في تصنيف قصص وروايات تاريخية بواسطة (2.4مليون نقاط)

 ملخص الأزمة الاقتصادية لسنة 1929م ومؤثراتها في صراع الدول الكبرى وقيام حرب عالمية ثانية ما بين 1939 و1945م

 الأزمة الاقتصادية لسنة 1929م ويكيبيدياء 

ملخص الأزمة الاقتصادية لسنة 1929م ومؤثراتها في صراع الدول الكبرى في أوربا وآسيا وقيام حرب عالمية ثانية ما بين 1939 و1945م

#تمهيد إشكالي

احتدمت الصراعات بين الدول الكبرى في أوربا وآسيا بعد الأزمة الاقتصادية لسنة 1929م، وساهمت هذه الصراعات بالسير بالعالم نحو حرب عالمية ثانية ما بين 1939 و1945م، ترتب عنها خسائر بشرية واقتصادية جسيمة.

فما هي أسباب الحرب العالمية الثانية؟

ما هي المراحل الكبرى التي مرت منها؟

ما هي نتائجها العامة؟

أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية

الأسباب غير المباشرة للحرب العالمية الثانية

دور معاهدات السلام والأزمة الاقتصادية

ملخص الأزمة الاقتصادية لسنة 1929م ومؤثراتها في صراع الدول الكبرى في أوربا وآسيا وقيام حرب عالمية ثانية ما بين 1939 و1945م

ساهمت الأزمة الاقتصادية لسنة 1929م في تدهور الأوضاع الاقتصادية لكل من ألمانيا واليابان وإيطاليا، واقتنعت هذه الدول بضرورة التوسع الترابي لحل مشاكلها، فبالنسبة لليابان فقد قام بغزو إقليم منشوريا شمال الصين سنة 1931م، واحتل عدة مناطق أخرى سنة 1932م، واكتفت عصبة الأمم بالتنديد مما يوضح عجزها الدائم في حل النزاعات، ما سيشجع في نفس الوقت إيطاليا على غزو إثيوبيا، أما بألمانيا حاول هتلر منذ وصوله إلى السلطة سنة 1933م التخلص من قيود معاهدة فرساي وتطبيق سياسة المجال الحيوي الضروري للرايخ، ولتحقيق هذه الغاية اتخذ الإجراأت التالية:

إعادة تسليح إقليم رنانيا، وضم إقليم السار سنة 1936م.

الانسحاب من عصبة الأمم في نفس سنة 1936م.

إصدار قانون إعادة الخدمة العسكرية.

ضم النمسا وإقليم السوديت سنة 1938م.

تفكيك تشيكوسلوفاكيا سنة 1939م.

وبانسحاب اليابان من عصبة الأمم سنة 1937م دعم هتلر تلك القرارات بتكوين حلف عسكري مع كل من اليابان وإيطاليا عرف بالمحور الثلاثي.

الحرب الأهلية بإسبانيا

اندلعت بإسبانيا حرب أهلية قاسية سنة 1936م تواجهت فيها الحكومة الجمهورية ضد القوميين بزعامة فرانكو، وتطورت منذ البداية إلى قضية دولية فحصل فرانكو على مساندة إيطاليا وألمانيا، بالمقابل أيدت فرنسا وبريطانيا الجمهوريين وتوالت انتصارات القوميين إلى أن سقطت مدريد في أيديهم في مارس 1939م، وأصبح الجنرال فرانكو ديكتاتور اسبانيا، وبهذا شكلت الحرب بإسبانيا انتصارا آخرا للديكتاتوريات.

السبب المباشر للحرب العالمية الثانية

أعلن هتلر في أبريل عزمه على غزو بولونيا وحدد تاريخ فاتح شتنبر لتنفيذ الغزو، وقد تحركت كل من بريطانيا وفرنسا منذئذ لمواجهة هذا الاحتمال في وقت تمكن فيه هتلر من توقيع معاهدة عدم الاعتداء مع الاتحاد السوفياتي، مع الاتفاق على توزيع بولونيا، وفعلا غزت الجيوش الألمانية بولونيا في فاتح شتنبر فأعلنت بريطانيا وبعدها فرنسا الحرب على ألمانيا، فاشتعلت بذلك نار الحرب العالمية الثانية.

مراحل الحرب العالمية الثانية وحصيلتها العامة

مراحل الحرب العالمية الثانية

في المرحلة الأولى (1942.1939م) حققت دول المحور توسعات كبرى

كانت لصالح دول المحور (ألمانيا، إيطاليا، اليابان)، استعمل خلالها الجيش النازي في توسعاته ما عرف بالحرب الخاطفة، ففي الغرب تمكن هتلر من التوغل في الأراضي الفرنسية والبلجيكية والهولندية، ومن قصف المدن البريطانية وخاصة مدينة لندن، وعلى الجبهة الشرقية هاجمت القوات النازية كل أوربا الشرقية، ونقض هتلر معاهدته مع الاتحاد السوفياتي، كما تمكن حلفاء ألمانيا من تحقيق انتصارات كبيرة سواء إيطاليا أو اليابان التي تمكنت من الاستيلاء على بلدان جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ، وقصف القاعدة العسكرية الأمريكية (بيرل هاربور)، فكان رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية هو الدخول إلى الحرب.

في المرحلة الثانية (1945.1943م) تحولت الحرب لفائدة الحلفاء

منذ أواخر 1942م تغير خلالها مجرى الحرب لصالح دول الحلفاء بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانبهم، وبدأ الحلفاء يحققون انتصاراتهم الأولى على دول المحور:

انتصر الجيش الأحمر السوفياتي في معركة ستالينغراد، وشرع في تحرير أراضيه من النفوذ الألماني النازي، وفي المرحلة الموالية استولى الجيش السوفياتي على بلدان أوربا الشرقية.

أنزل الحلفاء الغربيون قواتهم في المغرب والجزائر لتحرير تونس من النفوذ الألماني الإيطالي، في نفس الوقت انطلق الجيش الإنجليزي من مصر لتحرير ليبيا، وانطلاقا من تونس تقدمت قوات الحلفاء الغربيين شمالا واستولت على إيطاليا وأطاحت بالنظام الفاشي سنة 1944م.

أنزل الحلفاء قواتهم في منطقة نورماندي، وتمكنوا من تحرير فرنسا سنة 1944، بعد ذلك تم الاستيلاء على بلجيكا وهولندا والليكسمبورغ.

منذ مطلع 1945م، شرعت قوات الحلفاء في غزو الأراضي الألمانية، وانتهى الأمر باستسلام الجيش الألماني في ماي 1945م.

انطلق الجيش الأمريكي من جزيرة ميدواي وجزر الكنال وبحر الكوزل لمواجهة الجيش الياباني في جزر المحيط الهادي، وللتعجيل بنهاية الحرب قامت القوات الأمريكية بإلقاء القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي في غشت سنة 1945م، وبالتالي استسلم الجيش الياباني.

نتائج الحرب العالمية الثانية

النتائج البشرية والمادية

ارتفاع عدد القتلى المدنيين والعسكريين إلى 50 مليون قتيل، بالإضافة إلى ملايين المعطوبين والأرامل واليتامى في ظرف 5 سنوات، وقد وصل عدد القتلى بالاتحاد السوفياتي لوحده إلى 20 مليون قتيل من بينهم أزيد من 11 مليون من المدنيين.

ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وتدمير المؤسسات العمومية، وتشريد السكان.

ارتفاع نسبة تكلفة الحرب على شعوب الدول الأوربية المتحاربة من الناتج الوطني الخام.

تراجع الإنتاج الفلاحي والصناعي، بحيث تراجع إنتاج القمح بفرنسا من 10 مليون طن سنة 1939م إلى 6 مليون طن سنة 1945م، وتراجع إنتاج الفحم من 50 مليون طن سنة 1939م إلى 25 مليون طن سنة 1945م.

دمرت الحرب أزيد من %20 من الرأسمالي العقاري بفرنسا، و100000 كولخوز بالاتحاد السوفياتي.

ويعود ارتفاع حجم هذه الخسائر إلى التجهيزات العسكرية المتطورة التي استعملت في الحرب، وإلى قصف المدن قصد ترهيب السكان، وسياسة هتلر.

النتائج السياسية

توسيع الحدود الترابية للدول المنتصرة كبولونيا وبلغاريا.

تقسيم ألمانيا إلى أربعة مناطق نفوذ.

الاحتلال الرباعي لمدينة برلين وفيينا من طرف الحلفاء.

ضم الاتحاد الاسوفياتي لأراضي جديدة شرق أوربا من أهمها أراضي لتونيا، استونيا، وليتوانيا.

فقدان أوربا لهيمنتها السياسية على العالم.

انقسام العالم إلى معسكرين متناحرين: المعسكر الغربي، والمعسكر الشرقي.

تأسيس هيئة دولية من أجل الحفاظ على الأمن الدولي "هيئة الأمم المتحدة" التي تأسست بموجب مؤتمر سان فرانسيسكو سنة 1945م، وحددت لها نفس أهداف منظمة عصبة الأمم.

خاتمة

هكذا يتضح أن الحرب العالمية الثانية قضت على الأنظمة الديكتاتورية، وعدلت الخريطة السياسية للعالم، وأعادت توزيع علاقات القوى الدولية لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي، اللذان ما لبثا أن زجا بالعالم نحو ما عرف بالحرب الباردة.

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
الأزمة الاقتصادية لسنة 1929م،

الحرب العالمية الثانية ما بين 1939 و1945م؟
0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)

العلاقة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية حتى آخر الثمانينات؟ 

تميزت العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية وحتى أواخر الثمانينيات بالمواجهة بين معسكرين متناحرين، هما المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، والمعسكر الشرقي بزعامة الإتحاد السوفياتي، وذلك في إطار ما عرف بنظام القطبية الثنائية، واختلفت حدة المواجهة بين المعسكرين بين التوتر والانفراج.

فما هو السياق التاريخي لبروز نظام القطبية الثنائية؟

وما هي أسباب ومظاهر وأزمات الحرب الباردة الأولى؟

وماذا عن مرحلة التعايش السلمي والحرب الباردة الثانية؟

السياق التاريخي (الظروف التاريخية) لبروز نظام القطبية الثنائية

الأوضاع الدولية بعد الحرب العالمية الثانية وبوادر نظام القطبية الثنائية

أدى تراجع نفوذ القوى الأوربية الاستعمارية التقليدية الممثلة في بريطانيا وفرنسا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية إلى تصاعد نفوذ قوتين جديدتين متعارضتين من حيث النظام السياسي والاقتصادي رغم تحالفهما المؤقت خلال الحرب العالمية الثانية ضد النازية والأنظمة الديكتاتورية، وهما الاتحاد السوفييتي الشيوعي والداعم للمد الشيوعي في العالم، والولايات المتحدة الأمريكية الرأسمالية والتي تسعى إلى محاولة إيقاف المد الشيوعي، وتجلى هذا التوجه نحو الثنائية في التقسيم الرباعي لألمانيا بعد تحريرها من النازية إلى مناطق نفوذ الاتحاد السوفييتي الذي سيطر على القسم الشرقي، بينما اقتسمت الدول الرأسمالية (الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا) القسم الغربي فيما بينها، كما قسمت مدينة برلين بنفس الطريقة.

المد الشيوعي السوفياتي في أوربا الشرقية

تجلت الانعكاسات السياسية للصراع بين المعسكرين في مساندة الاتحاد السوفياتي للأحزاب الشيوعية في دول أوربا الشرقية التي ساهم في تحريرها من الاحتلال النازي للوصول إلى السلطة، ولإقامة أنظمة اشتراكية فيها على غرار النظام السوفياتي، وأمام تصاعد المد الشيوعي في أوربا جاءت ردود فعل الولايات المتحدة الأمريكية التي رأت في هذا المد وسيلة للسيطرة على الشعوب وإقرار نظام اشتراكي بها.

رد الفعل الأمريكي من خلال مشروع مارشال

كان رد الفعل الأمريكي على المد الشيوعي في أوربا والعالم ظهور مذهب ترومان أو ما يسمى ب "سياسة محاصرة الشيوعية"، وتدخل في هذا الإطار المساعدات المالية والاقتصادية الضخمة التي قُدمت للدول المتضررة من الحرب من خلال مشروع مارشال سنة 1947م، وقد اعتبر أندريه جدانوف مستشار الرئيس السوفياتي ستالين أن مشروع مارشال يؤدي حتما إلى حدوث تغيرات على سياسة البلد الذي سيلقى هذا الدعم، وبالتالي فرض الامبريالية الأمريكية على العالم، لذلك دعا إلى مواجهة المشروع الأمريكي والصمود في وجه كل المخططات التوسعية الأمريكية، فسارع إلى إنشاء مكتب الإعلام الشيوعي المسمى ب"الكوميفورم" لتعبئة الأحزاب الشيوعية ضد المشروع الأمريكي.

مظاهر الحرب الباردة الأولى وبعض أزماتها (1947 – 1953م)

مفهوم الحرب الباردة ومظاهرها العسكرية والاقتصادية

الحرب الباردة هي حالة الصراع والتوتر والتنافس التي كانت توجد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى بعد الحرب العالمية الثانية، حيث عمل كل طرف على نشر مبادئه بمختلف الطرق مع تفادي الاصطدام العسكري المباشر في منتصف الأربعينيات وحتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، ومن أهم مظاهرها:

الخلافات السياسية: خلافات ناتجة عن الخلاف الإيديولوجي بين المعسكرين، ورغبة كل منهما في بسط نفوذهما في مناطق مختلفة من العالم، والتي ظهرت رغبة الاتحاد السوفياتي لبسط نفوذه في دول البلقان، وكذا تقديم الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات خيالية للدول الأوربية لإعادة بناء اقتصادها، وذلك في إطار مشروع مارشال لكسبها إلى جانبها وحمايتها من المد الشيوعي.

القطيعة الاقتصادية: تطورت الخلافات السياسية إلى قطيعة اقتصادية بين المعسكرين، حيث أنشأت الكتلة الغربية السوق الأوربية المشتركة، في حين أنشأت الكتلة الشرقية الكوميكون.

تكوين أحلاف عسكرية: اتجهت الكتلة الرأسمالية إلى تكوين أحلاف عسكرية موجهة ضد الاتحاد السوفياتي وحلفائه، أبرزها "حلف شمال الأطلسي"، مما أدى إلى إنشاء الاتحاد السوفياتي مع دول الكتلة الاشتراكية "حلف وارسو".

التسابق نحو التسلح: اتجه المعسكران إلى التسابق نحو التسلح، حيث تمكن الطرفان من تطوير الصواريخ العابرة للقارات، ومن صنع القنابل النووية والهيدروجينية، فنشأ عن ذلك ما يسمى ب "نظام توازن الرعب" القائم على تفادي الطرفين الدخول في مواجهة مباشرة خوفا أن من يؤدي استعمال أسلحة الدمار الشامل إلى إفنائها.

تخللت الحرب الباردة الأولى بعض الأزمات

ظهر تأثير توازن الرعب بصفة جلية على العلاقات بين العظميين في أزمة برلين الأولى، وفي الحرب الكورية.

أزمة برلين الأولى 1949م

تم تقسيم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية إلى أربع مناطق نفوذ، وعلى اثر اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وفرنسا على توحيد المناطق الألمانية الواقعة تحت مراقبتها في بما ذلك برلين الغربية، بالمقابل قرر الاتحاد السوفياتي إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى برلين الغربية، وفرض بذلك حصارا عليها، وكادت هذه الأزمة أن تتحول إلى مواجهة بين العظميين لولا قرار الاتحاد السوفياتي في ماي 1949م رفع الحصار على برلين الغربية، وأعقب ذلك تقسيم ألمانيا في بما ذلك برلين وجمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية) التابعة للحلفاء الرأسماليين، وجمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية) التابعة للإتحاد السوفياتي.

الحرب الكورية (1950 – 1953م)

تم تقسيم كوريا على اثر الاحتلال المزدوج الأمريكي السوفياتي لأراضيها إلى شطرين سنة 1945م، كوريا الشمالية يدعمها الاتحاد السوفياتي وكوريا الجنوبية تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، واندلعت الأزمة بسبب الحرب الأهلية بين الكوريتين عندما هاجمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية، وتوسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ثم الصين أطرافا في الصراع، إذ تدخلت الولايات المتحدة لمساندة كوريا الجنوبية وتدخلت الصين لمساندة كوريا الشمالية، وبعد مشاورات طويلة تم التوقيع على هدنة سلام في يوليوز 1953م، مما شكل بادرة نحو الانفراج الوضع الدولي، وبداية مرحلة جديدة تسمى "التعايش السلمي".

العلاقات الدولية من التعايش السلمي إلى الحرب الباردة الثانية

دخلت العلاقات الدولية مرحلة التعايش السلمي من بداية الستينيات وإلى غاية 1979م

بعد وفاة ستالين برز التعايش السلمي باعتباره رؤيا جديدة للعلاقات الدولية تنبني على تفادي أسباب التوتر المفضي للمواجهة العسكرية بين الدول خوفا من نتائج الحرب الساخنة بين المعسكرين، وساعد على ذلك أكثر وصول قيادات سياسية للحكم "نيكيتا خروتشوف" بالاتحاد السوفييتي، والرئيس "أيزنهاور" بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن العوامل التي أدت إلى نهج سياسة التعايش السلمي:

الخوف المتبادل من الحرب مع التطور النوعي في تكنولوجيا الأسلحة.

بروز قيادات سياسية مالية للحوار والانفراج في العلاقات الدولية سواء من الجانب السوفياتي أو من الجانب الأمريكي.

دور الأمم المتحدة في تكريس قيم السلام والتعاون الدولي، ونبذ الحروب وتشجيع الحلول الدبلوماسية للنزاعات في العالم.

اقتناع العظميين بأن التسابق نحو التسلح ليس في صالح الطرفين، وأنه من المفيد الاهتمام بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق التطور والتقدم عوض الدخول في الحرب.

وقد اتخذ التعايش السلمي عدة مظاهر، منها:

اللقاأت المكثفة بين العظميين لمعالجة بعض القضايا والخلافات الدولية، مثل وضعية ألمانيا والنمسا، والأمن الأوربي، والعلاقات بين الشرق والغرب، وقضايا نزع السلاح ...

دعوة القيادة السوفياتية إلى التعايش السلمي في عهد خروتشوف.

ظهور موقف مماثل من طرف الولايات المتحدة الأمريكية التي دعت إلى وقف الحملة المارتكية ضد الموظفين المتعاملين مع الأحزاب الشيوعية.

لكن هذا التقارب بين العظميين لم يمنع قيام أزمات حادة أظهرت حدود التعايش السلمي بينهما، وتجلى ذلك بالخصوص في أزمة برلين الثانية، والأزمة الكوبية، والحرب الفيتنامية:

أزمة برلين الثانية: اندلعت هذه الأزمة ابتداء من سنة 1955م بعد أن فشلت الكتلتان في التوصل إلى حل لمشكلة تقسيم ألمانيا إلى أربعة مناطق نفوذ، فالإتحاد السوفياتي حاول فرض الاعتراف القانوني بجمهورية ألمانيا الديمقراطية مع تحويل برلين إلى مدينة محايدة، بينما رفضت الأطراف الأخرى هذا الحل، وانتهت الأزمة ببناء جدار برلين من طرف سلطات ألمانيا الشرقية سنة 1961م.

الأزمة الكوبية: انفجرت هذه الأزمة سنة 1962م عندما اكتشفت طائرات الاستطلاع الأمريكية وجود قواعد سوفياتية لإطلاق الصواريخ بكوبا، فكان رد فعلها سريعا حيث حاصرت كوبا وهدد الرئيس الأمريكي كينيدي السوفيات بشن حرب شاملة، وانتهت الأزمة بسحب الصواريخ السوفياتية مقابل كف الولايات المتحدة عن تهديد النظام الاشتراكي بكوبا.

الحرب الفيتنامية: تواجهت الفيتنام الشمالية التي حظيت بدعم المعسكر الاشتراكي مع الفيتنام الجنوبية الموالية للمعسكر الغربي منذ سنة 1954م، ثم تدخلت الولايات المتحدة في الحرب بشكل مباشر سنة 1965م، لكن التدخل الأمريكي انتهى بتوحيد قوات الشمال لشطري الفتنام سنة 1973م، و بعد أن اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الخروج من الحرب، مما أسمته بالوحل الفيتنامي لعدة عوامل: اقتصادية، ودبلوماسية، ومعنوية، بعد أن كلفت الفيتناميين ما يقرب من ثلاثة ملايين من القتلى، وانتهت بتوحيد الفيتنام في دولة واحدة سنة 1975م.

ولم يكد العالم يتنفس الصعداء من حرب الفيتنام حتى عادت بؤر التوتر والمواجهة الغير مباشرة بين العظميين لتعم عدة مناطق من العالم الثالث إيذانا بنهاية التعايش السلمي وبداية الحرب الباردة الثانية.

الحرب الباردة الثانية (1975 – 1989م)

عادت العلاقات الدولية إلى التوتر من جديد بين القطبين الثنائيين، وذلك بعد أن امتد النفوذ السوفياتي إلى عدد كبير من بلدان العالم الثالث، حيث عمل على توسيع الروابط مع كل من ليبيا سنة 1975م، وأنغولا والموزمبيق سنة 1976م، كما تدخل في أفغانستان سنة 1979م، وبدأ الرد الأمريكي سنة 1977م بتزويد كل من مصر والصومال والسودان والتشاد بالأسلحة الدفاعية، إضافة إلى دعم كل الحركات المناهضة للأنظمة الاشتراكية بالعالم الثالث، وبالموازاة مع ذلك عززت كل من الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي قدراتهما العسكرية، حيث توصل الطرفان إلى تطوير الغواصات الحربية، والقنابل الذرية إبتداأ من سنة 1981م، كما شرعت الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ برنامج الدفاع الإستراتيجي سنة 1989م وهو البرنامج المعروف بحرب النجوم.

خاتمة

هكذا يتضح أن العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية تميزت بالتنافس بين الكتلتين الشرقية والغربية حول مناطق النفوذ وهددت العالم بحرب عالمية ثالثة عدة مرات، لكنها تميزت أيضا بتصاعد الحركات التحررية بالعالم الثالث المطالبة بالحرية والاستقلال.

اسئلة متعلقة

...