﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﺓ . ﻓﻄﻮﺑﻲ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻏﺘﻨﻢ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺮﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻭﻣﻮﻻﻩ . ﻭﻃﻮﺑﻰ ﻟﻌﺒﺪ ﺷﻐﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﺗﻌﻆ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻈﺎﺕ ﻭﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ . ﻭﻃﻮﺑﻰ ﻟﻌﺒﺪ ﺃﺳﺘﺪﻝ ﺑﺘﻘﻠﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻷﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﻷﺑﺼﺎﺭ

﴿ ﻳُﻘَﻠِّﺐُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞَ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭَ ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺫَﻟِﻚَ ﻟَﻌِﺒْﺮَﺓً ﻟِﺄُﻭﻟِﻲ ﺍﻟْﺄَﺑْﺼَﺎﺭِ ﴾ ‏[ ﺍﻟﻨﻮﺭ : 44 ‏] . ﴿ ﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲَ ﺿِﻴَﺎﺀً ﻭَﺍﻟْﻘَﻤَﺮَ ﻧُﻮﺭًﺍ ﻭَﻗَﺪَّﺭَﻩُ ﻣَﻨَﺎﺯِﻝَ ﻟِﺘَﻌْﻠَﻤُﻮﺍ ﻋَﺪَﺩَ ﺍﻟﺴِّﻨِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟْﺤِﺴَﺎﺏَ ﻣَﺎ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺫَﻟِﻚَ ﺇِﻟَّﺎ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ﻳُﻔَﺼِّﻞُ ﺍﻟْﺂَﻳَﺎﺕِ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ * ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺍﺧْﺘِﻠَﺎﻑِ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻭَﻣَﺎ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻟَﺂَﻳَﺎﺕٍ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﺘَّﻘُﻮﻥَ

﴾ ‏[ ﻳﻮﻧﺲ : 5 ، 6 ‏] .

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :

ﺟﻤﻌﺘﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺁﺧﺮ ﺟﻤﻌﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻼﺋﻞ ﺳﻴﻄﻮﻯ ﺳﺠﻠﻪ ﻭﻳﺨﺘﻢ ﻋﻤﻠﻪ . ﻓﻬﻨﻴﺌﺎً ﻟﻤﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻡ . ﻭﻭﻳﻞ ﻟﻤﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﻭﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ . ﻓﻬﻠﻢ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ . ﻛﻴﻒ ﻗﻀﻴﻨﺎﻩ ﻭﻣﺎ ﺃﻭﺩﻋﻨﺎﻩ ﻓﻴﻪ . ﻭﻟﻨﻔﺘﺶ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﺃﻣﻠﻴﻨﺎﻩ . ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﺣﻤﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﻧﺎﻩ . ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﺍً ﺗﺒﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮﻧﺎﻩ، ﻭﻟﻴﻨﻈﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﺮﻃﻨﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮﻧﺎ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻭﺃﻛﺜﺮﻧﺎ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﺿﻴﻌﻨﺎ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﻮﻡٍ ﻓﻀﻴﻞ ﺻﻴﺎﻣﻪ ﻣﺎ ﺻﻤﻨﺎﻩ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻀِﻴﻞٌ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻟﻢ ﻧﻘﻤﻬﺎ، ﻓﻠﻴﺤﺎﺳﺐ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﻁ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻓﻠﻴﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺘﺪﺍﺭﻙ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ .

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :

ﻛﻢ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻭﻳﻔﺮﺡ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﺷﻬﺮﻩ ﻭﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺸﻬﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻓﺮﺣﻪ ﺑﺎﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﺮﺡٌ ﺑﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﺍﻟﺪﻧﻮ ﻟﻸﺟﻞ ﻓﺮﺡ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻗﻪ ﻷﻫﻠﻪ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﻟﻘﺒﺮﻩ . ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻧﻘﻄﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻧﺎ . ﻭﺻﻔﺤﺎﺕ ﻧﻄﻮﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻓﺎﺗﺮﻧﺎ . ﻓﻬﻞ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺪ ﻟﻠﻘﺪﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ ﺑﺎﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮﻩ .

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :

ﺃﻟﻢ ﺗﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﻄﻠﻊ ﻭﺗﻐﺮﺏ . ﻓﻔﻲ ﻃﻠﻮﻋﻬﺎ ﺛﻢ ﻏﺮﻭﺑﻬﺎ ﺇﻳﺬﺍﻥ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭ . ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻃﻠﻮﻉ ﺛﻢ ﻏﺮﻭﺏ . ﺃﻟﻢ ﺗﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺗﺘﺠﺪﺩ ﻋﺎﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ . ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺗﻮﺩﻋﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎً ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻋﻠﻴﻜﻢ . ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻣﻘﺒﻼً ﺇﻟﻴﻜﻢ . ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺗﻮﺩﻋﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ . ﻓﻠﻴﻘﻒ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﺳﺒﺎً ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺳﻠﻔﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ . ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻭﺇﻥ ﻳﻜﻦ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻗﻠﻊ ﻭﺃﻧﺎﺏ . ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺗﻤﺤﻲ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﺔ . ﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ :- " ﻭﺃﺗﺒﻊ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺗﻤﺤﻬﺎ ." ﻟﻴﺤﺎﺳﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﺩﺍﺋﻬﺎ . ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ . ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀﺕ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻨﻔﻘﻬﺎ .

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ :

ﺣﺎﺳﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﻏﺪﺍً . ﻓﺈﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﺍﻟﻐﺪ . ﺣﺎﺳﺒﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﻋﺎﻣﻜﻢ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻳﺎﻣﻜﻢ . ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺧﺰﺍﺋﻨﻜﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﻆ ﻟﻜﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ . ﻭﻋﻤﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻜﻢ ﻓﺘﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﺃﻭﺩﻋﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ . ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺧﻄﺐ ﻓﻘﺎﻝ : " ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻟﻜﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻓﺎﻧﺘﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﻤﻜﻢ . ﻭﺇﻥ ﻟﻜﻢ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﺎﻧﺘﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻜﻢ ." ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺎﻓﺘﻴﻦ : ﺃﺟﻞٌ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﻓﻴﻪ . ﻭﺃﺟﻞٌ ﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﺽ ﻓﻴﻪ ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ . ﻭﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻵﺧﺮﺗﻪ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕ . ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ " ﺃﻧﻜﻢ ﺗﻐﺪﻭﻥ ﻭﺗﺮﻭﺣﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻗﺪ ﻏﻴﺐ ﻋﻨﻜﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻤﻀﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺟﻞ ﺇﻻ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﺎﻓﻌﻠﻮﺍ " ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ : ‏( ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺳﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﺳﺒﻮﺍ . ﻭﺯﻧﻮﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺯﻧﻮﺍ ﻭﺗﺄﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﻌﺮﺽ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ‏) . ﴿ ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﺗُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻟَﺎ ﺗَﺨْﻔَﻰ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﺧَﺎﻓِﻴَﺔٌ ﴾ ‏[ ﺍﻟﺤﺎﻗﺔ : 18 ‏] . ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻠﻒ : ‏( ﻣﺜﻠﺖُ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺁﻛﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﺃﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎﺭﻫﺎ ﻭﺃﻋﺎﻧﻖ ﺃﺑﻜﺎﺭﻫﺎ، ﺛﻢ ﻣﺜﻠﺖُ ﻧﻔﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺁﻛﻞ ﻣﻦ ﺯﻗﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﺪﻫﺎ ﻭﺃﻋﺎﻟﺞ ﺳﻼﺳﻠﻬﺎ ﻭﺃﻏﻼﻟﻬﺎ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺃﻱ ﻧﻔﺲُ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ، ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻓﺄﻧﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﺎﻋﻤﻠﻲ ‏) ، ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻬﺾ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻭﻗﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻭﻳﺘﺨﻴﻞ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺗﺪﻉ ﻭﻳﻨﺰﺟﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻓﺒﻬﺬﺍ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺼﺢ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻭﻟﺬﺓ ﻻ ﺗﺤﻮﻝ ﺃﺑﺪﻯ ﻓﺈﻥ ﺗﺨﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺪﻓﻌﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻳﺤﺜﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﺛﻢ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺣﺮﻫﺎ ﻭﺯﻗﻮﻣﻬﺎ ﻭﺳﻼﺳﻠﻬﺎ ﻭﺻﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻘﺎﺭﺑﻬﺎ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺰﺟﺮﻩ ﻋﻦ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻛﺎﺩ ﻳﺨﻄﻮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻳﺮﺩﻩ ﻋﻦ ﻓﺎﺣﺸﺔ ﻛﺎﺩ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ .

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :

ﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﺑﺎﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺮ . ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ . ﻭﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺣﻠﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮﺓ . ﻓﻜﻢ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻭﻛﻢ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻲ . ﻭﻛﻢ ﺍﺳﺘﻐﻨﻰ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻘﻴﺮ . ﻭﺍﻓﺘﻘﺮ ﻣﻦ ﻏﻨﻲ . ﻭﻛﻢ ﻋﺰ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻴﻞ . ﻭﺫﻝ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺰﻳﺰ ﴿ ﻗُﻞِ ﺍﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﻣَﺎﻟِﻚَ ﺍﻟْﻤُﻠْﻚِ ﺗُﺆْﺗِﻲ ﺍﻟْﻤُﻠْﻚَ ﻣَﻦْ ﺗَﺸَﺎﺀُ ﻭَﺗَﻨْﺰِﻉُ ﺍﻟْﻤُﻠْﻚَ ﻣِﻤَّﻦْ ﺗَﺸَﺎﺀُ ﻭَﺗُﻌِﺰُّ ﻣَﻦْ ﺗَﺸَﺎﺀُ ﻭَﺗُﺬِﻝُّ ﻣَﻦْ ﺗَﺸَﺎﺀُ ﺑِﻴَﺪِﻙَ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮُ ﺇِﻧَّﻚَ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻗَﺪِﻳﺮٌ * ﺗُﻮﻟِﺞُ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞَ ﻓِﻲ ﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻭَﺗُﻮﻟِﺞُ ﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭَ ﻓِﻲ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺗُﺨْﺮِﺝُ ﺍﻟْﺤَﻲَّ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤَﻴِّﺖِ ﻭَﺗُﺨْﺮِﺝُ ﺍﻟْﻤَﻴِّﺖَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺤَﻲِّ ﻭَﺗَﺮْﺯُﻕُ ﻣَﻦْ ﺗَﺸَﺎﺀُ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺣِﺴَﺎﺏٍ ﴾ ‏[ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 26 ، 27 ‏] .

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ :

ﺭﺍﺟﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﻄﻮﻱ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ : ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻙ ﺇﻻ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻳﺎﻡ . ﻓﺎﺳﺘﺪﺭﻙ ﻋﻤﺮﺍً ﻗﺪ ﺃﺿﻌﺖ ﺃﻭﻟﻪ . ﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- " ﺍﻏﺘﻨﻢ ﺧﻤﺴﺎً ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ : ﺷﺒﺎﺑﻚ ﻗﺒﻞ ﻫﺮﻣﻚ . ﻭﺻﺤﺘﻚ ﻗﺒﻞ ﺳﻘﻤﻚ . ﻭﻏﻨﺎﻙ ﻗﺒﻞ ﻓﻘﺮﻙ . ﻭﻓﺮﺍﻏﻚ ﻗﺒﻞ ﺷﻐﻠﻚ . ﻭﺣﻴﺎﺗﻚ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻚ ." ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻭﺻﺎﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .- ﺑﺎﻏﺘﻨﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮﻝ ﺃﺿﺪﺍﺩﻫﺎ . ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﺪﺭﻛﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ . ﻓﺈﻥ ﺇﻗﺎﻣﺘﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﺃﻳﺎﻣﻜﻢ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻣﺸﻬﻮﺩﺓ . ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﻲ ﺇﻧﻪ ﻟﻴﻨﺘﻈﺮﻧﺎ ﻛﺄﺱ ﻟﺰﺍﻣﺎً ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻭﻗﻪ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻷﻣﻮﺕ ﺃﻧﺎ ﻭﺗﻤﻮﺕ ﺃﻧﺖ ﻭﻳﻤﻮﺕ ﻛﻞ ﺣﻲ ﺷﺌﻨﺎ ﺃﻡ ﺃﺑﻴﻨﺎ ﺭﺿﻴﻨﺎ ﺃﻡ ﻟﻢ ﻧﺮﺿﻰ، ﻭﺃﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻗﺒﺮٌ ﻭﺑﻌﺚٌ ﻭﻧﺸﻮﺭ ﻭﻛﺘﺎﺏٌ ﻳﺴﻄﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﺭﻧﺎ ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﻮﻡ ﺟﺰﺍﺀ ﻭﺣﺴﺎﺏ ﻓﺈﻣﺎ ﺟﻨﺔ ﺃﻭ ﻧﺎﺭ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻭﺣﻴﺎﺗﻨﺎ، ﻓﻤﻦ ﻗﻀﻰ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺭﺑﻪ ﻭﻣﻮﻻﻩ ﻭﻗﺪﻡ ﺧﻴﺮﺍ ﻓﻬﻮ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺮ ﻭﻧﻌﻴﻢ ﺃﺑﺪﻱ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺇﻏﻀﺎﺏ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻬﻮ ﺇﻟﻰ ﺷﺮ ﻭﺷﻘﺎﺀ ﺃﺑﺪﻱ ﺃﻟﻢ ﻳﺘﺪﺍﺭﻛﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ .

ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ : ﴿ ﻭَﺟَﻌَﻠْﻨَﺎ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞَ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭَ ﺁَﻳَﺘَﻴْﻦِ ﻓَﻤَﺤَﻮْﻧَﺎ ﺁَﻳَﺔَ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺟَﻌَﻠْﻨَﺎ ﺁَﻳَﺔَ ﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻣُﺒْﺼِﺮَﺓً ﻟِﺘَﺒْﺘَﻐُﻮﺍ ﻓَﻀْﻠًﺎ ﻣِﻦْ ﺭَﺑِّﻜُﻢْ ﻭَﻟِﺘَﻌْﻠَﻤُﻮﺍ ﻋَﺪَﺩَ ﺍﻟﺴِّﻨِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟْﺤِﺴَﺎﺏَ ﻭَﻛُﻞَّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻓَﺼَّﻠْﻨَﺎﻩُ ﺗَﻔْﺼِﻴﻠًﺎ * ﻭَﻛُﻞَّ ﺇِﻧْﺴَﺎﻥٍ ﺃَﻟْﺰَﻣْﻨَﺎﻩُ ﻃَﺎﺋِﺮَﻩُ ﻓِﻲ ﻋُﻨُﻘِﻪِ ﻭَﻧُﺨْﺮِﺝُ ﻟَﻪُ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻛِﺘَﺎﺑًﺎ ﻳَﻠْﻘَﺎﻩُ ﻣَﻨْﺸُﻮﺭًﺍ * ﺍﻗْﺮَﺃْ ﻛِﺘَﺎﺑَﻚَ ﻛَﻔَﻰ ﺑِﻨَﻔْﺴِﻚَ ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺣَﺴِﻴﺒًﺎ * ﻣَﻦِ ﺍﻫْﺘَﺪَﻯ ﻓَﺈِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﻬْﺘَﺪِﻱ ﻟِﻨَﻔْﺴِﻪِ ﻭَﻣَﻦْ ﺿَﻞَّ ﻓَﺈِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﻀِﻞُّ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺰِﺭُ ﻭَﺍﺯِﺭَﺓٌ ﻭِﺯْﺭَ ﺃُﺧْﺮَﻯ ﻭَﻣَﺎ ﻛُﻨَّﺎ ﻣُﻌَﺬِّﺑِﻴﻦَ ﺣَﺘَّﻰ ﻧَﺒْﻌَﺚَ ﺭَﺳُﻮﻟًﺎ ﴾ ‏[ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ : 12 - 15 ‏] .

ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﻮﻥ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻭﻟﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﻩ ﻏﻨﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ .

ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻣﻨﺸﺊ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ، ﻭﻣﻔﻨﻲ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺪﻫﻮﺭ، ﻭﻣﻴﺴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺴﻮﺭ ﻭﻣﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﺭ، ﻳﻌﻠﻢ ﺧﺎﺋﻨﺔ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ . ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟـﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ . ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻣﺮ ﻭﺃﺟﻞ ﻣﺄﻣﻮﺭ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ . ﻭﺿﺎﻋﻒ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻬﻢ ﺍﻷﺟﻮﺭ .

ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﺇﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻑ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﻋﺎﻡ ﻫﺠﺮﻱ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ، ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻋﻮﺍﻣﻨﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﺗﻨﻘﺺ ﺃﻋﻤﺎﺭﻧﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﻧﺪﻧﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﺎﻣﺎ، ﻓﻜﻞ ﺳﺎﻋﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻀﻰ ﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﻭﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻭﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ، ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﺪﺭﻛﻮﺍ ﻋﻤﺮﺍً ﺿﻴﻌﺘﻢ ﺃﻭﻟﻪ، ﻓﺮﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪﺍً ﺍﻏﺘﻨﻢ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻹِﻧﺎﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﻃﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺃﺧﺬ ﻧﺼﻴﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺃﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺍﻏﺘﻨﻤﻨﻲ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﻮﻡ ﻟﻚ ﺑﻌﺪﻱ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﺍﻟﻚ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ : ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺷﺮﻑ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﻗﺪﺭ ﻭﻗﺘﻪ ﻓﻼ ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻗﺮﺑﺔ . ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﺷﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻦ ﻟﺤﻀﻪ ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ )): ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺑﺤﻤﺪﻩ ﻏﺮﺳﺖ ﻟﻪ ﺑﻬﺎ ﻧﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .(( ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻛﻢ ﻧﺨﻠﺔ ﺿﻴﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﻈﺖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺑﺤﻤﺪﻩ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﺮﺳﺎً ﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺿﻴﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ؟ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺃﺿﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻔﺎﺗﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ .

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :

ﻛﻢ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﺘﺒﺪﻝ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺔ ﻭﻗﺴﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻣﻌﺎﺹ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺮﺣﻤــﻦ ﻣﻌﻄﻠﺔ ﻭﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺗﻨﻔﺬ ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺧﻲ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻚ؟ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻟﻚ؟ ﺃﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻗﻠﺐ ﻧﺎﻩ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺍﻧﺼﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ؟ !! ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ : ‏( ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻤﻦ ﻋﺮﻑ ﺭﺑﻪ ﺛﻢ ﻋﺼﺎﻩ ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺛﻢ ﺃﻃﺎﻋﻪ ‏) .

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :

ﻫﻼ ﺗﻔﻜﺮﺗﻢ ﺃﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﺃﻣﺎ ﻭﺍﻓﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻳﺎ ﻭﻗﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ، ﺭﺣﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﻗﻞ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺑﻘﺎﺅﻧﺎ، ﻫﺬﻩ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮﺍﻫﻢ، ﻫﺬﺍ ﺻﺪﻳﻘﻬﻢ ﻗﺪ ﻧﺴﻴﻬﻢ ﻭﺟﻔﺎﻫﻢ . ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺗﺰﻋﺞ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ، ﻭﺃﺩﻛﺎﺭﻫﻢ ﻳﺼﺪﻉ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ، ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻠﻤﻌﺘﺒﺮﻳﻦ، ﻓﺘﺄﻣﻠﻮﺍ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﻴﻦ، ﻭﺍﺗﻌﻈﻮﺍ ﺑﺎﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻦ، ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻳﻠﻴﻦ، ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﺎ ﺩﻣﺘﻢ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹِﻣﻬﺎﻝ، ﻭﺍﻏﺘﻨﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻧﻔﺲ ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻓﺎﺕ ﺯﻣﻦ ﺍﻹِﻣﻜﺎﻥ، ﻭﺣﺼﻞ ﺍﻹِﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺃﻭ ﻋﺼﻴﺎﻥ، ﻓﻨﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﻣﻨﺎﻥ، ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻢ ﻋﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ، ﻭﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻋﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ ﻋﺎﻣﺎً ﻣﺒﺎﺭﻛﺎً ﺣﻤﻴﺪﺍً، ﻭﺗﺮﺯﻗﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺭﺯﻗﺎً ﻭﺍﺳﻌﺎً ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﺎً ﻭﺗﺴﺪﻳﺪﺍً، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ، ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺣﻮﺍﻟﻨﺎ .

ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﴿ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻠَﺎﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁَﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ ﴾ ‏[ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ : 56 ‏] ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻙ ﻭﺭﺳﻮﻟﻚ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ، ﻭﺍﺭﺽ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺮﺭﺓ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ، ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻲ، ﻭﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ .

اسئلة متعلقة

...