في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة (2.4مليون نقاط)

خطبة صلاة الجمعة بعنوان((. اللهم هيئ لنا من امرنا رشدا)) مكتوبة مع الدعاء 

خطبة  الجمعة الأولى والثانية مكتوبه 

بعنوان اللهم هيى لنا من أمرنا رشدا 

خطبة  بعنوان

 -" اللهم هَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا "-

                     

الحمدُ لله العزيز الغفور، الحليم الشّكور، 

يعلم خائنَة الأعين وما تخفي الصّدور، 

أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره.. 

لا قاطع لمن يصله، ولا نافع لمن يخذله،

 يثُيب على العمل القليل ويقبله، 

ويحْلمُ على العاصي فلا يعاجله.. 

الملائكة من خشيتِه مشفِقون، 

والعباد من عظمته وجلون ،

وكلّ من في السموات والأرض له قانتون،

يا ربّ هيّئ لنا من أمرنا رشدا**

       واجعل معونتك الحسنى لنا مددا

ولا تكلنا إلى تدبير أنفسنا**

       فالنفسُ تعجز عن إصلاح ما فسدا

أنت الكريم وقد جهّزتُ من أملي**

               إلى أياديك وجهاً سائلاً ويدا

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يبعث مَن في القبور للوقوف بين يديه يوم النشور، 

وأشهد أن نبينا وسيّدنا محمّدًا عبدُه ورسوله، بعثه الله بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا ،،،

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102] 

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛ 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..

 أما بعد:

عبــــاد الله :

    حين " أوى الفتية إلى الكهف "، لم يسألوا الله النصر، ولا الظفر، ولا التمكين ، ولا شيء من متاع الدنيا، 

بل قالوا:) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)، [الكهف: الآية 10]، 

ذلك أن الرشد هو إصابة وجه الحقيقة ، و هو السداد، 

وهو السير في الإتجاه الصحيح،

 فإذا ارشدك الله فقد أوتيت خيرا عظيما, وخطواتك مباركه، 

وبهذا يوصيك الله أن تردد : (وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا) ]الكهف:24[،

 بالرشد تختصر المراحل وتختزل الكثير من المعاناة وتتعاظم لك النتائج حين يكون الله لك " ولياً مرشداً "، 

و لذلك حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلا أمرا واحداً هو : ( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) ]الكهف:66[ ، 

فإن الله إذا هيأ لك أسباب الرشد، فإنه قد هيأ لك أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي ..

والرشد ضد الغيّ والضلال، و هو ضد السفه وسوء التدبير، والرشد يعني الهدى والحق والإيمان،

 قال تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا)[البقرة 256]،

 والجن لما سمعوا القرآن أول مرة ماذا قالوا؟ قالوا :(إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) الجن:1-2[..

أيها المؤمنون - عباد الله: 

  لقد بين القرآن الكريم أهمية الرشد وأثره في حياة الأفراد و المجتمعات، وجعل من أعظم دلالاته والوصول إليه والحفاظ عليه، تنمية الإيمان بالله والحفاظ عليه، وطلب العون والسداد منه سبحانه، 

قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً) [النساء:136]، 

و قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة / 186].

وبين سبحانه وتعالى أن الإيمان عندما تتزين به القلوب، فإن ذلك سبيل إلى الرشد والرشاد، 

قال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [الحجرات: 7، 8].

وصلاح النفس وتربيتها وتزكيتها بالقيم والأخلاق والمثل العليا سبيل الرشد وطريقه، وعكس ذلك الغي والضلال، 

قال تعالى: (وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا)[الأعراف / 146]،

 إن المظاهر لا تغني من الحق شيئاً،

 لذلك قد تجد الرجل الكبير والشاب القوي، وصاحب الشهادة ، 

وقد تجد صاحب الجاه والمكانة،

 وقد تجد ذلك الإعلامي والسياسي وغيرهم، لم تشفع لهم مكانتهم أن يقولوا رشداً ويعملوا رشداً فينفعوا أوطانهم ومجتمعاتهم وأمتهم؛

 لأنهم لم يتخذوا طريق الرشد سبيلاً، 

بل كانت نفوسهم وحظوظهم الشخصية وعدم إدراكهم لواجباتهم تقودهم في كثير من الأحيان إلى سبيل الغي، 

فتحل الكوارث والمشاكل وتتأجج الفتن والصراعات وقد تسفك الدماء وتدمر الأوطان ويهلك الحرث والنسل، 

لذلك لما رأى نبي الله لوط عليه السلام قومه واصرارهم على المنكر قال لهم: (فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِى ضَيْفِىٓ ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ) ]هود:78[ ، 

أليس منكم رجل عنده تقوى أو اثر من خلق ومرؤة يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، 

فكانت النتيجة أن دمر الله تلك القرى، 

قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ) ]هود-82[، 

لأن الرشد كله خير ، في البيت والمجتمع والقبيلة والدولة، 

وهو صمام أمان لتجاوز المحن والعقبات والفتن والإبتلاءات،

 وإذا ما غاب وتلاشي ظهرت أمراض كثيرة ومشاكل عديدة واختلافات كثيرة..

عبــــاد الله:

   إننا بحاجة إلى الرشد في جميع أمور حياتنا،

 رشد في الإيمان والإلتزام بأحكام الدين، 

ورشد في السلوك والمعاملات، 

ورشد في الأقوال والأفعال والنيات،

 ورشد في العلم والعمل، 

لذا كان يدعو صلى الله عليه وسلم ربه، يطلب الرشد والعزيمة عليه، عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا أَنْ نَقُولَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ ، وَأَسْأَلُكَ العَزِيمَةَ في الرُّشْدِ ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا ، وَقَلْبًا سَلِيمًا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) (السلسة الصحيحة).

( وَأَسْأَلُك العَزِيمَةَ في الرُّشْدِ ) هِيَ الْجِدُّ فِي الْأَمْرِ بِحَيْثُ يُنْجَزُ كُلُّ مَا هُوَ رُشْدٌ مِنْ أُمُورِهِ , وَالرُّشْدُ هُوَ الصَّلَاحُ وَالْفَلَاحُ وَالصَّوَابُ.

تابع قرأة باقي الخطبة الأولى والخطبة الثانية والدعاء اسفل الصفحة على مربع الاجابة 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)

تابع الخطبة الأولى

عباد الله :

  إننا نعيش في هذه الدنيا وفي هذا الزمان وكأننا في كهف مظلم بسبب الذنوب والمعاصي والحروب والفتن والصراعات والأمراض والأوبئة والكوارث والمصائب ،

قال تعالى : "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " (الروم – 41)،

 ولا نجاة لنا إلا بأن يهيئ الله لنا من أمرنا رشداً، 

إذا تبنا إليه ولجأنا إليه وطهرت نفوسنا واستقامت أحوالنا،

 وليس ذلك ببعيد ولا عسير، فما أيسره، توبة صادقة وعمل صالح، .

والصلاة هي مفتاحُ السعادة، وطريقُ دارِ السلام، وبها يكون العبد في جوار الملك العلام، روى البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لبلال عند صلاة الفجر: "يا بلال: حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة!!". قال: ما عملت عملاً أرجى عندي، أني لم أتطهر طهوراً، في ساعة ليل أو نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي، وروى الطبراني -وأصل الحديث في مسلم-: وعن ربيعة بن كعب -رضي الله عنه- قال: كنت أخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاري، فإذا كان الليل أويت إلى باب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبت عنده، فقال يومًا: يا ربيعة: سلني، فأعطيَك، فقلت: أَنظِرْني حتى أنظر، وتذكرت أن الدنيا فانية منقطعة، فقلت: يا رسول الله: أسألك أن تدعو الله أن ينجيني من النار، ويدخلني الجنة، فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: من أمرك بهذا؟! قلت: ما أمرني به أحد، ولكني علمت أن الدنيا منقطعة فانية، وأنت من الله بالمكان الذي أنت منه، فأحببت أن تدعو الله، قال: إني فاعل، فأعني على نفسك بكثرة السجود، وروى مسلم عن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قلت: يا رسول الله: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة، فقال: "عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة، إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة". وفي صحيح مسلم من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُــولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِىَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُــطُّ خَطِيئَةً وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَــةً".

إن للصلاة أهمية في حياة المسلم؛ فهي دليلٌ على إسلامه وإيمانه، وبها يكون تميزه عن سائر الأديان والملل، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "العهد الذي بيننا وبينكم الصلاة، فمن تركها فقد كفر". صححه الألباني، مشكاة المصابيح (574).

وبها تكون الراحة، وعن طريقها تقبل الأعمال وترفع الدرجات وتغفر الزلات وتزيد الحسنات، وبها يكون العبد إماماً في الدين؛ قال تعالى: (وَجَعَلناهم أئمةً يَهدونَ بأمرِنا وَأوحَينا إليهِم فِعْلَ الخيراتِ وإقامَ الصَّلاةِ) [الأنبياء:73].

وبالصلاة تستجلب الأرزاق وتدفع البلايا والمصائب وتحل البركة، وهي من شروط التمكين والاستخلاف في الأرض؛ قال تعالى: (الّذينَ إنْ مكَنّاهُم في الأرضِ أقاموا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ وأمرُوا بالمعروفِ ونَهَوا عنِ المنكرِ وللهِ عاقِبةُ الأُمورِ) [الحج:41].

وهي علامة يعرف بها محمد -صلى الله عليه وسلم- أصحابه يوم القيامة، وليس هناك علامة غيرها، فقد روى مسلم، أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه يوماً: "وددت أنا قد رأينا إخواننا"، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟! قال: "أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد"، فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟! فقال: "أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة -أي فيها بياض ونور في الوجه والأطراف-، بين ظهري خيل دُهْم بُهْم -أي سودٌ وحمرٌ-، ألا يعرف خيله؟!"، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء، ليس أحد كذلك غيرهم".

ولذلك حافـظ عليها المسلمون وتواصوا بها ولم يجعلوا شيئاً من حطام الدنيا يشغلهم عنها؛ هذا عامر بن عبد الله بن الزبير، كان على فراش الموت، يعد أنفاس الحياة، وأهله حوله يبكون، فبينما هو يصارع الموت، سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب ونفسه تحشرج في حلقه، وقد اشتدّ نزعه، وعظم كربه، فلما سمع النداء قال لمن حوله: خذوا بيدي!! قالوا: إلى أين؟! قال: إلى المسجد، قالوا: وأنت على هذه الحال!! قال: سبحان الله!! أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه!! خذوا بيدي، فحملوه بين رجلين، فصلى ركعة مع الإمام، ثمّ مات في سجوده، نعم، مات وهو ساجد ليلقى ربه على هذه الحال.

" اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ، وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ، وَالْفُسُوقَ، وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ! " 

 بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ، ،

 قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه

  -:((الخطبة الثانية)):-

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه،

 وأشهدٌ أن لا إله إلإ الله وحده لا شريك له، 

وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرًا ...

   أما بعد:

أيها المسلمون:

من علامات الرشد في الفرد المسلم والمجتمع المسلم، التواصي بالحق والتواصي بالصبر، 

قال تعالى: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) ]العصر1-3[

 ومن ذلك القول الحسن والتثبت من الأقوال وعدم التسرع والعجلة،

 قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) ]الحجرات- 6[، 

ومن ذلك المسارعة إلى الخيرات قال تعالى: ( قال تعالى : فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا) ]المائدة- 48[، 

 ووصف الله عباده بقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء-90) ،

ووضع الأمور في نصابها، والتصرف وفق المصلحة، وبذل المعروف وكف الأذاء، والتعاون على البر والتقوى، ونشر الأخوة والمحبة في المجتمع وتقديم النفع، من علامات الرشد،

 وكثرة الدعاء وطلب الرشد من الله توفيق ورحمة

 فقد كان صلى الله عليه وسلم سأل الله الرشد ومن ذلك قوله: " اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي! " (رواه الترمذي وصححه الحاكم).

يا ربّ هيّئ لنا من أمرنا رشدا**

      واجعل معونتك الحسنى لنا مددا

ولا تكلنا إلى تدبير أنفسنا**

    فالنفسُ تعجز عن إصلاح ما فسدا

أنت الكريم وقد جهّزتُ من أملي**         إلى أياديك وجهاً سائلاً ويدا.

هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ 

حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56

 اللهم صل ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد

تابع باقي الدعاء على مربع التعليقات اسفل الصفحة كالتالي 

بواسطة (2.4مليون نقاط)
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين؛



 أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين،

 ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،

وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك يا أرحم الراحمين.     

‌اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وانصر عبادك الموحدين، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

واجعل هذا البلد آمِنًا مطمئنًا، وسائر بلاد المسلمين،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،



اللهم َأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبهم، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ واهدهم سواء السبيل، وردنا جميعاً إلى دينك رداً جميلاً،



اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، يا ذا الجلال والإكرام،



 اللهم إنا نسألك بفضلك ومنتك أن تحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه وسوء،

 اللهم احفظها بحفظك برحمتك يا رب العالمين، اللهم احفظ على المسلمين أمنَهم ورخاءهم واستقرارهم،



اللهم مَنْ أراد المسلمين وبلاد المسلمين بسوء فاجعل تدبيره تدميرا عليه، بقوتك وعزتك وجبروتك يا قوي يا عزيز.   







ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ

اللهم هَبْ لنا من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مـخرجًا، وارزقنا اللهم من حيث لا نحتسب،

 اللهُـمَّ إنَّا ظلمنا أنفسنا ظُلمـًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلَّا أنت، فاغفر لنا مغفرةً من عندِك وارحـمنا، إنك أنت الغفور الرحيم..

اللهم إنا نعـوذُ بك من عـملٍ يُـخزينا،

ونعـوذُ بك من قولٍ يُردينا،

ونعوذ بك من صاحبٍ يؤذيـنا،

ونعـوذُ بك مِن أملٍ يـُـلهـينا،

 ونعـوذ بك من فـقـرٍ يُـنسينا،

ونعـوذ بك من غِـنًى يُـطغـينا،

ونعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن..

اللهم أحسن حياتنا، وأحسن مـمـاتنا، وأحسن ختامنا، وأحسن مآلنا،

اللهم أعنَّا على كل خير، واكفنا من كل شـرٍّ، واغفر لنا ما قدَّمْنا وما أخَّرْنا، وما أسـَررْنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منَّا،

 اللهم اغفر لنا ولأمواتنا، وأعفُ عنَّا وعنهم، واجـمعنا بهم في مُستقرِّ رحمتك غير خزايا ولا مفتونين...

    (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]،

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا والمؤمنين عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-183].

عباد الله

 إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

 فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

وأقيم الصلاة

والحمد لله رب العالمين ...

اسئلة متعلقة

...