في تصنيف قصص وروايات تاريخية بواسطة

مرحلة تفكك وانقسام الدولة السلجوقية 

انهيار دولة السلاجقة 

مرحلة تفكك وانقسام الدولة السلجوقية   انهيار دولة السلاجقة

سبب سقوط الدولة السلجوقية 

متى سقطت الدولة السلجوقية 

بعد موت السلطان مليك شاه سنه 485ه وذلك بعد خمس وثلاثون يوما من وفاة نظام الملك الذي اغتاله باطني تابع لزعيم الباطنيين الحسن الصباح ، تفككت الدولة السلجوقية وبدأت عوامل الضعف والانهيار تدب بين اوساط ابنائه واخوته واحفاده ، فكان الامر في بدايته لابنه محمود بن مليكشاه من الام تاركان خاتون حيث اخفت موت مليكشاه وتعاونت مع الوزير تاج الملك في تسهيل السلطة لابنها محمود الذي كان يبلغ من العمر اربع سنوات وشهورا وكان في بغداد أما الابن الأكبر بركيارق فكان في الثالثة عشر من عمره وكان في اصفهان.

كانت سلطة تاركان خاتون كافية لتقنع الجُند بمبايعة ابنها محمود واخذت اعتراف الدولة العباسية من الخليفة المقتدي بأمر الله ولقبه ب (ناصر الدنيا والدين) ، ثم ارسلت تاركان خاتون في اسر بركيارق ونجحت بذلك فسجنته حتى تضمن عدم منازعته لابنها محمود غير أن اتباع نضام الملك ومؤيدوا بركيارق نجحوا في اخراجه من السجن ونصَّبوه سلطانا في اصفان نكاية وكرها في تركان خاتون فكانا سلطانان في وقت واحد ، محمود في بغداد و بركيارق في اصفهان فكان الصراع بينهما امرا حتميا .

بدأت تاركان خاتون بالهجوم على بركيارق فسارت مع ولدها والوزير تاج الملك بجيش الى اصفهان فاشتبك مع جيش بركيارق وانحاز جماعة من عساكر تاركان خاتون عن امرها لصالح بركيارق فانتصر وعادت تاركان الى اصفهان فحاصرهم فيها واتفق الطرفان على أن تدفع تاركان خاتون خمسمائة الف دينار لبركيارق وان تكون بلاده اصفهان وبلاد فارس لتركان خاتون وابنها وأما باقي البلاد فلبركيارق وهو السلطان. 

لم تقف تاركان فأغارت على معسكر بركيارق لكنها فشلت ومرة اخرى تعاونت مع إسماعيل ياقوتي خال بركيارق مقابل ان يتزوج منها فأغار على بركيارق فعاونه النظامييون فانتصروا عليه ودخل بركيارق الى اصفهان معقل اخاه الاصغر محمود لكن الاخير مرض بالحمى والجدر ومات سنة 487ه فكاتب وزيره عز الملك ابن نظام الملك امراء العراق وخراسان فعادوا الى بركيارق وتعاظم امره واعترف به الخليفة العباسي ولقبه بركن الدين سنة 487ه.

بعد سنة من ذلك نازع بركيارق عمه تاج الدولة تتش حيث تعاون مع تاركان خاتون لكنها توفيت في طريقها اليه وتفرق اتباعها الى بركيارق لكن تتش استمر في مشروعه حيث استطاع اغتصاب حلب ومد نفوذه الى انطاكية والموصل وميا فارقين وديار بكر ويتوجه الى اذربيجان ، فتوجه بركيارق بمساعدة اخاه سنجر فهزموا تتش وقتله معاوني آق سنقر.

ظهر المنافس الجديد لبركيارق وهو عمه أرسلان ارغون الذي كان يقيم مع اخيه مليك شاه في بغداد وعندما حدث النزاع بين محمود وبركيارق توجه أرسلان ارغون الى نيسابور فمنعه اهلها فتجه الى "مرو" واستلها فامتد سلطانه على بلخ وترمد ونيسابور وسائر خراسان ، فاقتنع بها وراسل بركيارق انه راض بما اخذ وانه لن يعتدى على غيرها من البلاد وبايع بركيارق على السمع له شرطاً لذلك ، لكن بركيارق ارسل عمه بوري برس لحربه فهُزم بوري برس وزاد استبداد أرسلان ارغون فكان طاغية كثير الظلم لغلمانه حتى انتهى به الامر مقتولا على يد غلام له عام 490ه فجعل اخاه معز الدين ابا الحارث سنجر بن مليكشاه واليا على خراسان فحكم بلاد ما وراء النهر عشرون عاما ولُقب بملك الشرق.

سنة 492ه استطاع محمد بن مليك شاه اخذ بغداد من اخيه الاكبر بركيارق فكانت الخطبة له لكنه استعادها من يده واستمرت الحرب بينهما خمس سنوات وكان سنجر يدعم اخاه محمد لانهما من أم واحدة حتى عُقد الصلح بينها سنة 497ه.

توفي بركيارق اثر مرض السل والبواسير سنه 498ه وعمره 24 عاما ، فولى ابنه مليك شاه بن بركيارق وهو في الخامسة من عمره فسار الى بغداد مع الامير إياز الذي عُين اتاباكا له وحصل على موافقة الخليفة العباسي فكانت الخطب له ولُقب ب جلال الدولة.

تحرك محمد بن مليك شاه وقد علم بموت اخيه بركيارق من الموصل الى بغداد واحتل غربها فكانت الخطب تخطب له في الغرب وفي شرق بغداد لابن اخيه مليكشاه بن بركيارق فكانا سلطانان في وقت واحد ومدينة واحدة.

استشار الامير أياز ( مربي مليكشاه بن بركيارق) فيما يفعله مع محمد واستقر الأمر على ان يستلم السلطان محمد امر البلاد وان يعفوا عما بدر من الامير مليكشاه ووزرائه واستقرت السلطنة لمحمد بن مليكشاه وخطب له سنه 498ه.

حكم محمد بن مليكشاه ثلاث عشر عاما والدولة السلجوقية في فوضى عارمه فكل جزء من الدولة له والٍ مستقل بنفسه فالشرق مع سنجر و الشمال معه وبلاد الشام تحت سيطرة أبناء تتش وآسيا الصغرى تحت حكم سليمان بن قتلمش.

توفي السلطان محمد سنه 511ه وامر بالسلطنة لابنه محمود وكان عمره اربع عشرة ووافق الخليفة العباسي المستظهر بالله ( 387ه – 512ه ) وكانت الخطبة باسمه لكن سنجر في الشرق لم يرض فهو يرى نفسه احق بالسلطنة من ابن اخيه محمود بن محمد بن مليكشاه وغير سنجر لقبه من ناصر الدين الى معز الدين وهو لقب ابيه مليكشاه ، واشتبك جيشاهما في ساوة سنة 513ه واستعان سنجر بفرقة من الفيلة عانته على النصر ، لكن الصلح كان حاصلا على ان يصفح سنجر عما بدر من ابن اخيه محمود وان يبقى شهرا في خدمة عمه السلطان سنجر بالري وألا يُدق له البوق عند ركوبه او انزاله وأن يترك كل ما يتعلق بشعائر السلطنة ورسومها لعمه سنجر. فكان السلطان الاعظم سنجر وقد اقر محمود بن محمد على العراق وسمح ان يُلقب بالسلطان شرط ان يكون خاضعا لعمه سنجر فكانت الخطب تخطب للسلطان سنجر ثم لمحمود بن محمد الذي بقي سلطانا على العرق العربي والعجمي اربع عشر سنة حتى توفي سنة 525ه ، قال ابن كثير انه كان من خيار الملوك ، وكان فيه حلم وإنارة وبر وصلابة ، وجلسوا لعزائه ثلاثة ايام ، رحمه الله. فأوكل محمود السلطنة لابنه داوود لكن الاخوين مسعود وسلجوقشاه ابناء محمد اتفقا على عزل داوود واختلفا في طلب السلطنة لنفسيهما فتصارعا كلا بمعسكره حتى عُقد الصُلح بينهما على ان تكون السلطنة لمسعود وان تؤول لسلجوقشاه من بعده. وكان معسكر ثالث لطغرل بن محمود حيث ناصره سنجر فهزم مسعود ونادى بالسلطنة لابن ابن اخيه طغرل ، فتضاربت الامور وكان في الاخير ان جلس السلطان مسعود على العرش عام 528ه وكان عادلا يحب الصالحين ويكرمهم بطلا شجاعا تليق به السلطنة وتوفي سنة 547ه ، وخلفه ابن اخيه مليكشاه بن محمود بن محمد.

كان السلطان سنجر سلطاناً اعظم للدولة السلجوقية بعد ان بسط نفوذه على جل اجزاء الدولة فكانت كلها تدين لأمر سلطانه فأعاد بذلك عصر السلاجقة العظام.

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
مرحلة تفكك وانقسام الدولة السلجوقية

انهيار دولة السلاجقة
0 تصويتات
بواسطة (2.4مليون نقاط)

نواصل قصة البداية والنهاية لدولة السلاجقة العظمى، وتدافع الأحداث بعد وفاة ملكشاه بن ألب أرسلان ووزيره النجيب نظام الملك باتجاه اضطراب مملكة السلاجقة وتفككها.

النزاع بين بركياروق وأخويه محمد وسنجر

وفاة السلطان بركياروق بن ملكشاه بن أرسلان

الدولة السلجوقية في عصر السلطان محمد بن ملكشاه

الدولة السلجوقية في عهد أحمد سنجر

السلطان سنجر آخر السلاجقة العظام

تألق الدولة السلجوقية في زمن السلطان سنجر

إخماده للفتن

صراعه مع الباطنية

معركة قَطَوان

ما بعد معركة قطوان

صراع السلطان سنجر مع الغز

وصال السلطان سنجر بنور الدين زنكي

الدولة السلجوقية بعد السلطان سنجر

دور النساء في حكم السلاجقة

الديوان الخاتوني

أسباب سقوط الدولة السلجوقية

النزاع بين بركياروق وأخويه محمد وسنجر

اندلع النزاع بين أبناء السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان، بركياروق الأكبر وأخويه الأوسط محمد والأصغر سنجر، بعد أن استقر الحكم نسبيًا في يد بركياروق، واستمر هذا النزاع لـ 5 سنوات منذ 492 إلى 497 هـ. تمكن خلالها محمد من إعادة الخطبة لنفسه في بغداد سنة 492 ﻫ بموافقة الخليفة المستظهر العباسي.

وسنجر ومحمد من أم واحدة وهي الجارية المملوكة لملكشاه، تاج الدين خاتون السفرية. فاصطف الأول مع الثاني ضد بركياروق. وانتهت الحرب بينهما بعقد الصلح بعد إدراكهما لعواقب هذا النزاع، يقول السيوطي: “إن الحروب لما تطاولت بينهمًا وعّم الفساد وصارت الأموال منهوبة، والدماء مسفوكة، والبلاد مخربة، والسلطنة مطموعًا فيها، وأصبح الملوك مقهورين بعد أن كانوا قادرين دخل العقلاء بينهما في الصلح وكتبت العهود والإيمان والمواثيق

ولقد تقرر أن يبرم الصلح وفق جملة شروط وقواعد أرسل بها بركياروق إلى الخليفة العباسي المستظهر بالله، فما كان من الخليفة إلا أن أجابه بقبولها وأمر بإقامة الخطبة لبركياروق كسلطان للسلاجقة سنة 497ﻫ

وعين السلطان بركياروق من جانبه أخاه سنجر واليًا على خراسان، وكان الأخير صاحب هيبة كبيرة وخبرة بفنون السلطنة والحكم في البلاد ولذلك استمر حكمه واحد وستين عامًا، كان خلالها ملكًا على خراسان لمدة عشرين عامًا بأمر من أخيه بركياروق، ثم واحد وأربعين عامًا سلطانًا للسلاجقة، ويعده المؤرخون آخر السلاجقة العظام وهو سادسهم.

وفاة السلطان بركياروق بن ملكشاه بن أرسلان

أصاب السلطان بركياروق مرض توفي على أثره بعد نحو عام فقط من تاريخ الصلح، أي في سنة 498 ﻫ وذلك ببروجرد، ويقول ابن كثير فيمن توفي من الأعيان في هذا العام: “بركياروق بن ملكشاه ركن الدولة السلجوقي، خطب له ببغداد سِتَّ مرات وعزل عنها ست مرات وكان عمره يوم مات أربعًا وعشرون سنة وشهورًا وقام من بعده ولده ملكشاه، فلم يتّم أمره بسبب منازعة عمه محمد له

وقال الذهبي عنه: “وكان بركياروق شابًا شهمًا شجاعًا لعابًا، فيه كرم وحلم، وكان مدمنًا، للخمر، تسلطن وهو حدث، له ثلاث عشرة سنة، فكانت دولته في نكد وحروب بينه وبين أخيه محمد، يطول شرحها وهي مذكورة في الحوادث… مات بعلة السَّل والبواسير، وكان في أواخر دولته قد توطَّد ملكه وعظم شأنه ولما احتضر، عهد بالأمر من بعده لابنه ملكشاه بمشورة الأمراء، فعقدوا له، وهو ابن خمسة أعوام

ولم يسمح محمد لابن أخيه ملكشاه بتولي الحكم لصغر سنه، فنازعه فيه حتى استقر له بعد ذلك مدة أكثر من ثلاثة عشر عامًا يقول في ذلك التنازع الذهبي: “عمت الفوضى في أثنائها جميع أنحاء الدولة فضعف الشرق الإسلامي أمام الصليبيين في بلاد الشام وأمام القوات الأخرى المعادية في جوف الدولة الإسلامية وأهمها الطائفة الإسماعيلية

وهكذا أعقب وفاة السلطان بركياروق انقسام شديد لسلطان الدولة السلجوقية بسبب مسألة التنازع على الملك، حيث أصبح كل جزء منها تابعًا لوالي مستقل، يقول الذهبي: “فالأجزاء الشرقية تخضع لحكم سنجر، والأجزاء الشمالية تخضع لحكم أخيه محمد وبلاد الشام تحت سيطرة أبناء تتش، وآسيا الصغرى تحت حكم أبناء سليمان بن قتلمش وتفككت وحدة الدولة عما كانت عليه في عهد السلاجقة العظام

الدولة السلجوقية في عهد أحمد سنجر

تمت مبايعة محمود بن محمد بن ملكشاه للسلطنة بعد وفاة والده وكان حينئذ في الرابعة عشرة من عمره، ووافق الخليفة العباسي المستظهر بالله على إقامة الخطبة له ببغداد في سنة 512 ﻫ.

لكن عمه سنجر لم يكن ليقبل بهذا الأمر، كونه اعتبر نفسه أحق منه بالسلطنة بعد وفاة أخيه محمد، فأعلن نفسه سلطانًا على السلاجقة وغير لقبه من ناصر الدين إلى معز الدين وهو لقب أبيه ملكشاه وأدى ذلك إلى انقسام الدول السلجوقية واندلاع القتال بين سنجر وابن أخيه محمود وجمع كل منهما جيشه وقوته.

وبالفعل التقى الجمعان بالقرب من مدينة ساوة سنة 513 ﻫ، واستعمل سنجر في هذه المعركة الفيلة فرجحت كفة النصر لصالحه، لكن مع ذلك أبرم اتفاق الصلح بين العم وابن أخيه، حيث أن محمود توجه إلى عمه سنجر، فأكرمه وصفح عنه وسامحه عما بدر منه، وعامله معاملة حسنة وقبل شفاعته في آخرين وقبل محمود كل شروط عمه، وأطاعه واحترمه، فقرر السلطان سنجر اختياره وليًا لعهده ونائبًا عنه في العراق سنة 513 ﻫ، وسمح له بالتلقب بلقب سلطان.

وخطب للسلطان سنجر وابن أخيه السلطان محمود معًا في عام 514 ﻫ، على أن يكون محمود تحت حكم عمه سنجر الذي أعاد لابن أخيه كل ما كان تحت سلطانه ما عدا الري، وظل محمود يحكم لمدة أربعة عشرة عامًا حتى توفي عام 525 ﻫ وقال عنه ابن كثير:

كان من خيار الملوك وكان فيه حلم وأناة وبر وصلابة وجلسوا لعزائه ثلاثة أيام، سامحه الله.

وكما جرت به العادة فقد أعلن الخليفة العباسي المسترشد بالله في سنة 513 ﻫ سنجر سلطانًا أعظم للسلاجقة وأقام الخطبة باسمه في كافة أقاليم الدولة السلجوقية، ومن جانبه أكرم السلطان سنجر بن ملكشاه أبناء أخيه محمد، فوزع عليهم حكم مدن وأقاليم إيران والعراق، وتمكن بفضل حنكته القيادية وسياسته في الحكم من بسط نفوذه على كل أراضي ما وراء النهر حيث كان يتنقل بنفسه إلى أقاليم هذه المنطقة للاطمئنان على أحوال سلطنته فيها.

وتمكن السلطان سنجر من إخضاع جميع حركات التمرد في دولته وتأليف قلوب من يطمع في الملك من أسرته، مما أدى إلى استقرار الدولة السلجوقية في عصره، وبذلك استحق لقب سلطان جميع الممالك السلجوقية.

وامتد نفوذه إلى سائر البلاد حتى يقال إن الخطبة له وصلت إلى كاشغر، وأقصى بلاد اليمن ومكة والطائف ومكران وأذربيجان وغزنة وسمرقند، وخراسان وطبرستان، وكرمان، وسجستان، وأصفهان، وهمذان، والري، وآرنيه، وآرمينية، وبغداد والعراقين، والموصل، وديار بكر، وديار ربيعة والشام والحرمين.

وضربت له السكة في جميع هذه الأقاليم، وبذلك تمكن السلطان سنجر من إعادة الهيبة والوحدة والقوة للدولة السلجوقية ولكن لآخر مرة، فسجل عصره آخر حقبة لعصر السلاجقة العظام.

بواسطة (2.4مليون نقاط)
السلطان سنجر آخر السلاجقة العظام

هو معز الدين أحمد سنجر، واسمه أبو الحارث سنجر بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق، واسم سنجر يعني يطعن. وسمي سنجر لأنه ولد في مدينة سنجر على عادة الأتراك آنذاك أن يسمى الوليد باسم مسقط رأسه. وقد ولد في سنجر عندما كان والده السلطان ملكشاه نازلًا فيها بعد اجتيازه لديار بني ربيعة متوجهًا إلى غزو بلاد الروم. وسنجر في الفارسية الطير الجارح.

واختلفوا في سنة ولادته رغم اتفاقهم على اليوم، فمنهم من قال إنها كانت في 25 من شهر رجب سنة 479 هـ، ومنهم من قال في سنة 477 هـ وقال البنداري في سنة 471 هـ، وقد توفي والده السلطان ملكشاه في سنة 485 هـ، لذلك فجميع الروايات التاريخية متفقة على أن سنجر كان صغيرًا عند وفاة والده.

وكانت والدته امرأة فاضلة صالحة متدينة متصدقة وكثيرًا ما كانت ترسل الجمال إلى طريق مكة وهي محملة بالصدقات لغرض توزيعها على الحجاج في موسم الحج. وقد تعرضت للأسر خلال الحرب التي اندلعت بين أبناء ملكشاه حول العرش، حيث أسرها بركياروق، وافتداها سنجر بما لديه من أسرى وفك أسرها.

وتزوّج السلطان سنجر من تركان خاتون بنت أرسلان خان صاحب سمرقند، ولم يذكر له زوجة غيرها، وكانت تصاحب زوجها في جميع أسفاره وحروبه، مما عرضها للأسر مرتين، الأولى عند هزيمته في معركة قطوان سنة 536 هـ/ 1141 م أمام القراخطائيين الصينيين فافتداها بخمسمائة ألف دينار. والمرة الثانية عندما أُسرت مع زوجها السلطان على إثر هزيمته أمام الغز سنة 548 هـ / 1153 م.

ومما يذكره المؤرخون أن السلطان سنجر لم يحاول الهروب طول مدة أسره وفاءً لزوجته التي مكثت في أسرها ثلاث سنين حتى توفيت هناك سنة 551 هـ.

وكان السلطان سنجر بارًا بأبناء إخوانه وأخواته، فبعد توليته محمود بن محمد ولاية العهد، ثم توفي بعد ذلك، استخلف على خراسان ابن أخته محمود بن محمد بن بغراخان، وهو على فراش الموت، واستدل المؤرخون بذلك على أن سنجر لم يكن له أبناء ذكور يوليهم السلطنة من بعده بينما أشارت المصادر إلى وجود بنات للسلطان إذ تزوج السلطان محمود بن محمد من ماه ملك خاتون ابنة سنجر سنة 513 هـ/ 1118 م. وكذلك تزوّج الخليفة العباسي المسترشد بالله 512 هـ- 529 هـ من ابنة سنجر، سنة 518 هـ/ 1124 م وبنى لها دارًا فاخرة على نهر دجلة.

وتشير بعض المصادر إلى أن لسنجر ابن واحد أُسر في معركة قطوان مع والدته سنة 536 هـ /1142 م ولم يظهر له أثر بعد ذلك.

اسئلة متعلقة

...